وزيرة البيئة والسفيرة الأمريكية بالقاهرة تبحثان التعاون الثنائي بالمناخ والتنوع البيولوجي
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
استقبلت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، هيرو مصطفى جارج السفيرة الأمريكية بالقاهرة والوفد المرافق لها، لمناقشة سبل تعزيز التعاون الحالي والمستقبلي بين البلدين في مجالات البيئة والمناخ والتنوع البيولوجي، وذلك بحضور السفير رؤوف سعد مستشار الوزيرة للاتفاقيات متعددة الأطراف والدكتور تامر أبو غرارة مستشار الوزيرة للتعاون الدولي وعدد من قيادات وزارة البيئة.
وقد أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد خلال اللقاء على العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة خاصة في مجال البيئة والمناخ، معربة عن تطلعها لبدء مرحلة جديدة من التعاون المثمر للتصدي للمشكلات والتحديات البيئية، استكمالا للتعاون الذى بدأ منذ أكثر من ٢٠ عاما في إدارة التلوث والحد منه، حيث تم تعزيز التعاون في عام ٢٠١٥ في مجال المناخ خلال الحوار الذى أجرى مع السيد جون كيري كوزير للخارجية الأمريكية حول اتفاق باريس، في الوقت الذي كانت تتكلم فيه مصر بصوت أفريقيا كرئيس لمجلس وزراء البيئة الأفارقة ورئيس لجنة رؤساء الدول الأفريقية للمناخ بالاتحاد الأفريقي، والعمل على توحيد الصوت ورفع المطالب الأفريقية، والإعلان عن المبادرتين الأفريقيتين للتكيف والطاقة المتجددة، حيث كانت خطوة لرصد تمويل أمريكي لمبادرة التكيف فيما بعد خلال مؤتمر المناخ COP27، كما تم التعاون عن قرب مع الولايات المتحدة فى العديد من مسارات التفاوض، باعتبار مصر جزء من المجموعة العربية وأيضا مجموعة ال٧٧ والصين.
وأشارت د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لرحلة التعاون مع الجانب الأمريكي خلال الاعداد لاستضافة مصر مؤتمر المناخ COP27، كخطوة استراتيجية فارقة في العلاقات الثنائية، بدأت مع الحوار المشترك مع السيد جون كيري كمبعوث للمناخ من الولايات المتحدة حول كيفية الدفع بملف المناخ للأمام والحفاظ على هدف ١.٥ درجة مئوية لحرارة الأرض، في الوقت الذي كانت مصر تمضي فيه قدما نحو تعزيز ملف المناخ وطنيا بجهودها الذاتية، مع حرصها على تسليط الضوء حول ضرورة مساعدة الدول الأكثر تضررا في الحصول على تمويل المناخ.
وأوضحت وزيرة البيئة أن مصر استطاعت البدء في تنفيذ أكثر من ٣٠ مشروعا للمناخ بحلول عام ٢٠٢١، وتنفيذ إجراءات الحماية من آثار تغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر في ٥ محافظات، ووضعت الدولة ما يقرب من ٨ مليارات جنيه تمويل لتنفيذ إجراءات الحماية للحفاظ على استدامة نوعية الحياة للمواطنين بمناطق مثل كفر الشيخ ورشيد والإسكندرية، إلى جانب مشروعات تحلية المياه والطاقة المتجددة.
وأثناء إعداد مصر لاستضافة مؤتمر المناخ COP27 تم اطلاق الاستراتيجية الوطنية للمناخ ٢٠٥٠ وخطة المساهمات الوطنية المحدثة ٢٠٣٠، وحزمة مشروعات برنامج نوفي لرابطة الغذاء والمياه والطاقة ، والذي يقدم فكرة مميزة في الربط بين مشروعات التخفيف من آثار تغير المناخ الجاذبة للتمويل ومشروعات التكيف الأقل جاذبية له، مما يجعلها أكثر قابلية للتنفيذ ودخول القطاع الخاص، ويحقق توازنا بين التخفيف والتكيف وتلبية احتياجات المواطن المصري وأولوياته، مع مراعاة البعد الاقتصادي والاجتماعي لإجراءات التصدي المشكلات البيئة والمناخ.
وقالت د. ياسمين فؤاد: "مازال لدينا طريق طويل لابد أن نمضي به، ومنها البناء على الخطوة التاريخية لمؤتمر المناخ الأخير COP28 بقرار تفيعل صندوق الخسائر والاضرار الذي تم اقراره في مؤتمر المناخ السابق بمصر COP27، كما تضع مصر مزيد من التمويلات القطاعية لتحقيق أهداف خطة مساهماتها الوطنية المحدثة، وإيجاد نظام رصد ورقابة وطني، والنظر في الحزمة الثانية من الأولويات الوطنية، والإنتهاء من الخطة الوطنية للتكيف ومواجهة ظروف الطقس الجانحة."
وعلى المستوى الأفريقي، أكدت وزيرة البيئة أن مصر تسعى لبذل مزيد من الجهد لصالح القارة خاصة مع اعلان استضافة مصر لمركز التميز الأفريقي للمرونة والتكيف، وذلك بتقديم الدعم من خلال العلم والأبحاث وأيضا دعم القارة لإيجاد أفضل الممارسات للتكيف لتقليل الخسائر والاضرار الناتجة عن آثار تغير المناخ.
على المستوى المؤسسي أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أنه تم وضع المجلس الوطني للتغيرات المناخية تحت رئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء وعضوية الوزارات والجهات المعنية، بما ساعد على اتخاذ قرارات استراتيجية هامة في ملف المناخ ودمج لبعد المناخ في مختلف القطاعات وخاصة القطاع التمويلي خاصة مع اتفاق الصندوق الاستئماني للقدرة على التكيف مع تغير المناخ الذي يوفر بعض الدعم للدول في مجال إعداد السياسات والاستراتيجيات.
واعربت وزيرة البيئة عن تطلعها لتنفيذ مزيد من البرامج الاستراتيجية لتغير المناخ بالتعاون بين البلدين، في اطار أولويات الدولة المصرية ومساعدتها على إدارة التمويل المتاح للتخفيف والتكيف، مع التركيز على التكيف باعتباره أولوية لمصر، وايجاد فرص واعدة لإشراك اكبر للقطاع الخاص، وإمكانية التعاون في تنفيذ برنامج حول الزراعة والأمن الغذائي بالشراكة مع القطاع الخاص وتقليل مخاطر الشق التمويلي له ليكون نموذج يمكن تكراره والبناء عليه.
ومن جانبها، أشادت السيدة هيرو مصطفى جارج السفيرة الأمريكية بالقاهرة بجهود مصر ووزيرة البيئة في دعم ملف البيئة، معربة عن سعادتها بالتعرف عن قرب على طبيعة العمل في قطاع البيئة في مصر ولمس الجهود المبذولة، وأيضا اطلاق مبادرة كونكت كمنصة رقمية تهدف إلى دعم وتمكين الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة المحلية التي تقدم خدمات تقنية لرفع كفاءتها وتأهيلها لتلبية متطلبات المشروعات التقنية الكبيرة وتسهيل وصولها للفرص الشرائية، بما يعزز فرص أكبر للاستثمار، موضحة أن بلادها تهتم بضخ استثمارات لمواجهة التحديات البيئية والمناخية، وتعمل على تصميم حزم تمويلية في مجال التكيف، وتشجيع الشراكة مع القطاع الخاص في التكيف والتخفيف على حد سواء.
وقد ثمنت السفيرة الأمريكية التوجه المصري للربط بين مجالات الأمن الغذائي والمياه والطاقة، معربة عن تطلعها لشراكة مستقبلية قوية تقوم على تبادل الرؤى لتعزيز التعاون في مجال المناخ والبيئة.
كما ناقش الجانبان آخر مستجدات التعاون في تنفيذ المبادرة المصرية لحماية البحر الأحمر، والتى تم إعلانها خلال فعاليات مؤتمر المناخ COP27، وذلك بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الصندوق العالمي للشعاب المرجانية للحفاظ على شعابنا المرجانية، حيث رصدت لها الحكومة الأمريكية استثمارات بقيمة 15 مليون دولار.
وبحثتا أيضا التعاون في مجال مبادلة الديون من أجل الطبيعة، حيث أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد التزام مصر باتفاقية التنوع البيولوجي واطار عمل ما بعد ٢٠٢٠، وباعتبار مصر رئيس سابق لمؤتمر اتفاقية التنوع البيولوجي COP14، ولعبت دور هام في ملف تمويل التنوع البيولوجي، والاستفادة من منتج السياحة البيئية الذي اثمرت عنه جهود تطوير المحميات الطبيعية خلال السنوات الاربع الماضية، من خلال الشراكة مع المجتمعات المحلية، والشركاء الآخرين كالمجتمع المدني والقطاع الخاص، كما يتم العمل حاليا على انشاء صندوق للطبيعة بالتعاون مع البنك الأهلي للسماح للقطاع الخاص بالعمل في حماية الشعاب المرجانية بايجاد تمويل من البنوك الوطنية لتقليل مخاطر الاستثمار للقطاع الخاص.
وتم التطرق أيضا خلال الإجتماع إلى معايير تأسيس واختيار الجهات المستفيدة من صندوق الخسائر والاضرار، حيث أوضحت وزيرة البيئة أن الدول الأكثر تأثرا بتغير المناخ ستكون المستفيد الأساسي من الصندوق، حيث قامت لجنة فنية على مدار عام بوضع بناء لاطار حاكم للصندوق يكون مستقل ويضمن رفع أصوات الدول النامية ويعزز القدرة على حساب الخسائر والاضرار، بما يحقق تمويل حقيقي للمناخ يساعد على مواجهة الازمات التي يسببها آثار تغير المناخ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التحديات البيئية التعاون المثمر التكيف العلاقات الاستراتيجية الدکتورة یاسمین فؤاد الخسائر والاضرار آثار تغیر المناخ مؤتمر المناخ COP27 وزیرة البیئة القطاع الخاص التعاون فی فی مجال
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يلتقي الرئيس الكونغولي وينقل رسالة من الرئيس السيسي لتعزيز التعاون الثنائي
التقى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، اليوم الأربعاء، مع الرئيس دنيس ساسو نجيسو رئيس جمهورية الكونجو بحضور وزير الدفاع الكونغولي في العاصمة برازافيل، حاملاً رسالة من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي إلى نظيره الكونجولي، تتناول التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية الكونجولية، والتطلع إلى اتخاذ مزيد من الخطوات خلال الفترة المُقبلة لدفع مجالات التعاون الثنائي ذات الأولوية، بما يُحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
نقل الوزير عبد العاطي تحيات رئيس الجمهورية إلى أخيه الرئيس دنيس ساسو نجيسو، مؤكداً على عمق أواصر العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين، والرغبة في الارتقاء بالعلاقات الثنائية في كافة المجالات، مشيراً إلى أهمية التحضير لعقد الدورة الثانية للجنة المشتركة بين البلدين، وأعرب عن استعداد مصر لدعم الكونجو في تفعيل خطة التنمية الوطنية 2022-2026، وذلك اتساقاً مع ما تشمله الخطة من أهداف تنموية في مجالات الزراعة، والتحول الرقمي، والسياحة، والعقارات، والصناعة، وتطوير المناطق الاقتصادية الخاصة، مستعرضاً الخبرات المصرية في هذه المجالات وخاصة إدارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتطوير ورقمنة المنظومات والخدمات الحكومية، ومشروعات البنية التحتية الكبرى في المدن الجديدة في مصر.
وأشار الوزير عبد العاطي إلى ارتفاع حجم الاستثمارات المصرية في الدول الأفريقية بما يتجاوز 14 مليار دولار، منوهاً إلى أن الإمكانات الكبيرة والخبرة التي تتمتع بها الشركات المصرية في إفريقيا تمكنها من تنفيذ مشروعات كبرى في العديد من المجالات الحيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والصحة، والزراعة، والدواء. وفي هذا السياق، أشار إلى الحرص على تنفيذ مشروع إمداد المنطقة الصناعية في مدينة «مالوكو» بمياه الشرب والكهرباء، كما أكد على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية الاستثمارية والتجارية بين البلدين، وإيفاد وفد من رجال الأعمال المصريين إلى برازافيل لعقد منتدى اقتصادي في القطاعات ذات الأولوية للجانبين.
كما استعرض الوزير البرامج التدريبية التي يقدمها كل من مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، مؤكداً استعداد مصر لدعم بناء قدرات الكوادر الوطنية في الكونجو عبر التوسع في البرامج التدريبية والمنح الدراسية، بالإضافة إلى إرسال أطباء في التخصصات المطلوبة وتبادل الخبرات في الصناعات الدوائية.
من ناحية أخرى، تناول اللقاء عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الوضع في ليبيا، حيث قدم الوزير عبد العاطي التهنئة للرئيس «ساسو نجيسو» على نجاح جهوده في توقيع اتفاق المصالحة الليبي خلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة. وقد ناقش الجانبان المستجدات في السودان، والجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية للأزمة تفضي إلى إنهاء الصراع، وكذلك مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مثمناً الدعم الإفريقي التاريخي لحقوق الشعب الفلسطيني.
كما أكد الجانبان على أهمية التشاور والتنسيق بين البلدين في المحافل الدولية لتوحيد المواقف، وتبادل تأييد ترشيحات البلدين في المناصب الدولية المؤثرة، ودعم الترشيحات المعتمدة من الاتحاد الافريقي بالمحافل الدولية، لاسيما ترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام اليونسكو.
من جانبه، طلب الرئيس دينيس ساسو نجيسو نقل تحياته إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، معرباً عن تقديره الكبير للعلاقات الأخوية التي تجمع مصر والكونجو، مشيداً بالدور الفاعل لمصر في القارة الإفريقية وجهودها في تعزيز الأمن والاستقرار، مؤكدا حرصه على تعزيز التعاون الاقتصادي بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى جمهورية الكونجو
اليوم.. وزير الخارجية يتوجه إلى جمهورية الكونجو