مكلومون في قطاع غزة لا يصدقون فقدان ذويهم… ما زلنا نبحث عنهم
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
“لا أصدق أن والدي استشهد وفارقنا، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، لم أودعه ولم أشيع جثمانه، أخبروني أنهم دفنوه بمقبرة جماعية.. لا أستطيع الذهاب إلى منزله أو مكان استشهاده ولا أستوعب حتى اللحظة هول الصدمة”.. بهذه الكلمات يختصر خالد العقاد حاله وحال أهالي القطاع ممن فقدوا ذويهم، جراء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
ويقول خالد لمراسل سانا: نزحت خلال العدوان من خان يونس إلى رفح وبقي والدي المسن في منزله، ووصلني قبل شهرين نبأ استشهاده برفقة ثمانية من أفراد أسرتي، جراء قصف الاحتلال سيارة كانوا يستقلونها شرق خان يونس.. تطايرت أشلاؤهم في المكان.. وبعد فترة طويلة تمكن الناس من الوصول إليهم، ودفنوهم في قبر جماعي، دون أن يتسنى لي وداعهم.. لم أتقبل حتى اللحظة أن والدي استشهد وأنني لن أراه بعد اليوم.
وأضاف: أبحث عن والدي في شوارع وأزقة رفح، في وجوه المارة علني أجده حياً، لا أستطيع استيعاب فراقه، وأنتظر على أحر من الجمر أن أتمكن من الذهاب إلى مكان المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحقه وحق من معه، أيعقل أنني لن أرى والدي، لن أقبله على رأسه كما كنت، أملي الوحيد أن أرى جثمانه، أي قطعة من ملابسه، أن أودعه”.
آلاف الفلسطينيين في القطاع فقدوا ذويهم ولم يودعوهم، حيث حال النزوح وانقطاع شبكات الاتصالات بينهم وبين عائلاتهم وأخبارها، ليعرفوا بعد فترة طويلة نبأ استشهاد أحبتهم من المستشفيات أو شهود عيان، حيث تم التعرف عليهم من خلال هوياتهم الشخصية، ومن لم يتم العثور على بطاقة هويته بعد استشهاده دفن تحت اسم مجهول الهوية، وما زال الكثير من ذوي هؤلاء متمسكين بأمل أن يكونوا على قيد الحياة.
محمد أبو رجيلة يروي مأساته قائلاً: انهالت قذائف الموت على منازلنا في بلدة خزاعة في خان يونس، استشهد العشرات من أفراد أسرتي وجيراني، أصبت أنا بجروح واستشهدت زوجتي وأطفالي الثلاثة ولم أودعهم أو أشارك في تشييع جثامينهم، هناك المئات من الشهداء مازالوا مفقودين تحت ركام المنازل المدمرة شرق المدينة، الاحتلال نشر رائحة الموت والخراب والدمار في كل مكان، لا أستوعب فقدان جميع أفراد أسرتي وأنني بقيت وحيداً أكابد الألم والفاجعة والحزن.
الحال في شمال قطاع غزة لا يختلف عن جنوبه، حيث ينهش الجوع والمرض مئات آلاف العائلات في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، كما أن حرب الإبادة طالت جميع العائلات بعضها مسحت بأكملها من السجل المدني، وبعضها بقي منه عدة أفراد يحاولون بصعوبة تقبل فقدان ذويهم ومنازلهم وجميع مقومات الحياة.
محمد حمدين من شمال القطاع، يبين أن 17 من أفراد عائلته استشهد، ولم يودعهم أحد بعد قصف المنزل الذي لجؤوا إليه هرباً من قصف الاحتلال، بينهم والدته وثلاثة من أخوته وأبناء عمومته ويقول: نعيش قهراً كبيراً، الخوف والدم والأشلاء في كل مكان، فقدنا الأهل والمأوى وكل شيء.
وزارة الصحة الفلسطينية تشير إلى أن أكثر من مئة ألف فلسطيني استشهدوا وأصيبوا جراء عدوان الاحتلال المستمر على القطاع، فيما لا يزال هناك أكثر من 7 آلاف مفقود تحت ركام المنازل المدمرة، ولكل شهيد وجريح ولكل فلسطيني في القطاع حكاية ألم ومعاناة وفراق يتحمل المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة مسؤولية استمرارها، من خلال التقاعس عن إلزام الاحتلال بوقف عدوانه لوضع حد لتفاقم معاناة أهله.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: خان یونس
إقرأ أيضاً:
استشهاد 5 صحفيين بعد قصف مركبة بث وسط القطاع (شاهد)
قالت وسائل إعلام فلسطينية إن شهداء ومصابون سقطوا في قصف إسرائيلي لسيارة بث تابعة لقناة القدس أمام مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وذكرت منصات محلية فلسطينية أن 5 صحفيين استشهدوا في قصف مركبة البث، وبذلك يرتفع عدد الصحفيين الشهداء في غزة إلى 197.
اللحظات الأولى لقصف طائرات الاحتلال مركبة للصحفيين أمام مستشفى العودة بمخيم النصيرات وسط القطاع pic.twitter.com/BDjPMmA0Zx — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 26, 2024
ومطلع الشهر الجاري، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 192، منذ أن بدأت إسرائيل حربها على القطاع، بعد استشهاد الصحفي في شبكة القدس الإخبارية ميسرة صلاح.
وقال في بيان إن "عدد الشهداء الصحفيين ارتفع إلى 192 صحفيا وصحفية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، بعد الإعلان عن استشهاد الصحفي في شبكة قدس الإخبارية ميسرة أحمد صلاح".
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت عمليات نسف لمبانٍ سكنية في محيط رعاية جباليا شمالي قطاع غزة.
وفي ذات السياق قالت مصادر محلية فلسطينية، إن أكثر من 40 شخصا موجودون تحت الأنقاض جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلا لعائلة دلول في حي الزيتون بمدينة غزة، ولم يتم انتشالهم حتى الآن.
وصعّد الاحتلال من عدوانه خلال الساعات الماضية، وحاصرت قواته المستشفى الإندونيسي شمال القطاع، واستهدف المساعدات.
ذكرت منصات محلية فلسطينية أن طبيبا أصيب بجروح خطيرة داخل مستشفى كمال عدوان جراء تفجير الاحتلال لروبوت مفخخ بجوار المستشفى.
ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ447، مع ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 45 ألف شهيد إضافة إلى أكثر من 107 آلاف إصابة منذ بدء العدوان.
وارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 45 ألف شهيد، فبحسب ما كشفت وزارة الصحة الفلسطينية، فإنّ عدد شهداء غزة ارتفع إلى 45 ألفا و361 شهيدا، بينما بلغ عدد الجرحى 107 آلاف و803 جرحى.
وذكرت الوزارة أن الاحتلال ارتكب ثلاثة مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، ووصل منها للمستشفيات 23 شهيدا و39 جريحا خلال الـ 24 ساعة الماضية.