فاتح بيرول للجزيرة نت: الطاقة النووية بديل من الوقود الأحفوري
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
باريس– في ظل التقلبات المستمرة التي يشهدها مجال الطاقة في العالم، أكد المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أهمية اللجوء إلى الطاقة النووية بديلا من الوقود الأحفوري، مشيرا إلى أنها خطوة مهمة يجب على الدول العربية الاستفادة منها.
وفي مقابلة خاصة للجزيرة نت من مقر الوكالة في باريس، يرى بيرول أن الدول النامية والفقيرة ستكون أول المتضررين من الاضطرابات الحالية في البحر الأحمر، غير مستبعد احتمالية ارتفاع الأسعار بسبب الطرق الطويلة التي تسلكها ناقلات النفط.
ويشغل الخبير الاقتصادي وخبير الطاقة التركي منصب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية منذ سبتمبر/أيلول 2015. وتحت إشرافه، انتقلت الوكالة إلى طليعة الجهود العالمية لتحقيق الأهداف المناخية الدولية، وحماية أمن الطاقة وإدارة الآثار الاجتماعية والاقتصادية للتحولات في مجال الطاقة النظيفة.
كيف ترى مستقبل صناعة الغاز الطبيعي بصفته طاقة نظيفة في العالم عموما، وفي منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص؟
يعدّ الغاز الطبيعي اليوم عنصرا مهما من نظام الطاقة، خاصة لتوليد الكهرباء واستخدامه في قطاع الصناعة، ويساعد على تقليل الانبعاثات التي تسهم في التغير المناخي، لكنه يحتوي في الوقت ذاته على نسبة أقل من الكربون.
ولهذا السبب، أتوقع أن الطلب عليه سينخفض في المستقبل. مما يعني أن الدول التي تعتمد في اقتصاداتها على الغاز الطبيعي ـمثل دول الخليجـ عليها أن تكون مستعدة للتخلي عن هذه الصناعة بالتدريج.
ماذا عن آفاق توظيف الطاقة النووية لأغراض سلمية في المنطقة العربية؟
تُقبل دول العالم اليوم على الطاقة النووية بشكل ملحوظ؛ مثل: اليابان وكوريا الجنوبية والصين التي أصبحت رائدة في هذا المجال، فضلا عن الدول الأوروبية والولايات المتحدة وحتى البلدان الأفريقية.
ويعود سبب هذا الاهتمام إلى الكهرباء النووية التي يمكنها توليد الكهرباء من محطات الطاقة بسهولة، ولا تعتمد على الطبيعة لإنتاجها، مثل: الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح.
وبما أن دول الشرق الأوسط ودول الخليج ستحتاج إلى المزيد من الكهرباء في السنوات المقبلة، فسيكون من المستحسن التفكير جديا في التوظيف السلمي للطاقة النووية.
نشهد اليوم توترات كبيرة في البحر الأحمر، ما تأثيرها في إمدادات النفط والطاقة في العالم؟ما يحدث حاليا في مضيق باب المندب المطل على البحر الأحمر سيحدث بعض التأثير في أسواق النفط؛ لأن جزءا كبيرا من شحنات النفط القادمة من الشرق الأوسط باتجاه الأسواق العالمية تعبر من هذا الممر المائي.
ولتجنب حدوث أي هجوم على السفن، تضطر بعضها إلى استخدام طرق أطول بكثير للوصول إلى الأسواق، لكنني أعتقد أن التأثير على الأسعار سيظل محدودا، لعدم وجود تأثير مباشر على إنتاج النفط.
مما يعني أننا لن نشهد زيادات كبيرة في الأسعار ما دامت لم تتورط دولة واحدة أو أكثر من الدول المنتجة الرئيسة في المنطقة بشكل مباشر في الصراع.
أشعر بالقلق بشأن البلدان النامية الفقيرة التي يتعين عليها استيراد النفط، فإذا كان سعر النفط حاليا نحو 80 دولارا للبرميل مثلا ـوهو سعر مرتفعـ فلن تجده الدول الأوروبية باهظا جدا. لكن في المقابل، لن تتحمل الدول ذات الاقتصادات الأضعف هذه التكلفة؛ لأن عملاتها المحلية أضعف من اليورو، والدولار الأميركي.
كيف تنظر وكالة الطاقة الدولية لمستقبل الطاقة الأحفورية في ظل تباين المصالح بين الداعين لتقليص الاعتماد عليها لدواعي بيئية وبين الدول المنتجة للنفط، التي تشكل هذه الطاقة مصدرا رئيسا لإيرادات خزينتها؟
بداية، تمنح الطاقة الحياة للاقتصاد ولا يمكن لشيء أن يعمل دونها. والدليل على ذلك هو أن هناك حوالي 80٪ من طاقتنا في العالم اليوم معتمدة على الوقود الأحفوري، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي والفحم.
ويعدّ هذا الأمر إيجابيا إلا أن هذه العناصر تمثل الأسباب الرئيسة لتغير المناخ؛ لأن تنتج كميات كبيرة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. ومن ثم، إذا أردنا الحفاظ في عالم خالٍ من التأثيرات المناخية ـمثل: الجفاف والفيضانات وحرائق الغابات- فيتعين علينا التقليل من اعتمادنا على الطاقة الأحفورية، خاصة الفحم.
ونتوقع أن يصل استخدام الفحم والنفط إلى ذروته قبل أن يبدأ في الانخفاض بسبب ظهور تقنيات جديدة، كما هو الحال اليوم بالنسبة للصين التي تعدّ رائدة في مجال الطاقة النظيفة.
أما بالنسبة للدول التي تعتمد اقتصاداتها على النفط والغاز، خاصة دول الشرق الأوسط، سيكون من الأفضل لها تنويع إيرادات خزينتها حتى لا تفاجأ فيما بعد بانخفاض أسعار مصادر الطاقة التي تمتلكها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الطاقة النوویة فی العالم
إقرأ أيضاً:
مكتبة الإسكندرية تستضيف منتدى الشباب الدولي للتكنولوجيا النووية المستدامة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت مكتبة الإسكندرية، اليوم افتتاح منتدى الشباب الدولي للتكنولوجيا النووية المستدامة، الذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية برعاية الدكتور محمود عصمت؛ وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وبالشراكة بين هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء ومؤسسة "روساتوم" Rosatom الحكومية الروسية للطاقة الذرية، وذلك بحضور ممثلي أكثر من 25 دولة.
افتتح المنتدى الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد دويدار؛ رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، والمهندس محمد رمضان بدوي؛ نائب رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء.
كما شهد الافتتاح كلمات مسجلة من كل من السيد أليكسي ليخاتشوف؛ المدير العام لمؤسسة "روساتوم" Rosatom الحكومية الروسية، والسيد رافايل جروسي؛ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والسيدة سما بيلباو؛ المدير العام للجمعية النووية العالمية.
في كلمته، أكد الأستاذ الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، على أهمية موضوع المنتدى، والدور الحيوي للتكنولوجيا المستدامة، خاصة في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي يشهدها عالمنا اليوم.
وقال إن الطاقة النووية واستخدامها في مجال توليد الكهرباء تعتبر أحد الحلول الاستراتيجية التي تسهم بشكل فعال في تحقيق التنمية المستدامة التي تقوم على ثلاثة أبعاد رئيسية: البيئي والاقتصادي والاجتماعي، وفي هذا السياق تضمن الطاقة النووية مصدر موثوق ونظيف للطاقة وتساهم في الحد من ظاهرة التغير المناخي وتحسين جودة الحياة للأجيال القادمة.
وأكد زايد أنه في إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، تعد الطاقة النووية لتوليد الكهرباء جزءًا أساسيًا من جهود الدولة لتحقيق هذا الهدف من خلال مشروعاتها الرائدة مثل محطة الضبعة للطاقة النووية، وهي مشاريع تمثل نقلة نوعية في قدرة مصر على إنتاج طاقة نظيفة آمنة تسهم في تحسين كفاءة استخدام الموارد وتوفير فرص عمل للشباب وتحقيق استقلالية أكبر في مجال الطاقة.
وشدد على أن مكتبة الإسكندرية تؤمن بأهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات العلمية والبحثية والمجتمع الأكاديمي والصناعي، فهو الطريق الأمثل لتحقيق تطلعاتنا في بناء مستقبل أفضل لمجتمعنا، وأعرب عن أمله في أن يخرج المنتدى بتوصيات هامة تسهم في دفع عجلة البحث والتطوير في مجال الطاقة النووية.
وألقى الدكتور محمد دويدار؛ رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، كلمة افتتاحية بالنيابة عن الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.
وقال إن هذا المنتدى هو حدث عالمي هام يأتي في ضوء توجه العالم نحو الطاقة النظيفة والمستدامة من خلال الاعتماد على الطاقة النووية كركيزة أساسية في تحقيق أمن الطاقة والتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن قطاع الطاقة النووية أصبح اليوم أحد العوامل الرئيسية لدعم التحول نحو مستقبل مستدام من خلال استخدام الطاقة النووية في توفير مصدر آمن للطاقة، ومن خلال تطبيقاتها المتعددة التي تخدم مجالات الصحة والزراعة والصناعة والبحث العلمي.
وأكد أن الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تواصل العمل الدؤوب لتعزيز أمن الطاقة من خلال تنمية مصادرها بما يحقق أهداف التنمية المستدامة بجعل الطاقة النووية جزءًا رئيسيًا من استراتيجيها الحاضرة والمستقبلية، ومن هذا المنطلق يمثل مشروع محطة الضبعة النووية خطوة تاريخية في مسيرة مصر نحو الاستفادة من التقنيات النووية المتطورة حيث يتم تنفيذه وفقًا لأعلى المعايير الدولية وبالتعاون مع شركاء عالميين ليكون نموذجًا يحتذى به بين دول العالم.
وشدد على الالتزام بدعم كل الجهود الرامية إلى تطوير الكوادر البشرية المؤهلة في القطاع النووي وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال وهو ما يعكسه هذا المنتدى الذي يضم نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم.
من جانبه، أكد المهندس محمد رمضان بدوي نائب رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، أن هذه الحدث يمثل فرصة فريدة للتواصل وتبادل الأفكار والخبرات بين الشباب المهتمين بالطاقة النووية، مؤكدًا أن التكنولوجيا النووية تلعب دورًا حيويًا في هذا السياق، حيث تساهم في توفير الطاقة النظيفة والموارد اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء تؤمن بأهمية دعم قدرات الشباب في هذا المجال وتعمل ليكون هذا المنتدى منصة لتبادل الأفكار وأن يتم من خلاله تكوين شبكة قوية من الشباب والمبدعين الذين يسعون نحو مستقبل مستدام.
وشدد على أن الطاقة النووية تمثل ركيزة أساسية في استراتيجية التحول نحو طاقة نظيفة وآمنة، مؤكدًا أن مصر كانت من أوائل الدول التي أدركت أهمية استخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء واتخذت في ظل الجمهورية الجديدة وتحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي خطوات نحو تحقيق البرنامج النووي المصري الطموح بإنشاء محطة الضبعة النووية.
وفي كلمة مسجلة، تحدث السيد أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لمؤسسة "روساتوم" Rosatom الحكومية الروسية، عن أهمية دور المحطات النووية في العديد من المجالات. ولفت إلى تعاون الشركة مع شركائها حول العالم في إنشاء المحطات النووية وأهمها محطة الضبعة في مصر، إلى جانب دعم الشركة للتعاون الأكاديمي بين مصر وروسيا.
من جانبه، حث رافايل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الشباب المشاركين في المنتدى على تحقيق أقصى استفادة من المشاركة في المنتدى لتعزيز وتبادل الخبرات ومناقشة أهدافهم في المستقبل. وقال إن العديد من الدول تستثمر حاليًا في الطاقة النووية ومن أهمهم مصر، مشددًا على دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمصر في إنشاء محطة الضبعة النووية.
وفي كلمتها، تحدثت السيدة سما بيلباو؛ المدير العام للجمعية النووية العالمية، عن أهمية الطاقة النووية في توفير مصدر نظيف للطاقة، وتعدد استخداماتها في جوانب مختلفة من حياتنا كالزراعة والرعاية الصحية، كما ثمنت جهود مصر وسعيها لتكون رائدة في مجال الطاقة المستدامة في المنطقة.
جدير بالذكر أن المنتدى يهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل المعرفة والخبرات بين الشباب المتخصصين في مجال الطاقة النووية ومناقشة التطورات الحالية في مجال تكنولوجيا الطاقة النووية واستخداماتها في مجالات مختلفة.