الرقابة المالية: الهيئة انتهت من وضع الإطار التنظيمي لسوق الكربون الطوعي
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
افتتح الدكتور محمد فريد رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، فعاليات “القمة السنوية لأسواق المال”، مستعرضا خلال كلمته أخر مستجدات عملية الإصلاح والتطوير في القطاع المالي غير المصرفي وجهود تعزيز دور القطاع في نمو الاقتصاد القومي.
وقال الدكتور فريد إن الهيئة تعمل على اتساق وتوحيد الاتجاه واستمرار الإصلاح والتطوير للقطاع المالي غير المصرفي وكذلك التواصل وتنظيم الحوارات المجتمعية مع كافة المتعاملين في الأسواق المالية غير المصرفية بهدف استكمال جهود الهيئة في العمل على استقرار وتنمية تلك الأسواق وحماية المتعاملين بما يعزز من تلبية احتياجات فئات المجتمع المختلفة تحقيقاً تعزيزاً مستويات الشمول المالي والاستثماري التأميني.
وأشار الدكتور فريد إلى الجهود والإجراءات التي اتخذتها الهيئة خلال الفترة السابقة بشأن تطوير وإتاحة أدوات ومنتجات مالية مستحدثة تلبي احتياجات الأفراد والشركات من المنتجات التمويلية والاستثمارية مثل صناديق الاستثمار في السلع والتي قامت الهيئة بوضع إطار تشريعي وتنظيمي متكامل ساهم في إطلاق أول صندوق للاستثمار في الذهب بالإضافة إلى قيام عدد من الشركات خلال الفترة الحالية بدراسة إطلاق صناديق للاستثمار في السلع والمعادن النفيسة.
وأكد الدكتور محمد فريد أن الهيئة انتهت من وضع الإطار التنظيمي لسوق الكربون الطوعي، وذلك دعماً لجهود الدولة في تحقيق الحياد الكربوني وفقاً للمعايير الدولية، ورؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة، كما سيتم إصدار قرارات خلال الأيام القليلة القادمة بخصوص تنظيم قواعد قيد وشطب شهادات خفض الانبعاثات الكربونية ومعايير اعتماد سجلات الكربون لدى الهيئة، مشيرا في هذا الصدد إلى قيد 3 كيانات ما بين محلية وأجنبية في سجلات جهات التحقق والمصادقة لدى الهيئة، بالإضافة إلى إرسال تفسير مرتبط بالمعالجة المحاسبية لشهادات خفض الانبعاثات الكربونية الطوعية لرئيس مجلس الوزراء تمهيداً لاستصداره وهي بهدف إضفاء المزيد من الوضوح للشركات التي ستتعامل في هذا المجال.
وأشار الدكتور محمد فريد إلى تعديل معايير المحاسبة المصرية التي صدرت بقرار الدكتور رئيس مجلس الوزراء بناء على توصية لجنة مراجعة معايير المحاسبة المصرية والمعايير المصرية للمراجعة والفحص المحدود ومهام التأكد الأخرى برئاسته التي وافقت على إدخال نموذج إعادة التقييم على الأصول الثابتة والأصول غير الملموسة ونموذج القيمة العادلة على الاستثمار العقاري، والذي يمكن للشركات معه إعادة تقييم أصولها بما تعكس القيمة العادلة والحقيقية بما يتوافق مع معايير المحاسبة المصرية وحرص الدولة على تسهيل الاستثمارات الأجنبية وتشجيع الشركات العالمية على الاستثمار في مصر.
وفي إطار الدعم والاهتمام بالشركات الناشئة أشار الدكتور محمد فريد إلى قرار الهيئة الخاص بإصدار المعايير المصرية للتقييم المالي للمنشآت، وذلك بتطوير بعض المنهجيات والنماذج التي تلائم طبيعة عمل الشركات الناشئة وتراعي طبيعة ونماذج عمل هذه الشركات التي تتمتع بفرص نمو كبيرة وبحاجة إلى طرق مختلفة للتقييم للحصول على التمويل اللازم للتوسع ودخول أسواق جديدة وإضافة أنشطة ومنتجات وحلول جديدة، لما لقطاع الشركات الناشئة من أهمية وتأثير متزايد على الاقتصادات الدولية بشكل عام والاقتصاد المصري بشكل خاص فيما يرتبط بدعمها للقدرات الإنتاجية ودفع النمو الاقتصادي وتوفير مزيد من الوظائف.
وأكد الدكتور محمد فريد أن استراتيجية الهيئة تستهدف التمكين التكنولوجي في مختلف القطاعات المالية غير المصرفية بهدف مواكبة التطورات الدولية واللحاق بركب التقدم وعدم التخلف عنه خاصة في ضوء المزايا التي توفرها استخدام التكنولوجيا مثل تخفيض تكلفة المعاملات والمساهمة في توسيع قاعدة المتعاملين، مضيفاً أن التحول الرقمي لا يعني استخدام المواقع الالكترونية ولك هو عملية تنظيم شامل أهمها حوكمة تكنولوجيا المعلومات والقدرة على استشراف المستقبل لتسهيل عملية الوصول والاستفادة من الخدمات المالية غير المصرفية.
وأكد الدكتور محمد فريد على اهتمام الهيئة برقمنة المعاملات المالية غير المصرفية ووضعها على قمة أولوياتها إنفاذاً لقانون تنمية استخدام التكنولوجيا في الأنشطة المالية غير المصرفية حيث قامت الهيئة بإصدار عدة قرارات تنفيذية لتنظيم وتنمية استخدام التكنولوجيا المالية في الأنشطة المالية غير المصرفية وهي القرارات 139 و140 و141، حيث يحدد القرار رقم 139 المتطلبات الواجب توافرها في الشركات الراغبة في الحصول على الترخيص أو الموافقة لمزاولة الأنشطة المالية غير المصرفية باستخدام التكنولوجيا، وينظم القرار 140 الهوية الرقمية والعقود الرقمية والسجل الرقمي والمنصة الرقمية والمعاملة الرقمية وكذلك التوقيع الإلكتروني وعمليات التعرف والتعاقد مع العميل الكترونياً، فضلاً عن مجالات استخدام التكنولوجيا المالية لمزاولة الأنشطة المالية غير المصرفية، ومتطلبات الامتثال.
ويحدد القرار رقم 141 ضوابط القيد والشطب في سجل الجهات الراغبة في تقديم خدمات التعهيد والذي يتضمن إنشاء السجل، وشروط القيد بالسجل، وإجراءات تقديم القيد بالسجل، وشروط استمرار القيد بالسجل، ومدة القيد وتجديده، والتدابير الإدارية، بالإضافة إلى صدور قرار رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية بشأن تشكيل لجنة البت في الطلبات المقدمة لاستخدام التكنولوجيا المالية في الأنشطة المالية غير المصرفية.
وفي نهاية كلمته أشار الدكتور فريد إلى أهمية الارتقاء بقدرات وإمكانيات الكوادر الفنية العاملة في جميع الأنشطة المالية غير المصرفية من خلال الاستعانة بأفضل الخبرات والممارسات الدولية بهدف خلق كوادر فنية لديها القدرة على مواكبة التطورات التي تشهدها الأسواق خلال مرحلة التطوير وذلك للمساهمة في استكمال الجهود المبذولة لتطوير وتنمية واستقرار الأسواق المالية غير المصرفية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: استثمار في الذهب استقرار وتنمية استشراف المستقبل استقرار الأسواق اقتصادات الدول الأنشطة المالیة غیر المصرفیة استخدام التکنولوجیا الدکتور محمد فرید فرید إلى
إقرأ أيضاً:
المناخ التنظيمي وأخلاقيات الموظف
فيصل بن علي العامري
في بداية الحديث نتحدث عن أخلاقيات العمل التي تعتبر أساس ونموذج تقدم الأمم ورمزاً لثقافة المنظمة حيث أتت جميع الرسائل السماوية بالأخلاق وجاء الإسلام خاتم الأديان ليحث الناس على مكارم الأخلاق.
وفي هذا المقال نتطرق لمفهوم أخلاقيات العمل لغة واصطلاحا وأهمية التقيد بالأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها الموظف والتي تساعد في توفير مناخ تنظيمي مؤسسي يعزز ثقافة العمل لتحقيق الأهداف. حيث اتفق المفكرون على أنها مجموعة من المبادئ والصفات والقيم الإيجابية التي تسهم في خلق بيئة جاذبة للابتكار وتفجير الطاقات، وكما تعرف أيضا بأنها مجموعة من المبادئ والمعاير التي تعد مرجعا وانعكاسا للسلوك المطلوب لأفراد المهنة في المنظمة والتي يعتمد بها جميع عناصر المنظمة الداخلية والخارجية؛ وذلك للتقييم السلوك والأداء الذي يمارس داخل المنظمة.
وينقسم المناخ التنظيمي للمنظمات الى أربعة اقسام وهي كالآتي: المناخ المرتكز على الإنسان هو شعور بالرضاء الوظيفي للموظف في المنظمة من حيث إن المنظمة تقدم التقييم والتحفيز والتطوير في الأداء.
أولًا: المناخ المرتكز على القواعد: يعتمد على ثقافة المنظمة التي تقدم المزايا والفوائد وتهتم بتطوير الموظفين.
ثانيًا: المناخ المرتكز على الأهداف يأتي الاهتمام من المنظمة في تحقيق الأهداف بالعمل تحت فريق عمل منظم يسعى لتحقيق الأهداف بأقل الموارد البشرية والمالية.
ثالثًا: المناخ المرتكز على الابتكار تؤدي ثقافة المنظمة الى التفكير الإبداعي في حل وإيجاد طرق وحلول مبتكرة وتكون مدعومة من الإدارة وتطبق ك نظام سائد في المنظمة.
ومن هذا المنطلق يؤثر المناخ التنظيمي في سلوك وأخلاق الموظف وذلك من خلال تحقيق الرضا الوظيفي للموظف في المنظمة ويأتي هذا الرضا من صحة الإجراءات المعمول بها، والمستمدة من رؤية ورسالة وأهداف الهيكل العام للمنظمة. حيث يؤثر هذا المناخ في التقيد في سلوك الموظف من خلال تطبيقه للإجراءات واتباعه بتعليمات والأسس المقررة في تنظيم بيئة التعامل الداخلية والخارجية، كما تؤثر في بناء الانطباع والتصورات عن المنظمة والشعور بالرضا والثقة في المنظمة أو العكس إذا لم يتوفر المناخ التنظيمي فأنها تكون بيئة مشحونة بالسلبيات والسلوكيات غير الأخلاقية أو مهنية.
ويساعد المناخ التنظيمي في عملية اتخاذ القرار والتوجيه وذلك بمنح الموظف المسؤول مرونة اتخاذ القرار مع حوكمة المسؤولية التي حددها الهيكل التنظيمي للموظفين كلن في مجال اختصاصه، كما تعد المسؤولية الفردية إحدى العوامل المؤثرة على المناخ التنظيمي وشعور الموظف بالحرية في المنظمة والعلاقة الجيدة بين الزملاء في العمل وذلك للعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الهدف المؤسسي وفق الإجراءات التي يحددها الهيكل واللوائح والأنظمة للمنظمة .حيث لا تخلو أي منظمة من وجود خلافات أو نزاعات ولكن عندما يتوفر المناخ التنظيمي فإنه يسهل طرق إدارتها والتعامل معها كما يعزز على خلق بيئة عمل إيجابية محفزة على الإنتاجية، والمحافظة على أخلاقيات العمل التي تؤدي إلى احترام القوانين والعادات التي تضمن المساوة والعدالة في الحقوق والواجبات.
** متخصص في التنمية البشرية والتطوير المؤسسي، باحث دكتوراة في فلسفة الإدارة والعلوم الاقتصادية