الجزيرة:
2024-12-29@01:44:43 GMT

ماذا يعني دخول أفغانستان نادي منتجي النفط؟

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

ماذا يعني دخول أفغانستان نادي منتجي النفط؟

كابل – عادت أفغانستان إلى إنتاج النفط بإعلان وزارة المناجم والبترول بدء استخراج الخام من آبار قرب نهر أموفي ولاية سربل شمالي البلاد، في خطوة من شأنها تعزيز إيراداتها.

وعدّ وزير المناجم والبترول الأفغاني شهاب الدين دلاور في تعليق للجزيرة نت بدء استخراج النفط في بلده "خطوة مهمة في التنمية الاقتصادية"، متوقعا أن توفر فرص عمل لعدد كبير من سكان الولايات الشمالية.

ورجّح دلاور أن تستثمر شركة النفط الوطنية الصينية 162 مليون دولار في قطاع استخراج النفط الخام في حقل "نهر أمو" هذا العام، وأن تزيد استثماراتها خلال 3 سنوات إلى 540 مليون دولار.

ويعود استكشاف النفط في أفغانستان إلى خمسينيات القرن الماضي عندما أجرى خبراء أفغان وسوفيات عام 1958 مسحا طبوغرافيا وجيولوجيا في الولايات الشمالية الأفغانية، ثم أعلنوا بعد عامين اكتشاف النفط والغاز في مدينة شبرغان، وسربل وفارياب.

وبدأت الحكومة الأفغانية بمساعدة سوفياتية بإنتاج الخام، وكان التكتل يستورد 80% من إنتاج حقل الغاز الطبيعي في مدينة شبرغان قبيل انسحابه من أفغانستان عام 1989، وفق دراسات أفغانية.

وبعد الاحتلال الأميركي لأفغانستان استخدمت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية عام 2005 سلسلة من الرسوم البيانية السوفياتية القديمة والبيانات المتاحة في الأرشيف الوطني الأفغاني والتقنيات الحديثة لإجراء مسح شامل للتعرف على المناجم في أفغانستان، وهو ما كشف عن أن المناطق الشمالية لنهر "أمو" الفاصل بين أفغانستان ودول أسيا الوسطى؛ تحتوي على ما يصل إلى 1.6 مليار برميل من النفط و15.6 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وقدرت وزارة المناجم الأفغانية عام 2011 أن شمال أفغانستان يحتوي على 1.95 مليار برميل من النفط.

منشأة نفطية في ولاية سربل شمالي أفغانستان (وزارة المناجم والبترول الأفغانية)

ما وضع حقول النفط في أفغانستان؟

اكتُشفت معظم حقول النفط والغاز الأفغانية في سبعينيات القرن الماضي خلال مشاريع التنقيب التي قادها السوفيات، وباشرت الحكومة الأفغانية حينئذ استخراج النفط عام 1959 من حقل أنجوت النفطي في منطقة قشقري، وأغلق عام 2006 على خلفية تورط أمراء الحرب في تهريب النفط منه، مع احتياطات متبقية تقدر بنحو 6 ملايين برميل.

ويقول خبراء إنه تم التحقق من 15 حقلا للنفط في المناطق المجاورة لأوزبكستان وتركمانستان، وقد كان آخر اكتشاف عام 1978، لكن الحكومات الأفغانية لم تستطع الاستفادة والاستثمار في القطاع بسبب الحروب المتتالية وأهمها الاحتلال السوفياتي ثم الأميركي.

ما أهم حقول النفط بأفغانستان؟

توجد أهم حقول النفط في الولايات الشمالية مثل سربل، وفارياب وشبرغان وولاية هرات غربي أفغانستان، وباشرت الحكومة الأفغانية الحالية باستخراج النفط من الحقول التي توجد في الولايات الشمالية مثل نهر أمو وقشقري وإنغوت في ولاية سربل شمالي أفغانستان.

ماذا عن الاحتياطات المؤكدة للنفط؟

بعد اكتشاف النفط في أفغانستان، أجرى خبراء سوفيات وأفغان دراسة عن الاحتياطات النفطية الموجودة في البلد، ويقول المدير السابق للأرشيف في وزارة المناجم والبترول، عبد الغني كاركر للجزيرة نت: "مع الأسف أعد خبراء السوفيات نسختين (من نتيجة الدراسة) بشأن الثروة المعدنية في أفغانستان ومنها الاحتياطات النفطية، قدّموا نسخة حقيقية لدولتهم، وأخرى مزورة للحكومة الأفغانية، والجميع يعرف ذلك، ولا يعرف بالضبط الرقم الاحتياطي للنفط في البلاد".

لكن مسح هيئة المسح الجيولوجي الأميركية في أفغانستان، أظهر أن الحقول النفطية في المناطق الشمالية تحتوي على ما يصل إلى 1.5 مليار برميل من النفط، و15.6 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

ما كمية الإنتاج المتوقعة؟

تنتج أفغانستان أكثر من ألف برميل يوميا في حقل قشقري، وتخطط الشركة الصينية لحفر 22 بئرا إضافية بهدف زيادة الإنتاج اليومي إلى أكثر من 15 ألف برميل يوميا.

وتستهلك أفغانستان 35 ألف برميل يوميا من النفط وتحتل المرتبة الـ117 عالميا في استهلاك النفط وفق ما أفاد مكتب وكيل وزارة المناجم والبترول، وحسب الأرقام الرسمية تحتاج أفغانستان إلى 2.7 مليون طن من النفط سنويا، يتم استيراد معظمها من إيران وتركمانستان.

ما دور الشركات الصينية في صناعة النفط بأفغانستان؟

استحوذت الشركات الصينية على كافة المجالات المتعلقة بالنفط والمناجم، وآخر عقد وقعته شركة شينجيانغ آسيا الوسطى للبترول والغاز الصينية مع وزارة المناجم والبترول بقيمة 540 مليون دولار، لمدة 25 سنة، ويجب أن تستثمر الشركة بحلول السنة الأولى 150 مليون دولار، كما تلتزم باستثمار المبلغ المتفق عليه بحلول عام 2026.

لكن مسؤولا حكوميا قال للجزيرة نت، مفضلا عدم نشر هويته، إن الشركة فشلت في تحقيق هدفها الاستثماري فضلا عن التأخير لمدة 3 أشهر، مضيفا أن الشركات الصينية دخلت إلى الساحة الأفغانية على حساب الأميركية والأوروبية؛ لأنها لا تهتم بالقضايا التي يثيرها الغرب مثل حقوق الإنسان والمرأة وهدفها الاستحواذ فقط كما حدث مع منجم النحاس في ولاية لوغر، حيث حازت شركة صينية على عقد التنقيب في المنجم ولكنها لم تباشر العمل منذ 15 سنة.

ماذا عن الشرعية القانونية للعقود المبرمة؟

بعد توقيع الشركة الصينية عقدها مع الحكومة الأفغانية التي تتزعمها حركة طالبان، اعترض عدد من الخبراء والقانونيين، وقالوا إن هذه العقود تحتاج إلى جهة تحظى بشرعية دولية ووطنية. وأضافوا أن الحكومة التي تُشكَل على أساس القانون والدستور لن تكون ملزمة بتنفيذ هذه العقود.

ويقول المتحدث السابق لوزارة المناجم عبد القدير مطفي للجزيرة نت: "طالبان تريد إنهاء المشاكل المالية التي تواجهها من خلال إبرام العقود وبيع المعادن كمواد خام إلى دول مختلفة، لكن هذه العقود لا تتبع المسار القانوني، الأمر الذي يحرم كابل من التحكيم الدولي نظرا لعدم الاعتراف بحكومة طالبان".

لماذا تصر طالبان على استخراج النفط والتنقيب في المناجم؟

تسعى حركة طالبان لاستخراج النفط على نطاق واسع من الحقول النفطية في الولايات الشمالية بهدف زيادة مستوى الدخل، وتنفق الأموال التي تحصلها من عقود المناجم على الشؤون الحكومية، حتى لا يتوقف العمل.

وتولي الحكومة المزيد من الاهتمام باستخراج النفط من الحقول الموجودة في نهر أمو وحقلي قشقري، وقد حققت الخزانة نحو 26 مليون دولار من المشروع العام الماضي من التنقيب في حقول النفط والمناجم، وفق مصدر في وزارة المالية الأفغانية.

ما أبرز العقبات أمام طالبان في استخراج النفط؟

يرى خبراء في الشأن الأفغاني أن أهم العقبات الموجودة أمام طالبان في استخراج النفط عدم وجود الكفاءات الأفغانية لأن معظمها غادرت أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي، بالإضافة إلى العقوبات الدولية على البنوك الأفغانية لأن الشركات الأجنبية لا ترغب في الاستثمار في حقول النفط بسبب هذه العقوبات ولأنها لا تغامر بضح أموالها في بلد لم يعترف بحكومته حتى الآن.

هل يغير النفط الوضع المعيشي؟

مع تراجع المساعدات الأجنبية، اتجهت أنظار الأفغان إلى النفط والمناجم، لكن بالنظر إلى أن التوسع في الإنتاج يستغرق عقودا، فإنه سيكون من الصعب في الوقت الحالي أن يؤدي النفط إلى تغير الوضع المعيشي، حسبما قال خبراء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی الولایات الشمالیة الحکومة الأفغانیة استخراج النفط فی أفغانستان ملیون دولار للجزیرة نت حقول النفط النفط فی فی ولایة من النفط

إقرأ أيضاً:

القوات الأفغانية ترد على باكستان وتقصف أراضيها.. توتر شديد (شاهد)

أعلنت أفغانستان السبت أن قواتها استهدفت الأراضي الباكستانية ردا على غارات جوية نفذتها باكستان.

وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع في الحكومة الأفغانية المؤقتة، السبت، أنه تم استهداف المواقع التي تم فيها التخطيط لشن هجمات على أفغانستان في الأراضي الباكستانية.

وقال البيان: "في إطار الرد بالمثل تم استهداف العديد من الملاجئ والمراكز التابعة لعناصر الشر ومؤيديهم، حيث تمت الهجمات ضد أفغانستان، على الجانب الآخر من الخط الافتراضي (خط ديورند)".

وترفض الحكومات في أفغانستان بما فيها الإدارة الحالية، خط ديورند الذي يرسم الحدود بشكل رسمي بين البلدين على الساحة الدولية، حيث تبرز نقاط المراقبة التي أقامها الجانب الأفغاني على هذا الخط كخلاف هام بين الطرفين.

وأفاد موقع قناة "طلوع نيوز" الاخبارية، السبت، أن الاشتباكات متواصلة بين القوات الحدودية للبلدين منذ الليلة الماضية على الحدود الباكستانية مع إقليمي خوست وبكتيا الأفغانيين.



وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن القوات الأفغانية أشعلت النار في بعض نقاط التفتيش التابعة للقوات الباكستانية في منطقة علي شير في خوست، كما استولت على نقطتي تفتيش تابعتين للقوات الباكستانية في منطقة داند باتان بولاية بكتيا، وأن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 19 جنديا باكستانيا و3 مواطنين أفغان.

والثلاثاء، قصفت طائرات حربية باكستانية، مناطق مختلفة في ولاية بكتيكا الأفغانية الحدودية، قالت إسلام آباد أنها استهدفت مواقع لحركة طالبان باكستان، بينما أعلنت كابل أن الغارات الباكستانية أسفرت عن مقتل 46 مدنياً.

وشهدت الأقاليم الباكستانية مثل خيبر بختونخوا وبلوشستان، المتاخمة لأفغانستان، زيادة كبيرة في الهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة.

وتتهم إسلام أباد حركة طالبان الباكستانية، بشن هجمات انطلاقا من قواعدها في أفغانستان، فيما ترفض الحكومة الأفغانية هذه الاتهامات.


تفاصيل جديدة للهجمات الأخيرة على الحدود الأفغانية الباكستانية

الليلة الماضية، وبالتحديد الساعة الرابعة شن #الجيش_الأفغاني هجوما واسعا على ثكنات #الجيش_الباكستاني ومخابئ #داعش على امتداد الخط الافتراضي "ديورند" في ولايتي #خوست و #بكتيا. واستمرت العمليات حتى ساعات متأخرة من… pic.twitter.com/cOdNm7n20T

— خالد أنس الأفغاني (@khalidanas41) December 28, 2024

افغان مجاهدو ځواکونه جنګي زغره وال ټانګان لومړۍ کرښې ته انتقالوي.#دفاع_افغانستان pic.twitter.com/3WPqKKM9wv

— ‏حیدرخیل | Zaland (@ZalandKhostii) December 28, 2024

مقالات مشابهة

  • القوات الأفغانية ترد على باكستان وتقصف أراضيها.. توتر شديد (شاهد)
  • قوات طالبان الأفغانية تعلن استهداف عدة نقاط في باكستان ردا على هجمات جوية
  • قوات طالبان الأفغانية تستهدف “عدة نقاط” في باكستان رداً على الغارات الجوية
  • رغم دعوات إسلام أباد..مقتل جندي باكستاني في مواجهات مع طالبان
  • الدفاع الأفغانية تستهدف مواقع داخل باكستان ردا على ضربات جوية
  • إسلام أباد تطالب كابول بالتحرك ضد طالبان باكستان
  • آخر الأنباء حول سوريا.. أول تواصل بين الإدارة الجديدة و«حكومة طالبان» الأفغانية
  • أول تواصل بين الإدارة السورية الجديدة وحكومة طالبان الأفغانية
  • القوات الباكستانية تقتل 925 مسلحاً خلال 2024
  • هل تكون طاجيكستان ضحية التقارب بين موسكو وحكومة طالبان؟