على أبواب شهر الرحمة.. رسالة لكل حواء
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
هي أيام قليلة تفصلنا على أفضل شهر في السنة، شهر فضيل يأتي ببركاته ونفحاته الإيمانية. وطوبا لمن استغلها وعرف كيف يغتنم الفرصة، فكيف نحضر لها الشهر قبل أن يحل ضيفا عزيزا؟
لكن قبل الإجابة سأطرح سؤالا لطالما سألناه متأخرين: كم مرة ضاعت منك مواسم الطاعات..؟ تركت عطايا وكنوز فيها أجر تتبخر وأنت منشغلة بالحياة؟
أجل سيدتي، هاهي الفرصة أمامك، فلا تفوتيها فقط في طهي الطعام، وزينة الموائد.
لأن الأيام تتعاقب بسرعة، فلا تخرجي من هذا الشهر الفضيل خاوية، فلا أنا ولا أنت نضمن أن تكون لنا فرصة أخرى. فلنستغل عطايا الرحمن في أهم مواسم الطاعة والخير ولنغتسل فيه من ذنوب نعرِفها. وذنوب طُمِست بداخلنا وكانت في طي النسيان، لكن كل شيء عند الله في كتاب.
*عزيزتي، أعطانا الله الفرصة، فلنحسن عيشها، يكفينا من إعداد الطعام ما يجب إعداده بعيد عن الإسراف والتبذير. فلتكن صلاتك في موعدها مؤدية لها بخشوع، ولتقرئي وِردَكِ من القرآن بتدبر. ولتتركي العنان لدموعك، لتتفاعلي مع معاني الآيات القرآنية العظيمة، فلكل آية رسالة من رب العباد تقرِّبك من خالقك أكثر فأكثر.
*استمعي لدروس يرق بها القلب، ولتلطفي الجو بين أفراد أسرتك بالقول الطيبة. اقترحي مثلا مسابقة في بيتك على الاجتهاد في العبادة والطاعة. ليحظى الفائز في الأخير بجائزة رمزية، حتى يبقى الأثر مغروسا في قلوبهم.
*حضري خُطتك هذا العام على ورقة، ولتضعي لها عنونًا: سأعبد الله واجتهد في طاعته. كما لم أجتهد من قبلُ. وليكن هذا هو شعارك من الآن، ولتشجعي نفسك، وشُدي من أزرها، ولا تلقي بها إلى التهلكة.
فصلاتك ستشهد عليك إذا أخرتها وأنتِ تعدين ما لذ وطاب.
الصدقات ستشهد وأنتِ تسرفين في شراء المشتريات، وقد نسيتِ إخراج صدقة يومك.
وقيام الليل وقراءة القرآن سيشهد عليك وأنت نائمة منهكة متعبة.
فكري مليا وتأملي حجم الفرصة، فلا تضيعي هذه الأيام المعدودات وغيره من مواسم الطاعة. لأنه لن يفيد الندم وأنتِ تقرئين صحيفتك وتنظرين فيها، لهذا اعقدي وجدِّدي النية من الآن. أن رمضان هذا العام سيكون الأجمل لك، وبداية مولد جديد لقلبك، بداية التغيير. بداية لتنقية نفسك من ذنوب ما مضى، رمضان بإذن الله سيكون بوابة العبور للالتزام. ليكن رمضان النور الذي جاء ليُبدد ظلام سنوات من الغفلة، ردِّدي بداخلك: ما أجمل صحيفتي وهي ممتلئة بأعمالي الصالحة..
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: الشرع الشريف يأمرنا بإكرام العلماء والصالحين وكبار السن
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الشرع الإسلامي حثّ على إكرام العلماء والصالحين والآباء وكبار السن، مشيرة إلى أن ذلك جزء من القيم الإسلامية التي تحث على الاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع، وتعزز روح الرحمة والتوقير.
إكرام أهل الفضل سنة نبويةاستشهدت دار الإفتاء بحديث رواه الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه، حيث قال النبي ﷺ للأنصار عندما اقترب سعد من المسجد: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ، أَوْ خَيْرِكُمْ» (متفق عليه). وأوضحت الدار أن هذا الموقف النبوي يعكس حرص الإسلام على إكرام أهل الفضل والتعبير عن تقديرهم بالقيام لهم احترامًا وتوقيرًا.
قيم الرحمة والتوقير بين الأجيالتابعت دار الإفتاء حديثها مؤكدة أن الإسلام يضع الرحمة بصغار السن واحترام الكبار ضمن الأخلاقيات التي تميز الأمة الإسلامية.
ودللت بحديث النبي ﷺ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» (أخرجه الترمذي).
التربية على الاحترام المتبادلأشارت الدار إلى أن هذه القيم تعد ركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك ومتحاب، يقوم على احترام الخبرات، والتعلم من الكبار، وغرس الأخلاقيات السامية في الأجيال الصاعدة.
وختمت دار الإفتاء بيانها بدعوة الجميع إلى الاقتداء بهدي النبي ﷺ في تعامله مع الآخرين، والتأكيد على أن توقير الكبار وإكرام العلماء ليس مجرد سلوك فردي، بل هو من مظاهر الرحمة التي ينعم بها المجتمع بأسره.