عربي21:
2025-03-03@22:29:08 GMT

لا تذبحوا الفلسطينيين في رمضان.. اذبحوهم بعده!

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

يمكن أن يُفهم أمران من المقترح الأمريكي للمرحلة الأولى من الهدنة بين المقاومة الفلسطينية في غزّة وفي طليعتها حركة حماس، وبين الكيان الإسرائيلي..

الأوّل استدامة هذه الهدنة بحسب التعبير الأمريكي، ليفيد هذا التعبير، ووصف المقترح بكونه مرحلة أولى؛ طموحا بالانتقال إلى مرحلة ثانية، بالرغم من أنّ المقترح، وباستثناء وصفه بأنّه مرحلة أولى، لم يتحدث عن أيّ شيء بخصوص المرحلة الثانية.



هذا الأمر بحاجة إلى قدر كبير من الحذر حين الحديث عنه، لأنّه متصل بالنوايا الأمريكية الغامضة، والتي لم تزل تعطي إشارات متناقضة بخصوص هذه الحرب ومآلاتها، ولأنّ الولايات المتحدة تصوغ اقتراحاتها على طاولة واحدة مع الإسرائيلي، فالحرب حربها، وهي جزء منها، ولولاها لما كان الحديث الآن عن مجاعة أو عن إبادة جماعية. والحاصل، حتى لو أرادت أمريكا نهاية للحرب، فهي النهاية التي تؤكّد فيها حرصها على الإسرائيلي أكثر من حرصه على نفسه.

هذا الأمر بحاجة إلى قدر كبير من الحذر حين الحديث عنه، لأنّه متصل بالنوايا الأمريكية الغامضة، والتي لم تزل تعطي إشارات متناقضة بخصوص هذه الحرب ومآلاتها، ولأنّ الولايات المتحدة تصوغ اقتراحاتها على طاولة واحدة مع الإسرائيلي، فالحرب حربها، وهي جزء منها، ولولاها لما كان الحديث الآن عن مجاعة أو عن إبادة جماعية
يبقى الأمر الثاني، ممّا يمكن أن يُفهم من هذا المقترح، وهو أنّ أمريكا لا تريد لضجيج الحرب أن يبقى مرتفعا في رمضان، أمّا في شوال وما بعده، فلا بأس بذبح الفلسطينيين وتجويعهم واستكمال تدمير ما تبقى من نزر يسير مع معالم الحياة الحضرية في قطاع غزّة، والدفع بما أمكن من الفلسطينيين إلى خارج القطاع، في محاولة إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين لم تزل تخامر عقول الإسرائيليين جيلا بعد جيل.

لماذا هذا القلق الأمريكي من رمضان؟! يبدو الأمر محزنا ومضحكا في الوقت نفسه، ليس لأنّ المرء قادر على الضحك في هذا الهول الذي يفتك بالقلوب، ولكن لأنّ هذا العالم عبثي وساخر بنحو مريع وأكثر تعقيدا حتى من تلك المقولة السائرة "شرّ البليّة ما يضحك"، ونحن مادة السخرية والتجريب لهذا العالم المنغمر في عبثيته المنحطة!

دائما ما هنالك في الجنوب العالمي، وفي مشرقنا، رغبة جامحة لعقلنة عبثية العالم الشمالي، وصبغ سياسات الاستعمار الأبيض بالعبقرية والدهاء، فنصدق تصوّرات الرجل الأبيض عنا؛ ما كانت تصوّراته تلك مضمنة في سياسات عملية للهيمنة علينا واستباحتنا. قد نكذّب تصوّراته ما دامت في دائرة الثقافة، لكن إذا انتقلت إلى السياسة، نصدّقها! لماذا مع أنّها أكثر سخرية لمّا صارت سياسات فعلية؟!

أوّل الأفكار العبثية التي يجدها المرء تحوم في هذا الفضاء الساخر، هو أن تبدو أمريكا رحيمة. كم أنّ هذه الفكرة مهينة! فليُنظر إلى احتمالات الرحمة الأمريكية. لا بأس أيها الفلسطيني من قتلك في جميع شهور سنتك القمرية، باستثناء رمضان. يمكن تخيل بايدن ومعه أركان إدارته يستمعون لمسؤول رفيع في واحدة من وكالات الأمن القومي الأمريكي، ربما وليام بيرنز نفسه، مدير C.I.A، متحذلقا وهو يسرد عليهم بفخر أسماء الشهور العربية، ويشرح لهم موقع رمضان بين شعبان وشوال، وينوّه مهتمّا بأن اليوم الأوّل من شوال يحسن فيه التوقف مؤقتا عن إبادة الفلسطينيين لأنّه يوم عيد عند المسلمين!

يُذكر ذلك بنقاشات اللجنة الأمريكية لاختيار المدن اليابانية لتلقي القنابل الأمريكية الذرية، أمين الحرب حينها هنري لويس ستيمسون استثنى مدينة كيوتو اليابانية؛ لأهميتها الثقافية للشعب الياباني، ولأنّه وزوجته قضيا فيها شهر عسلهما! لا ينبغي أن تُنسى تسمية أمريكا لقنابلها النووية على اليابان، "الولد الصغير" على هيروشيما، و"الرجل السمين" على ناكازاكي، لكن ما ينبغي تذكره بنحو أخصّ هو ما سبق ونشرته الواشنطون بوست في وقت سابق في كانون الأول/ ديسمبر 2023، على لسان مسؤولين في إدارة بايدن قالوا إنّ رئيسهم لا يتعاطف مع الفلسطينيين بالرغم من كونه معروفا بالتعاطف مع الناس! حسنا لا يوجد وزير دفاع أمريكي قضى مع زوجته شهر العسل في غزة!

لماذا يحسن الكفّ عن إبادة الفلسطينيين مؤقتا في رمضان؟!

قد يتحذلق عربيّ هذه المرة، يمارس اغترابا على نفسه، مُعقلنا هذه الرغبة الأمريكية، بالقول إنّ أمريكا تخشى إثارة المشاعر الدينية للعرب والمسلمين، الذين ترتفع فيهم تلك المشاعر أثناء الشهر الكريم، بما في ذلك الإحساس العميق بالتراحم والتكافل، وهم يحدثون بعضهم بين ركعات التراويح عن الفلسطيني الذي يباد صائما ولا يجد ما يأكله على إفطاره، ولعلّ وعاظ التراويح يجرؤون ويذكّرون بانتصارات المسلمين في "شهر الجهاد"!

قد يجدر شكر أمريكا على حسن ظنّها بالعرب، لكن لا ينبغي أن يتوهم العرب والمسلمون شيئا غير صحيح عن أنفسهم، فلماذا تحرّكهم إبادة الصائم في رمضان ولا تحرّكهم إبادة الجائع في شعبان؟! الجائع لا بالحصار الإسرائيلي فحسب، بل بالامتناع العربي/ الإسلامي المطبق عن إدخال قوافل المساعدات المكدسة في الحدود المصرية مع غزّة! فليكن عجزا أو تخاذلا أو تواطؤا، النتيجة واحدة، والعجب حينئذ ممن يصرّ على نفي الخيانة المتعمدة والتواطؤ المقصود في هذا الموقف العربي!

لا ينبغي أن يتوهم العرب والمسلمون شيئا غير صحيح عن أنفسهم، فلماذا تحرّكهم إبادة الصائم في رمضان ولا تحرّكهم إبادة الجائع في شعبان؟! الجائع لا بالحصار الإسرائيلي فحسب، بل بالامتناع العربي/ الإسلامي المطبق عن إدخال قوافل المساعدات المكدسة في الحدود المصرية مع غزّة! فليكن عجزا أو تخاذلا أو تواطؤا، النتيجة واحدة، والعجب حينئذ ممن يصرّ على نفي الخيانة المتعمدة والتواطؤ المقصود في هذا الموقف العربي!
يصل الأمر ببعض المثقفين العرب إلى القول "لا ينبغي تفسير سلوك الأنظمة العربية نحو غزة بالخيانة، إنها المصالح"! وكأنّ هذا الهوس بنفي المؤامرة، كي نكون عقلانيين، يغيّر من الأمر شيئا! أليس هذا أشدّ سوءا وفحشا وشرّا وانحطاطا حينما تكون مصلحة أنظمة عربية في إبادة الفلسطينيين وتجويعهم حتى الموت، وأكثر من نصف مليار عربيّ ينظرون علاوة على ملياري مسلم؟! أي مصلحة هذه لأي نظام عربي في إبادة الفلسطينيين؟! وما الذي يجعل هذه المصلحة مختلفة عن مصلحة الإسرائيلي كي لا توصف بالخيانة أو التواطؤ؟!

سيقول المثقف العربي، إنّها ليست رغبة في إبادة الفلسطينيين بل رغبة في إبادة حماس! إذن ما الفرق بين هذا النظام العربي الراغب في سحق حماس ولو بتدمير غزّة وإبادة كلّ من فيها، وأي إسرائيلي أو صهيوني غربي يقدّم الذريعة نفسها بالقول إنّه "لا سبيل للقضاء على حماس إلا بهذا القدر من العنف الذي يدفع ثمنه مئات آلاف الضحايا الأبرياء"؟! أليس هذا كله موقفا صهيونيّا واحدا بحيث لا يصحّ التفريق بين المتماثلات؟!

سنتفق مع أمريكا، في أنّ هذه الأمّة لن تنسى ثأر الفلسطينيين في غزّة، نمتثل للحديث النبوي الشريف: "من قال هلك الناس فهو أهلكهم"، ونحسن الظنّ بأمّة موصوفة بالحديث على لسان سيّدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل أمّتي مثل المطر، لا يُدرى أوّله خير، أم آخره"، لكننا أيضا نعلم أنّ رمضان القادم لم يكن رمضان الفلسطينيين الأوّل الذي يستباحون فيه، ولا أوّل رمضان يُنتهك فيه مسجد (المسجد الأقصى) يفترض أنه مقدس لدى المسلمين الذين تحرّك بعض أنظمتهم سفهاءها لنفي القداسة عنه، ومن ثمّ يمكن لأمريكا أن تطمئن لحراسها على "إسرائيل" من جلادي شعوبهم، ولو إلى حين!

twitter.com/sariorabi

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الهدنة الفلسطينية الإسرائيلي رمضان غزة إسرائيل امريكا فلسطين غزة الهدنة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إبادة الفلسطینیین لا ینبغی فی إبادة عن إبادة فی رمضان فی هذا

إقرأ أيضاً:

دار الإفتاء حسمت الأمر.. ما هو أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر 2025؟

في الفترة الأخيرة، شهدت معدلات البحث ارتفاعًا ملحوظًا عن زكاة الفطر، وذلك بعد إعلان دار الإفتاء المصرية عن قيمتها للعام 2025. 

أوضح الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، القيمة المحددة وفقًا للتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية، حيث يتساءل ملايين المسلمين عن تفاصيل زكاة الفطر للعام الحالي وأفضل موعد لإخراج الزكاة؟

قيمة زكاة الفطر 2025

حددت دار الإفتاء المصرية القيمة الأدنى لزكاة الفطر في هذا العام بـ35 جنيهًا عن كل فرد. كما أوضحت أن قيمة "فدية الصيام" لغير القادرين على الصوم لسبب شرعي بلغت 30 جنيهًا. هذه الأرقام تأتي في إطار جهود دار الإفتاء لتحديد المسؤوليات المالية على المسلمين في شهر رمضان.

وقت إخراج زكاة الفطر 2025

ذكرت دار الإفتاء المصرية، أن هناك وقتين يتعلقان بزكاة الفطر: وقت الوجوب ووقت الأداء. 

بالنسبة لوقت الوجوب، فهي تتعلق بذمة المكلف ويجب إخراجها بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وهذا ما يتفق عليه مذهب المالكية والشافعية والحنابلة.

أما بالنسبة لوقت الأداء، فيجوز شرعًا إخراج الزكاة من بداية رمضان، حيث إن الواجب يكون بسبب صوم رمضان والفطر منه. وبهذا يمكن للمسلمين تعجيل إخراج زكاة الفطر، ولكن يجب عدم تقديمها على شهر رمضان نفسه.

في مذهب الحنفية والشافعية، يُستحب إخراج الزكاة يوم عيد الفطر قبل الخروج إلى الصلاة، وذلك اقتداءً بسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، حتى يتسنى للفقير أن ينشغل بالعبادة بدلاً من السؤال عن المال.

ما أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر؟

أشارت دار الإفتاء إلى أن الأفضل هو تقديم زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر. وعلى الرغم من أن الوقت يمتد إلى مغرب يوم العيد، فإن تأخيرها عنه يُعتبر محرمًا، ويجب قضاؤها في هذه الحالة. 

هذا هو رأي الجمهور من الأئمة والفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، ما يعكس أهمية الالتزام بإخراج زكاة الفطر في الوقت المناسب لضمان تحصيل الفائدة الاجتماعية والروحية المنبثقة عنها.

حالات لا تجزئ فيها الفدية 

في سياق متصل، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحالات التي لا تجزئ فيها الفدية عن الصيام ويلزم فيها القضاء، وذلك بالتزامن مع ثالث أيام شهر رمضان الموافق اليوم الاثنين 3 مارس 2025.

وجاءت هذه الحالات من خلال منشور دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، كما يلي:

1- الإفطار بسبب المرض الذي يُرجَى شفاؤه:

يلزم القضاء بعد رمضان، ولا تجزئ الفدية عن القضاء إذا كان قادرًا على الصيام بعد شفائه.

2- الإفطار بسبب السفر مسافة القصر:

يلزم القضاء بعد رمضان لمن يفطر بسبب السفر ولا تجزئ الفدية عن القضاء إذا كان قادرا على الصيام.

3- الإفطار بسبب الحمل:

يلزم القضاء على الحامل بعد الوضع، ولا تجزئ الفدية عن القضاء إذا كانت المرأة قادرة على الصيام بعد وضع حملها.

4- الإفطار بسبب الرضاعة:

يلزم القضاء بعد رمضان للمرضعة التي أفطرت بسبب الرضاع، ولا تجزئ الفدية عن القضاء إذا كانت المرأة قادرة على الصيام بعد الفطام.

مقالات مشابهة

  • نائب أمير مكة يستقبل مدير هيئة الأمر بالمعروف ويتسلم تقرير الأعمال
  • دار الإفتاء حسمت الأمر.. ما هو أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر 2025؟
  • MEE: كيف طبع الإسرائيليون مصطلحات إبادة الفلسطينيين بدون خجل؟
  • حسم وشيك.. انتخاب رئاسة برلمان كردستان قبل العيد وتشكيل الحكومة بعده
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 48,397 شهيدًا
  • الأولى بتاريخ أمريكا.. ترامب يوقع قرارا تنفيذيا محددا اللغة الإنجليزية
  • "الاحتلال الإسرائيلي" يهدم منازل الفلسطينيين في مخيم نور شمس بطولكرم ويجبرهم على النزوح
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 48,388 شهيدًا
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة إلى 48.388 شهيدًا
  • خناقة أول أيام رمضان| الفطار عند مامتى ولا حماتى ..استشاري إتيكيت تجيب