من بينها ''جامع الصالح''.. تعرف على أكبر مساجد العالم مساحتها سعتها وأين وكيف بُنيت؟
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
افتتح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأحد الماضي، “المسجد الأعظم” الذي يعد أحد أكبر جوامع العالم والأكبر في أفريقيا، حيث تبلغ مساحته 200 ألف متر مربع، ويتسع لـ120 ألف مصل، فيما يبلغ ارتفاع مئذنته نحو 265 مترا.
وبني المسجد في خليج العاصمة وتحديدا في بلدية المحمدية، التي كانت تسمى في العهد الاستعماري الفرنسي بـ”لافيرجي” على اسم الكاردينال شارل مارسيال ألمان لافيجري الذي أسس جمعية المبشرين بالجزائر.
ويضم المسجد قاعة صلاة كبيرة يكسوها سجاد باللون الأزرق الفيروزي مع رسوم زهرية، وفق طابع تقليدي محلي وتتربع القاعة على مساحة 20 ألف متر مربع.
ويضم “المسجد الأعظم” الذي يعرف أيضا بـ”جامع الجزائر” بالإضافة إلى قاعة الصلاة، 12 مبنى تشمل مكتبة تتضمن مليون كتاب وقاعة محاضرات ومتحفا للفن والتاريخ الإسلامي ومدرسة عليا للعلوم الإسلامية لطلاب الدكتوراه.
وبلغت تكلفة إنجاز الجامع بجميع مرافقه، 898 مليون يورو، بحسب ما أعلنه وزير المالية السابق أيمن بن عبد الرحمن.
المسجد الأعظم
بدأ بناء “جامع الجزائر” في العام 2013 أثناء عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020 تعذر على تبون افتتاح قاعة الصلاة بالمسجد، بسبب إصابته بفيروس كورونا فناب عنه رئيس الوزراء آنذاك عبد العزيز جرّاد.
وتقول الصحف الجزائرية إنه “ثالث أكبر مسجد بالعالم بعد الحرمين الشريفين بالسعودية، فيما يصل ارتفاع مئذنته إلى حوالي 265 مترا، وهي الأعلى في العالم”، فيما تؤكد السلطات هذا المسجد مركزا علميا وسياحيا.
ويضم المبنى 3 طوابق تحت الأرض مساحتها 180 ألف متر مربع مخصصة لركن أكثر من 6 آلاف سيارة، وقاعتين للمحاضرات مساحتهما 16 ألفا و100 متر مربع، واحدة تضم 1500 مقعد، والثانية 300 مقعد، كما يضم مكتبة تحتوي على ألفي مقعد ومساحتها 21 ألفا و800 متر مربع.
ومنذ وضع حجر الأساس للمسجد في 2011 من طرف الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، شنت وسائل إعلام فرنسية وحتى محلية حملة ضد المشروع، ليرد عليهم الرئيس الحالي عبد المجيد تبون -عندما كان وزيرا للسكن في عهد بوتفليقة- بحكم أن وزارته كانت المكلفة بالإشراف على المشروع.
واعتبر تبون في حينه خلال مؤتمر صحافي عقد في العام 2016، أن “شركة فرنسية هي من تحرّض بعض وسائل الإعلام الفرنسية على الجزائر بعدما فشلت في أخذ المشروع”، الذي فازت بصفقته شركة صينية للإنشاءات.
وفي أبريل/نيسان 2023 عاشت الجزائر جدلا على خلفية عدم افتتاح المسجد لصلاتي الجمعة والتراويح خلال شهر رمضان، رغم إقامة الصلوات الخمس فيه منذ 2020 وانحسار جائحة “كوفيد-19” بشكل شبه تام.
وقتها أرجعت إدارة المسجد عدم فتحه أمام صلاتي الجمعة والتراويح لأسباب فنية، وقالت في بيان إن التأخير يعود إلى “انتظار استكمال رفع التحفظات التقنية (الفنية) المسجلة في مختلف المرافق، من أجل توسيع نشاط قاعة الصلاة”.
أكبر مساجد العالم
المسجد الحرام:
يقع في مكة المكرمة ويحيط بالكعبة المشرفة، تبلغ مساحته 400 ألف و800 متر مربع ويتسع لـ2 مليون مصل في آن واحد. تمت توسعته عدة مرات عبر التاريخ وتم الانتهاء من الهيكل الحالي في العام 1998.
المسجد النبوي:
يقع في المدينة المنورة وتبلغ مساحته 400 ألف و500 متر مربع، ويمكن أن يستوعب نحو مليون مصل. تعرض المسجد النبوي لحريق عام 654 هـ في عهد الخليفة العباسي المستعصم الذي سعى لإعادة إعماره، غير أن غزو التتار وسقوط بغداد في أيديهم سنة 656 هـ حال دون ذلك، ولم تتم عمليه الترميم إلا في العصر المملوكي.
أصبح المسجد النبوي أول مكان في الجزيرة العربية تتم إضاءته باستخدام المصابيح الكهربائية عام 1327هـجريا الموافق 1909 ميلاديا، وهو أحد المساجد الـ3 مع المسجد الحرام والمسجد الأقصى، التي أجاز النبي صلى الله عليه وسلم أن تشدّ إليها الرحال. بدأ بناء المسجد عام 622، وتمت توسعته عدة مرات عبر التاريخ، وتم الانتهاء من البناء الحالي في العام 2005.
المسجد الأقصى:
تبلغ مساحة المسجد 144 ألف متر مربع ويحتل نحو سدس مساحة البلدة القديمة في القدس ويتسع 250 ألف مصل، شكله مضلع أو شبه مستطيل، وطول ضلعه الغربي 491 مترا، والشرقي 462 مترا، والشمالي 310 أمتار، والجنوبي 281 مترا.
وفي صدر الجامع قبة، كما أن له 11 بابا، 7 منها في الشمال وباب في الشرق واثنان في الغرب وواحد في الجنوب، ويوجد في ساحة الأقصى الشريف 25 بئرا للمياه العذبة، 8 منها في صحن الصخرة المشرفة و17 في الساحات السفلى، كما توجد مواقع للوضوء.
بني قبل الميلاد بأكثر من 2000 سنة، فهو ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، واختلف المؤرخون فيما بينهم على من وضع اللبنة الأولى لبناء المسجد، فمنهم من قال إن النبي آدم أبو البشر هو من بناه، والبعض يقول إنه سام بن نوح، وآخرون ذهبوا إلى أن النبي إبراهيم هو من عمد إلى بناء المسجد الأقصى.
مسجد العتبة الرضوية:
يقع في مدينة مشهد بمقاطعة خراسان في إيران على مساحة تقدر بـ600 ألف متر مربع ويستوعب مصلاه 700 ألف مصل، ويطلق اسم العتبة الرضوية على موقع ضريح علي بن موسى الرضا ثامن أئمة الشيعة.
مسجد السلطان قابوس:
يعد أكبر المساجد التي أمر السلطان الراحل قابوس بن سعيد ببنائها عام 1992، ويقع على مقربة من الطريق المؤدي إلى قلب العاصمة مسقط على مساحة تقدر بـ416 ألف متر مربع.
شُيد الجامع على أرضية متسعة ومرتفعة عن سطح الموقع بمقدار 1.8 متر، وتبلغ السعة الإجمالية للجامع 20 ألف مصل.
ويضم المصلى الرئيسي، الذي يتسع لأكثر من 6500 مصل، شكلا مربعا بقبته المركزية، بارتفاع 50 مترا مزينة بالفسيفساء، وتتدلى منها ثريا تعد الأضخم بعد ثريا جامع الشيخ زايد في أبوظبي، إذ ترتفع 14 مترا، وبقطر 8 أمتار وتزن 8 أطنان ويوجد بها 1122 شمعة.
مسجد الإمام علي:
يقع مسجد الإمام علي في النجف بالعراق، تبلغ مساحته 300 ألف متر مربع ويمكن أن تستوعب ما يصل إلى 700 ألف مصل.
بناه الخليفة العباسي هارون الرشيد فوق ضريح الإمام علي عام 786م، وتم إعادة بنائه وتوسيعه عدة مرات عبر التاريخ، وتم الانتهاء من الهيكل الحالي في عام 2007 وهو مزين بقباب ذهبية وعمارة إسلامية.
جامع الصالح في صنعاء:
استغرق بناؤه 8 أعوام وكلف أكثر من مئة مليون دولار على مساحة قدرها 224 ألفا و821 مترا مربعا ويتسع لنحو 45 ألف مصلٍّ في الداخل والخارج، ويستوعب موقف السيارات الخاص به 1900 سيارة، إلى جانب مساحات واسعة من الحدائق والممرات والأحزمة الخضراء.
وتبلغ مساحة قاعة الصلاة الرئيسية في الجامع 128.83 مترا مربعا وتتسع لنحو 20 ألف مصل ويكسو أرضيتها الرخامية سجاد باللون الأزرق مصنوع من الصوف النيوزيلندي عالي الجودة، جرى تصنيعه في تركيا بمواصفات خاصة بالجامع.
وللجامع 6 مآذن، 4 منها بطول 100 متر، واثنتان بطول 80 مترا، ويحتوي على 23 قبة مختلفة الأحجام والارتفاعات، موزعة على مختلف الزوايا.
مسجد الاستقلال:
يقع مسجد الاستقلال في جاكرتا بإندونيسيا على مساحة 97 ألف متر مربع ويمكن أن تستوعب ما يصل إلى 200 ألف مصل.
تم الانتهاء من بناء المسجد في عام 1978 وصممه المهندس المعماري فريدريش سيلابان كمزيج من الأساليب المعمارية الإسلامية الحديثة والتقليدية.
مسجد الحسن الثاني:
يقع مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء بالمغرب على مساحة 90 ألف متر ويمكن أن يستوعب ما يصل إلى 105 آلاف من المصلين.
تم الانتهاء من بناء المسجد في عام 1993 وصممه المهندس المعماري الفرنسي ميشيل بينسو كمزيج من الطرز المعمارية المغربية والإسلامية.
مسجد الملك فيصل:
يعتبر مسجد الملك فيصل أحد أكبر مساجد العالم ويقع على أطراف حديقة مارغالا هيلز الوطنية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، حيث تبلغ مساحته 54 ألف متر مربع ويمكن أن يستوعب نحو 300 ألف مصل.
فكرة بناء المسجد جاءت أثناء زيارة الملك فيصل عاهل المملكة العربية السعودية إلى إسلام آباد عام 1966، حيث تم تنظيم مسابقة شارك فيها مهندسون من 43 دولة.
ومن بين المشاريع الـ17 المقدمة في المسابقة تم اختيار تصميم المهندس التركي وداد دالوكاي بحيث يشبه خيمة بدوية وبدأ بناء المسجد عام 1976 والانتهاء منه في عام 1986، بتكلفة 120 مليون دولار.
المصدر: الجزيرة+ الصحافة الجزائرية +مواقع الكترونية
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: ألف متر مربع بناء المسجد قاعة الصلاة على مساحة ویمکن أن فی العام ألف مصل ما یصل فی عام
إقرأ أيضاً:
مجزرة مسجد الحسن: تحقيق للأورومتوسطي يكشف تفاصيل مروّعة
#سواليف
كشف تحقيق جديد أجراه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل فيها أكثر من 15 فلسطينيًّا وأصاب آخرين بجروح، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، في قصف جوي استهدف مسجدًا في غزة أثناء إقامة الصلاة فيه وقت الفجر، في انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي التي تضمن حماية المدنيين ودور العبادة خلال النزاعات المسلحة.
وحقق الأورومتوسطي في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مسجد “الحسن” في حي التفاح بمدينة غزة أثناء إقامة صلاة الفجر، يوم 16 نوفمبر/تشرين ثانٍ 2023، وخلص إلى عدم العثور على أي أدلة على وجود أهداف عسكرية، سواء أعيان أو عناصر مسلحة، داخل المسجد أو في المنطقة المحيطة به وقت وقوع الاستهداف.
وفي تفاصيل التحقيق، أفاد الأورومتوسطي أنه وفي حوالي الساعة 4:45 من فجر يوم الأربعاء الموافق 16 نوفمبر/تشرين ثانٍ 2023، استهدفت طائرات الجيش الإسرائيلي مسجد الحسن في منطقة السنافور بحي التفاح شرقي مدينة غزة، دون أي تحذير مسبق، باستخدام قنبلة إلى قنبلتين من العيار الثقيل ذي القدرة التدميرية العالية. ووقع الاستهداف أثناء إقامة صلاة الفجر، وبمجرد أن شرع المصلون في أداء الصلاة.
مقالات ذات صلة إعلام عبري: 500 ضابط برتبة رائد تركوا الجيش الإسرائيلي بملء إرادتهم 2024/12/19بفعل الغارة الجوية الإسرائيلية، دُمر المسجد الذي يُعد أحد المسجد الكبيرة في المنطقة بشكل كلي خلال ثوانٍ فوق رؤوس المصلين بداخله، ولم يتبقَ منه سوى بقايا أحد مداخله والمئذنتين المحيطتين به. وقد أسفر الهجوم عن مقتل جميع المصلين داخل المسجد وتحولت جثث غالبيتهم إلى أشلاء.
لم نجد أثرًا لأي أحد ممن كانوا في داخل المسجد في حينها. فجميعهم كانوا مقطعين أشلاء ولا أثر لأحدعز الدين ماهر كُريم, 18, أحد سكان المنطقة المستهدفة وابن أحد الضحايا
خلف الهجوم كذلك ضحايا ومصابين بجروح متفاوتة في منزل ملاصق للمسجد. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير عدد من البركسات المجاورة للمسجد كانت تُستخدم كمغاسل وورش لتصليح السيارات وأخرى لأشغال النجارة، وتسبب الهجوم أيضًا في أضرار بالمباني السكنية والمنشآت المحيطة بالمسجد في المنطقة.
وأجرى الفريق الميداني للمرصد الأورومتوسطي كشفًا ميدانيًّا لموقع المسجد المستهدف قرب شارع السكة في منطقة “السنافور” بحي التفاح في مدينة غزة، حيث عاين حجم الدمار الهائل الناتج عن الهجوم. كما أجرى مقابلات مع ستة شهود من سكان المنطقة وأقارب الضحايا الذين بقوا في الحي، بعدما نزح معظم سكانه قسرًا، خاصة عقب استهداف المسجد.
وروى “عز الدين ماهر كُريم” (18 عامًا)، وهو أحد سكان المنطقة المحيطة بالمسجد بحي التفاح وابن أحد ضحايا المجزرة، لفريق الأورومتوسطي، بأنهم لدى دخولهم إلى المسجد بعد القصف الإسرائيلي “لم نجد أثرًا لأي أحد ممن كانوا في داخل المسجد في حينها. فجميعهم كانوا مقطعين أشلاء ولا أثر لأحد.”
وفي إطار التحقيق في الهجوم العسكري الذي نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مسجد الحسن في حي التفاح بمدينة غزة صباح يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، اعتمد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان منهجيته المعيارية المبينة أعلاه، وشرع بجمع البيانات الأولية المتعلقة بالحادثة. توجهت الفرق الميدانية للمرصد الأورومتوسطي إلى موقع الهجوم لمعاينته وتوثيق الأضرار البشرية والمادية، والتحقق من وجود أي مظاهر عسكرية أو نشاطات مسلحة في المنطقة وقت الاستهداف.
وأجرى الفريق الميداني مقابلات شخصية مع الناجين وشهود العيان، شملت شهادات ستة أفراد من سكان المنطقة وأقارب الضحايا الذين بقوا في الحي، رغم نزوح غالبية السكان قسرًا بعد استهداف المسجد. كما تم توثيق أسماء القتلى والمصابين.
وإلى جانب الزيارات الميدانية لموقع الهجوم وجمع الشهادات من الناجين وشهود العيان، حلل فريق الأورومتوسطي مقاطع فيديو وصورًا فوتوغرافية وثّقت آثار الهجوم وموقع الجريمة، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي أظهرت حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمكان قبل الهجوم وبعده.
وتمكن الأورومتوسطي من التحقق من هويات 10 من القتلى، بينهم طفلة، وامرأة، و8 رجال، من بينهم اثنان من كبار السن. وما تزال هويات بعض الضحايا القتلى غير معروفة، حيث تحولت جثامينهم إلى أشلاء أو بقيت تحت الأنقاض حتى الآن.
وأكد الأورومتوسطي أن الهجوم الإسرائيلي على المسجد لم يكن مبررًا بأي ضرورة عسكرية من الأساس، بل حتى أن جيش الاحتلال لم يقدم أي تفسير أو مبرر لهذه الجريمة، مشددًا على أنه يمثل في جميع الأحوال انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وهي قواعد أساسية يجب على إسرائيل الالتزام بها في جميع الأوقات بشكل مطلق دون استثناء.
وبذلك، يشكل هذا الهجوم مجموعة من جرائم الحرب مكتملة الأركان التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد مدنيين محميين بموجب القانون الدولي الإنساني، وضد مكان عبادة يُعدّ من الأعيان المدنية التي يضمن هذا القانون حمايتها.
وأوضح الأورومتوسطي أن هذه الجريمة التي استهدفت المدنيين بشكل مباشر بالقتل والإصابة، تعد أيضًا جريمة ضد الإنسانية نظرًا لوقوعها في سياق هجوم عسكري واسع النطاق ومنهجي تشنه إسرائيل ضد السكان المدنيين في قطاع غزة منذ أكثر من عام، فضلًا عن أن هذه المجزرة تُعد أيضًا إحدى أفعال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بهدف تدميرهم بصفتهم هذه.
وواجهت فرق المرصد الأورومتوسطي تحديات عدة خلال التحقيق، أبرزها المخاطر الأمنية التي أعاقت الوصول المتكرر إلى المنطقة المستهدفة والتواصل الميداني مع الشهود. ومع ذلك، بذلت الفرق جهودًا مضاعفة لتوثيق الحادثة باستخدام أدوات وأساليب تحقق بديلة، لضمان توثيق دقيق للهجوم.
واستنادًا إلى التحقيقات التي أجراها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، والتي تم إعدادها وفقًا للمعايير القانونية الدولية، يدعو المرصد الأورومتوسطي إلى إجراء تحقيقات دولية مستقلة ونزيهة لتكامل الجهود الرامية إلى ضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. ويؤكد الأورومتوسطي استعداده لدعم هذه التحقيقات من خلال تقديم الأدلة والشهادات التي جمعها وتحليلها، بما يساهم في تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة ومساءلة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وضمان حقوق الضحايا.
ويجدد الأورومتوسطي دعوته إلى المجتمع الدولي بالاضطلاع بالتزاماته القانونية الدولية بالعمل على وقف جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، بكافة الوسائل المتاحة، باعتبار أن منع هذه الجريمة والمعاقبة عليها يعد التزامًا قانونيًّا دوليًّا يقع على عاتق جميع الدول، دون استثناء، وهو التزام ذات حجية مطلقة تجاه الكافة، وضمان انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كامل الأرض الفلسطينية المحتلة، بما يشمل قطاع غزة، وتفكيك جميع القواعد والحواجز ونقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية.
كما يدعو المرصد الأورومتوسطي المحكمة الجنائية الدولية إلى النظر والتحقيق في كافة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وبما يشمل مجزرة مسجد الحسن، وكذلك آلاف المجازر الأخرى التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع، وتوسيع دائرة التحقيق في المسؤولية الجنائية الفردية عن هذه الجرائم لتشمل جميع المسؤولين عنها، والإسراع في إصدار مذكرات إلقاء قبض بحقهم جميعًا.