مسؤول دولي يحذّر من تزايد خطر الجوع في غزة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
قال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين، إن خطر الجوع في غزة يتزايد يوما بعد يوم، في ظل تراجع حاد للأمن الغذائي، وانخفاض حجم المساعدات المقدمة لسكان القطاع إلى النصف في شهر فبراير/شباط الحالي، مقارنة بالشهر السابق، وفقا لمعطيات الأمم المتحدة.
وفي منشور عبر حسابه بمنصة إكس، نبّه تشاباغين إلى أن نحو 80% من سكان غزة يواجهون بالفعل ظروفا طارئة أو كارثية لانعدام الأمن الغذائي.
وأشار إلى أن أكثر من مليون طفل ومسنّ في مراكز الإيواء يواجهون خطر الجفاف وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية وفقر الدم، حسب تقارير الهلال الأحمر الفلسطيني.
وجدّد دعوته من أجل وصول آمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية الحيوية المنقذة للحياة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حوالي 30 ألف شهيد معظمهم أطفال ونساء. وانهارت الرعاية الصحية إلى حد كبير، ويعيش كثير من الأشخاص في الخيام أو في الشوارع.
وانخفض حجم المساعدات المقدمة للسكان الذين يعانون في قطاع غزة إلى النصف في شهر فبراير/شباط الجاري، مقارنة بالشهر السابق، وفقا لمعطيات الأمم المتحدة، التي أكدت أن قطاع غزة استقبل في المتوسط 98 شاحنة محملة بإمدادات المساعدات كل خلال هذا الشهر.
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، على منصة إكس، "كان من المفترض أن تزيد المساعدات لا أن تنقص لتلبية الاحتياجات الضخمة لمليوني فلسطيني في ظروف معيشية بائسة. ومن بين العقبات الافتقار إلى الإرادة السياسية، والإغلاق المنتظم للمعابر، وانعدام الأمن بسبب العمليات العسكرية بجانب انهيار النظام المدني".
وأكد أن وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة ضروريان للسماح بتسليم المساعدات المنقذة للحياة والحركة التجارية للبضائع.
إسرائيل لا تمتثل
من جانب آخر، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن إسرائيل لم تمتثل لإجراء واحد على الأقل في الأمر الملزم قانونا، الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا.
وأضافت المنظمة في بيان "بعد شهر، تواصل إسرائيل عرقلة توفير الخدمات الأساسية ودخول وتوزيع الوقود والمساعدات المنقذة للحياة داخل غزة، وهي أعمال عقاب جماعي ترقى إلى جرائم حرب، وتشمل استخدام تجويع المدنيين كسلاح حرب".
وأشارت إلى أنه دخل عدد أقل من الشاحنات إلى غزة، وسمح لعدد أقل من بعثات الإغاثة بالوصول إلى شمال غزة في الأسابيع العديدة التي تلت صدور الحكم مقارنة بالأسابيع التي سبقته.
وتابعت "تجوّع إسرائيل مليوني و300 ألف فلسطيني في غزة، ما يعرضهم لخطر أكبر من الذي كانوا يتعرضون له قبل أمر محكمة العدل الدولية الملزم، ما يعني أن الحكومة الإسرائيلية تجاهلت حكم المحكمة، وفي بعض النواحي كثّفت قمعها عبر منع المساعدات المنقذة للحياة".
وأوضحت هيومن رايتس ووتش أنه على الدول الأخرى استخدام جميع أشكال النفوذ، بما فيها العقوبات والحظر، للضغط على حكومة الاحتلال للامتثال لأوامر المحكمة الملزمة في قضية الإبادة الجماعية.
وكانت محكمة العدل الدولية، قد أمرت الاحتلال الإسرائيلي في 26 يناير/كانون الثاني الماضي بـ "اتخاذ إجراءات فورية وفعالة للسماح بتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية"، وتقديم تقرير لها بشأن امتثالها بتنفيذ التدابير المحددة "في غضون شهر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المنقذة للحیاة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل توزيع المساعدات بغزة وتجبر 500 ألف على النزوح
أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل تواصل عرقلة عمليات توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة بأن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم بالقطاع منذ 18 مارس/آذار الماضي.
ومنذ 2 مارس/آذار يحاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة ويمنع دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ووقود وأدوية، مما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة.
وقالت ستيفاني تريمبلاي نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة -في مؤتمر صحفي بنيويورك- إن المساعدات الإنسانية لم تدخل إلى غزة منذ ما يقرب من شهرين، مشددة على ضرورة مواصلة توفير المساعدات دون انقطاع.
وأضافت "يجب مواصلة الدعوة إلى إعادة إرساء وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى".
وذكرت تريمبلاي أن العاملين في مجال المساعدات الإنسانية ما زالوا يواجهون صعوبات في أداء مهامهم، وأن إسرائيل سمحت فقط بمرور اثنتين من عمليات المساعدات الإنسانية من أصل 6 عمليات كان مخططا لها الأربعاء.
وشددت على أن القيود التي تفرضها إسرائيل على الوصول الإنساني تعيق القدرة على إمداد المستشفيات بالمواد الطبية، مما يعرض صحة مزيد من المرضى للخطر.
نزوح جماعي
وفي سياق متصل، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" -مساء أمس الأربعاء- أن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم بقطاع غزة منذ 18 مارس/آذار الماضي، وذلك جراء استئناف إسرائيل حربها على غزة وتنصلها من اتفاق وقف لإطلاق النار مع حركة حماس.
إعلانوقال المكتب الأممي -حسب ما نقله موقع "أخبار الأمم المتحدة"- إن مئات الآلاف من الفلسطينيين نزحوا مرارا قبل وقف إطلاق النار المؤقت في 19 يناير/كانون الثاني 2025.
وأضاف أن "الأعمال العدائية المتواصلة في أنحاء قطاع غزة لا تزال تخلف آثارا مدمرة على المدنيين، منها الموت والنزوح وتدمير البنية الأساسية الحيوية".
وأمس، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بإجبار مئات آلاف الفلسطينيين على النزوح من أماكنهم، قائلا إن "الجيش سيبقى في المواقع التي احتلها بقطاع غزة باعتبارها مناطق عازلة" بوضع مؤقت أو دائم".
وأضاف كاتس في منشور على منصة إكس "على النقيض من الماضي، فإن الجيش الإسرائيلي لا يقوم بمغادرة المناطق التي تم تطهيرها والاستيلاء عليها".
من جانب آخر، أعلن جيش الاحتلال -في بيان أمس- أنه بعد مرور نحو شهر على استئناف الحرب بغزة، بات نحو 30% من مساحة القطاع "منطقة أمنية عملياتية" في إشارة إلى أنها باتت محظورة على الفلسطينيين.
ويقصد الجيش بـ"المنطقة الأمنية" تلك التي أجبر الفلسطينيين على النزوح منها، ومنعهم لاحقا من الوصول إليها، والتي تتواجد قواته في أجزاء منها.
وذكر المكتب الأممي أن فرقه زارت الأسبوع الماضي مواقع نزوح في خان يونس حيث "يعيش غالبية الناس في أماكن إيواء مكتظة، في ظل شح المأوى والغذاء والماء والدواء".
وأشار إلى أن العاملين في مجال الإغاثة "أفادوا أن الخيام لم تعد متوفرة للتوزيع بأنحاء القطاع، وفي بلدة بني سهيلا في خان يونس جنوب القطاع على سبيل المثال لم تتلق الأسر التي نزحت مؤخرا سوى عدد قليل من البطانيات والقماش".
وأفادت الأمم المتحدة بـ"تفاقم سوء التغذية الحاد في القطاع، وانخفاض عدد الأطفال الذين يتلقون التغذية التكميلية في مارس/آذار بنسبة تزيد على الثلثين".
إعلانوتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها -البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني- بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة جراء إغلاق إسرائيل المعابر في وجه المساعدات الإنسانية.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.