«صحافة الميتافيرس».. معايشة الواقع وكأنه حقيقي عبر الفضاء الرقمي
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
الشارقة:«الخليج»
نظم «مركز تريم وعبدالله عمران للتدريب والتطوير الإعلامي»، أمس ورشة عن بُعد عبر برنامج «زووم» بعنوان «صحافة الميتافيرس».
حاضر في الورشة سامية عايش، وشارك فيها مجموعة من الصحفيين من مؤسسات متنوعة.
استهلت الوشة بطرح سؤال عن مفهوم «الميتافيرس» لدى المتدربين.
وبعد مناقشة الإجابات التي قدمها بعض المتدربين عرّفت صحافة الميتافيرس بأنها التقنية الجديدة التي تعتمد على الأبعاد الثلاثية.
وأكدت سامية عايش، أهمية عنصر الإبهار في الميتافيرس، ومن ثم فيما يسمّى الصحافة التفاعلية أو الغامرة التي تعدّ شكلاً من أشكال الإنتاج الصحفي التي تتيح تجربة الشخص الأول للأحداث أو المواقف الموصوفة في التقارير الإخبارية والأفلام الوثائقية، باستخدام الألعاب الثلاثية الأبعاد، والتقنيات الغامرة التي تخلق إحساساً بالوجود في المكان، وتوفر الفرصة للتفاعل شخصياً مع القصة. حيث تضع الصحافة التفاعلية الجمهور مباشرة في الحدث.
وعند التفكير في هذا النوع من الصحافة من المهم تخيل حدث معيّن، وليكن عن السياحة أو مهرجان سينمائي على سبيل المثال؛ حيث يبقى السؤال: كيف ننقل المستخدم إلى أجواء المكان الذي نكون فيه؟
انتقلت الورشة بعد ذلك، لشرح أهم عناصر الصحافة التفاعلية، ممثلةً في الواقع المعزز، والواقع الافتراضي، والفيديو 360 درجة، وتقنية البلوك تشين. حيث يستخدم الواقع المعزّز للدمج بين المحتوى الرقمي والعالم الحقيقي. وبالنسبة للواقع الرقمي، فإنه يساعد في التفاعل بين الأشياء الرقمية والعالم الحقيقي أيضاً. والواقع الرقمي يستخدم في التدريب أيضاً، بحيث يتعرض الصحفي لوقائع قد تواجهه على أرض الواقع عند متابعة أحداث محددة.
الفيديو 360 درجة تكنولوجبا حديثة تقدم تصويراً بانورامياً في وقت واحد من كل الاتجاهات. أما البلوك تشين، فإنها يمكن أن تساعد على التحقق من المحتوى. وقد عرضت المدربة لبعض النماذج التي أنتجتها مؤسسات صحفية بهذه التقنيات. كما أكدت أن الذكاء الاصطناعي يدخل في كل هذه العناصر التي تشكل الميتافيرس.
تحدثت المدربة عن بعض النماذج العربية في صحافة الميتافيرس. ومن ثم عرضت لأهم الأدوات المستخدمة. مع تأكيد أن من المهم التفكير في تجربة المستخدم قبل التفكير في الأدوات، والتجربة المختلفة التي تقدمها صحافة الميتافيرس للجمهور. ومن ثم جرى الحديث عن أبرز تحديات استخدام "الميتافيرس" في الصحافة العربية. ومن بينها عدم وجود معايير أخلاقية واضحة للعمل يتبعها الجميع، وعدم توفر التدريبات والمهارات الكافية لدى الصحفيين، وارتفاع تكلفة هذا النوع من التقنيات، وصعوبة التحقق من المنشورات في عالم الميتافيرس.
المدربة حرصت على الموازنة بين الجانبين النظري والعملي. كما أنها راعت اختلاف اهتمامات المشاركين.
وفي نهاية الورشة طلبت منهم التفكير في حدث جرى في العام 2023 وكيف يمكن تحويله عبر عالم الميافيرس مع استعدادها لمناقشة ما يقوم به المتدربون لاحقا.
الورشة هي الخامسة في الموسم التدريبي العشرين لمركز تريم وعبدالله عمران، حيث نظم المركز في هذا الموسم أربعة ورش أخرى
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات تطبيق زوم التفکیر فی
إقرأ أيضاً:
جريدة اللواء.. كيف حوّل مصطفى كامل الصحافة إلى سلاح ضد الاحتلال؟
كان مصطفى كامل (1874-1908) أحد أبرز رموز الحركة الوطنية المصرية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ولم يقتصر دوره على الخطابة والعمل السياسي، بل امتد إلى الصحافة، حيث أسس جريدة اللواء عام 1900، لتكون صوتًا معبرًا عن تطلعات المصريين في الاستقلال والحرية.
الصحافة كسلاح في معركة التحريرأدرك مصطفى كامل أن الصحافة ليست مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل يمكن أن تكون أداة فعالة لنشر الوعي الوطني، فأسس جريدة اللواء لتكون منبرًا لمواجهة الاحتلال البريطاني والتنديد بسياساته في مصر. استخدم صفحاتها لكشف ممارسات المستعمر، وللدفاع عن الهوية المصرية، وللمطالبة بالجلاء والاستقلال.
اعتمدت الجريدة على أسلوب حماسي، فكان مصطفى كامل يكتب مقالات نارية تلهب مشاعر الجماهير وتحثهم على رفض الاحتلال والتمسك بحقوقهم الوطنية.
كما اهتم بتغطية القضايا الاجتماعية، مثل التعليم والتنمية، وربطها بالكفاح السياسي، مؤكدًا أن نهضة مصر لا تكتمل إلا بالتحرر من السيطرة الأجنبية.
أبرز معارك “اللواء” الصحفيةمن أهم القضايا التي خاضتها جريدة اللواء كانت حادثة دنشواي عام 1906، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في فضح جرائم الاحتلال البريطاني ضد الفلاحين المصريين، وأثارت موجة من الغضب الشعبي، ساهمت في تصاعد المطالبة بالاستقلال.
كما دافعت الجريدة عن وحدة مصر والسودان ضد محاولات بريطانيا لفصلهما، وحاولت كسب الدعم الدولي للقضية المصرية، خاصة من الدولة العثمانية وفرنسا.
إرث الصحافة الوطنية بعد مصطفى كاملرغم وفاة مصطفى كامل عام 1908، استمر تأثير اللواء في الحياة السياسية، حيث أكمل تلاميذه، وعلى رأسهم محمد فريد، مسيرته في الدفاع عن الاستقلال. ومهدت الصحافة الوطنية، التي كان اللواء أحد روادها، الطريق أمام ظهور مزيد من الصحف التي لعبت أدوارًا محورية في الحراك السياسي المصري لاحقًا.
لا تزال تجربة مصطفى كامل في الصحافة الوطنية نموذجًا ملهمًا، حيث أثبت أن الكلمة قد تكون سلاحًا في وجه الاحتلال، وأن الصحافة قادرة على تشكيل الوعي وحشد الشعوب في معارك التحرر.