لا تذبحوا الفلسطينيين في رمضان.. اذبحوهم بعده!
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
يمكن أن يُفهم أمران من المقترح الأمريكي للمرحلة الأولى من الهدنة بين المقاومة الفلسطينية في غزّة وفي طليعتها حركة حماس، وبين الكيان الإسرائيلي..
الأوّل استدامة هذه الهدنة بحسب التعبير الأمريكي، ليفيد هذا التعبير، ووصف المقترح بكونه مرحلة أولى؛ طموحا بالانتقال إلى مرحلة ثانية، بالرغم من أنّ المقترح، وباستثناء وصفه بأنّه مرحلة أولى، لم يتحدث عن أيّ شيء بخصوص المرحلة الثانية.
هذا الأمر بحاجة إلى قدر كبير من الحذر حين الحديث عنه، لأنّه متصل بالنوايا الأمريكية الغامضة، والتي لم تزل تعطي إشارات متناقضة بخصوص هذه الحرب ومآلاتها، ولأنّ الولايات المتحدة تصوغ اقتراحاتها على طاولة واحدة مع الإسرائيلي، فالحرب حربها، وهي جزء منها، ولولاها لما كان الحديث الآن عن مجاعة أو عن إبادة جماعية. والحاصل، حتى لو أرادت أمريكا نهاية للحرب، فهي النهاية التي تؤكّد فيها حرصها على الإسرائيلي أكثر من حرصه على نفسه.
هذا الأمر بحاجة إلى قدر كبير من الحذر حين الحديث عنه، لأنّه متصل بالنوايا الأمريكية الغامضة، والتي لم تزل تعطي إشارات متناقضة بخصوص هذه الحرب ومآلاتها، ولأنّ الولايات المتحدة تصوغ اقتراحاتها على طاولة واحدة مع الإسرائيلي، فالحرب حربها، وهي جزء منها، ولولاها لما كان الحديث الآن عن مجاعة أو عن إبادة جماعية
يبقى الأمر الثاني، ممّا يمكن أن يُفهم من هذا المقترح، وهو أنّ أمريكا لا تريد لضجيج الحرب أن يبقى مرتفعا في رمضان، أمّا في شوال وما بعده، فلا بأس بذبح الفلسطينيين وتجويعهم واستكمال تدمير ما تبقى من نزر يسير مع معالم الحياة الحضرية في قطاع غزّة، والدفع بما أمكن من الفلسطينيين إلى خارج القطاع، في محاولة إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين لم تزل تخامر عقول الإسرائيليين جيلا بعد جيل.
لماذا هذا القلق الأمريكي من رمضان؟! يبدو الأمر محزنا ومضحكا في الوقت نفسه، ليس لأنّ المرء قادر على الضحك في هذا الهول الذي يفتك بالقلوب، ولكن لأنّ هذا العالم عبثي وساخر بنحو مريع وأكثر تعقيدا حتى من تلك المقولة السائرة "شرّ البليّة ما يضحك"، ونحن مادة السخرية والتجريب لهذا العالم المنغمر في عبثيته المنحطة!
دائما ما هنالك في الجنوب العالمي، وفي مشرقنا، رغبة جامحة لعقلنة عبثية العالم الشمالي، وصبغ سياسات الاستعمار الأبيض بالعبقرية والدهاء، فنصدق تصوّرات الرجل الأبيض عنا؛ ما كانت تصوّراته تلك مضمنة في سياسات عملية للهيمنة علينا واستباحتنا. قد نكذّب تصوّراته ما دامت في دائرة الثقافة، لكن إذا انتقلت إلى السياسة، نصدّقها! لماذا مع أنّها أكثر سخرية لمّا صارت سياسات فعلية؟!
أوّل الأفكار العبثية التي يجدها المرء تحوم في هذا الفضاء الساخر، هو أن تبدو أمريكا رحيمة. كم أنّ هذه الفكرة مهينة! فليُنظر إلى احتمالات الرحمة الأمريكية. لا بأس أيها الفلسطيني من قتلك في جميع شهور سنتك القمرية، باستثناء رمضان. يمكن تخيل بايدن ومعه أركان إدارته يستمعون لمسؤول رفيع في واحدة من وكالات الأمن القومي الأمريكي، ربما وليام بيرنز نفسه، مدير C.I.A، متحذلقا وهو يسرد عليهم بفخر أسماء الشهور العربية، ويشرح لهم موقع رمضان بين شعبان وشوال، وينوّه مهتمّا بأن اليوم الأوّل من شوال يحسن فيه التوقف مؤقتا عن إبادة الفلسطينيين لأنّه يوم عيد عند المسلمين!
يُذكر ذلك بنقاشات اللجنة الأمريكية لاختيار المدن اليابانية لتلقي القنابل الأمريكية الذرية، أمين الحرب حينها هنري لويس ستيمسون استثنى مدينة كيوتو اليابانية؛ لأهميتها الثقافية للشعب الياباني، ولأنّه وزوجته قضيا فيها شهر عسلهما! لا ينبغي أن تُنسى تسمية أمريكا لقنابلها النووية على اليابان، "الولد الصغير" على هيروشيما، و"الرجل السمين" على ناكازاكي، لكن ما ينبغي تذكره بنحو أخصّ هو ما سبق ونشرته الواشنطون بوست في وقت سابق في كانون الأول/ ديسمبر 2023، على لسان مسؤولين في إدارة بايدن قالوا إنّ رئيسهم لا يتعاطف مع الفلسطينيين بالرغم من كونه معروفا بالتعاطف مع الناس! حسنا لا يوجد وزير دفاع أمريكي قضى مع زوجته شهر العسل في غزة!
لماذا يحسن الكفّ عن إبادة الفلسطينيين مؤقتا في رمضان؟!
قد يتحذلق عربيّ هذه المرة، يمارس اغترابا على نفسه، مُعقلنا هذه الرغبة الأمريكية، بالقول إنّ أمريكا تخشى إثارة المشاعر الدينية للعرب والمسلمين، الذين ترتفع فيهم تلك المشاعر أثناء الشهر الكريم، بما في ذلك الإحساس العميق بالتراحم والتكافل، وهم يحدثون بعضهم بين ركعات التراويح عن الفلسطيني الذي يباد صائما ولا يجد ما يأكله على إفطاره، ولعلّ وعاظ التراويح يجرؤون ويذكّرون بانتصارات المسلمين في "شهر الجهاد"!
قد يجدر شكر أمريكا على حسن ظنّها بالعرب، لكن لا ينبغي أن يتوهم العرب والمسلمون شيئا غير صحيح عن أنفسهم، فلماذا تحرّكهم إبادة الصائم في رمضان ولا تحرّكهم إبادة الجائع في شعبان؟! الجائع لا بالحصار الإسرائيلي فحسب، بل بالامتناع العربي/ الإسلامي المطبق عن إدخال قوافل المساعدات المكدسة في الحدود المصرية مع غزّة! فليكن عجزا أو تخاذلا أو تواطؤا، النتيجة واحدة، والعجب حينئذ ممن يصرّ على نفي الخيانة المتعمدة والتواطؤ المقصود في هذا الموقف العربي!
لا ينبغي أن يتوهم العرب والمسلمون شيئا غير صحيح عن أنفسهم، فلماذا تحرّكهم إبادة الصائم في رمضان ولا تحرّكهم إبادة الجائع في شعبان؟! الجائع لا بالحصار الإسرائيلي فحسب، بل بالامتناع العربي/ الإسلامي المطبق عن إدخال قوافل المساعدات المكدسة في الحدود المصرية مع غزّة! فليكن عجزا أو تخاذلا أو تواطؤا، النتيجة واحدة، والعجب حينئذ ممن يصرّ على نفي الخيانة المتعمدة والتواطؤ المقصود في هذا الموقف العربي!
يصل الأمر ببعض المثقفين العرب إلى القول "لا ينبغي تفسير سلوك الأنظمة العربية نحو غزة بالخيانة، إنها المصالح"! وكأنّ هذا الهوس بنفي المؤامرة، كي نكون عقلانيين، يغيّر من الأمر شيئا! أليس هذا أشدّ سوءا وفحشا وشرّا وانحطاطا حينما تكون مصلحة أنظمة عربية في إبادة الفلسطينيين وتجويعهم حتى الموت، وأكثر من نصف مليار عربيّ ينظرون علاوة على ملياري مسلم؟! أي مصلحة هذه لأي نظام عربي في إبادة الفلسطينيين؟! وما الذي يجعل هذه المصلحة مختلفة عن مصلحة الإسرائيلي كي لا توصف بالخيانة أو التواطؤ؟!
سيقول المثقف العربي، إنّها ليست رغبة في إبادة الفلسطينيين بل رغبة في إبادة حماس! إذن ما الفرق بين هذا النظام العربي الراغب في سحق حماس ولو بتدمير غزّة وإبادة كلّ من فيها، وأي إسرائيلي أو صهيوني غربي يقدّم الذريعة نفسها بالقول إنّه "لا سبيل للقضاء على حماس إلا بهذا القدر من العنف الذي يدفع ثمنه مئات آلاف الضحايا الأبرياء"؟! أليس هذا كله موقفا صهيونيّا واحدا بحيث لا يصحّ التفريق بين المتماثلات؟!
سنتفق مع أمريكا، في أنّ هذه الأمّة لن تنسى ثأر الفلسطينيين في غزّة، نمتثل للحديث النبوي الشريف: "من قال هلك الناس فهو أهلكهم"، ونحسن الظنّ بأمّة موصوفة بالحديث على لسان سيّدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل أمّتي مثل المطر، لا يُدرى أوّله خير، أم آخره"، لكننا أيضا نعلم أنّ رمضان القادم لم يكن رمضان الفلسطينيين الأوّل الذي يستباحون فيه، ولا أوّل رمضان يُنتهك فيه مسجد (المسجد الأقصى) يفترض أنه مقدس لدى المسلمين الذين تحرّك بعض أنظمتهم سفهاءها لنفي القداسة عنه، ومن ثمّ يمكن لأمريكا أن تطمئن لحراسها على "إسرائيل" من جلادي شعوبهم، ولو إلى حين!
twitter.com/sariorabi
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الهدنة الفلسطينية الإسرائيلي رمضان غزة إسرائيل امريكا فلسطين غزة الهدنة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إبادة الفلسطینیین لا ینبغی فی إبادة عن إبادة فی رمضان فی هذا
إقرأ أيضاً:
تقرير: إسرائيل تتوسع في إبادة المدن كأداة لتنفيذ الإبادة الجماعية في غزة
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدن وأحياء فلسطينية بأكملها في قطاع غزة يعد تجسيدًا واضحًا لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ 14 شهرًا، وأداة رئيسة لتنفيذها.
وأضاف الأورومتوسطي، في بيان له اليوم أرسل نسخة منه لـ "عربي21": "إن هذه الجريمة لم تقتصر على قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير حياة مليوني شخص بشكل تدريجي عبر القضاء على مقومات نجاتهم الأساسية فحسب، بل امتدت لتشمل إبادة المدن الفلسطينية بالكامل بنسيجها المعماري والحضاري، وما يتبع ذلك من تدمير للهوية الوطنية والثقافية للفلسطينيين، واستئصال وجودهم من أراضيهم، وفرض التهجير القسري الدائم عليهم، ومنع عودتهم، وتفكيك مجتمعاتهم، وطمس ذاكرتهم الجمعيّة، في محاولة منهجية للقضاء على وجودهم المادي والإنساني وتدمير ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم".
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن المعلومات التي وثقها فريقه الميداني، إلى جانب البيانات التي حصل عليها من عائلات هجرت قسرًا من شمال قطاع غزة، تظهر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينتهج بشكل واسع منذ هجومه البري الثالث في المنطقة منذ 5 أكتوبر/تشرين أول الماضي، عمليات محو شامل وتدمير كامل للمنازل والأحياء السكنية والبنى التحتية، مستخدمًا في ذلك أربع وسائل، تشمل: النسف من خلال روبوتات وبراميل مفخخة، والقصف الجوي بالقنابل والصواريخ المدمرة، وزارعة المتفجرات والنسف عن بعد، والتجريف بالجرافات العسكرية والمدنية الإسرائيلية.
وأبرز الأورومتوسطي أنه تابع مجموعة من مقاطع الفيديو والصور التي نشرها جنود إسرائيليون ومنصات إعلامية إسرائيلية وأخضعها للتدقيق، وتحقق فعلًا من حجم الدمار الهائل الذي ألحقه جيش الاحتلال الإسرائيلي بشمال قطاع غزة، إذ أظهرت مقاطع تصوير جوية ممتدة مخيم جباليا مدمرًا بالكامل، حيث بات كل ما فيه عبارة عن أكوام من الركام وشوارع مدمرة بالكامل.
وذكر أن بلوكات 4 و5 و2، 3 ومناطق العلمي، والهوجا، والفالوجا والتوام وأطراف الصفطاوي الشمالية مسحت بالكامل، وذات الأمر ينطبق على باقي الأحياء في بيت لاهيا وبيت حانون.
وشدد على أن نمط التدمير الشامل الذي استهدف البلدات والأحياء الفلسطينية، بما يشمل عمرانها ومنازلها ومنشآتها المدنية والاقتصادية وبناها التحتية، واستمراره بشكل منهجي طوال 73 يومًا (منذ مساء يوم 5 أكتوبر/تشرين أول 2024)، يدل بشكل قاطع على أن هذا التدمير لم يكن له أي ضرورة عسكرية، بل جاء بهدف التدمير والمحو الكامل للأثر الفلسطيني المادي والحضاري، وذلك في انتهاك خطير لقواعد القانون الدولي.
وأكد الأورومتوسطي أن هذا السلوك يمثل جزءًا من سياسة إبادة المدن (الإبادة الحضارية) التي تنفذها إسرائيل، والتي تستهدف ليس فقط السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم كأفراد، بل أيضًا محو وجودهم الثقافي والحضاري، وإزالة أي أثر مادي أو تاريخي يدل على ارتباطهم بأرضهم، وبالتالي إضعاف قدرتهم على البقاء على قيد الحياة في مناطقهم، وصولًا إلى القضاء على وجودهم الفعلي والمجتمعي فيها، مقابل تسهيل إقامة مشاريع استيطانية غير قانونية في شمال غزة.
يُشار إلى أن هذه المشاريع يُروّج لها علنًا وزراء ومسؤولون في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء في الكنيست ومنظمات استيطانية، في إطار محاولات فرض واقع ديموغرافي وجغرافي جديد، يُستبدل فيه السكان الفلسطينيون الأصليون بمستوطنين إسرائيليين، ما يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وجرائم تستوجب الوقف الفوري والمساءلة والمحاسبة وإنصاف الضحايا.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن منهجية التدمير الشامل لأحياء وبلدات كاملة لم تقتصر على شمال قطاع غزة، بل طالت أغلب مناطق قطاع غزة، مبينًا أن المعطيات الأولية التي أمكن الحصول عليها من رفح جنوبي القطاع من خلال إفادات من سكان في المنطقة وصور للأقمار الصناعية ومقاطع فيديو نشرها جنود إسرائيليون تظهر أن المحافظة تم محوها بصورة شبه تامة.
كما أشار إلى أن العديد من أحياء خان يونس جنوبي القطاع مسحت بالكامل، وكذلك العديد من المربعات السكنية في حيي الشجاعية والزيتون جنوب غزة وشرقها، وكذلك المنطقة الواقعة على امتداد محور نتساريم من الجنوب والشمال.
وأكد أن هذا التدمير الإسرائيلي للأحياء السكنية شمل المنازل والشوارع والبنى التحتية والمنشآت التعليمية والشرطية والخدماتية والاقتصادية، بما يجعل من شبه المستحيل عودة الفلسطينيين للعيش في تلك المناطق.
وترتبط إبادة المدن التي ترتكبها إسرائيل للبلدات والأحياء السكنية كذلك بجريمة الإبادة الثقافية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، حيث تستهدف بشكل متعمد المعالم الأثرية والحضارية الفلسطينية، في مسعى واضح للقضاء على التراث الحضاري الإنساني الفلسطيني.
وأشار إلى أنه وثق استهداف الجيش الإسرائيلي عشرات المعالم الأثرية والحضرية، مثل المساجد والكنائس والمواقع والمباني الأثرية والتاريخية في مدينة غزة، والمتاحف العامة والخاصة، والمراكز الثقافية والجامعات التي تشكل جزءًا أساسيًا من هوية غزة الحضارية وترتبط ارتباطًا وثيقًا بوطن الفلسطينيين.
وشدد على أن العمليات العسكرية المتعاقبة للجيش الإسرائيلي على غزة على مر السنين دمرت العديد من الأجزاء المهمة من تراثها المعماري الغني، إلا أن ما يجرى منذ بدء الهوم العسكري الحالي يمثل محوًا شاملًا لتاريخ وتراث المدينة.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن المواقع التراثية والتاريخية في غزة هي في الواقع ملك للإنسانية ولكل من يهتم بتاريخ الإنسانية، وليست مقتصرة فقط على البلد الذي توجد فيه تلك المعالم. حيث إن هذه المواقع تحمل قيمة ثقافية وتاريخية تتجاوز الحدود الوطنية، إذ تمثل ذاكرة جماعية للبشرية جمعاء. ولذلك، يجب أن يكون المجتمع الدولي في مقدمة من يتحمل المسؤولية في الدفاع عن هذه المواقع وحمايتها من التدمير المنهجي، ما يستدعى إطلاق تحقيق دولي محايد في انتهاكات إسرائيل والضغط الفعلي عليها لوقف جرائمها في قطاع غزة ومحاسبتها وتقديم العدالة للضحايا.
وجدد الأورومتوسطي مطالبته لجميع الدول بتحمل مسؤولياتها الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية وكافة الجرائم الخطيرة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وحماية المدنيين هناك، وضمان امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وفرض العقوبات الفعالة عليها، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات بيع وتصدير ونقل الأسلحة إليها، وشرائها منها، بما في ذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية، وضمان مساءلتها ومحاسبتها على جرائمها ضد الفلسطينيين. ودعا أيضًا إلى تنفيذ أوامر القبض التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع في أول فرصة وتسليمهم إلى العدالة الدولية.
ودعا المرصد الأورومتوسطي إلى مساءلة ومحاسبة الدول المتواطئة والشريكة مع إسرائيل في ارتكاب الجرائم، وأهمها الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من الدول التي تزود إسرائيل بأي من أشكال الدعم أو المساعدة المتصلة بارتكاب هذه الجرائم، بما في ذلك تقديم العون والانخراط في العلاقات التعاقدية في المجالات العسكرية والاستخباراتية والسياسية والقانونية والمالية والإعلامية، وغيرها من المجالات التي تساهم في استمرار هذه الجرائم.
إقرأ أيضا: شهداء وجرحى في قصف استهدف منازل المدنيين في مدينة غزة (شاهد)
وفجر اليوم الثلاثاء تقدمت آليات عسكرية إسرائيلية، بشكل مفاجئ ومحدود شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وسط غطاء ناري كثيف.
ويواجه الفلسطينيون والنازحون بالمنطقة صعوبة شديدة في التحرك أو النزوح مجددا بسبب خطورة الأوضاع الأمنية جراء إطلاق النار المتواصل.
ومن وقت لآخر، تتقدم آليات الجيش الإسرائيلي إلى منطقة شمال غرب رفح، المعروفة باسم "المواصي"، حيث تنفذ عمليات عسكرية تستمر لساعات قبل أن تتراجع وتُعيد تموضعها في المدينة.
ويتواجد في المواصي آلاف النازحين الذين يقيمون في خيام مصنوعة من القماش والنايلون، والتي لا تحميهم من الرصاص الإسرائيلي العشوائي.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 152 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
إقرأ أيضا: الاحتلال يزرع روبوتات متفجرة في محيط مشفى كمال عدوان.. ويقصف عدة مناطق في القطاع (شاهد)