حادث المتظاهر ولجام الفرس يزلزل إسرائيل.. ماذا حدث في تل أبيب؟
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
أعلنت وزارة العدل في إسرائيل عن فتح تحقيق في حادث وقع أثناء احتجاجات مناهضة للحكومة في تل أبيب، والذي اشتهر بحادث "المتظاهر ولجام الفرس".. فما القصة؟
وكانت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب من بين الأعنف منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
. بايدن: إسرائيل وافقت على عدم القيام «بأنشطة» خلال شهر رمضان
ومع بدء الحرب ضد غزة، توقفت المظاهرات ضد الإصلاح القضائي الذي تريده الحكومة، لكن الاحتجاجات تصاعدت في الأسابيع الأخيرة مع فتح الملف مرة أخرى، بتشجيع من مظاهرات العائلات التي تضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
حادث المتظاهر ولجام الفرسووفقًا للصور والفيديو المتداولة، يُظهر الحادث شرطيًا يقود فرسًا يضرب متظاهرًا على رأسه باللجام، حيث تم توثيق اللحظة التي سقط فيها المتظاهر على الأرض وكان يعاني من الألم، فيما كانت قوة الشرطة متواجدة على ظهور الخيل وسط حشد من المتظاهرين.
تم تسجيل عدة حالات عنف أخرى خلال الاحتجاجات، حيث استخدمت قوات الشرطة خراطيم المياه للتصدي للمتظاهرين، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذه الوسيلة منذ أحداث أكتوبر الماضي.
ووفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، ستقوم وحدة التحقيقات الداخلية للشرطة، التابعة لوزارة العدل، بالتحقيق في هذا "الضرب المؤلم".
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان، أن المتظاهرين تجاهلوا تحذيراتها وأغلقوا الطرق وتصدوا للقوات الأمنية، على الرغم من جهود التفاوض المتكررة.
لم يتم تحديد هوية الرجل الذي تعرض للضرب باللجام، وغير واضح ما إذا كان يحتاج إلى رعاية طبية. في اللقطات، يمكن رؤية متظاهرين آخرين يسارعون لمساعدته والتأكد من سلامته، وتقترب منه ضابط شرطة للاستفسار عن حالته.
تهديدات "المنتقمون الإسرائيليون"في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن أعضاء الكنيست وعائلاتهم تلقوا تهديدات من مجموعة تدعى "المنتقمون الإسرائيليون".
ووفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، قدم رئيس الكنيست أمير أوحانا طلبًا للشاباك للتحقيق في تقارير تفيد بتلقي أعضاء الحكومة وعائلاتهم رسائل تهديد عبر البريد من منظمة مجهولة تطلق على نفسها اسم "المنتقمون الإسرائيليون". تم إبلاغهم في هذه الرسائل أنه سيتم تنفيذ أعمال ضرر انتقامية لهم كرد فعل على فشل يرتبط بأحداث 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل.
وأفادت الصحيفة أن النائب طالي غوتليف من حزب الليكود، وشقيقة النائب موشيه سعادة من حزب الليكود، ووالدة النائبة يتسحاق فاسرلوف من حزب عوتسما يهوديت، كانوا بين الأشخاص الذين تلقوا هذه التهديدات.
ووفقًا لـ"تايمز أوف إسرائيل"، فإن محتوى الرسائل يختلف قليلاً من شخص إلى آخر، ولكنها تحمل نفس الرسالة الأساسية، وهي التهديد بإيذاء أحد أفراد العائلة انتقامًا لما حدث في السابع من أكتوبر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل تل أبيب مظاهرات إسرائيل طوفان الأقصى حماس غزة
إقرأ أيضاً:
ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟
غزة- صعَّدت إسرائيل عدوانها على غزة واستهدفت الفلسطينيين بشكل مباشر، بعد إحكامها إغلاق معابر القطاع منذ مطلع الشهر الجاري، ومنع دخول أي من المساعدات والمواد الغذائية، خلافا لما نصَّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف، أمس السبت، صحفيين ومواطنين يعملون في المجال الخيري، خلال وجودهم في بلدة بيت لاهيا شمال غزة، مما أدى لاستشهاد 10 منهم، في وقت يواصل فيه الاحتلال إطلاق النار على القاطنين في المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية للقطاع.
ويثير السلوك الإسرائيلي التساؤلات حول الأهداف التي يسعى لتحقيقها، وطبيعة المسارات التي سيسلكها في التعامل مع قطاع غزة؟
انتزاع مواقفويقول مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن التصعيد الإسرائيلي يأتي في إطار جملة من الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، ومن ثم تصعيد الاعتداءات العسكرية بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، وإحكام الحصار وإغلاق المعابر، وارتكاب مجازر ضد المواطنين، كما حدث في بلدة بيت لاهيا أمس.
وأضاف في تصريح خاص للجزيرة نت "الواضح أن جزءا من الأهداف المركزية للتصعيد الإسرائيلي المتدرج هو الضغط على المفاوض الفلسطيني لانتزاع مواقف متعلقة بورقة أسرى الاحتلال من يد المقاومة".
إعلانوأوضح المصدر ذاته أن تلك الإجراءات مصحوبة بحرب نفسية من قيادة الاحتلال وأركان الإدارة الأميركية، للضغط على الحاضنة الشعبية -المنهكة من الحرب والحصار- واستمرار تخويفها بعودة الحرب والجوع، كجزء من الضغوط التي تمارس على حماس ووفدها المفاوض.
وأكد أن الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة على مدار 470 يوما لم تنجح في كسر الإرادة الفلسطينية أو ابتزاز المواقف والاستسلام، وأن ما لم يفلح الاحتلال بالحصول عليه تحت النار لن يتمكن من تحقيقه تحت الضغط.
وشدد المصدر من حماس على أن خرق جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار يستدعي تحركا سريعا من الوسطاء لوقف العدوان "لأن التصعيد لا يخدم تطبيق الاتفاق".
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قد أفادت أن إسرائيل تُجَهِّز خطة للعودة للقتال بغزة، وتتضمن إجراءات لزيادة الضغط تدريجيا على حماس.
لا ضمانات
وأمام هذا، يعتقد إياد القرا، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن تصعيد إسرائيل ضد غزة يأتي في إطار توجه بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) لإطالة أمد التفاوض، وكسب مزيد من الوقت لتمرير قانون الموازنة العامة في الكنيست أواخر الشهر الجاري "لأنه سيؤدي لإسقاط الحكومة حال عدم نجاحه بذلك".
ويقول القرا -للجزيرة نت- إن نتنياهو يحاول إطالة أمد حكومته عبر المناورة بملف الاتفاق مع غزة، لأنه يعلم أن الذهاب إلى المرحلة الثانية من الاتفاق ربما يؤدي لانسحاب بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية من الحكومة) وبالتالي تسريع انهيارها.
وأشار إلى أن الضغط الأميركي على نتنياهو -المتزامن مع ضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار- يجعله يعيد حساباته بما يضمن ألا تنفلت الأمور الميدانية المتصاعدة بشكل كامل.
وحسب القرا، فإن نتنياهو يحاول تسويق التصعيد التدريجي في غزة لدى الجمهور الإسرائيلي بأنه قادر على ممارسة ضغط على حماس ومفاوضتها تحت النار، وإحكام ذلك بسقف لا يدفع فيه الأخيرة لاتخاذ قرار بوقف المفاوضات، أو انفلات الأمر والعودة للقتال.
إعلانواستدرك الكاتب قائلا "في الوقت نفسه لا يوجد ضمانات فعلية بما يمنع تدهور الأوضاع الميدانية".
أما ياسر أبو هين، المحلل السياسي الفلسطيني، فرأى أن إسرائيل تريد بتصعيدها الأخير القول إنه "حتى لو أنها أنهت هجومها الكبير على القطاع لكنها صاحبة اليد الطولى في غزة" وذلك من خلال الضغط العسكري المتمثل بالغارات الجوية، والضغط بإغلاق المعابر وتفعيل العقاب الجماعي.
وأوضح أبو هين للجزيرة نت أن إسرائيل تفاوض تحت ضغط النار والتهديد بعودة القتال، وهذا كان واضحا خلال الحرب، فكانت تذهب لزيادة الضغط العسكري كلما بدأت جولة جديدة من المفاوضات.
ويضيف أن إسرائيل تريد من هذه الأفعال إيصال رسالة بأنه في حال لم تستجب حماس للطروحات التي تتماهى مع مواقفها، فإن خيارها بالعودة للحرب مرة أخرى قائم، وأنها قادرة على إخضاع حماس بالقوة.
ويرجح أبو هين أن تستخدم إسرائيل الضغط العسكري لمحاولة كسب المزيد من النقاط في التفاوض غير المباشر مع حماس، على أن يبقى في إطار محدود بما يضمن ألا تنفلت الأمور لتصعيد مفتوح.
يُشار إلى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن الليلة الماضية أن نتنياهو عقد نقاشا معمقا في قضية الأسرى بمشاركة وزراء وطاقم المفاوضات ورؤساء المؤسسة الأمنية، وأصدر عقبها تعليمات بالاستعداد لاستمرار المفاوضات وفق رد الوسطاء على مقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف المبني على الإفراج عن 11 أسيرا أحياء وآخرين أمواتا، وفق قوله.