بوابة الوفد:
2024-11-27@14:11:30 GMT

نيران الحرب تلتهم دراما رمضان في السودان

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

مع قرب حلول شهر رمضان تغيب ملامح الإنتاج الدرامي والترويج للأعمال الجديدة كأبرز الطقوس المعهودة لاستقبال الشهر المعظم ،فلم يكن المشهد الفني في السودان هو نفسه المعتاد في مثل هذا التوقيت.

غطت نيران الحرب الضارية الفضاء السوداني عوضا عن الإبداع الموسمي، بينما تتقطع السبل بالدراميين والمبدعين بين نازحين داخل البلاد وخارجها، وهم يعانون شظف العيش كسائر السودانيين.

وحتى اللحظة، تم الترويج لمسلسل رمضاني واحدة فقط في السودان، ربما يتم بثه على المنصات الرقمية في غياب القنوات التلفزيونية التي توقف غالبتها عن العمل بسبب الحرب.

ويعد ذلك بحسب مهتمين، تراجعا كبيرا في السينما والدراما السودانية التي شهدت انتعاشا غير مسبوق خلال الثلاث سنوات الماضية، ففي رمضان الماضي تم إنتاج وبث أكثر 9 مسلسلات، حظيت بتفاعل جماهيري واسع.

وإلى جانب متعة المشاهدة، فإن الدراما الرمضانية تمثل موسما خصبا للدراميين السودانيين لكسب مبالغ مالية تكفي حاجتهم لمتبقي العام، الشيء الذي يفاقم محنة الحرب على المبدعين.

 

أصحاب المهنة

وترى الفنانة السودانية أمنية فتحي أن موسم الدراما الرمضانية يواجه مصير الفشل الحتمي في البلاد، ويرجع السبب إلى عدم وجود منصات إعلامية تستقبل الأعمال الدرامية وتبثها مثلما كان في السابق، فليس من المنطقي أن تُنتج أعمال من دون توفير منصات عرض ومشاهدة.

وتشير فتحي في تصريحات صحفية إلى أن شركات الإنتاج والرعاية التي تقوم عليها الدراما الرمضانية شبه منعدمة، حتى المشاهد نفسه غير مهيئ لاستقبال ومتابعة هذه الأعمال، إذ أصبح الهم الأكبر الوضع الراهن في البلاد، وماذا سيحدث في الغد ومحاولة توفيق الأوضاع، خاصة أن أغلب العائلات في المناطق الآمنة فتحت منازلها لإيواء النازحين.

وتندد "أمنية" بالوضع المؤسف للدراميين كحال كل مواطني السودان الذين هجروا ديارهم قسرا بحثا عن ملجأ آمن، إذا كان داخل البلاد أو خارجها، لكنها تنبه في الوقت ذاته إلى أن "الفنان بطبعه قادر على خلق الحياة في أي مكان واستخدام أبسط الموارد لصناعة المتعة".

وتقول: "ربما تحتجب الدراما الرمضانية، لكن الإبداع سيبقى ما بقي الفنان، فالدرامي قادر على تخطي المصاعب وفتح أبواب جديدة في أي مكان، والدليل أن الدراميين حاليا يوظفون الدراما في مجال الدعم النفسي وبث الأمل وخلق مساحات صديقة وآمنة للناجين من الحرب".

وشهدت السينما في السودان انفتاحا كبيرا عقب سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، بعد انتهاء عهد الرقابة الأمنية على مختلف أنواع الفنون، إذ جرى إنتاج عشرات الأعمال من أفلام ومسلسلات فاز بعضها بجوائز عالمية، مثل الفيلم الروائي "ستموت في العشرين"، و"وداعا جوليا"، وغيرهما.

لكن الحرب المحتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي، ألقت ظلالها على المشهد الفني في السودان، إذ يعيش معظم الممثلين والمبدعين في مخيمات إيواء في الولايات الآمنة تحت ظروف إنسانية سيئة، يستعصي معها الإبداع.

ويقول الممثل السوداني عوض شكسبير إن "الدراميين مشردون بين نازح ولاجئ، يعانون شظف العيش نتيجة لعدم وجود فرص عمل، فهم لديهم مهنة واحدة ومحددة تحتاج إلى السلام والاستقرار".

ويضيف شكسبير : "بالطبع تتقطع السبل بالدراميين بين نازح في وطنه ولاجئ في الخارج، لكن ما يزال في مخيلتهم أفكار وقصص تشكلت لهم من واقع الحرب وما يتخلله من تشريد وهي في انتظار حلول السلام لإخراجها الى أعمال إبداعية".

ولم ينقطع حلم الدراميين السودانيين وأملهم في العودة إلى ديارهم بتوقف الحرب واستئناف عملهم والتوثيق لكل الذي حدث، وفق شكسبير.

وتابع: "شهر رمضان يعتبر موسما للدراميين بكل تخصصاتهم من مسلسلات وليال رمضانية وسهرات، لكن للأسف يأتي هذه المرة وبلادنا تعاني ويلات حرب، لذلك سوف يمر هذا الشهر من دون الدراما التي اعتادها السودانيون وتعبر عنهم".

تسببت الحرب في تدمير المسارح ودور العرض السينمائي في الخرطوم، بينما أغلق العديد من المحطات التلفزيونية والإذاعية التي كانت تهتم ببث الدراما والأنشطة الرمضانية المختلفة.

ويرى الكاتب والمخرج المسرحي ربيع يوسف الحسن، أنه "رغم الظروف التي مر بها الدراميين كسائر السودانيين، ثبت أن رغبتهم وقدرتهم على الإنتاج خاصة على المستوى المسرحي لم تقل خلال فترة الحرب بل زادت، حيث أنتجوا اعمالا مشتركة لا سيما في دور إيواء النازحين بالولايات".

لكن "الحسن "توقع حدوث تراجع في الإنتاج الدرامي المرتبط بالقنوات التلفزيونية نتيجة للأولويات الحربية للأجهزة الإعلامية ففي غالبها أجهزة رسمية لن نهتم بإنتاج درامي في هذا التوقيت.

وفي المقابل، يتوقع الحسن وجودا دراميا على المنصات خاصة "يوتيوب" من خلال أعمال قصيرة أو طويلة نسبيا، حيث ثبت من خلال التجربة في السنوات القليلة الماضية قدرة الدراميين ونجاحهم في الإنتاج والبث عبر الإنترنت.

ويختم حديثه قائلا إن "الإنتاج والبث عبر المنصات الرقمية سيلقي بظلال سلبية على المستوى الاقتصادي والمهني والاجتماعي على الدراميين، الذين كان رمضان يشكل فرصة لهم لكسب مبالغ مالية مقدرة، وينبغي أن تعمل منظمات المجتمع المدني على توظيف الدراما لمعالجة العديد من القضايا، وذلك من شأنه توفير مصدر دخل بديل لبعض المبدعين".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدراما الرمضانیة فی السودان

إقرأ أيضاً:

عمرو سعد: "لأول مرة أشارك كضيف شرف وهذه علاقتي بشقيقي" (حوار)

واحد من أبرز نجوم السينما والتلفزيون في مصر والعالم العربي. بفضل موهبته الاستثنائية وأدائه القوي، استطاع أن يثبت نفسه في عالم الفن ويحقق نجاحات كبيرة. قدم العديد من الأعمال التي حازت على إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، سواء في الدراما التلفزيونية أو السينمائية. يتمتع  بقدرة فنية عالية تجعله يقدم أدوارًا متنوعة وتتناسب مع جميع الأذواق، ما جعله محط أنظار الجميع في صناعة السينما المصرية. بخلاف موهبته التمثيلية، يتميز برؤيته الفنية وتوجهاته التي تجمع بين التجديد والتمسك بالهوية العربية حديثنا عن النجم عمرو سعد.

 

حاور الفجر الفني الفنان عمرو سعد عن تعاونه مع المخرج محمد سامي ورأيه عن السينما الخليجية وآخر زيارته وتجربته كضيف شرف والعلاقة بينه وبين أخيه والكثير من الأمور الأخرى وإليكم نص الحوار:-

 

 

لديك تعاون طويل الأمد مع المخرج محمد سامي، كيف تقيم تلك التجربة؟


 مخرج ذكي، وقد حاولنا العمل معًا لمدة أربع سنوات تقريبًا، لكن الأمور لم تكن تسير كما هو مخطط لها. على الرغم من ذلك، أنا حريص جدًا على التعاون معه، وأتمنى أن نتمكن من تحقيق ذلك قريبًا. المسلسل الذي كنا نخطط له كان من المفترض أن يبدأ تصويره العام الماضي، ولكن التصوير سيبدأ، بإذن الله، في نهاية هذا الشهر.

 

 ما انطباعك عن زيارتك للجزائر؟


 ذهبت إلى الجزائر في مهرجان وهران، وكانت تجربة رائعة. استمتعت جدًا بالتعرف على البلد وأهلها، وأتمنى العودة مرة أخرى.

 ما الذي تحتاجه السينما الخليجية لتصل إلى مستوى عالمي؟


 السينما الخليجية تشهد تطورًا مذهلًا، خاصة في المملكة العربية السعودية التي أدركت أهمية تأثير صناعة الترفيه والسينما. خطوة الاستثمار في السينما مهمة جدًا، لكن من الضروري أيضًا الاستعانة بخبرات عالمية ومصرية لتدريب الأجيال الحالية. التقنية جزء أساسي، وأظن أن هذا يحدث بالفعل. كما أن السينما الخليجية بحاجة إلى إنتاج ضخم وانتشار أوسع، بالإضافة إلى تبسيط اللهجة والمواضيع لجذب جمهور أوسع من مختلف أنحاء الوطن العربي.

 حدثنا عن تجربتك في فيلم "الست" مع المخرج مروان حامد؟


 الفيلم كان من إخراج صديقي مروان حامد، وكانت هذه أول تجربة لي كضيف شرف. أنا سعيد جدًا بمشاركتي في هذا العمل وأشعر بالفخر لأنني جزء من نوعية الأفلام التي يقدمها مروان حامد وأحمد مراد.

 كيف تصف العلاقة بينك وبين الفنان أحمد سعد؟
 

 التناقض بيني وبين أحمد سعد هو تناقض تكاملي. نحن مختلفون تمامًا، وهذا ما يجعلنا نحب بعضنا ونتكامل بشكل رائع. هذا الاختلاف يساهم في تعزيز صداقتنا وتعاوننا الفني.

 أحمد سعد ذكر أنه سيغني أغنية "يا سيد الناس" في عمل جديد، ما تعليقك؟


 إن شاء الله، هناك العديد من المفاجآت التي نحضرها للجمهور مع المخرج محمد سامي، وأنا متحمس جدًا لرؤية هذه الأعمال الجديدة تتحقق.

 ما رأيك في تقديم أعمال عربية مقتبسة من الدراما التركية؟


 أعتقد أنه يجب أن نركز على إنتاج أعمالنا الخاصة بدلًا من نقل الدراما التركية. لدينا الكثير من الشخصيات الملهمة والقضايا المهمة التي تستحق التناول في الدراما العربية. الشارع العربي مليء بالقصص التي يجب أن تُحكى، وأنا أرى أننا لسنا بحاجة إلى استيراد قصص من الخارج بقدر ما نحن بحاجة إلى التركيز على قضايا تهم شعوبنا وتلامس حياتهم.

مقالات مشابهة

  • سويلم: ندين الاعتداءات الإسرائيلية التي تدمر محطات المياه بـ لبنان
  • العَمَه في شِراك “من أشعل الحرب؟”
  • دراما رمضان 2025.. أحمد رزق يبدأ تصوير مسلسل «سيد الناس»
  • بسبب التدفئة.. النيران تلتهم منزلاً في وادي خالد
  • إسرائيل تحت نيران حزب الله.. صواريخ تحرق مباني وسيارات وإصابات ضخمة (فيديو)
  • بيان عاجل بالبرلمان ضد مسلسل "وتر حساس": يسيء للمجتمع
  • وزارة الخارجية تلفت نظر المجتمع الدولي للفظائع التي يرتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء
  • عمرو سعد: "لأول مرة أشارك كضيف شرف وهذه علاقتي بشقيقي" (حوار)
  • أوكرانيا تخسر 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في مقاطعة كورسك الروسية
  • شعبية البطلة وثقة الجمهور.. مؤشرات تنبئ بنجاح «وتقابل حبيب» بطولة ياسمين عبدالعزيز