صحف عالمية: وضع غزة مرشح للأسوأ ونتنياهو يحاول التغطية على تآكل شعبيته
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
سلطت صحف ومواقع إخبارية عالمية الضوء على مفاوضات باريس للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى وإيقاف الحرب، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة، وخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لليوم التالي للحرب.
وقالت افتتاحية واشنطن بوست إن الوضع بغزة يمكن أن يصبح أسوأ مما هو حاليا، لكن بإمكان الرئيس الأميركي جو بايدن أن يساعد في منع ذلك رغم صعوبة موقفه.
وترى الصحيفة أن أفضل خيار أمام بايدن هو استخدام نفوذه للضغط على الحكومات العربية لتضغط بدورها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وللضغط على الحكومة الإسرائيلية في المقابل لتقليص الهجمات واسعة النطاق والغارات الجوية.
وفي تحليل بصحيفة هآرتس رأى الكاتب ألون بينكاس أن خطة نتنياهو لليوم التالي في غزة ليست مجدية، وأنه ظل الاستطلاعات التي تشير إلى تدني شعبيته، لجأ إلى مقامرته الأخيرة، باختراع أزمة الدولة الفلسطينية ومواجهة الولايات المتحدة.
اتفاق وشيكبينما رأت صحيفة ليبراسيون أن مفاوضات باريس ثم الدوحة جعلت الاتفاق وشيكا على هدنة في غزة تتخللها عملية تبادل أسرى، غير أنها تستدرك بأن أجواء التفاؤل السائدة لا تعني أن خطر الهجوم على رفح قد زال.
أما صحيفة لوتون السويسرية فرأت في افتتاحيتها أن رفح أصبحت تختزل معضلة الإستراتيجية الإسرائيلية في غزة، واستشهدت بتناقض الموقف الإسرائيلي، بين التفاوض من أجل هدنة وتبادل السجناء من جهة، والتهديد بشن هجوم وشيك على رفح من جهة أخرى.
في حين أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن تفاؤل بايدن باحتمال وقف إطلاق النار بغزة في غضون أسبوع، يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو معالجة المصاعب السياسية التي يواجهها في سعيه لولاية رئاسية ثانية.
وأوضحت الصحيفة أن حالة الاستياء تجاه بايدن يمكن أن تظهر اليوم الثلاثاء، عندما يتوجه الناخبون الديمقراطيون في ولاية ميشيغان إلى صناديق الاقتراع لاختيار مرشح الحزب للرئاسة.
وكتبت غارديان البريطانية عن الدور الإنساني "المهم" الذي تقوم به جمعية الكشافة في غزة، وشرحت كيف أصبحت خبرة الجمعية والمنتسبين إليها إضافة حاسمة في هذه الظروف المأساوية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
المقاومة في اليوم التالي
يقال إن (الحق فوق القوة) وإن المقاوم المدافع عن حقه في وطنه وحريته وسيادته واستقلاله، هو الأقوى من المحتل والأكثر شجاعة من الغازي والوافد الغريب عن الأرض والتضاريس.
غزة تجاوزت بملحمتها (حطين) و(عين جالوت) وتجاوزت ملاحم العرب والمسلمين في مواجهة الحملات الصليبية.. نعم تجاوزت ملحمة طوفان الأقصى كل ملاحم العرب والمسلمين التي كانت متعادلة في قدرات أطرافها، غير أن ملحمة الأقصى كانت ملحمة استثنائية غير مسبوقة في التاريخ، لا من حيث قدرات أطرافها، ولا من حيث إمكانياتهم، إذ يصعب بل يستحيل أن نقارن بين قدرات وإمكانيات المقاومة ماديا ومعنويا وعلميا وتقنيا واستخباريا وعسكريا، مع عدو مدجج بكل القدرات العسكرية الحديثة بل والأكثر حداثة، والمتفوق تقنيا والمدعوم من كبرى جيوش العالم ودول العالم، التي اصطفت سرا وعلانية إلى جانب العدو، مقدمين له كل أشكال الدعم والإسناد بكافة أشكاله عسكريا استخباريا وأمنيا وتسليحا وتجسسيا وإعلاميا ودبلوماسياً وغطاء سياسياً في كل المحافل الدولية والمنظمات الدولية، لدرجة ان أمريكا ودول الغرب وكل عواصم الحريات والديمقراطيات في العالم تخلت من أجل الكيان الصهيوني عن قيمها وأخلاقياتها ومبادئها وقوانينها ودساتيرها من أجل نصرة العدو الصهيوني، فيما المقاومة التي حوصرت من العدو ومن كل دول العالم حوصرت أيضا من أشقائها عربا ومسلمين، في حرب إبادة جماعية دامت لأكثر من 15 شهرا، حربا أبادت القطاع ولم تترك فيه حجرا ولا شجرا وذهب ضحيتها أكثر من (70 ألف شهيد) غالبيتهم نساء وأطفال وشيوخ ومدنيون عزل، وهناك أكثر من (200 الف جريح) وآلاف المعتقلين، حرب مشفوعة بحصار جوي وبري وبحري، حرب منع الأعداء خلالها الطعام والماء والوقود والأدوية عن الأطفال والنساء والشيوخ وعن أكثر من (2.5) مليون عربي فلسطيني، ظل لأكثر من (15) شهرا تائها في جغرافية القطاع المحدودة التي لا تزيد عن (365)كم مربع.
حرب استهدف العدو فيها المنازل والمساجد والكنائس والمدارس والطرقات والمستشفيات وعربات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني والدكاترة ومخازن الأدوية، حرب إبادة ممنهجة ومنظمة ومتفق عليها بالفعل والصمت والتجاهل، حرب عجزت المؤسسات الدولية المعنية بحماية السلم والأمن الدوليين عن إيقافها، حرب دمرت مقرات الأمم المتحدة، واهتان خلالها رموز المنظمات الدولية، حرب يمكن وصفها بأنها حرب إبادة كاملة جسدت انحطاط المجتمع الدولي وانهيار قوانينه وكل المنظومات القانونية والأخلاقية، سقطت خلالها حتى الأديان بكل مسمياتها (سقطت للأسف بكل قيمها) والهويات الحضارية والإنسانية.
حرب أخفق فيها العدو رغم كل ما سلف ذكره، عن تحقيق ولو هدف من بنك أهدافه التي أعلنها يوم قرر شن عدوانه وحرب إبادته على قطاع غزة بذريعة تصفية المقاومة وتجريدها من سلاحها والتخلص منها فكريا ووجوديا وماديا ومعنويا، نعم حرب رغم بشاعة العدو وجرائمه فيها ورغم المدد الغربي والشراكة الأمريكية والصمت العربي الإسلامي إزاءها، هزم فيها العدو هزيمة منكرة وساحقة، هزيمة قد لا يستوعبها البعض من أصحاب نظريات (الانبطاح) الذين ينظرون إلى الدمار في غزة ويعتبرونه دليلاً على (هزيمة المقاومة) فيما آخر سيقول: من قتلت المقاومة من العدو؟ مقارنة بما قتل العدو من الشعب الفلسطيني؟ وهناك من سيظل يتمسك بخيبته ويتحدث عن (مغامرات المقاومة) وأنها ضحت بالشعب الفلسطيني وضاعفت من معاناته ودمرت قدراته وعرضته للإبادة، وأمثال هؤلاء ومن يرددون مثل هذه الترهات هم بشر قد سلب الله منهم عقولهم وجَّردهم حتى من بقايا كرامة يمكن أن يتحلى بها إنسان لديه بقايا من كرامة وحرية وشذرات من نخوة عز.
حرب عدوانية شنها العدو، وكانت بالنسبة للمقاومة مصيرية مرتبطة بحقها الوجودي وحق شعبها في الوطن والدولة والحرية، حرب حسمتها المقاومة الفلسطينية وانتصرت فيها ومشاهد تبادل الأسرى كافية لتثبت انتصار المقاومة التي لا يمكن مقارنتها بالعدو وقدراته وإمكانياته وإمكانيات حلفائه وداعميه.. فمن دعم المقاومة؟ حتى (سلطة عباس) المرتهنة شاركت العدو في عدوانه على المقاومة، العرب خانوا المقاومة ومن هرولوا ليتوسطون ما كانوا ليهرولون للوساطة لو كانت المقاومة ضعيفة أو تمكن العدو من سحقها، ماذا فعل هؤلاء في لبنان؟ وماذا فعلوا في سوريا؟ هل قدروا يلتزمون بما تعهدوا به للشعب اللبناني؟ هل تمكنوا من ردع العدو في سوريا؟ وحدها اليمن ممثلة بحكومة صنعاء، أقدمت على ما لم يكن يخطر ببال أحدا عدوا كان أو صديقا.. نعم عملت اليمن ما لم يجرؤ على القيام به ويعمله أي نظام عربي هل كانت صنعاء تغامر؟ لا كانت مؤمنة حد اليقين بما تقوم به وتعرف جيدا ما الذي قامت به والهدف من وراء ذلك، وهو ما لم يدركه أو يستوعبه أصحاب نظريات الانبطاح والارتهان..
لذا أعيد وأكرر ما سبق أن قلته في تناولة سابقة بأن اليوم التالي الفلسطيني هو يوم المقاومة وهي من سوف تشكل أطيافه وهذا ما نشاهده ويشاهده العدو والعالم الذين أرعبتهم مشاهد العزة والكبرياء والشموخ في قطاع غزة.