أختي غير الشقيقة تهدد مستقري.
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
سيدتي، إسمحيلي بعد التحية و السلام أن أحظى بحيز من خلال ركن قلوب حائرة عبر موقع النهار أونلاين. لأخطّ فيه ما يخالجني وما يحرمني لذة الحياة.كيف لا وفي غمرة أنني أحسّ بأننّي بلغت مرادي من الحياة حتى ظهر مستجد قلب موازينها.
سيدتي أنا إنسانة غرفت من مكارم الأخلاق ما أهّلني والحمد لله أن أحظى بزوج طيب محترم .
قد تتساءلين عن المستجد الذي طرأ في حياتي أو بالأحرى حياتنا جميعا. إمرأة أتت من ولاية بعيدة تبحث عن والدتها التي انجبتها وتركتها نتيجة لظروف . في البدء لم نفهم فحوى الأمر إلا أننا فوجئنا بهذه السيدة تؤكّد وتصر أن والدتها هي أمي.
لم يمر وقت طويل حتى قطعت علينا والدتي حبال الشك والريبة و إعترفت لنا أنها الأم الحقيقية لهذه السيدة الأربعينية التي أخذت من تقاسيم وجهها الكثير.نعم سيدتي الأمر يتعلق بأخت غير شقيقة ولجت حياتنا فقلبت موازينها . ولعل ما قلب موازينها أكثر تأكيد والدي لعلمه بالأمر أن والدتي تزوجت قبله من رجل طلقها وأخذ منها فلذة كبدها.
صحيح أننا صدمنا من هول ما علمناه عن والدتي التي يبدو أنها عاشت الأمرين وهي بين سندان أمومتها لبنت سلبت منها. ومطرقة أسرة جديدة كان عليها أن تبذل في العطاء والتضحية من أجلها. إلا أنني لا أخفيك سيدتي أننا تنفسنا الصعداء وشرف أمي لم يدنّس ولم يشر إليه بالسوء.
المشكلة سيدتي الآن في زوجي وأزواج أخواتي الذين لم يرق لهم أمر هذه الأخت التي ظهرت فجأة لتقاسمنا الحياة.ولعلّ زوجي هو مربط الفرس في قصتي هاته حيث أنه لم ولن يتقبل فكرة هذه الوافدة الجديدة التي لم يستسغ أن تكون خالة لأولاده وأختا لزوجته.
صدقيني فكلما تكلمنا حول الموضوع أنا وزوجي إلا ووجدته ينتفض و يقيم الدنيا ولا يقعدها وهو ينفر من ماض ليس من حقه. من ماض ليس فيه ما يعاب فوالدتي كانت على ذمة رجل أنجبت منه في الحلال بنتا، ولما لم يكن بينهما من نصيب ترك وسلب منها إبنتها ورعاها إلى أن فارق الحياة، فما كان منها إلا أن بحثت عن أصولها طلبا للحنان والإحتواء.
ليست أموري على ما يرام سيدتي،وأخاف أن تحتدم وتسفر عما لا يحمد عقباه فما السبيل للخروج من هذه المحنة؟
أختكم م.هند من الغرب الجزائري.
الرد:هوّني عليك أختاه، ولا تحملي قلبك المفعم بالحب ما لا طاقة لك به. وتأكّدي أنه ما من شيء ليس فيه من العيب شيء إلا و كان بإذن الله من غير لبس أو شكّ.
لم تخطئ والدتك في شيء ، فنصيبها وقدرها سطّرا لها أن تكون لها زيجة قبل زواجها من والدك. هذه الزيجة الحلال أسفرت عن بنت لم يكن لها أي ذنب أنها حرمت من حنان والدتها ، حيث أنها عاشت سنوات بعيدة عنها منتقصة من حبها وإحتوائها. هذه الأخت التي لم تفوت فرصة لتبحث عمن منحتها الحياة يوم وجدت سانحة لذلك.
وأظن أختاه أن موقف زوجك لا يفهم منه سوى حرصه وغيرته عن صورة أسرتك الكريمة، فقد يكون تخوفه مثلا من أن تلوك ألسنة السوء شرف أمك وسمعة أبيك، وهذا طبعا ما لا يتقبله أيّ شخص، فالأمر سيمسّك في الأول والأخير.
وعوض أن تقفي مكتوفة الأيدي ولا تبدين غير الخوف والوجل، أنصحك أختاه أن تعزفي على الوتر الحساس لزوجك أختاه بأن تحدثيه عن أهمية لمّ الشمل وضرورة الإلتفاف حول من لا ذنب له.فلا والدتك ولا أختك لهما من الذنب ما يجعلهما اليوم في هذه الحالة من النفور. ثم عليك أختاه أن تؤكدي لزوجك أن كلام الناس السّيء لهو نتاج رؤيتهم الخاصة للأمور،ودليل براءة والدتك ظاهر للعيان ولا يمكن النقض فيه .
كذلك ليس من المجدي خلق المساومات و زرع الشحناء والبغضاء بين أي زوج وزوجة في ظل الأزمات. خاصة إذا ما تعلق الأمر بالوالدين. فماذا لو أن الأمر كان متعلقا بوالدة زوجك أو أخته مثلا، أكان سيقبل أن تضعيه في خانة المساومات أو الإختيار؟
وفي الأخير لا يسعني أختاه إلا أن ادعو الله لك بالفرج القريب وبإستتباب السكينة في عشك الزوجي، ,ان لا تزري في أي حال من الأحوال وزر أمك التي لم تقترف ما يعاب.
ردت: “ب.س”
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: إلا أن
إقرأ أيضاً:
القانون للضعفاء
كثيرًا ما أقف حائرًا أمام عبارة «أن الناس أمام القانون سواء» وسبب حيرتى أن ما أشاهده أمامى يختلف، خاصة فى الدول التى نحن منها. وأعتقد أن هذه المساواة لا توجد إلا فى الدين، فليس هناك فرق بين الناس إلا بالتقوى، أما فى الدنيا.. فالغنى غنى والفقير فقير، وتصطدم بعبارة أخرى «أن القانون وضع للفقراء الضعفاء، أما الأغنياء الأقوياء فلهم قانونهم الخاص» هو قانون قريب من قانون سكسونيا الذى لا يطبق أى عقوبات على الشرفاء ويعاب خيالهم. فالأغنياء لهم منزلة مختلفة عن منزلة الفقراء، لذلك لا تندهش عندما تتذكر المثل الشعبى المرتبط بهذا الأمر الذى نسمعه منذ كنا صغار «العين لا تعلو على الحاجب» ثم تحول الأمر مع السنين إلى ثقافة راسخة فى وجدان الناس أن هناك منازل لكل شخص حسب ما معه من أموال، لذلك لم أندهش من الحكم بالغرامة البسيطة جدًا على أحد المشهورين الذى أصبح من أثرياء البلد بفضل تلوث أسماعنا بعدما ضرب شخصًا بسيطًا «بقلم» على وجهه، ولم يستطع هذا أن يفعل شيئًا ولجأ للقانون، معتقدًا أنه سوف يحصل على رد إهانته، ليكون الحكم «سكسونى» الطبيعة ويحكم على الفاعل بالغرامة التى يدفعها «بقشيش» للغلابه، والأمثلة كثيرًا تطالعنا كل يوم حكاية لتؤكد أن القانون «خُلق للضعفاء»!
لم نقصد أحدًا!