الجزيرة:
2025-04-25@21:24:02 GMT

استشهد مشتبكا.. أحمد دراغمة قائد كتيبة طوباس ومؤسسها

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

استشهد مشتبكا.. أحمد دراغمة قائد كتيبة طوباس ومؤسسها

طوباس– في اشتباك وصف بالعنيف، استشهد الشاب الفلسطيني أحمد دراغمة خلال اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة طوباس شمال الضفة الغربية فجر اليوم الثلاثاء، بينما استشهد الشابان محمد بيادسة وأسامة أبو زلط في توغل آخر ومتزامن بمخيم الفارعة المتاخم للمدينة من جهتها الجنوبية.

وأصيب دراغمة (25 عاما) وفق بيان مقتضب لوزارة الصحة الفلسطينية وصل إلى الجزيرة نت، بـ 3 رصاصات في الصدر والرقبة والرأس، بينما أصيب الشهيد بيادسة (32 عاما) برصاصة في الرأس مباشرة، وأصيب أبو زلط (31 عاما) برصاص في الصدر.

وفي عملية عسكرية موسعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بدأت قبيل منتصف الليلة الماضية واستمرت حتى الرابعة فجرا، توغّلت قوات كبيرة من جيش الاحتلال في محافظة طوباس ترافقها جرافات عسكرية ضخمة، في محاولة لاعتقال مطلوبين لها أو تصفيتهم كما دأبت وبصورة متصاعدة في العامين الأخيرين على الأقل.

وقال حسام دراغمة مدير بلدية طوباس للجزيرة نت، إن جيش الاحتلال اقتحم طوباس من 3 محاور، عبر حاجز تياسير شمالا، وحاجز الحمراء جنوبا، ومن منطقة البقيعة شرقا، حيث توغلت هذه القوات المدججة بكل أنواع السلاح بداية في مخيم الفارعة وشرعت بتجريف شوارعه وبنيته التحتية.

وخلال ذلك اشتبكت قوات الاحتلال مع المقاومين، مما أدى لاستشهاد الشابين محمد بيادسة وأسامة أبو زلط بعد قنصهما داخل منزليهما، كما أصيب 3 آخرون برصاص الاحتلال.

وفي الأثناء، وخلال عمليتها بمخيم الفارعة، اقتحمت قوات الاحتلال ووحداتها الخاصة مدينة طوباس قرابة الساعة الثالثة فجرا، ودارت اشتباكات وصفت بالعنيفة بين المقاومين وجنود الاحتلال في منطقة السوق القديم، مما أدى لاستشهاد الشاب أحمد دراغمة.

استشهد الشابان محمد بيادسة وأسامة أبو زلط خلال اقتحام الاحتلال لمخيم الفارعة جنوب طوباس (الجزيرة) "المؤسس والشرس"

وعقب استشهاد أحمد، حمله رفاقه وشبان المدينة على الأكتاف وجابوا به في مسيرة ضخمة تخللها إطلاق نار كثيف بالهواء وهتافات للشهيد والدعوة للانتقام والثأر له، ومن ثم نُقل الشهيد إلى المشفى التركي الحكومي بالمدينة.

ويعكس ما جرى وفق مدير بلدية طوباس، حسام دراغمة، إجرام الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة وغطرسة جيشه الذي اعتاد اقتحام القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية لقتل المقاومين، ويضيف "هؤلاء الشبان الذين ينتمون لفصائل العمل الوطني والإسلامي يهبون بكل مرة للدفاع عن بلدهم ومنازلهم الآمنة".

ويضيف "المقاومون بطوباس هم من الشباب الثائر والخلوق وذوي السمعة الطيبة الذين سلكوا درب الدفاع عن وطنهم وأهلهم وبالتالي أصبحوا مطاردين من قبل الاحتلال الذي يقتحم المدينة دوما تحت هذه الذريعة".

والشهيد أحمد جمال سليم دراغمة (25 عاما)، تلقى تعليمه الأساسي والثانوي بمدارس طوباس حيث أنهى الثانوية العامة ولم يتابع دارسته الجامعية، والتحق بالعمل الحر مع شقيقه، وهو الأوسط بين 7 أخوة (4 إناث و3 ذكور).

وسبق أن اعتقل الاحتلال الشهيد أحمد الملقب بـ"الجُغُل" قبل نحو 3 سنوات ولفترة وجيزة، حيث أطلق سراحه بعد أيام من التحقيق معه، بينما اعتقل شقيقاه الأكبر كمال والأصغر محمد لعدة أشهر.

وبخلقه الحسن وبشاشة وجهه، إضافة لالتزامه الديني، عرف أحمد الشاب "الضحوك والمتفائل" كما يصفه أصدقاؤه.

ومع اشتداد المواجهة مع الاحتلال في مخيمات ومناطق المحافظات الشمالية لا سيما مخيمات جنين ونور شمس بطولكرم وبلاطة بنابلس، عمد أحمد إلى تشكيل ما تُعرف بـ"كتيبة طوباس" والبدء بمواجهة الاحتلال.

الشهادة ولا سواها

وما لبثت أن أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إطلاقها "كتيبة طوباس" منتصف يوليو/تموز من العام الماضي، حتى انخرطت فصائل المقاومة وخاصة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المسار ذاته وشرعت باستهداف الاحتلال.

شارك أحمد في التصدي ورفاقه المقاومون للاحتلال بكل اقتحاماته، حتى أن الاحتلال جعله هدفا لكل اقتحاماته لمحافظة طوباس التي أدت لاستشهاد 24 مواطنا خلال 2023، وفق مرصد شيرين أبو عاقلة التوثيقي.

ومنذ نحو عامين ومع تأسيسه لكتيبة طوباس بدأ الاحتلال بملاحقة أحمد ومطاردته، وكان يرفض تحت أي ظرف تسليم نفسه، ويقول إن السجن ليس مكانه، وأن مصيره إما "الشهادة وإما البقاء مطاردا ومشتبكا مع الاحتلال" يقول قريبه أحمد محاسنة.

ويضيف للجزيرة نت أن أحمد كان "متفائلا" رغم معرفته المسبقة لمصيره، وأنه كان "يضع المقاومة والشهادة نصب عينيه تماما كما يضعه الاحتلال على رأس أهدافه، حيث نجا مرات كثيرة من محاولات اغتيال واعتقال.

ويصف محاسنة الشهيد أحمد بالمقاوم "الشرس والعنيد" وأنه كان يرفض الاستسلام تحت أي ظرف، ويؤكد أنه خاض طريق المقاومة ورفض أن يرجع منه إلا شهيدا.

وهو متواضع في مقاومته أيضا ويبتعد عن الظهور لدرجة حرص فيها على عدم الالتقاء كثيرا بذويه خلال فترة مطاردته، وأنهم كما يقول قريبه كانوا يرونه فقط خلال الاقتحام والاشتباكات مع الاحتلال. ولهذا يضيف محاسنة "كمن جنود الاحتلال لأحمد خلال اقتحامهم طوباس، لأنهم يعرفون أنه سيخرج ويشتبك معهم، وكان ذلك فعلا، فجاؤوه من الخلف".

مقاوم يشارك بتشييع شهداء في مخيم الفارعة جنوب طوباس (الجزيرة) وداع الشجاع

وأحمد "الشجاع" كما يصفه والده جمال في حديثه للجزيرة نت، كان محبوبا في طوباس التي عرفته بمقاومته ودفاعه عنها، ويضيف والده أن آخر لحظاته معه كان مساء أمس قبيل استشهاده، حيث جاء لأخذ معطفه الشتوي ولم يتحدث إليهم كثيرا لكونه على عجلة من أمره "وودعناه بالنظرات التي كانت آخر عهدنا به" يضيف والده.

ولم يكن أحمد مجرد مقاوم، بل مقاوما بفكر القائد، ودلت أفعاله على ذلك، ففي بيان له نشره على صفحته دعا منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أهالي مدينته طوباس للتبرع للمقاومة عبر صناديق وضعت بمساجد المدينة.

ويقول في بيانه الذي حصلت عليه الجزيرة نت "هذه الصناديق باسم المقاومة بمحافظتنا، وليس لها علاقة بأي تنظيم، ونحن مجموعة شباب أخلصنا نيتنا لنصرة دين الله وإعلاء كلمة لا إله إلا الله".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

محمود عباس.. أي سقوط؟!

لم تكن زلة لسان، بل سقطة وطنية وأخلاقية أثارها محمود عباس (أبو مازن) بتصريحاته الأخيرة. فقد شن هجوما حادا على المقاومة الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مما أثار موجة غضب وجدل واسع في الأوساط الشعبية وبين رواد منصات التواصل الاجتماعي.

جاء ذلك خلال افتتاحه لأعمال الدورة الـ32 للمجلس المركزي الفلسطيني، حيث طالب بتسليم الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة بألفاظ وُصفت بالنابية وغير اللائقة، بدلا من توجيه الاتهامات إلى الكيان الصهيوني ومطالبته بوقف المجازر والاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني.

في بيان أثار جدلا واسعا، دعت اللجنة المركزية لحركة فتح، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى "التوقف عن المضي بمصير الشعب الفلسطيني وفق أجندات خارجية"، وحمّلت اللجنة المركزية حركة (حماس) مسؤولية تعطيل المسار الوطني الفلسطيني، مطالبة إياها بالانصياع لما وصفته بجهود محمود عباس، والالتزام بالسياسات التي تنتهجها منظمة التحرير الفلسطينية.

تعكس هذه التصريحات، التي تتزامن مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة وتفاقم الأزمة الوطنية، بحسب مراقبين ومحللين، تحولا في الأولويات السياسية للسلطة الفلسطينية، وتنم عن محاولة خطيرة لإلقاء مسؤولية الأزمة على المقاومة بدلا من مواجهة الاحتلال
تعكس هذه التصريحات، التي تتزامن مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة وتفاقم الأزمة الوطنية، بحسب مراقبين ومحللين، تحولا في الأولويات السياسية للسلطة الفلسطينية، وتنم عن محاولة خطيرة لإلقاء مسؤولية الأزمة على المقاومة بدلا من مواجهة الاحتلال.

لا يمكن فصل تصريحات اللجنة المركزية لحركة فتح عن المسار الذي تسلكه السلطة الفلسطينية منذ سنوات، والذي يتجسد في التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وملاحقة المقاومين في الضفة الغربية، وتشويه صورة المقاومة المسلحة بكافة أشكالها، تحت حجج "المصلحة الوطنية" و"الشرعية الدولية". وفي الوقت الذي يُقتل فيه الفلسطينيون يوميا في قطاع غزة وتُهدم منازلهم في الضفة الغربية، تفضل السلطة الفلسطينية توجيه انتقاداتها لحركة (حماس)، بدلا من تحميل الاحتلال مسؤولية الأحداث الجارية.

في خضم غياب محمود عباس عن المشهدين الميداني والسياسي في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية منذ نكبة 1948، يخرج محمود عباس بعد أكثر من 18 شهرا من الصمت والتواطؤ ليشتم شعبه، ويبرر جرائم الاحتلال، ويدافع عن نتنياهو في وجه ضحاياه من الأطفال والنساء. ويصر عباس حتى في اللحظات الأخيرة من عمره السياسي، على أن يكون خصما للشهداء وعائلاتهم، حيث أوقف رواتب عائلات الشهداء والجرحى والأسرى، وعزز التنسيق الأمني مع الاحتلال رغم المجازر، ورفض الانضمام إلى أي موقف وطني موحد، وعطّل كل مسارات المقاومة. ويواصل فريقه السياسي توجيه خطاب يحمّل المقاومة مسؤولية التدهور الراهن، ويرى مراقبون في ذلك محاولة لتبرير العجز والشلل التام الذي تعاني منه السلطة، وتخوفها من فقدان نفوذها المتبقي في ظل تنامي دور فصائل المقاومة في غزة والضفة الغربية المحتلة.

وبينما تتصدى كتائب المقاومة في غزة لآلة القتل الإسرائيلية، تستمر أجهزة أمن السلطة في ملاحقة النشطاء في جنين ونابلس وطولكرم، وتعتقل كل من يرفع صوته دعما للمقاومة أو ينتقد أداء السلطة. وقد كشفت تقارير عديدة عن تواطؤ أجهزة السلطة في تسليم معلومات حول نشطاء مطلوبين لقوات الاحتلال، وعرقلة عمليات لفصائل المقاومة قبل وقوعها، في تنسيق وصفه بعض المحللين بأنه أقرب إلى "الخيانة الوظيفية"، باعتبار أن السلطة باتت تؤدي دورا أمنيا لصالح الاحتلال مقابل الحفاظ على وجودها ومصالح نخبها الحاكمة.

حديث اللجنة المركزية لحركة فتح عن أجندات خارجية وشرعية فلسطينية لم يعد مقنعا لشعب يشاهد بأم عينه من يقاتل ومن يصمت ويتآمر من يُستشهد ومن يوقع على التنسيق الأمني
في ظل هذه الممارسات، تبدو تصريحات اللجنة المركزية لحركة فتح غطاء سياسيا لهذه الوظيفة الأمنية، وتكريسا لمعادلة خطيرة مفادها أن الأولوية ليست لمواجهة الاحتلال، بل لضبط الشارع الفلسطيني وتفكيك جبهته الداخلية، حتى وإن كان ذلك على حساب الدم الفلسطيني النازف.

وفي حين تطرح المقاومة في غزة مشروعا للتحرير ومواجهة الاحتلال في ظل ظروف إنسانية وسياسية شديدة التعقيد، تصر السلطة الفلسطينية على التمسك بمشروع الدولة تحت الاحتلال، وهو مشروع أثبت فشله على مدار أكثر من عقدين. فعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثين عاما على تأسيس السلطة، لم تُفضِ مفاوضات أوسلو إلى دولة فلسطينية، بل أدت إلى المزيد من الاستيطان والتهجير والانقسام وتكريس الاحتلال. وتتضح المفارقة جلية: فبينما يُراق الدم الفلسطيني في غزة بشكل يومي، وتُجرف الأراضي في الضفة، وتُدنس المقدسات، تصر السلطة الفلسطينية على مواقفها المتصلبة تجاه المقاومة، متهمة إياها بتنفيذ أجندات خارجية، في حين أنها تنفذ أجندة التنسيق الأمني والشرعية الزائفة، التي باتت تخدم مصالح الاحتلال أكثر من تطلعات الشعب الفلسطيني.

في خضم التحديات الجسام التي تواجه الشعب الفلسطيني، من حرب إبادة وتهجير قسري في غزة إلى قمع في الضفة الغربية، فإن حديث اللجنة المركزية لحركة فتح عن أجندات خارجية وشرعية فلسطينية لم يعد مقنعا لشعب يشاهد بأم عينه من يقاتل ومن يصمت ويتآمر من يُستشهد ومن يوقع على التنسيق الأمني. وفي هذا السياق، تبرز حقيقة مهمة، وهي أن المقاومة، بكل فصائلها، أصبحت تمثل صوت الشارع الفلسطيني، بينما تواصل السلطة الفلسطينية مسيرتها نحو التهميش والانحسار والسقوط، حتى يطويها التاريخ كغيرها من التجارب الفاشلة.

مقالات مشابهة

  • استشهاد فتى فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة شرق نابلس.. وإطلاق نار في بلدة بالجليل
  • استشهاد فتى فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة شرق نابلس.. وإطلاق نار في الجليل
  • العدوان على غزة.. استشهاد 62 وعشرات الجرحى في يوم واحد
  • 3 شهداء قصف الاحتلال تكية طعام خيرية وسط قطاع غزة
  • محمود عباس.. أي سقوط؟!
  • فلسطين.. إصابة اثنين برصاص الاحتلال خلال اقتحامها بلدة عين البيضا في محافظة طوباس
  • استشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي يطال وسط غزة
  • استشهاد فتى فلسطيني برصاص العدو خلال مواجهات في اليامون غرب جنين
  • عشرات الشهداء والجرحى في قصف متواصل على القطاع منذ الفجر
  • اشتباكات ضارية للمقاومة من نقطة صفر مع جنود الاحتلال في أحد المنازل بغزة / فيديو