جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-22@02:53:14 GMT

ذات الضفائر العنَّابة (12)

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

ذات الضفائر العنَّابة (12)

 

 

مُزنة المسافر

 

الشمس

هل تعرف الشمس ما الذي صار للقمر وحدث له؟

حين صار يستمع بتمعن بالغ

لذات الضفائر العنَّابة

لقد كان زهرياً وردياً

وصار كالفراولة الحلوة

والآن إنه القمر العملاق

الذي يعبر الآفاق

ويخبر عن الذهول

والفصول

هل يدري القمر أنه صار بحجم الشمس؟

إنه يتمدد ولا يتبدد

ولن ينكمش أبداً

بل سينمو ويعلو في أحلى سماء

بنفس السناء

****

سينادي بأسماء الأطفال كما تفعل ذات الضفائر العنَّابة

حين تجلس على النهر

وتنتظر الأطفال الذين يلقون كل الدمى

واللعب

ليكونوا بين حنايا حكاياها

وقلبها الظمآن

العطشان للقصص

وهل سيكونون فعلاً أسفل ضوء القمر؟

ويشعرون بنور القمر يضيء حياتهم

وقد يقدر القمر أن يلقي بعضاً من ضوئه الجميل

وجسده الوسيم

على جدائل ماجدالينا

وستشعر أن نوره الخلاب

قد طرق كل الأبواب

لتخبر قصة ربما عن القمر

وأن تتحدث عنه بجميع الكلمات التي تعرفها

وتتكلم عنه دون توقف

لن تتوقف حين تتذكر نوره يتخلخل جدائلها

وضفائرها

وربما قلبها

هل ستعشق ذات الضفائر القمر أكثر من أي شاطر؟

أو طفل خاطر

بدماه ولعبه

ليكون فوق الجسر

ويعبر النهر

ليلاقي ماجدالينا

ماذا إن فعلت وتوسلت أن يتركوها الأطفال؟

وأنها ستنشغل بالقمر؟

وبالمطر إن انهمر

وسيكون لها كلمات الأمس

كل ما جاءت الشمس

وطلبت منها أن تروي شيئاً ما

ماذا لو انشغلت ماجدالينا بالليل؟

ورأت أنها لن تكون في أي نهار

وسيكون شغلها الشاغل

وقلبها الفاعل

للأمور المذهلة

لن يقول شيئاً رائعاً

صانعاً للبهجة للأطفال

بل سيكون صامتاً

وغير قادر على الكلام

أمام القمر إن جاء وحضر

وطلب أن يحكي ويروي هو كلمات أخرى

غير تلك التي تعلمها وفهمها

وماذا سيقول القمر لذات الضفائر كل ليلة؟

ماذا سيخبأ لها قبل البكرة؟

ماذا سيقول؟

هل سيصول بها ويجول؟

ويدخل قلبها وينتزع القصص

ويحكي هو روايته الحرة

ربما حول أمور كثيرة أخرى.

...،

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"الكهف"

 

 

عيسى الغساني

قصة أو رمزية الكهف لأفلاطون ظهرت في القرن الرابع قبل الميلاد، تعد من أهم الأعمال التي لها دلالات رمزية، حيث تتعاطى مع واحد من أهم العناصر أو القضايا بشأن تعريف المعرفة وحقيقتها وهل المعرفة تأتي من الذات أم هي عنصر خارجي تشكله الحواس البشرية.

في الكهف، يحكي عدد من الأشخاص يعيشون بداخل الكهف ويرون العالم الخارجي من خلال الظلال التي تنعكس بداخل الكهف على الجدران نتيجة انعكاس أشعة الشمس، وبالتالي تصورهم وفهمهم للعالم الخارجي لا يتعدى الصور التي تنعكس من الخارج إلى داخل الكهف. وعلى هذه الصور تدور كل حياتهم ونقاشهم وتصورهم للواقع، وهكذا استمرت بهم الحياة لوهلة غير يسيرة من الزمن. لكن ذات صباح قرر فرد من المجموعة أن يخرج وبعد صراع مع أفكاره، اندفع خارج الكهف ليتفاجأ بأشعة الشمس التي تسقط على عينيه، ويعجز في البداية عن الرؤية. وبعد برهة يتكيف بصرة مع أشعة الشمس وينظر حوله، فيرى عالمًا مختلفًا. نعم كل شيء مختلف السماء، الأرض، الأشجار، الحيوانات، البشر، وهنا يدرك أن كل ما يشاهده في الكهف ليس سوى صور مُشوَّهة للواقع!

وبين الظلام والنور تتجلى الحقيقة، وهنا يشعر من خرج من الكهف بواجب أخلاقي لإخبار الآخرين عن العالم الحقيقي الذي ظهر له، ولكنه يُوَاجه بالسخرية والرفض؛ ذلك أن من بداخل الكهف لا يستطيع أن يتصور حقيقة تختلف عن الظل الذي تعودوا عليه، وبدافع الخوف والانكار يرفضون الخروج من الكهف، بحجة ما يعتقدون بأن المعروف خيرٌ من المجهول؛ فالإنسان عدو ما يجهل.

أسطورة الكهف تُمثِّل زوايا وأبعادا عميقة، إنها دعوة للتفكير النقدي في طبيعة المعرفة، وكيف للإنسان أن ينأى بنفسه ويتحرر من أغلال وقيود الجهل، الكهف يمثل تجليات العالم المادي مقابل عالم الأفكار والمُثُل، حسب ما يراه أفلاطون.

ويرى أفلاطون أن الأشياء تأتي وتذهب، تبرد وتسخن، لذلك هو عالم الأخطاء الكثيرة. لكنه يرى أيضًا أن هناك عالمًا حقيقيًا توجد فيه كل الأشياء الحقيقية التي تتصف بالكمال، ولها مثيلاتها المشابهة لها أو المُستنسَخة منها في عالمنا المحسوس. واعتبر أفلاطون هذا العالم عالم الحقيقية أو المثل. وهذا العالم مستقل عن كل شيء، وغير متأثر بالتغيُّرات التي تحصل للعالم الذي نختبره عن طريق الحواس.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • قبل الحر .. طرق علاج تصبغات البشرة في الصيف
  • “فلكية جدة”: لا صحة لظهور الوجه المبتسم بسماء السعودية
  • "الكهف"
  • مسار الشمس يضيء بعقوبة ويستعرض رحلة صالح رضا الفنية (صور)
  • "فلكية جدة": اقتران هلال القمر وكوكب زحل في سماء المملكة الجمعة
  • تحذيرات علمية من الاستخدام المنتظم لزيت عباد الشمس
  • فلكية جدة: اقتران بين هلال القمر وكوكب زحل الجمعة المقبل
  • دنيا ماهر عن الراحل سليمان عيد: "الابتسامة دايما كانت على وشه والناس كلها بتحبه"
  • إطلاق القمر الصناعي «الشارقة سات-2» نهاية العام الحالي
  • صور.. رمال ذهبية ومياه زرقاء تجذب الزوار بكثافة إلى شاطئ نصف القمر