إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

في زيارة وصفها الإليزيه بأنها "تمثل شرفا لفرنسا وتوضح عمق العلاقات التي توحد بلدينا"، يؤدي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الثلاثاء والأربعاء الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها أمير لقطر منذ 15 عاما، وزيارة الدولة الأولى للأمير تميم بن حمد منذ توليه الحكم في عام 2013.

وقالت الرئاسة الفرنسية إنه من المتوقع أن يتوجه الأمير إلى قصر الإليزيه بعد الظهر للقاء مع الرئيس إيمانويل ماكرون، يتبعه توقيع اتفاقيات وعشاء رسمي، دون مزيد من التفاصيل.

ومن المقرر أن يكون قائد الفريق الفرنسي لكرة القدم ونجم باريس سان جرمان، كيليان مبابي، وكذلك رئيس النادي الباريسي، رجل الأعمال ناصر الخليفي، أحد أفراد الدائرة المقربة من الأمير، من ضيوف الشرف، بحسب ما ذكرت صحيفة لو باريزيان.

وسيناقش الجانبان إطلاق سراح الرهائن في غزة، وهي مسألة تمثل "أولوية" مطلقة بالنسبة لفرنسا، التي ما يزال ثلاثة من مواطنيها محتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما تلعب قطر دورا مركزيا في المفاوضات الجارية بهذا الشأن وتلك الرامية إلى وقف إطلاق النار.

واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم شنته حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول وخلف نحو 1160 قتيلا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة التي تلته حتى الآن إلى مقتل ما يقرب من 30 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، في غزة، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

 

"معايير خفض التصعيد" في الشرق الأوسط

وتستضيف قطر القيادة السياسية لحركة حماس على أراضيها وتعمل مع الولايات المتحدة ومصر لمحاولة إنهاء الحرب مع إسرائيل. كما أنها وفق باريس "شريك رئيسي في الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة"، في حين يخشى امتداد الحرب إلى لبنان الذي يعاني من شلل سياسي وأزمة اقتصادية خطيرة.

ومنذ بداية الحرب، يستهدف حزب الله مواقع عسكرية إسرائيلية بشكل يومي، دعما لحماس، في حين تضرب إسرائيل القرى الحدودية اللبنانية وتنفذ عمليات مستهدفة.

وأشار الإليزيه إلى أن قطر قدمت الدعم للجيش اللبناني، وسيكون هذا الدعم جزءا من "معايير خفض التصعيد" في المستقبل.

ومع استمرار محادثات الهدنة في الدوحة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن الاستعداد لتنفيذ هجوم بري في مدينة رفح التي يتكدس فيها النازحون من أجل "القضاء"على حماس.

 ويدعو عدد من الدول، بما في ذلك فرنسا، إلى عدم القيام بذلك فيما ما زال أكثر من مليون مدني عالقين في المدينة، وهي نقطة الدخول الوحيدة للمساعدات الإنسانية الشحيحة إلى القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مطبقا.

"زخم" لحل الدولتين

وفي هذا السياق المثير للقلق، تعمل فرنسا وقطر على إيصال مساعدات إنسانية، بما في ذلك عشر سيارات إسعاف وأكثر من 300 خيمة، "في الأيام المقبلة".

ونفذت فرنسا والأردن أيضا الإثنين عملية إنزال جوي جديدة لرزم إنسانية على غزة، بما في ذلك 2,2 طن من الطرود الغذائية ومستلزمات النظافة، بعد أول عملية مماثلة في بداية شهر كانون الثاني/يناير.

ويدفع الرئيس الفرنسي أيضا مع نظرائه الغربيين إلى تطبيق "حل الدولتين" ويرى أن قيام دولة فلسطينية هو "المخرج الوحيد القابل للتطبيق من الأزمة". لكن بنيامين نتانياهو يرفض الحديث عن ذلك.

وقال ماكرون إنه ينبغي أن يمنح هذا الحل "زخما حاسما لا رجعة فيه"، عند استقباله العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في 16 شباط/فبراير في الإليزيه، مما يشير إلى إمكان الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد.

وفي اليوم الثاني من زيارة الدولة يوم الأربعاء، سيترأس رئيسا الوزراء غابرييل أتال ومحمد بن عبد الرحمن آل ثاني منتدى اقتصاديا حول فرص الاستثمار بين البلدين في مجالات الذكاء الاصطناعي وإزالة الكربون وأشباه الموصلات والتكنولوجيا الحيوية والصحة.

وسيعيد البلدان تفعيل علاقاتهما الثقافية من خلال الزيارة المرتقبة لوزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي إلى قطر.

 

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج الإليزيه لفرنسا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كيليان مبابي غزة إسرائيل حزب الله قطر فرنسا الإليزيه إيمانويل ماكرون غزة إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل كيليان مبابي فرنسا غزة الحرب بين حماس وإسرائيل حصار غزة المغرب الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا

إقرأ أيضاً:

ماذا قال دروز السويداء عن زيارة إسرائيل؟

سوريا- لم تلقَ دعوة إسرائيل رجال الدين الدروز في السويداء، أمس الجمعة، لزيارة مقام "النبي شعيب" في قرية حطين شمال فلسطين المحتلة قبولا لديهم، لكنها أثارت تساؤلات، في ظل مشهد سياسي سوري متأزم أصلا.

ونفى الشيخ سعيد البكفاني، أحد شيوخ الدروز في السويداء، مشاركة أحد منهم في الزيارة، وقال للجزيرة نت إن من زار مقام النبي شعيب "هم رجال دين من القنيطرة وريف دمشق".

وهذا ما أكده الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي لدروز فلسطين، عندما نفى عبر تصريحات إعلامية قدوم رجال دين من السويداء تلبية لدعوة وجهها لهم لزيارة مقام النبي شعيب.

رفض الاتهامات

وتنتظم هذه الزيارة سنويا، في الفترة الممتدة بين 25 و28 أبريل/نيسان، لكن الدعوة الإسرائيلية لزيارة المقام بغير الموعد المعلوم، قد تحمل -حسب البعض- دلالات سياسية وتوددا إسرائيليا تجاه دروز السويداء.

ونفى الشيخ حمود الحناوي، شيخ عقل الدروز في السويداء، معرفته أو تدخله بهذه الزيارة، وأشار إلى أنه رأى الإعلان عنها كأي شخص آخر.

وقال للجزيرة نت "الزيارة قد تكون سابقة لوقتها بظل الظروف المتسارعة داخل سوريا، ولا علم لي إن شارك بها أحد مشايخ السويداء، وإن حدث، فهي تحمل صفة دينية تقليدية، لا شأن للسياسة بها".

إعلان

وندّد الشيخ الحناوي بالاتهامات لسكان السويداء بـ"العمالة الخارجية"، ورغبتهم "بالانفصال عن الوطن الأم"، وأكد أن السويداء "كانت وستبقى جزءا لا يتجزأ من سوريا".

معلقون اعتبروا أن الزيارة دينية تقليدية تخلو من أي دلالات سياسية (رويترز) الزيارة الأولى

وذكر الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل الدروز في السويداء، أن الزيارة، تُعد الأولى من نوعها منذ عام 1973. وقال للجزيرة نت "قد تكون الزيارة مبادرة من الشيخ موفق طريف، بهدف إعادة الروابط، واستئناف الزيارات الدينية، لتعزيز اللحمة الوطنية وتحقيق التوافق والمحبة بين أبناء الوطن من كلا الجانبين".

وأوضح جربوع أن الاعتراض على الزيارة جاء لاعتبارات عديدة، أهمها، عدم ملاءمة التوقيت السياسي الحالي لها، بظل التحديات التي تواجه سوريا عموما، ومنطقة جبل العرب والطائفة الدرزية خاصة، بالإضافة لعدم وجود سلام بين سوريا وإسرائيل، على حد تعبيره.

وأضاف "نحن ملتزمون بالقوانين السورية، وبانتمائنا القومي والعربي وبسوريتنا". وتوقع أن "تتفهم الدولة السورية الزيارة، باعتبارها تعبيرا عن مشاعر الشوق للقاء الأهل، وليس محاولة للتطبيع مع إسرائيل، أو تحقيق أهداف سياسية".

ويحظى "النبي شعيب" بمكانة خاصة لدى كلّ الدروز، لدرجة أن دروز السويداء أنشؤوا مقاما رمزيا يحمل اسم النبي شعيب في قرية قيصما، "كمكرمة" من المقام الحقيقي في فلسطين، ولأجل التبرّك بالاسم.

انعكاسات التوقيت

ويرى مروان حمزة، الناشط السياسي السوري، أن هذه الزيارة "دينية تقليدية تخلو من أي دلالات سياسية". وقال للجزيرة نت "المشاركون بالزيارة ليسوا من أبناء السويداء، بل من دروز فلسطين المحتلة والجولان والجليل".

وفي السابق -يضيف حمزة مقارنا- "كان دروز الجولان وفلسطين المحتلة يزورون الأماكن المقدسة في جبل العرب، ويلتقون الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وينظمون رحلات لمناطق مختلفة في سوريا".

إعلان

وعن توقيت الزيارة والتشنج القائم بين بعض مشايخ الجبل والإدارة الجديدة في سوريا، يقول حمزة إنها أثارت تساؤلات تؤدي إلى "زيادة التوتر الطائفي بالمنطقة، وبسوريا عموما، ولذلك هي غير مناسبة بهذا الظرف".

أما مفيد أبو عمار، رئيس المكتب الإداري للهيئة العامة لحراك السويداء، فرأى أن الزيارة "ودية بين الأهل"، من باب "الصلة وعلاقات القربى، وأن الدروز طائفة واحدة بكل بلاد الشام، لكن العلاقات الأسرية انقطعت بين الأهل في فلسطين وباقي مكونات الطائفة سواء في سوريا ولبنان والأردن منذ 1948″.

وعن موعد الزيارة، يقول أبو عمار إنه "جاء بوقت نعيش فيه الكثير من الإرهاصات السياسية، وشرع البعض يبني عليها مواقف سياسية، وأخذ آخرون بالاصطياد بالماء العكر".

ونفى جازما أن يكون لهذه الزيارة "الدينية الودية" أي هدف سياسي، إذ لم يرافق الزائرين أي وفد سياسي أو عسكري، وأضاف "جميع الزوار كانوا من أهلنا بجبل الشيخ، وهم رجال دين لا سياسة".

وشدد أبو عمار على أن هدف الزيارة "ليس الانفصال عن الوطن"، مستدلا برفض الدروز قيام الدولة الدرزية أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، وأن هذا المشروع أجهضه سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى.

كما قدّم الدروز -حسب أبو عمار- شهداء كثر أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، وقدمت الطائفة 75% من الشهداء السوريين.

وأجهض كمال جنبلاط، وكمال أبو صالح، وكمال كنج (الكمالات الثلاثة) مشروع الدولة الدرزية في ستينيات القرن الماضي.

"الحافلات سلكت طريقًا عسكريًا أنشأه جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد 8 ديسمبر داخل #سوريا".. دخول العشرات من رجال الدين الدروز السوريين إلى #الجولان المحتل لزيارة "قبر النبي شعيب"#فيديو pic.twitter.com/KmSuhZSh3h

— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) March 14, 2025

زيارة دينية

من جهته، رأى الناشط السياسي نضال عامر أنها مجرد زيارة دينية طقسية، لكن توقيتها يبدو مستفزا من الناحية السياسية، نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.

إعلان

وقال عامر للجزيرة نت إن "طائفة كل سوري شريف هي (سوريا)، وانتفاضة السويداء كانت بمثابة إعادة الروح للثورة السورية، ولم تحمل أي هتافات تدعو للطائفية أو التقسيم، بل شملت جميع أبناء المحافظة بمختلف انتماءاتهم". وتابع "يفتخر أهالي السويداء بسوريتهم ووطنيتهم، وبأنهم جزء من النسيج السوري الواحد".

وتحظى المقامات الدينية -حسب أبو عامر- بمكانة خاصة لدى الطائفة الدرزية، وهي بالعشرات على امتداد الجغرافيا التي قطنها الدروز في بلاد الشام، و"تحاول إسرائيل الاستثمار السياسي داخل النسيج الدرزي الواحد، والعابر لحدود سايكس بيكو، وكسب ولائه لها، ولو تسوّلت ذلك من خلال النبي شعيب".

مقالات مشابهة

  • «وليد جنبلاط» يعلّق على زيارة وفد «درزي» سوري إلى إسرائيل
  • عودة الحرب "على مراحل".. خيار إسرائيل البديل إن فشلت المفاوضات
  • أغلبية في إسرائيل تفضل إعادة الأسرى على القضاء على حماس
  • عون الى فرنسا للقاء ماكرون ولا ضوء أخضر لأموال إعادة الإعمار...
  • ماذا قال دروز السويداء عن زيارة إسرائيل؟
  • “حماس” تؤكد مرونتها في المفاوضات وتدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
  • حماس تدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
  • عون يتلقّى دعوة ماكرون لزيارة فرنسا
  • ترامب: أجريت مناقشات مثمرة مع بوتين والحرب في أوكرانيا قد تنتهي
  • أغلبية في إسرائيل تؤيد إنهاء الحرب على غزة