#سواليف

” #التضليل.. #صناعة_التزييف و #الأكاذيب في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي” دراسة جديدة يصدرها #مركز_حماية_وحرية_الصحفيين، يدرس فيها آفاق مشكلة #التضليل_الإعلامي، والأزمات الناتجة عنها على الصعد الإنسانية، وتأثيراتها السلبية على السلم والأمن المجتمعي؛ سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا.

وتؤكد الدراسة أن التضليل والتزييف في الإعلام أصبح من أكثر المشكلات الضاغطة على المستوى الدولي، والإقليمي بسبب تأثيراتها السلبية في نشر المعلومات الزائفة بهدف التلاعب في الرأي العام، وتزييف الحقائق، والمواقف خدمة لأجندات أصحابها، ولما تحدثه من تأثيرات في الصراعات السياسية، والاجتماعية، وتشويه الحقائق، ونشر الشائعات، ولسهولة صناعتها ونشرها بعد الثورة الهائلة في وسائل الاتصال الإلكتروني، ومنصات التواصل الاجتماعي، والذكاء الصناعي.

واختارت الدراسة أربع دول عربية كنماذج لاستطلاع حالة التضليل الإعلامي في كل منها، بحيث اختيرت المملكة المغربية، والجمهورية التونسية، كحالتين تمثلان شمال إفريقيا، وجمهورية لبنان والمملكة الأردنية الهاشمية، كحالتين تمثلان الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة تطورات الحالة الجوية خلال الساعات القادمة 2024/02/27

وخلصت الدراسة من خلال المقاربة التطبيقية لواقع هذه المشكلة في الدول الأربعة إلى التشابه الكبير في معطيات، وتجليات، وتأثيرات تلك المشكلة في تلك الدول، والتي وصفها الكثيرون ممن تحدثوا لهذه الدراسة بــ “الفوضى الإعلامية”.

وقالت إن عوامل عديدة ساهمت في انتشار تلك الظاهرة، منها: اتساع مساحة الاتصال بشبكة الإنترنت عالميا، وقلة كلفة استخدامها، وتوفر أجهزة الاتصال الخلوية الذكية، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي، والتي تحولت لأن تكون وسيلة التواصل الأكثر شعبية في العالم، والتي أصبحت متاحة للاستخدام من قبل مليارات المواطنين في القارات الستة، والتي تحول كل مواطن من خلالها إلى صحفي وإعلامي ينتج المعلومات، ويذيعها، ويتلقاها فيما عُرف دوليا بظاهرة “المواطن الصحفي”.

وقالت الدراسة إن منصات التواصل الاجتماعي أدت دورا بارزا، ومثيرا في انتشار ظاهرة التضليل الإعلامي، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن السياسيين، والإعلاميين، وممولي وسائل الإعلام، والمواطنين أنفسهم، ورجال المال والاقتصاد يلجأون لصناعة، وبث المعلومات المزيفة، والكاذبة خدمة لأجنداتهم، ومصالحهم الخاصة، مما يُشيع الفوضى الإعلامية، وخداع الرأي العام.

ودعت الدراسة إلى ضرورة اعتماد تعريف محدد وواضح لمفهوم التضليل الإعلامي من قبل المشرعين بما في ذلك أقسامه، وأشكاله، والتفريق في العقوبات المفروضة على كل قسم بما يتناسب والضرر الذي يحدثه على الأفراد خاصة، والمجتمع عامة، كما دعت إلى إعادة النظر كليا في قوانين الجرائم الإلكترونية في كل من المغرب، وتونس، ولبنان، والأردن، وفصل كل ما يتعلق بحرية النشر والتعبير عن تلك الجرائم التي وردت في تلك القوانين من خلال صون وضمان حرية التعبير.

ووفقا للتوصيات التي خلصت إليها فقد دعت لتأسيس مراكز رصد لوسائل الإعلام ولمنصات التواصل لرصد الأخبار المضللة، والمزيفة، والتحقق منها، ورفد تلك المراكز بصحفيين محترفين، وبكل الأدوات التقنية والفنية اللازمة لتسهيل مهمتهم، كما دعت لإعادة النظر في قوانين الحصول على المعلومات، وإزالة القيود التي يفرضها القانون على المعلومات التي تشكل حجر الزاوية في مواجهة التضليل الإعلامي، وانتهاج سياسة الإفصاح المسبق عن المعلومات، والانفتاح الحكومي على وسائل الإعلام، والتخلص من سياسة “حراس البوابات” التي تعمل على حجب المعلومات مما تسمح بانتشار الشائعات، والأخبار المضللة.

واقترحت الدراسة التوجه إلى الجمهور من خلال إنتاج برامج توعوية في كيفية استخدام منصات التواصل الاجتماعي، وكيفية إدارة حساباتهم الخاصة لتجنب إنتاج ونشر الأخبار المضللة، فضلا عن توعيتهم على أحكام القوانين المتعلقة بالتضليل الإعلامي، والتوسع في تدريس التربية الإعلامية منذ المرحلة الابتدائية، وحتى الجامعية، وتنظيم ورشات عمل وتدريب للصحفيين والإعلاميين على آليات التحقق من الأخبار من خلال إما مؤسساتهم الإعلامية، أو من خلال منظمات مجتمع مدني مختصة في هذا الجانب.

وأكدت الدراسة أن الحكومات في الدول الأربعة موضوع الدراسة سنت قوانين محلية لمكافحة الجرائم الإلكترونية بهدف محاربة التضليل الإعلامي، لكن تلك القوانين لم تراعِ تماما حرية التعبير والنقد مما يوجب على الحكومات إعادة النظر في تلك التشريعات، وبما يتوافق مع الشرعة الدولية الناظمة لحرية التعبير، وهو ما أكدت عليه أدبيات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية المختصة.

وتقع الدراسة التي أشرف عليها مؤسس وعضو مركز حماية وحرية الصحفيين، الزميل نضال منصور، ووضعها الزميل وليد حسني زهرة، وبمساعدة منسق وحدة الأبحاث في المركز، الزميل إسلام البطوش، أربعة فصول، خُصص الفصل الأول لمناقشة إشكالية مفهوم التضليل الإعلامي وآليات ضبطه، مستعرضة فيه مفاهيم التضليل الإعلامي، وأنواعه، والآثار السلبية لهذه الظاهرة على حقوق الإنسان، وخاصة الحق في حرية الرأي والتعبير، والحياة الخاصة، وحمايتها من أي انتهاك، وما تقوله الشرعة الدولية في هذا الجانب، مستعرضة الآثار الاجتماعية، وأثرها على السلم المجتمعي، والآثار السياسية والاقتصادية، ومدى تأثيرها في اهتزاز الثقة بكل مكونات المجتمع.

وتحت عنوان “خطوط فاصلة وتداخلات خطرة” ناقشت الدراسة في فصلها الثاني الحدود الفاصلة بين حرية التعبير، والتضليل والتزييف، مؤكدة أن الفواصل في هذه الظاهرة بين حرية الرأي والتعبير، والتضليل متداخلة إلى حد بعيد مما يوجب على المشرعين تلافي أية مشكلات قد تؤثر سلبا على حرية الرأي، وحرية الصحافة بدواعي محاربة التضليل والتزييف، وإلى أهمية قانون حق الحصول على المعلومات كأحد الأدوات في مواجهة التضليل.

وناقشت الدراسة في فصلها الثاني أيضا، علاقة المحتوى المضلل بخطاب الكراهية؛ “من يصنع التضليل؟”، حيث أكدت ومن خلال المعادل الموضوعي لهذه الحالة أن كل خطاب كراهية ينطوي وبالضرورة على خطاب تضليل ومعلومات مزيفة، كما ناقشت ظاهرة الذباب الإلكتروني الذي يتم توظيفه من بعض الجهات لخدمة مصالحها، ولا تتردد بالطبع حتى في استخدام خطاب الكراهية والتحريض ضد المناوئين، والمعارضين.

وبحثت الدراسة في فصلها الثالث آليات التحقق من المعلومات وتصنيفات، الأخبار المزيفة، والمفبركة، والتي تتضمن سبعة أنواع، وخصائص كل منها، وهي: المحتوى المفبرك، والمحتوى الكاذب، والمحتوى المضلل، والسخرية أو التهكم، والرابط الكاذب، والسياق المغلوط، والتلاعب بالمحتوى.

واستعرضت الدراسة في هذا الفصل العديد من آليات التحقق المعتمدة لدى بعض وسائل الإعلام العالمية، أو لدى المنظمات المتخصصة، فضلا عما تعتمده العديد من منصات التحقق في العالم، بما فيها تلك المتاحة مجانا أمام الصحفيين، والإعلاميين، والمتخصصين، وحتى المواطنين العاديين على شبكة الإنترنت، وغوغل، وتشمل المعلومات المكتوبة، أو المصورة، أو الفيديوهات، مرفقة  عناوين، وأسماء العديد من المواقع الإلكترونية لمساعدة الصحفيين، والباحثين في فحص المعلومات، واختبار مصداقيتها، ومصادرها الأصلية، فضلا عن أهمية التربية الإعلامية، وكيف يمكن من خلالها مواجهة المعلومات المزيفة، والمضللة، وتلك التي تحض على الإرهاب، وتدعو للعنف والتحريض على الآخرين.

وناقشت الدراسة في فصلها الرابع ظاهرة التضليل الإعلامي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (الأردن، ولبنان، وتونس، والمغرب) بحيث رصدت هذه الظاهرة، وتوقفت عند العديد من نقاط التشابه، والتقاطعات لتجليات تلك الظاهرة في البلدان الأربعة، وأوردت نماذج من حالات التضليل الإعلامي في كل بلد.

وعقدت لغايات هذه الدراسة جلسات حوار مركزة مع إعلاميين، وقانونيين، وخبراء في كل دولة من تلك الدول عبر منصة زووم، ومقابلات شخصية، بلغ عددها 43 مقابلة من الأردن، ولبنان، وتونس، والمغرب، بهدف التعرف على حجم الظاهرة، وتأثيراتها في البلدان الأربعة.

ولاحظت الدراسة أن بعض السلطات في هذه الدول الأربعة ــ تونس مثلاــ تلجأ أحيانا لمنصات التواصل الاجتماعي، وغيرها من المؤسسات الإعلامية لنشر بعض الأخبار المضللة لقياس ردات فعل الجمهور، فيما تظل الحكومات في هذه الدول في مقدمة من ينتجون الأخبار المضللة، يليها الأحزاب، والسياسيين، خاصة في الدول التي تشهد صراعات حزبية وسياسية كما هو الحال في تونس، ولبنان، والمغرب، وبدرجة أقل بكثير في الأردن.

ولوحظ أيضا أن الجهة التي تتصدر قائمة الجهات الأكثر نشرا للأخبار المضللة، والمزيفة، هم المواطنون الذين ينتجون، وينشرون تلك الأخبار عبر حساباتهم الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي، وفي حالات أخرى فإن رجال المال والأعمال، والشركات تلجأ لنشر الأخبار المضللة خدمة لمصالحها الشخصية، فيما يبقى الصحفيون أيضا ينتجون أخبار مضللة، خاصة إذا كانت مصالحهم تتقاطع مع مصالح الممولين.

وأشارت الدراسة إلى التشابه الكبير في التشريعات التي استهدفت معالجة الجرائم الإلكترونية في البلدان الأربعة، والتي نصت على الأحكام السالبة للحرية، كما أن قوانين الحصول على المعلومات في تلك الدول متقاربة هي الأخرى، وتكاد مشكلة تطبيق القانون تتشابه، وتتكرر في كل منها.

وتقر الدراسة بأن خطاب التضليل الإعلامي، وخطاب الكراهية أخذا يتسعان في سياقات الصراعات السياسية الداخلية، والأزمات المحلية، أو الإقليمية، خاصة في لبنان، وتونس، والمغرب، وبدرجة أقل في الأردن، بسبب الصراعات، والخلافات السياسية المحلية.

وتطرقت الدراسة إلى حرية الإنترنت في الدول الأربعة، كما ناقشت تأثير منصات التواصل الاجتماعي فيها على الرأي العام في اتساع ظاهرة التضليل، والتزييف الإعلامي، مشيرة إلى أن كل الدول العربية موضوع الدراسة تكاد تكون مشكلتها ذات وجه واحد مع تلك المنصات، مما يجعل من تلك المشكلة صدى للمشكلة العالمية الناتجة عن اتساع استخدام، وتأثيرات السوشيال ميديا في المجتمعات، والتي أصبحت تتسلل إلى الإعلام فتؤثر عليه.

وتوقفت الدراسة في تلك الدول عن التربية الإعلامية، وأهميتها في معالجة ظاهرة التضليل الإعلامي، حيث تفتقد دول مثل: لبنان، وتونس لمثل تلك الخطط الهادفة لإدماج التربية الإعلامية في المناهج المدرسية، ويسجل للأردن هنا الريادة العربية في هذا المجال، وإن كانت تلك لتجربة لا تزال في بداياتها.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف التضليل الأكاذيب مركز حماية وحرية الصحفيين التضليل الإعلامي منصات التواصل الاجتماعی التربیة الإعلامیة التضلیل الإعلامی الأخبار المضللة على المعلومات ظاهرة التضلیل وسائل الإعلام حریة التعبیر العدید من تلک الدول فی الدول من خلال فی هذا فی تلک

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف تأثير النظام الغذائي على صحة الدماغ

أوضحت نتائج دراسة أجراها باحثون من معهد غلين بيغز لمرض ألزهايمر والأمراض العصبية التنكسية في جامعة تكساس للصحة في سان أنطونيو بالتعاون مع كلية الطب بجامعة بوسطن أن ارتفاع درجات مؤشر الالتهاب الغذائي (DII) يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بأنواعه المختلفة، بما في ذلك مرض ألزهايمر. 

وكشف الباحثون ـنه بحلول عام 2050 من المتوقع أن يصل عدد المصابين بالخرف إلى 152 مليون حالة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ما يضع ضغطا متزايدا على الأنظمة الصحية حول العالم.

ولإجراء الدراسة استخدم الباحثون بيانات من مجموعة فرامينغهام للقلب لتحليل العلاقة بين النظام الغذائي ومعدلات الإصابة بالخرف وتشخيصات مرض ألزهايمر لـ  1487 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 60 عاما أو أكثر، وكانوا جميعا خاليين من الخرف في بداية الدراسة. 

وجمع الباحثون خلال مدة الدراسة المحدةة البيانات الغذائية من استبيانات تواتر الطعام (FFQs) التي تم إجراؤها خلال 3 دورات فحص بين عامي 1991 و2001.

وتم حساب درجات DII بناء على 36 مكونا غذائيا، صُنّف بعضها كمكونات مضادة للالتهابات (مثل الألياف والفيتامينات A وC وD وE، وأحماض أوميغا 3 الدهنية)، بينما صُنّف البعض الآخر كمكونات محفزة للالتهابات (مثل الدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة).

وتوصل الباحثون إلى أن مع كل زيادة في درجة DII، ارتفع خطر الإصابة بالخرف بنسبة 21% وعند تقسيم المشاركين بناء على درجات DII الخاصة بهم، تبين أن أولئك الذين يتبعون أنظمة غذائية محفزة للالتهابات كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 84% مقارنة بالأفراد الذين يتبعون الأنظمة الغذائية المضادة للالتهابات.

ودعمت نتائج هذه الدراسة قول أن الالتهاب الناتج عن النظام الغذائي يساهم في العمليات العصبية التنكسية، من خلال تأثيره على مسارات الالتهاب الجهازية .

وتشير النتائج إلى أن التدخلات الغذائية التي تركز على الأطعمة المضادة للالتهابات قد تساهم في تقليل خطر الخرف. كما يمكن أن تساعد في تطوير استراتيجيات غذائية مستهدفة لتحسين صحة الدماغ والوقاية من الخرف، وخاصة في الفئات المعرضة للخطر.

مقالات مشابهة

  • النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركز إصلاح وتأهيل العاشر من رمضان (٣)
  • دراسة علمية فلسطينية: استثمار وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة للإعلاميين ومطلب أكاديمي مهم في الجامعات
  • دراسة: الفن مفيد للصحة
  • دراسة تكشف تأثير النظام الغذائي على صحة الدماغ
  • المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود
  • الرئيس السيسي: نواجه حجما كبيرا من الشائعات والأكاذيب ولن تتوقف
  • الرئيس السيسي: هناك من يستغل مواقع التواصل لنشر الشائعات والأكاذيب عن مصر
  • شاهد بالصورة والفيديو.. “منقبة” سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة على أنغام أغنية الفنان الشبح “شلع البرق” ومتابعون: (زوجته وتحرص على الذهاب معه لحفلاته خوفاً من الشلابات)
  • دراسة تكشف: ما يقرب من نصف الأفارقة يفكرون في الهجرة
  • "صناع التأثير".. إطلاق برنامج معسكر الابتكار الإعلامي