جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-18@23:14:08 GMT

المنافقون هم المرجفون!

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

المنافقون هم المرجفون!

 

 

حمد بن سالم العلوي

من فضائل معركة "طوفان الأقصى" -التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023م- أن أظهرت المنافقين والمرجفين على حقيقتهم؛ وذلك في خذلانهم لقضية فلسطين، لقد كانوا يتوارون عن البوح بما تُكِنُّه أنفسهم من خيانة للأمة؛ وذلك بالوقوف باطنيًّا مع الكيان الصهيوني، وظاهريًّا مع الحق ضد الباطل، ولكن جدية المعركة أبطلت تواريهم المريب هذا عن الحق؛ فلمَّا دفعتهم المقاومة الفلسطينية لكشف بواطنهم -وذلك بجرأتها على الصهاينة محل اعتزازهم بهم- وأظهرت لهم حقيقة هذا الكيان ووهنه، وأنه فعلاً أوهن من بيت العنكبوت، حتى أوقعتْ المنافقين في حرج شديد، فإمَّا أن يكونوا مع العروبة والحق، وإما ضد ما يُظهرون به للعلن، فاتَّضح أنهم هم الضد عينه، وغزوة طوفان الأقصى حقيقية وكاملة الأركان؛ وذلك بما حققت من أهداف كبيرة، لا تقوى عليها أعتى الجيوش العربية، وفي ظرف بضع ساعات، فقد تكللت بالنجاح الباهر، وكان التخطيط السليم سيد الموقف، والتنفيذ الدقيق عزف سيمفونية الشروق لغد جديد، فكسرت هيبة وسمعة العدو الصهيوني، وفأوجع ذلك الصهاينة العرب، وأصابهم هول كبير فيما حصل.

لقد كان الصهاينة العرب يُعِدُّون العدة لقبر القضية الفلسطينية، والتخلُّص منها وإلى الأبد، وذلك من أجل التماهي المريح مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب، وقد علمنا يقيناً أن هؤلاء الصهاينة العربانيين، قد بدلوا دين الله بأدين أخرى؛ وذلك خلاف حكم الله الذي قال في محكم التنزيل: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" (آل عمران:19)، وقال تعالى أيضاً: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (آل عمران:85). إذن؛ هذا حكم الله في الذين بدلوا دينهم ولا مُعَقِّبَ على حكمه.

وها نحن اليوم نكتشف بفضل معركة "طوفان الأقصى"، أن الكثير من العرب قلوبهم مائلة مع اليهود أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون، وهم أعداء للإسلام والمسلمين منذ أن نزل الإسلام على يدي سيد خلق الله محمد عليه افضل الصلاة والسلام، وهم أعداء لشرائع الله من قبل ذلك، وقد كادوا أن يقتلوا نبي الله محمد وذلك بدسِّ السُّم له في الطعام، كما قتلوا الكثير من الأنبياء والرسل من قبل؛ فالمسلم الحقيقي مأمور بمعاداة اليهود أبناء القردة والخنازير، ومحرم عليه موالاتهم لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ  إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (المائدة:51)، ويقول تعالى كذلك: "فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ" (المائدة:52)؛ فهل من وضوح أكثر من هذه الأحكام في حق المنافقين.

لقد تغلغل الصهاينة في البلاد العربية، وكاد الجاسوس الصهيوني "إيلي كوهين"، الذي تقلد الكثير من المناصب الحزبية في سوريا، أن يُصبح رئيسًا للوزراء لولا أن كشفه الله بالتعاون بين المخابرات المصرية والسورية؛ وذلك في ريعان وعز العروبة وحكم الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، ترى كم من إيلي كوهين قد تغلغل في ثنايا وطن العروبة حتى الآن، فهذه العروبة التي كنا نتغنَّى بها في كل معضلة وقعت على الأمة العربية، إلا أنَّ الصهاينة العرب يعملون اليوم على وأدها وقبرها حية، حتى لا يبقى لنا هناك من رابطة تجمع العرب على صعيد واحد، وتمنع تشظيهم وفتاتهم أكثر مما هو حاصل، ويوحد كلمتهم لنصرة بعضهم بعضاً.

إنَّ غزة اليوم تتعرض لإبادة جماعية، وذلك بالقتل المباشر بالطائرات والدبابات، أو بالجوع والعطش، وانعدام الدواء والعلاج، ولا تريد من العرب نجدة أو سلاحاً، ولكنَّ الغزاويين يريدون لقمة عيش يسدون بها رمقهم، لكي يظلوا على قيد الحياة، وهذه الملايين العربية تقف عاجزة عن القيام بالواجب الإنساني تجاههم؛ فإذا امرأة حبست هرة (قطة) وبُشِّرت بالنار، فكيف بمن يحبس ملايين البشر، ويجعلهم يموتون جوعاً، فأي نوع من العذاب تنتظرون أيها العرب، فلا تقولوا هذا ليس بأيدينا، فإذا قرأتم القرآن فإنه من المؤكد أنكم مَرَرتم بقصة ناقة نبي الله صالح عليه السلام، فإنَّ الذي عقر الناقة شخص واحد أو اثنين أو حتى ثلاثة، ولكن غضب الله حل على قوم ثمود جميعهم، ولم تبق لهم باقية، فهناك الذي صمت والذي شجع والذي لم يهتم، إذن كل هذه الأسباب كانت كافية حتى يغشاهم عذاب الله كافة، ونحن اليوم ينطبق علينا ما حصل لأولئك القوم.

وقد تجد بعض العرب يتساءلون بأسلوب الشماتة، قائلين: أين إيران عنكم يا أهل غزة؟! أليست هي من زوَّدكم بالمال والسلاح، وأغرتكم بالهجوم على إسرائيل؟! وهم يحاولون بهذا دق إسفين بين المقاومة وإيران، فإذا أنتم لم تستطيعوا أن تقدِّموا شيئاً للمقاومة لكي تتحرر من الذل والإهانة، والتعدي على الحقوق، والقتل والتنكيل بالشعب الفلسطيني، والأحكام الجائرة بمئات السنين على الأسرى، وسلب الأرض بالقوة والتهجير القسري للشعب الفلسطيني، وكل هذا العذاب ليس من يوم أو يومين أو شهور، وإنما على مدى 75 سنة مضت.

وأنتم أيها العرب ودَّعتم القضية الفلسطينية مع وفاة جمال عبد الناصر، فما الذي بقي أمام المقاومة إلا اللجوء لإيران التي اعتبرت تحرير القدس قضيتها المقدسة، أيغيظكم هذا؟! أم أنه يغيظ إسرائيل؟! فهل أصبحت حميتكم واحدة أنتم وإسرائيل؟! فلذلك غيَّرتم العداوة من إسرائيل عدوة الله ورسوله، إلى عداوتكم المتعاضدة مع إسرائيل ضد إيران البلد المسلم، ألم يخطر ببالكم قوله تعالى: "هَا أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم" (محمد:38)؟ هل تعلمون كيف فسَّر رسول الله هذا الاستبدال؟! لقد فسَّر الاستبدال في هذه الآية الكريمة بالقول: إنَّ أولئك القوم هم أهل فارس، وأنهم هم الذين سيكونون بدلاً عنكم، أيها العرب المتخاذلون، وهذا الحديث موجود في كتب التفاسير، هذا إذا أحببتم تدارك هذه الأحاديث واستبدالها بإسرائيليات من صنع نتنياهو، لأنه أصبح قدوتكم في الشر والإجرام؛ لذلك بدأتم بتشويه سمعة الإيرانيين، وهذا لن يرد حكم الله فيكم.. وفيهم أبداً.

وإنَّما سيحل غضب الله على العاصين لشرعه ودينه، وسيذلكم على أيدي اليهود، وهم أرذل خلق الله بين البشر، وسيقود الفرس المقاومة حتى النصر وتحرير بيت المقدس، وهذا شرف لن يناله إلا من أتى الله بقلب سليم، ونفَّذ اشتراطات الآية الكريمة في الإنفاق والجهاد في سبيل لله، فأما أنتم فقد امتنعتم عن الإنفاق في سبيل لله، وبخلتم وتوليتم، وفعلتم عكس ذلك، فقد دعمتم الصهاينة وأنفقتم عليهم، وأغدقتم لهم بالعطاء في سبيل الشيطان الرجيم.

أما إيران، فإنها أنفقت وسلحت، وأرسلت خبراءها للتدريب على القتال، واستشهد منهم الكثير على طريق تحرير القدس، وإيران عندما يَحِين موعد الحرب الكبرى، فلن تتردد عن خوضها، ولكن الآن محور المقاومة لا يزال قادرًا على أن يدير الحرب، ويهزم العدو الصهيوني، فقط إذا أنتم تقفون على الحياد، وليس مطلوبًا منكم النصرة، وأن تسمحوا لهم فقط بالطعام والشراب والدواء.

فيا غثاء العرب ألا تستحون وقد خرجت شعوب العالم في مظاهرات يومية نصرة لفلسطين، وعلى مدى خمسة أشهر رغم التضييق من حكوماتهم المتصهينة، وهناك طياراً من الجيش الأمريكي يحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في أمريكا من أجل وقف الحرب في غزة، ولم يرف جفن لغثائنا العربي، هزلت والله القيادات العربية وبارت، إن لم نستطع مد اليد بلقمة عيش لإخواننا في غزة، أم أن العلمانية التي اعتنقتموها بدلاً من دين لله، قد أوهمتكم بأنه لا حساب عليكم، وأن الجنة والنار مجرد خدعة بهدف الاستقامة الطوعية، وأنتم بغنى عنها، طالما رضيت عنكم إسرائيل، حامية حماكم في الطريق إلى الدرك الأسفل من النار، ذلك كما توعدكم به رب العالمين.

فلا نقول إلا صبراً أهل غزة العزة إن النصر آت، وأنْ لا أحَدَ سيمُوت بغير تقدير من الله، وهم مكرمون بالشهادة والحياة الأبدية.. وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حلقة النار ضدّ إسرائيل وأساسها لبنان.. هل انتهى دورها؟

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تساءلت فيه عمّا إذا كانت إسرائيل تمكنت من إنهاء التهديد المُتعدّد الجبهات في الشرق الأوسط.   ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه منذ عام 2021، عندما أطلقت حماس الصواريخ على إسرائيل "للرد" على الإجراءات الإسرائيلية التي لم تكن راضية عنها في ما يتعلق بالحرم القدسي والقدس الشرقية، واجهت إسرائيل تهديداً متزايداً على جبهات متعددة، وأضاف: "لقد توسع هذا التهديد ليشمل حزب الله وسوريا في نيسان 2023، عندما تمَّ إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة ولبنان وسوريا في نفس الوقت تقريباً للرد على النزاعات بين إسرائيل والمتظاهرين الفلسطينيين على الحرم القدسي".   وأردف: "لكن ذروة هذا التهديد المُتعدّد الجبهات كانت مذبحة السابع من تشرين الأول التي أجبرت إسرائيل على خوض حروب كبيرة وممتدة في وقت واحد ضد حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، و5 جبهات أخرى وهي إيران، ووكلاء إيران في سوريا، قوات الحوثي في اليمن، وكلاء إيران في العراق، والمسلحون في الضفة الغربية".   وسأل التقرير: "هل أنهى وقف إطلاق النار مع حزب الله في 27 تشرين الثاني الماضي وطرد إيران من سوريا مع سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في كانون الأول، ووقف إطلاق النار مع حماس في 15 كانون الثاني الجاري، التهديد المتعدد الجبهات؟".   وأكمل: "كانت النظرية وراء التهديد متعدد الجبهات، أو حلقة النار، بسيطة جداً، وهي إغراق إسرائيل في وقتٍ واحد على العديد من الجبهات. وللعلم، فإن هذه النظرية صاغها وهندسها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني سابقاً قاسم سليماني، في عام 2017، قبل اغتياله في عام 2020".   وتابع: "كان سليماني وأعداء إسرائيل الآخرون يدركون أن أياً منهم لن يتمكن من إلحاق الهزيمة المباشرة بإسرائيل أو حتى تحديها بشكل جدي في مواجهة فردية. ولكن إذا بدأوا جميعاً في الهجوم في وقت واحد، وضربوا كل أجزاء الجبهة الداخلية في وقت واحد، فقد يتمكنون من سحق إسرائيل من خلال إجبارها على تقسيم قواتها، كما كانوا يأملون. فعلياً، قد تتمكن حماس من قصف الجنوب وحزب الله في الشمال، ولكن من المشكوك فيه أن يتمكن أي منهما من إلحاق أضرار جسيمة بالبلاد بأكملها".   وأضاف: "بشكل جماعيّ، قد يتمكن وكلاء إيران من هزيمة إسرائيل فقط من خلال العدد الهائل من التهديدات المتحركة من مواقع مختلفة، أو على أقل تقدير، قد تتمكن من إجبار القدس على تقديم تنازلات استراتيجية مختلفة من شأنها أن تعمل على تحسين قوة ومكانة محور طهران".   وقال: "بحلول شباط 2023، علمت صحيفة جيروزاليم بوست من مصادر دفاعية أنه من المتوقع أن تتخذ الجمهورية الإسلامية إجراءات أكثر عدوانية ومخاطرة لاستغلال التهديد متعدد الجبهات ضد إسرائيل. وفي نقاط مختارة على مدى الأشهر الـ15 الماضية، ربما تصورت إيران ووكلاؤها أن استراتيجيتها متعددة الجبهات قد أثمرت".   وأكمل: "لم يكن الأمر يتعلق فقط بـ 1200 إسرائيلي قتلتهم حماس و250 آخرين احتجزتهم كرهائن في 7 تشرين الأول 2023، بل كان الأمر يتعلق أيضاً بـ 10600 صاروخ أطلقتها حماس على وسط وجنوب إسرائيل، بما في ذلك أحياناً مئات الصواريخ يومياً على تل أبيب، من تشرين الأول 2023 حتى كانون الثاني 2024، مع استمرار إطلاق الصواريخ من وقت لآخر طوال عام 2024".   وقال: "لقد قررت إسرائيل السماح لحزب الله بتدمير أجزاء من الشمال، بما في ذلك إجلاء أكثر من 60 ألف مواطن من منازلهم لمدة 13 شهراً للهروب من نيران الصواريخ. ومن منتصف أيلول إلى أواخر تشرين الثاني 2024، قضى ثلث شمال إسرائيل وقتاً كبيراً تحت الإغلاق بسبب إطلاق الصواريخ من حزب الله".   وأضاف: "على مدى عام، تعرضت إسرائيل لهجمات باليستية دورية من الحوثيين في اليمن، وكان العديد منها قادراً على إرسال ما بين مليونين إلى 3 ملايين شخص في وسط البلاد إلى الملاجئ في منتصف الليل".
وأكمل: "لقد كان عام 2024 أفضل إلى حد ما من عام 2023 في هذا الصدد، فالمستوى الإجمالي للهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين من الضفة الغربية في عامي 2023 و2024 كان خارج المخططات. وبطبيعة الحال، قُتل جنود بشكل دوري بواسطة طائرات من دون طيار تمّ إطلاقها من سوريا والعراق".   وأردف: "في نهاية المطاف نجحت إسرائيل في إحداث انتكاسات عند حزب الله، فبعد 13 شهراً من الوعد بعدم الانسحاب من الحرب ما لم تنسحب إسرائيل من غزة، انسحب الحزب من المواجهة وهي في حالة صعبة لاسيما بعد اغتيال أمينه العام السّابق السيد حسن نصرالله".   وتابع: "لا يزال حزب الله القوة الأقوى في لبنان، ولكنه على الأقل يوافق حالياً على تسويات سياسية مع قوى أكثر اعتدالاً في لبنان لم يكن ليحلم بها أبداً قبل الحرب".   على صعيد آخر، يقول التقرير إنَّ "إيران هددت بمهاجمة إسرائيل على الفور للمرة الثالثة بعد أن دمرت طائرات الجيش الإسرائيلي معظم دفاعاتها الجوية المميزة، وبعض إنتاجها من الصواريخ الباليستية، وموقعاً نووياً واحداً في 26 أكتوبر. ولكن حتى الآن، فإنَّ إيران لم تنفذ تهديدها".   وأضاف: "لقد وعدت حماس بأنها لن تتفاوض بشأن إعادة الرهائن إلا إذا انسحب الجيش الإسرائيلي أولاً من غزة، ولكنها في نهاية المطاف توصلت إلى اتفاق وقف إطلاق النار حيث سيبقى الجيش في جزء من غزة حتى عودة جميع (أو على الأقل معظم) الرهائن".   وأكمل: "كذلك، تمَّ تفكيك كل كتائب حماس الـ24 على يد الجيش الإسرائيلي بحلول شهر حزيران الماضي. وللإشارة، فقد قد قُتل مهندسا حرب حماس، يحيى السنوار، ومحمد ضيف، إلى جانب إسماعيل هنية ومعظم قيادات الحركة قبل الحرب. ولكن هناك أسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت حماس سوف تحتفظ بالسيطرة الكاملة على غزة بعد وقف إطلاق النار، أو ما إذا كانت ستحتاج، من أجل الحصول على المساعدات لإعادة الإعمار، إلى قبول نوع من الحكم الهجين مع السلطة الفلسطينية وغيرها من الأطراف الإقليمية والعالمية".   وأمام كل ذلك، طرح التقرير سؤالاً أساسياً وهو على النحو التالي: "هل كل هذه الأمور كافية لإقناع حماس وحزب الله وإيران والقوى الأخرى المعادية لإسرائيل بأن استراتيجية الجبهات المتعددة أيقظت الأسد الإسرائيلي النائم وانفجرت في وجههم؟".   هنا، يتابع التقريرُ قائلاً: "بالإضافة إلى تجنب أي نزاع كبير مع إسرائيل خلال العام المقبل، وربما سنوات أخرى، كمسألة تكتيكية لإيجاد الوقت لإعادة البناء وإعادة التسلح، فهل يتوصل بعض هؤلاء الأعداء المختلفين على الأقل استراتيجياً إلى استنتاج مفاده أنه ينبغي لهم الحد من أي صراع مع إسرائيل؟".   وقال: "بعبارة أخرى، ونظراً لأن إسرائيل تتمتع بمزيد من القوة والنفوذ على كل الجبهات تقريباً مقارنة بما كانت عليه قبل السابع من تشرين الأول، فهل تم دحض نظرية الحرب متعددة الجبهات مع إسرائيل؟".   واستكمل: "قبل هجوم السابع من تشرين الأول، كانت إسرائيل تخشى القتال مع حزب الله خشية أن يؤدي صراع صغير إلى إشعال فتيل هجوم صاروخي أكبر من جانب حزب الله. ولكن هل من الممكن أن تتوصل الأطراف المختلفة إلى استنتاجات مختلفة، مع اهتمام أقل بالصراع مع إسرائيل؟ كذلك، هل من الممكن أن تقوم إيران ببساطة بتغيير استراتيجيتها في الصراع إلى مسارات جديدة، بما في ذلك مسار الأسلحة النووية، والإرهاب العالمي، والحرب السيبرانية؟".   وتابع: "من السابق لأوانه القول بأي أمر، والكثير مما ستستنتجه الأطراف المختلفة يعتمد على ما إذا كان التهديد الذي تشكله حماس من غزة لا يزال منخفضاً".   وقال: "يعتقد بعض المراقبين أيضاً أن بعض أعداء إسرائيل، حتى بعد الضربات التي تلقوها، ما زالوا ينظرون إلى الأخيرة باعتبارها أكثر قابلية للهزيمة في ضوء هجوم السابع من تشرين الأول والعقاب الذي تحملته الجبهة الداخلية لمدة 15 شهراً".   وختم: "في المُقابل، هناك على الأقل أمل في أن يكون التغيير الاستراتيجي الإيجابي الناجم عن هذه الحرب هو دفع أعداء إسرائيل إلى التفكير مرتين بشأن ما إذا كان الانضمام إلى حرب طرف آخر مع إسرائيل يصب في مصلحتهم". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • إعلام العدو: عزلة الصهاينة تتفاقم.. طرد رجل أعمال صهيوني من فندق سويسري
  • بحلول 26 يناير..عون يطالب إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان
  • حلقة النار ضدّ إسرائيل وأساسها لبنان.. هل انتهى دورها؟
  • توفيق عكاشة: إسرائيل تحتاج العرب للسيطرة على العالم
  • حظر التطبيع مع إسرائيل.. جمال عبد الرحيم يكشف أهم توصيات اجتماع المكتب الدائم للصحفيين العرب
  • مقررة أممية لـعربي21: تسامح العرب مع إسرائيل يشجعها على احتلال أراضيهم (شاهد)
  • نائب قائد الحرس الثوري الايراني: الصهاينة تلقوا هزيمة كبرى من اهالي غزة
  • قطعان المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • قائد الثورة: صبر الناس وصمود المقاومة أجبرا الصهاينة على التراجع
  • وزير الاقتصاد: نشدّ على ايدي الاخوة العرب والمجتمع الدولي في اعادة الاعمار