تصعيد في بورتسودان.. هل يشعل الحرب في شرق السودان؟؟!
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
الصراع بين قيادات الشرق وكياناته المختلفة ضد الحركات المسلحة بلغ استخدام سلاح الاتهامات بالفساد والتورط في إخفاء مجرمي حرب.
التغيير- بورتسودان: علاء الدين موسى
لا تشرق شمس الصراعات السياسية إلا ويكون السودان وجهتها الأولى، هذه المرة تبزغ من شرق السودان وتحديداً مدينة بورتسودان التي تعاني من تكدس بشري بعد لجوء الآلاف المتضررين من الحرب الدائرة بين الجيش السوداني والدعم السريع منذ الخامس عشر من أبريل الماضي.
الصراع بين قيادات الشرق وكياناته المختلفة ضد الحركات المسلحة بلغ استخدام سلاح الاتهامات بالفساد والتورط في إخفاء مجرمي حرب.
كشف الفسادكشف رئيس قوات تحالف أحزاب وحركات شرق السودان شيبة ضرار، عن عمليات فساد مالي لـ “حكومة بورتسودان” متمثلة في سرقة البضائع وممتلكات المواطنين بالميناء واستلام سلاح وعربات لحركات دارفور دون الذهاب لساحات القتال.
وتم تسريب خطابات باستلام مبالغ مالية بالعملة الأجنبية تخص وزير المالية جبريل إبراهيم الأمر الذي دفع شيبة ضرارللخروج للعلن مهددا الحركات بفضحها.
فيما نفى وزير المالية جبريل إبراهيم تلقيه أموال من أي جهة، وقال في مؤتمر صحفي بورتسودان أمس الإثنين، “لا توجد جهة قدمت لنا دولار واحد منذ بداية الحرب وحتى الآن”.
ويرى مراقبون أن تهديدات شيبة ضرار تعد بمثابة ضغط من الاستخبارات العسكرية وإنذار للحركات حال عدم قتالها مع الجيش ضد قوات الدعم السريع.
معسكرات إريترياواتهم ضرار بحسب الخطاب المسرب، قوات مناوي ببيع أسلحة ثقيلة لقوات تتبع للمعارضة الاترترية.
وراجت أنباء عن طرد الرئيس الاريتري اسياس افورقي الحركات المسلحة التي تفتح معسكرات لتدريب افرادها بها.
إلا أن رئيس حركة جيش تحرير السودان قيادة مناوي نفت خبر إغلاق معسكراته فى ارتريا، وقال مناوي في تصريح لـ (اخبارك السودان)، اي طلب من الحكومة الارترية بإغلاق معسكرات التدريب لقواته وقوات اللامين داؤود.
إشعال الشرقواتهم القيادي بمجلس البجا والعموديات المستقلة محمد كرار، وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم بالعمل على إشعال الحرب في شرق السودان.
وقال كرار لـ (التغيير)، الحركات المسلحة تريد الاستيلاء على ثروات إقليم الشرق. وشدد على رفض جميع مكونات شرق السودان التقول على المؤسسات وحقوق العاملين.
وقفة الموانئونفذ عمال المواني بالبحر الأحمر وقفة احتجاجية لتنديد بفساد “حكومة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان” في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية جراء تداعيات حرب عناصر النظام البائد.
وطالب عمال الموانئ بإغلاقها وطرد وزراء حكومة البرهان ومديري عموم الوزارات من مكاتب واستراحات المواني.
وبعد الوقفة التي نفذتها هيئة المواني البحرية الأحد الماضي، أصدرت عددا من كيانات شرق السودان بيانات تطالب بعدم تخصيص المواني، وطالب بإعفاء وزير المالية وحكومة البحر الأحمر المتسببة في الأزمة الحالية.
إثارة المنطقةوقالت اللجنة العليا لمناهضة خصخصة الموانئ البحرية، إن الحركات وقادتها يحاولون إثارة المنطقة بالتقول على المؤسسات وخاصة المواني البحرية التي تعتبر الرافد الأول للاقتصاد الوطني بعد تعطل كل مؤسسات الدولة “.
وأكدت اللجنة في” بيان “على أن أي قرارات تخص الهيئة يجب أن يشارك فيها العاملون أصحاب المصلحة واي تجاوز لهؤلاء العمال سوف يتسبب في كارثة تؤدي لنصف الاستقرار والأمان بالإقليم المستقر”.
وطالب اللجنة القائمين على أمر الدولة بالانتباه للمسؤولين الذين يعملون على إثارة العمال بقراراتهم الجائرة. وشددت اللجنة على ضرورة التصدي بكل قوة لأي قرار يؤثر على الهيئة والعاملين بها “.
دعم ومساندةمن جهته أكد مؤتمر خريجي شعب البجا دعمهم ومساندتهم لمطالب العاملين بالمواني الرافض لهذا القرار الخصوصية. وطالب المؤتمر في” بيان “الجهات العليا بالتدخل لإيقاف ما وصفهم بالعابثين الذين يعملون بأجندة خفية لضرب استقرار مؤسسات الدولة في مخطط مكشوف يهدف إلى هدم كيان الدولة السودانية.
وشدد البيان على ضرورة ابعاد المتسببين في الأزمة من المواقع الهامة وتكليف اصحاب خبره يحرصون على وحدة الصف الوطني ويحافظ على كيان الدولة السودانية”.
بدوره، يرى الصحفي والمختص في شؤون شرق السودان، عبد الجليل سليمان، أن تصريحات شيبة ضرار تعبر عن جهة أخرى إما تنظيم الاخوان المسلمين (الكيزان) أو الاستخبارات، وفي غالب الأمر الاستخبارات التي تستخدمه لضغط على الحركات تطالب برقيات واموال مقابل الوقوف في الحرب مع الجيش.
وقال سليمان لـ (التغيير)، إن تصريحات شيبة ضرار مرتبطة بحكومة الأمر الواقع في بورتسودان، والتي تريد عبر ضرار تصفية حساباتها مع جبريل إبراهيم والحركات المسلحة التي أعلنت موقفها بالوقوف إلى جانب الجيش في حربه ضد الدعم السريع “. وأضاف:” لكنهم يتخوفون منهم لذلك يسلطون عليها مثل شيبة ضرار”.
واستدرك بالقول: “يمكن أن تكون تصريحات شيبة ضرار أتت بعد عدم حصوله على أموال مثل الحركات التي لديها جنود في ميادين القتال لذلك يحاول أن يصعد الموقف لصالحه “.
واستبعد سليمان أن تكون لتصريحات ضرار بعد سياسي أو مجتمعي لأن مجتمع شرق السودان لا يتضايق من وجود أهل غرب السودان.
ظلت تداعيات أزمة الشرق مستمرة منذ أيام الحكومة الانتقالية، وحتى بعد قيام الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل الماضي، إذ لا يزال الإقليم يشهد توترات سياسية واجتماعية واقتصادية.
مع تعقد المشهد بشعارات الجماعات التي تلوح بالانفصال والتي تسببت في إجهاض الحكومة الانتقالية. وهي نفس المشاكل التي تواجه حكومة الأمر الواقع في بورتسودان، واذا لم تقدم الجهات المختصة رؤية لهذه الاشكاليات سيتم نقل الحرب الأحمر الذي يشهد أحداثا ساخنة هذه الأيام.
الوسومآثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع حركات الكفاح المسلح شرق السودان شيبة ضرارالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع حركات الكفاح المسلح شرق السودان شيبة ضرار الحرکات المسلحة جبریل إبراهیم وزیر المالیة فی بورتسودان شرق السودان شیبة ضرار
إقرأ أيضاً:
حرب السودان.. جهود دولية إنسانية دون حل في الأفق
مع استمرار الحرب في السودان تزداد معاناة ملايين المدنيين من انعدام الأمن الغذائي، بينما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لحل سياسي ينهي القتال الدائر في البلاد منذ 15 أبريل 2023.
التغيير ــ وكالات
الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون أكد أنه لا يوجد مؤشرات تلوح في الآفق بشأن اتفاق للتهدئة في السودان.
ويرى أن تركيز الجهود الدولية حاليا يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ولا جهود تتعلق بالعملية السياسية في السودان، مشيرا إلى أن مساعي واشنطن في جمع الأطراف المتحاربة في السودان لم تنجح.
أوضح هدسون أنه تم فرض عقوبات على بعض الأفراد في قوات الدعم السريع، والتي لم تكن فعالة لتغيير سلوكيات هذه القوات، وفي الوقت الذي ظهرت فيه دلائل على تقديم دولة الإمارات لأسلحة في السودان إلا أن واشنطن لم تتحدث بصرامة معها بهذا الشأن، تم الاكتفاء بنفي أبو ظبي إرسال أسلحة، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تفضل علاقاتها مع الإمارات وإن كان ذلك على حساب مقتل العديد من المدنيين في السودان.
وقال هدسون إن رد وكالات الأمم المتحدة لم يكن كافيا في السودان، وهذا يعود للتمويل وللأولويات التي تفرضها الدول الأعضاء على المشهد، إذ أنها لا تحظى بذات الأولوية مثل ما يحدث في حرب أوكرانيا، أو حرب إسرائيل في غزة.
وتسيطر قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان ومعظم وسط السودان، بينما يسيطر الجيش النظامي على شمال وشرق البلاد.
وحتى الآن، لم يتمكن أي من المعسكرين من السيطرة على كامل العاصمة الخرطوم التي تبعد ألف كيلومتر شرق مدينة الفاشر.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسببت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
ويتهم الجيش وقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين والمرافق الطبية بشكل عشوائي، وبقصف مناطق سكنية عمدا.
ملايين السودانيين اضطروا للنزوح بسبب القتال الجاري في البلاد منذ أبريل 2023
مع استمرار الحرب في السودان تزداد معاناة ملايين المدنيين من انعدام الأمن الغذائي، بينما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لحل سياسي ينهي القتال الدائر في البلاد منذ 15 أبريل 2023.
الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون أكد أنه لا يوجد مؤشرات تلوح في الآفق بشأن اتفاق للتهدئة في السودان.
ويرى أن تركيز الجهود الدولية حاليا يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ولا جهود تتعلق بالعملية السياسية في السودان، مشيرا إلى أن مساعي واشنطن في جمع الأطراف المتحاربة في السودان لم تنجح.
وأعلنت واشنطن الخميس عن تخصيصها مبلغا إضافيا بقيمة 200 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان، ليرتفع بذلك إجمالي المساعدات الأميركية إلى 2.3 مليار دولار.
وأضاف هدسون أن واشنطن أيضا لم تنجح في وضع حدود للقوى الدولية التي تغذي الصراع في السودان، لافتا إلى أن الولايات المتحدة “في وضع صعب” فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة في السودان، خاصة مع تبقي شهر واحد لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.
ولا يعتقد أن الأزمة في السودان تتصدر أولويات إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.
منذ أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.
وقال هدسون إن تقديم المساعدات لوحدها للسودان غير كافية، ولكن ما نحتاج إليه هناك هو حل سياسي للأزمة، مشيرا إلى أن واشنطن لم تستخدم كل الأدوات المتاحة لها للضغط في هذا الإطار، إذ لم تفرض عقوبات، ولم يتم إيقاف تغذية الصراع من قوى إقليمية.
والخميس، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن السودان قد يشهد أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، مع 1.7 مليون شخص في البلد إما يعانون الجوع أو هم معرضون له، إضافة إلى ذلك، يعاني حوالي 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في البلد.
الوسومأزمة إنسانية الحرب جهود دولية حل سياسي