صدى البلد:
2025-02-24@08:19:49 GMT

الضويني: الأزهر ما زال يمثل ركيزة مهمة في صرح الأمة

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن الاجتماع على «شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن» ومحاولة قراءة الواقع واستشراف المستقبل لهو من أوجب الواجبات الأزهرية؛ انطلاقا من أدوار الأزهر المتعددة، ومما لا شك فيه أن أعتى أمراض الأمم وأخطرها هو المرض الفكري، الذي يؤدي إما إلى التطرف الذي ينتج عنه الإرهاب بأنواعه، وإما إلى التفريط الذي ينتج عنه الانحلال الأخلاقي والإلحاد، وإما إلى التوقف والكسل الذي يؤخر الأمة، الأمر الذي يوجب على العلماء والمفكرين أن يعملوا بجد وبقوة لمواجهة هذا المرض العضال وحماية المجتمعات من خطورته.

وأوضح الدكتور الضويني خلال كلمته بالمؤتمر الثالث لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة والذي جاء تحت عنوان «نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن.. روية واقعية استشرافية»، أن هذا المؤتمر يجيء في وقت حساس من عمر الأمة، في ظل ما تتعرض له من محاولة تشويه تاريخها، وتزييف وعيها، وخداع شبابها، خاصة فيما يتعلق بحق الأمتين العربية والإسلامية في فلسطين، وإن التاريخ لا يغفر خطايا مجرمي الحرب، الذين لا يردهم دين ولا عرف ولا قانون، ولا يؤلمهم تفجير ولا هدم ولا قتل ولا موت، ولا يحكمهم عقل ولا فكر ولا قلب ولا مشاعر، وإن وعد الله لا يتخلف، «وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ».

وبيّن وكيل الأزهر أن هذا المؤتمر خطوة في مسيرة جهود الأزهر الشريف التي تناقش قضايا الحياة المعاصرة في إطار شرعي يناسب الواقع المتغير، ولا يخرج في الوقت نفسه عن الأصول والثوابت، موضحا أن أحكام الشريعة التي تدور حول الضروريات الخمس، لا يتصور عمران مجتمع ولا صلاح أمور أفراده إلا بحفظها، ولا يتصور حفظها إلا في ظل وجود أمن، وخاصة الأمن الفكري.

وتابع فضيلته أنه إذا كانت رسالة الأزهر تتضمن دراسة التراث الإسلامي، وإيضاحه، ونشره وما يستتبع ذلك من إجراء البحوث الرصينة والدراسات المنضبطة بالمنهجية العلمية، واقتفاء أثر السلف الصالح في الجد والمثابرة؛ فإنها رسالة سامية تناسب جلال الإسلام: عقيدة وشريعة وسلوكا، وقد تبلورت رسالة الأزهر عبر أجيال امتدت لأكثر من ألف عام؛ ليكون المرجعية العلمية الأولى لأهل السنة والجماعة في مصر وخارجها، في منهجية تتسم بالوسطية، وتجمع بين النقل والعقل، والتأويل المنضبط والتنزيه الواجب للذات العلية، واحترام كل مذاهب أهل السنة في العقائد والشرائع دون الاندفاع إلى تكفير أو تفسيق أو تبديع.

وأضاف الدكتور الضويني أنه لا عجب إذا أن يكون الأزهر قبلة العلم لمن يفد إليه من بلاد العالم كافة من المسلمين، ولمن أراد الاهتداء إلى الدين القويم، وإذا كان الأزهر قد تصدى منذ نشأته للعلوم الإسلامية والعربية: تعليما ونشرا ومداسة، فضلا عن دوره في التكوين العلمي للدعاة وتطوير الخطاب الإسلامي في إطار من الحكمة والموعظة الحسنة، فإن من واجب الأزهريين المخلصين أن يتصدوا لحملات التشويه التي يتعرض لها الإسلام من مغرض أو جاهل.

وأوضح وكيل الأزهر أنه تأتي أهمية هذا التجمع العلمي الذي تنظمه كلية الدعوة الإسلامية، والذي يعد أكثر وجوبا وإلحاحا في ظل الظروف الدقيقة التي تبحر فيها سفينة الأمة نحو مرفأ، يتيح لها الاستقرار والتقدم نحو بناء مستقبل أفضل، وما يعتريها من أنواء وأمواج عاتية، وقد أثبتت الظروف التي تمر بها أمتنا اليوم أن الأزهر الشريف ما زال يمثل ركيزة مهمة في صرح الأمة، تجده دائما ما ينهض للقيام بواجبه، وخاصة في الأوقات الحرجة؛ ليثبت أنه درع الأمة في وقت الشدة، وعلى كل الأزهريين أن يفخروا بانتمائهم لهذا الصرح العظيم.

وتابع الدكتور الضويني أنه ليحق لنا أن نفاخر بهذا الوعي العلمي والحراك المجتمعي الذي يقوم به الأزهر، حين يحاول وضع رؤية شرعية تواجه الانحراف بشقيه: التطرف الفكري والتطرف الأخلاقي، وتقف في وجه الأجندات الممولة والمشروعات الفكرية المنحرفة التي تسعي للنيل من إسلامنا الحنيف، فمنهج الشريعة الإسلامية لا ينتظر وقوع الأزمات، بل يحمي المجتمع من كثير منها بالقضاء على أسبابها، وهذا ليس غريبا على منهج يستمد مبادئه وأدواته من الدين الإسلامي الخاتم، الذي أراده الله لهداية البشرية جمعاء؛ ولذلك فإن الحرص على أحكام ديننا الإسلامي الحنيف يجنب المجتمع أزمات ومشكلات كثيرة.

وأردف فضيلته أنه إذا كنا نفاخر بإسلامنا فإنما نفاخر بمنهجه المتكامل في الإصلاح، الذي يضمن مجتمعا متقدما حضاريا، ومنضبطا أخلاقيا، ونفاخر بعدالته التي تنتصر على الأزمات، وتخلص المجتمع من تداعياتها، ونفاخر بوعي أهله الذين استعصت هويتهم على الذوبان والاختراق، فهي هوية صلبة ثابتة، وإذا كان المنهج الإسلامي قادرا على مواجهة الأفكار الشائهة التي تضر بالمجتمع والتي تنشر الظلم والتطرف والانفلات؛ فإن الواجب علينا أن نتكاتف: أفرادا ومؤسسات؛ لنكون معا ضد أي انحراف يهدد الفكر، أو يزعزع الثوابت، أو يزيف التاريخ.

وأكد الدكتور الضويني أن رسالة الأزهر الشريف جامعا وجامعة هي تعزيز الوسطية والاعتدال، ومحاربة الغلو والتطرف بجميع صوره وأشكاله، من أجل ترسيخ وحدة المسلمين مهما اختلفت مذاهبهم الفقهية والعقدية، وتباينت منازعهم الفكرية، وتوجهاتهم السياسية، ما داموا جميعا يسلمون بمرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولا يخرجون عن أطرها العامة. وهذا هو جوهر المدرسة الأزهرية.

 
وإن من المهم أن تكون المؤسسات المعنية بتشكيل الوعي على دراية كافية بالتحديات التي تستهدف الدين، وإلمام جيد بتيارات التغريب التي تستهدف المجتمعات، والتي تشيع أنماطا معوجة من التفكير تخاطب في الإنسان غرائزه، وتثير شهواته، وتؤصل لانفلات سلوكي، وتحلل خلقي، وتشويش فكري.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنه من المهم لمؤسساتنا المسئولة أن تفطن إلى المؤامرة التي تشغلهم عن أدوارهم بصراعات مدمرة حول قضايا ثانوية، ما كان لها أن تتحول إلى أسباب للنزاع والصراع والشقاق!، وإن الوصول إلى وعي فكري آمن فريضة دينية، وضرورة مجتمعية، ومسئولية تضامنية، يجب أن يسعى لتحقيقها الجميع، وأتوقع أن يخرج هذا المؤتمر برؤية واضحة وبرامج عملية تتعاون المؤسسات المسئولة على تنفيذها؛ لإيجاد هذه الحالة من الوعي الفكري الأمن، ولمواجهة هذه التحديات التي فرقت الأمة، وعطلتها عن دورها في قيادة ركب الحضارة الإنسانية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدکتور الضوینی وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

العرض المسرحي «جسم وأسنان وشعر مستعار» يمثل مصر بالهند

يشارك العرض المسرحي «جسم وأسنان وشعر مستعار»، تأليف وإخراج الفنان مازن الغرباوي، بمهرجان Itfok الدولي للمسرح بالهند في ولاية كيرالا، والذي تقام فعاليته في الفترة من 23 فبراير إلى 2 مارس المقبل، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه بعد تمثيل مصر في مهرجان ديجون الدولي للمسرح بكوريا الجنوبية، في شهر أغسطس الماضي.

مسرحية جسم وأسنان وشعر مستعار

يقدم العرض المسرحي «جسم وأسنان وشعر مستعار» يوم 24 فبراير حفلتين خلال فعاليات مهرجان Itfok في مدينة تريشور الهندية، الساعة 11 صباحا، و5:30 مساء، بحضور نخبة من المسرحيين والنقاد الدوليين وستكون متاحة للجمهور الهندي والجاليات العربية المقيمة بالولاية الهندية.

وتمثل هذه المشاركة نموذجا للتعاون المثمر بين المؤسسات الثقافية المصرية والهندية، وعلى رأسها التعاون المبرم بين مركز مولانا آزاد للثقافة الهندية بالقاهرة وبين إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي والتي تفتح آفاقا جديدة للتبادل المسرحي بين البلدين الصديقتين.

وتؤكد هذه المشاركة على تميز المسرح المصري الشبابي في تقديم أعمال إبداعية متكاملة فنيا وتقنيا، تجمع بين المواهب التمثيلية الشابة والرؤى الإخراجية المبتكرة والتقنيات المسرحية الحديثة.

وحقق «جسم وأسنان وشعر مستعار» نجاحا كبيرا خلال الفترة الماضية بعد عرضه على مسرح الهوسابير، ولاقى إقبالا نقديا وجماهيريا كبيرا خلال عرضه لمدة يومين.

فريق عمل المسرحية

مسرحية جسم وأسنان وشعر مستعار بطولة نغم صالح وإيمان يوسف، نهال فهمي، جهاد عصام، وتأليف موسيقي وغناء وتمثيل محمود شعراوي، ومساعد مخرج وإنتاج أنس سليمان، وترجمة روان يوسف، وسوشيال ميديا عصام الدين أشرف، وتصميم بوستر وبامفلت علي عبدالرحمن، وتصحيح وتدقيق لغوي محمد الخيام، فيديومابينج رضا صلاح، وإضاءة ومخرج منفذ أحمد أمين، ودراماتورج عزالدين حافظ، وإشراف على الإنتاج الدكتورة إنجي البستاوي، وتصميم ملابس ومنتج مشارك أروى قدورة، وتأليف وسينوغرافيا وإخراج مازن الغرباوي.

مقالات مشابهة

  • وزير الري يؤكد أهمية الترابط والتعاون لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية
  • نصرالله .. القائد الذي نصر اليمن عندما خذله العالم
  • حزب الأمة: نأسف لفشل المشاورات النهائية التي أطلقتها الآلية الإفريقية
  • البابا فرنسيس.. رجل السلام والمحبة الذي يستحق التحية
  • شيخ الأزهر يترأس الاجتماع الثامن عشر لمجلس حكماء المسلمين
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • السفير الياباني : التعليم ركيزة أساسية في شراكتنا مع مصر
  • هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
  • وحدة الأمة عهد وميثاق.. البيان الختامي للحوار الإسلامي بالبحرين
  • العرض المسرحي «جسم وأسنان وشعر مستعار» يمثل مصر بالهند