بوابة الوفد:
2024-10-03@19:55:34 GMT

نيران الحرب تلتهم دراما رمضان في السودان

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

مع قرب حلول شهر رمضان تغيب ملامح الإنتاج الدرامي والترويج للأعمال الجديدة كأبرز الطقوس المعهودة لاستقبال الشهر المعظم ،فلم يكن المشهد الفني في السودان هو نفسه المعتاد في مثل هذا التوقيت.

غطت نيران الحرب الضارية الفضاء السوداني عوضا عن الإبداع الموسمي، بينما تتقطع السبل بالدراميين والمبدعين بين نازحين داخل البلاد وخارجها، وهم يعانون شظف العيش كسائر السودانيين.

وحتى اللحظة، تم الترويج لمسلسل رمضاني واحدة فقط في السودان، ربما يتم بثه على المنصات الرقمية في غياب القنوات التلفزيونية التي توقف غالبتها عن العمل بسبب الحرب.

ويعد ذلك بحسب مهتمين، تراجعا كبيرا في السينما والدراما السودانية التي شهدت انتعاشا غير مسبوق خلال الثلاث سنوات الماضية، ففي رمضان الماضي تم إنتاج وبث أكثر 9 مسلسلات، حظيت بتفاعل جماهيري واسع.

وإلى جانب متعة المشاهدة، فإن الدراما الرمضانية تمثل موسما خصبا للدراميين السودانيين لكسب مبالغ مالية تكفي حاجتهم لمتبقي العام، الشيء الذي يفاقم محنة الحرب على المبدعين.

 

أصحاب المهنة

وترى الفنانة السودانية أمنية فتحي أن موسم الدراما الرمضانية يواجه مصير الفشل الحتمي في البلاد، ويرجع السبب إلى عدم وجود منصات إعلامية تستقبل الأعمال الدرامية وتبثها مثلما كان في السابق، فليس من المنطقي أن تُنتج أعمال من دون توفير منصات عرض ومشاهدة.

وتشير فتحي في تصريحات صحفية إلى أن شركات الإنتاج والرعاية التي تقوم عليها الدراما الرمضانية شبه منعدمة، حتى المشاهد نفسه غير مهيئ لاستقبال ومتابعة هذه الأعمال، إذ أصبح الهم الأكبر الوضع الراهن في البلاد، وماذا سيحدث في الغد ومحاولة توفيق الأوضاع، خاصة أن أغلب العائلات في المناطق الآمنة فتحت منازلها لإيواء النازحين.

وتندد "أمنية" بالوضع المؤسف للدراميين كحال كل مواطني السودان الذين هجروا ديارهم قسرا بحثا عن ملجأ آمن، إذا كان داخل البلاد أو خارجها، لكنها تنبه في الوقت ذاته إلى أن "الفنان بطبعه قادر على خلق الحياة في أي مكان واستخدام أبسط الموارد لصناعة المتعة".

وتقول: "ربما تحتجب الدراما الرمضانية، لكن الإبداع سيبقى ما بقي الفنان، فالدرامي قادر على تخطي المصاعب وفتح أبواب جديدة في أي مكان، والدليل أن الدراميين حاليا يوظفون الدراما في مجال الدعم النفسي وبث الأمل وخلق مساحات صديقة وآمنة للناجين من الحرب".

وشهدت السينما في السودان انفتاحا كبيرا عقب سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، بعد انتهاء عهد الرقابة الأمنية على مختلف أنواع الفنون، إذ جرى إنتاج عشرات الأعمال من أفلام ومسلسلات فاز بعضها بجوائز عالمية، مثل الفيلم الروائي "ستموت في العشرين"، و"وداعا جوليا"، وغيرهما.

لكن الحرب المحتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي، ألقت ظلالها على المشهد الفني في السودان، إذ يعيش معظم الممثلين والمبدعين في مخيمات إيواء في الولايات الآمنة تحت ظروف إنسانية سيئة، يستعصي معها الإبداع.

ويقول الممثل السوداني عوض شكسبير إن "الدراميين مشردون بين نازح ولاجئ، يعانون شظف العيش نتيجة لعدم وجود فرص عمل، فهم لديهم مهنة واحدة ومحددة تحتاج إلى السلام والاستقرار".

ويضيف شكسبير : "بالطبع تتقطع السبل بالدراميين بين نازح في وطنه ولاجئ في الخارج، لكن ما يزال في مخيلتهم أفكار وقصص تشكلت لهم من واقع الحرب وما يتخلله من تشريد وهي في انتظار حلول السلام لإخراجها الى أعمال إبداعية".

ولم ينقطع حلم الدراميين السودانيين وأملهم في العودة إلى ديارهم بتوقف الحرب واستئناف عملهم والتوثيق لكل الذي حدث، وفق شكسبير.

وتابع: "شهر رمضان يعتبر موسما للدراميين بكل تخصصاتهم من مسلسلات وليال رمضانية وسهرات، لكن للأسف يأتي هذه المرة وبلادنا تعاني ويلات حرب، لذلك سوف يمر هذا الشهر من دون الدراما التي اعتادها السودانيون وتعبر عنهم".

تسببت الحرب في تدمير المسارح ودور العرض السينمائي في الخرطوم، بينما أغلق العديد من المحطات التلفزيونية والإذاعية التي كانت تهتم ببث الدراما والأنشطة الرمضانية المختلفة.

ويرى الكاتب والمخرج المسرحي ربيع يوسف الحسن، أنه "رغم الظروف التي مر بها الدراميين كسائر السودانيين، ثبت أن رغبتهم وقدرتهم على الإنتاج خاصة على المستوى المسرحي لم تقل خلال فترة الحرب بل زادت، حيث أنتجوا اعمالا مشتركة لا سيما في دور إيواء النازحين بالولايات".

لكن "الحسن "توقع حدوث تراجع في الإنتاج الدرامي المرتبط بالقنوات التلفزيونية نتيجة للأولويات الحربية للأجهزة الإعلامية ففي غالبها أجهزة رسمية لن نهتم بإنتاج درامي في هذا التوقيت.

وفي المقابل، يتوقع الحسن وجودا دراميا على المنصات خاصة "يوتيوب" من خلال أعمال قصيرة أو طويلة نسبيا، حيث ثبت من خلال التجربة في السنوات القليلة الماضية قدرة الدراميين ونجاحهم في الإنتاج والبث عبر الإنترنت.

ويختم حديثه قائلا إن "الإنتاج والبث عبر المنصات الرقمية سيلقي بظلال سلبية على المستوى الاقتصادي والمهني والاجتماعي على الدراميين، الذين كان رمضان يشكل فرصة لهم لكسب مبالغ مالية مقدرة، وينبغي أن تعمل منظمات المجتمع المدني على توظيف الدراما لمعالجة العديد من القضايا، وذلك من شأنه توفير مصدر دخل بديل لبعض المبدعين".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدراما الرمضانیة فی السودان

إقرأ أيضاً:

قطر وبربادوس والوقوف مع الحق السوداني والإنساني

المحقق – محمد عثمان آدم

تفاوتت خطابات الزعماء العالميين أمام الجلسة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية، وفي الاجتماعات الوزارية رفيعة المستوى على هامشها، من حيث الطول والقصر ومن حيث القوة والضعف، لكن برز من بين تلك الخطابات خطابان لسيدتين هما مملثة دولة البربادوس وممثلة دولة قطر من حيث تناولهما للشأن السوداني.

فكلاهما سيدتان وكلاهما تمثلان – من حيث المبادئ والوقوف مع الحق – دولتين عظيمتين مكانة وما ضرهما من بعد محدودية المساحة التي تغطيانها، فقديماً قال الشاعر الجاهلي السموأل الأزدي :

.• وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا ****** شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ

• وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا ******** عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ

• صَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا****** إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ

• فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا ******* كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ

• وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم*** وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ

رئيسة وزراء بربادوس “ميا أمور موتلي” ما تركت زعماء الأمم المجتمعين – وقد جاء خطابها بعد أن قرعهم رئيس الوزراء الإسرائيلي في المناقشة العامة للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة – إلا بعد أن ذكرتهم بازدواجية المعايير حتى في الاقتباس من العهد القديم أو العهد الجديد سواء، “تأخذون منه ما يناسبكم وترمون بعيداً ما لا يناسبكم”، ثم اردفت فوق ذلك إدارة هذا العالم ظهره لما يدور في السودان وتعاميه عن ردع المعتدي و الظالم و المتمرد و داعم المعتدين، وقالت هذا بقية من عنصرية، إذا وقع الاعتداء علي الغربي قاموا جماعات ووحدانا وإذا وقع الاعتداء على السودان قاموا إلى مكرفوناتهم كسالى يراؤون الناس.

وأشارت رئيسة وزراء البربادوس إلى أن نتنياهو حاججهم بأن النبي إلياس أخبرهم بأن “اسرائيل، وفقاً لنتنياهو، باقية أبدا” في تبرير للعنف والتقتيل والسحل والابادة التي تمارسها في غزة بداعي أنه يرد الانتقام والحفاظ على إسرائيل، وقالت له “في ذات الكتاب الجديد الذي استشهدت فيه يقول الرب أن لا أحد من حقه أن يقوم بالانتقام فالانتقام لي”، ثم أضافت من عندها “وليس من حق أي دولة و أو كيان أو جماعة أن تقوم بالانتقام”.

وهي تستخدم لغة العصر والكمبيوترات والأجهزة الزكية، قالت رئيسة وزراء بربادوس للجمعية العامة للأمم المتحدة صباح الجمعة إن العالم يحتاج إلى “إعادة ضبط”.

وقالت: “نستمر في النضال مع أزمة المناخ كعائلة بشرية، ونحن نتصارع مع إرث الوباء”، مضيفة “إننا نواجه الآن للأسف مسارح حرب متعددة ومشاهد رعب ومجاعة تتدفق من تلك الحرب والصراع المسلح، بدلاً من السعي إلى تنمية مواطني كل بلد”، و استشهدت في ذلك بالسودان و غزة و أوكرانيا ومينمار، مشيرة إلى أن العالم لا يستطيع “تحمل تشتيت الحرب”، قائلة: “إذا كان هناك وقت للتوقف وإعادة الضبط، فهو الآن جماعيًا، جماعيًا كمجتمع دولي وفرديًا، كقادة في كل من بلداننا”.

ونبهت إلى أن العالم أدار ظهره للسودان والحرب الدائرة فيه بدواع أشارت إلى أنها قد تكون عنصرية، حيث قالت إن “الصمت الذي يحيط بالسودان غير مقبول وقد يكون متجذرًا في العنصرية التي لا يزال العالم يحملها كوسام شرف من انتصارات الحرب العظمى الأخيرة في الحرب العالمية الثانية”. إلا أن موقع الأمم المتحدة النصي لم يورد أي من الاستشهادين الذين ذكرنا كتابة و إن لم يحذفهما صورة وصوتاً،

وتلك لعمري صفعة ما تلقي العالم الغربي مثلها في ماض الأيام أبداً ومن داخل مبنى الأمم المتحدة، إذ لو كانت هذه الحرب تدور في إيرلندا مثلاً لكانت السرعة في التدخل مما يضرب به المثل.

ونوهت رئيسة الوزراء إلى إنه من واجب القادة “تقديم فرص وحلول جديدة لهذه الأزمات التي تثبط النمو الاقتصادي، والتي تحد من طموحات شعبنا وتخدر إحساسنا بالجمال والخير الذي يجب أن يقدمه العالم”،

وأضافت أن إعادة الضبط هذه هي “ما يطالب به جميع مواطنينا”. وبعبارة بسيطة، قالت إن الكثير من الناس “يذهبون إلى الفراش وهم جائعون”.

وأكدت أن عدم القدرة على إعادة الضبط عالميًا من شأنه أن يعزز “أزمة الثقة في النظام الدولي القائم، والذي يجب أن يصبح شاملاً ومستجيبًا للجميع”.

واستمرت في القول إن إعادة الضبط العالمية هذه يجب أن تستهدف قواعدنا ومؤسساتنا، بهدف إنهاء التمييز والعمليات التي تخلق مواطنين من الدرجة الأولى والثانية اعتمادًا على بلدك الأصلي.

وأشارت السيدة موتلي إلى أن عام 2024 هو العام الأخير من عقد الأمم المتحدة، وقالت إنه في حين تم تحقيق الكثير، فإن بربادوس والجماعة الكاريبية (كاريكوم) تنضمان إلى الجوقة المتنامية للإعلان الفوري عن عقد ثانٍ لمعالجة مسألة التعويضات عن العبودية والاستعمار.

ومع استمرار الحروب في جميع أنحاء العالم، قالت إن الأمم المتحدة لها دور مهم. وأشارت إلى أن “هناك مناطق قليلة حيث يحتاج العالم إلى الأمم المتحدة أكثر من أي شيء آخر لتأمين أهداف الميثاق في مجال السلام والأمن”.

ومع ذلك، أضافت السيدة موتلي أن الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، بحاجة إلى الإصلاح، مؤكدة أن التكوين الحالي للأعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن “ليس له مكان في القرن الحادي والعشرين”.

أما وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطري لولوة الخاطر، فقد جبرت الخواطر كما أشار إلى ذلك تقرير نشرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية، و من عجب أنه كان سابقاً لهذا الخطاب الذي ألقته ممثلة قطر أمام الاجتماع الوزاري رفيع المستوى بالأمم المتحدة والذي خصص للشأن الإنساني في السودان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد

قالت وزيرة الدولة القطرية إنهم عندما اجتمعوا فى نفس هذا المكان من العام الماضي “كان يحدونا الأمل أن نجتمع هذا العام بعد أن تضع الحرب أوزارها للتداول حول خطط التنمية وترميم ما أحدثته هذه الحرب من الآثار الدامية ، ترميم الحجر وترميم البشر كذلك”، في إشارة إلى تطاول الحرب بفعل فاعل.

وقالت إنه ينبغي تفعيل الوفاء بالتعهدات الدولية التى تم الالتزام بها بمؤتمر جنيف 2023 والبالغ قدرها 1,6مليار دولار وتعهدات مؤتمر باريس 2024 وقدرها إثنان مليار يورو لدعم السودانيين بالداخل وبالخارج .

وأشارت إلى أن قطر دعمت السودان بعد الحرب بمبلغ خمسة وسبعون مليون دولار من صندوق قطر للتنمية وواحد وعشرون مليون دولار إضافية من المنظمات غير الربحية مثل قطر الخيرية والهلال الأحمر القطرى “وليس هذا منة من أحد إنما هو الواجب الذى تحتمه الإنسانية و أواصر العروبة وقيم الإسلام الحنيف”.

و أشارت – لا فض فوها – إلى أنها في زيارتها الأخيرة لبورتسودان وجدت أمراً تعجبت له وأكبرته حيث مازال السودان رغم الحرب وتدمير البنية التحتية والمنازل يستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين احتضنهم السودان وأهله معززين مكرمين قبل الحرب واستمر هذا بعد الحرب رغم نقص الغذاء والدواء بكل كرم وطيب نفس.

ثم أضافت أنها تفأجات إبان زيارتها لغزة أن العديد من الأطباء هم خريجى الجامعات السودانية وأن السودان كان يقدم العديد من المنح الدراسية للأشقاء العرب ويعاملهم معاملة السوداني بالدراسة والعلاج وكل مناحي الحياة بكل شهامة وأصالة ومحبة وبكل تواضع وصبر وصمت.

لكن بقية العالم، كما قالت ممثلة البربادوس، ما زال صامتاً حيال ما يجري في السودان قتلاً وتشريداً وتهجيراً إذ قالت إن “الصمت الذي يحيط بالسودان غير مقبول وقد يكون متجذرًا في العنصرية التي لا يزال العالم يحملها كوسام شرف من انتصارات الحرب العظمى الأخيرة في الحرب العالمية الثانية”.

وما ينبيك مثل خبير، فقد كانت بلادها وما تزال تدفع ثمن الغزو و التقتيل و النخاسة و الرق الذي مارسه الغرب في جذر ألبهاما والبربادوس، و لعله يسعى لتكراره في أفريقيا و السودان هو قلب أفريقيا و “صرتها”.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إفصاح!!
  • العرب المُستبَاحَة
  • هاجر أحمد تعلن حملها للمرة الثانية
  • الصورة الأولى من تحضيرات مسلسل غادة عبد الرازق في دراما رمضان 2025
  • أحمد مكي في دراما مسلسلات الـ 15 حلقة في رمضان 2025
  • السفارة الأمريكية: نشعر بالقلق من الأضرار التي لحقت بمقر سفير الإمارات في السودان
  • غادة عادل تواجه حمادة هلال في “المداح” خلال رمضان 2025
  • كتلوك ولا جوك !
  • توصيات ملتقى دارفور
  • قطر وبربادوس والوقوف مع الحق السوداني والإنساني