لا يزال الأساتذة الموقوفون يتوصلون برسائل استئنافهم للعمل مع عقوبة إنذار والتزام بعدم ارتكاب الأفعال، التي أدت إلى توقيفهم، لكن هذا الإجراء استثني منه منسقو التنسيقيات الموقوفون الذين سيعرضون على المجالس التأديبية، فيما ينتظر أن يتوصل باقي الموقوفين بقرارات رجوعهم إلى عملهم بداية من هذا الأسبوع.

تدبیر ملف الموقوفين وإرسال لجن جهوية للنظر في ملفاتهم، كما سبق لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة كشفه خلال ندوة صحفية، لم يمر مرور الكرام على فئات من الأساتذة خصوصا أساتذة الثانوي التأهيلي الذين أعلنوا رفضهم الشديد لكل الإجراءات التعسفية غير القانونية التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في حق الموقوفين والموقوفات، واصفين اللجن التي أرسلتها الوزارة التي سميت بالجهوية بغير القانونية.

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

السودان بين الرنة الأولى والرنة الثانية !

بقلم: حسن أبو زينب عمر

وما الحرب الا ما علمتم وذقتم
وماهو عنها بالحديث المرجم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة
وتضر أذا ضريتموها فتضرم
فتعرككم عرك الرحى بثقالها
وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم

زهير بن أبي سلمى

بدلا من استثمار الفرصة النادرة التي هلت على ليلنا البهيم كفيف البصر كما يقول شاعر (حبيبة عمري) الحسين الحسن فلا صوت يعلو في السودان الآن سوى جدل أهل بيزنطة حول البيضة والدجاجة أو حول جنس الملائكة هل من الذكور أو الاناث في وقت كانت فيه قذائف جيوش السلطان العثماني محمد الفاتح تدك أسوار القسطنطينية كما تدك وتضرب في المليان الآن مدفعية حميدتي وبراميل الجيش العباد والبلاد .. الآن كل مقدرات السودان في مرمى الموت .. الميلشيا الهمجية من مرتزقة تشاد والنيجر ومالي تستبيح دماء شبابه وشرف بناته .. ولكن الجدل الطاغي الآن من الذي داس على أزرار الهاتف أولا هل هو الأمير محمد بن زايد ام الفريق أول عبد الفتاح البرهان؟ مبررات علامة الاستفهام هذه التي تثار في زمان ليس زمانها ومكان ليس مكانها تضحك ربات الحداد البواكيا لأن المعيار هنا ان الذي اتصل أولا هو بالضرورة خاسر دامي الجسم ممزق الثياب يتوسل السلام متكئا على جدران متهالكة متصدعة.
(2)
في حين ان متجرع سموم الحرب والباحث عن السلام صابرا هو في قمة الوعي والعقلانية والذي يراهن على الحرب هو الخاسر دائما وهذا العالم الذي يحيط بنا يطفح بالعبر والدروس التي تصنع الفرص الثمينة ولكننا نضيعها ثم نبكي على ضياعها ..السؤال هنا أولم يكن في الإمكان ترويض الوحش الاماراتي بإقناعه بأن الرهان على الحكومة حتى وان كانت حكومة أمر واقع defacto أفضل من الرهان على ميلشيات متفلتة لمرتزقة قادمون من الصحاري الأفريقية لا يجمعها شيء سوى السلب والنهب والاغتصاب ؟. لكن مهما كانت حدة الادانات ومهما بلغت لغات الشجب والاستنكار التي تتحمل وزرها عصابات آل دقلو فلن تنجو رقبة البشير وبعده البرهان من مقصلة الإدانة التاريخية والشيطنة والتخوين من صنع آلة الشر التي وراء حمل السودان أرقاما قياسية world records لأول مرة منذ نشأته في النزوح واللجوء والجوع وخراب المنشآت الحيوية وموت الأطفال الذين لم تتمكن الوصول إليهم منظمات الاغاثة الوطنية والأجنبية.
(3)
المشكلة ان كل طرف يظن أنه يحمل صك براءته عندما يقدم سجل جرائم الطرف الآخر .. بالأمس القريب تسللت وتحت جنح الظلام عصابة من المليشيا الهمجية الارهابية الى برج الاتصالات المطل على النيل وأحدثت تخريبا كبيرا في القواعد الخرسانية يعتبر ضربة قاضية للصرح الحضاري بالغ الأهمية حسب الخبراء الذين أكدوا استحالة اعادته للخدمة مستقبلا .. المحللون ذهبوا بأن الجريمة النكراء تأتي انتقاما لمقتل البيشي ولكن كما جرت العادة فقد نفي الدعم السريع في لقائه مع قناة الجزيرة علاقته بالجريمة متهما طيران الجيش بقصفه ولكن الشواهد التي لا تختلف حولها عنزتان ان المبنى ظل صامدا من الخارج ولو تعرض لقصف من أعلى لأنهار المبني وأصبح ركاما على الأرض لا يصلح الا لنعيق البوم (طائر الشؤم) .
(4)
الخلاصة ان هذه المنشآت الاستراتيجية فائقة الأهمية أصبحت الآن في قائمة انتظار التخريب Waiting List (من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) تحت مبررات الانتقام واضعاف كل القدرات التي تخدم المواطن وغير المواطن على طريقة شمسون (على وعلى أعدائي) .
(5)
اذا هناك ثمة وساطات فان دورنا الآن ليس اجترار المرارات ورفض المبادرات من المبدأ وليس دورنا وضع سقوفات تعجيزية تناطح عنان السماء فالذي يطلب الكل يفقد الكل كما يقولون .. السلام له مستحقات وعلى رأسها التضحيات وتقديم التنازلات فقد جعنا ومرضنا وتشردنا وتجرعنا من كؤوس الذل والمهانة حتى الثمالة .. ليت الذين يقرعون طبول الحروب يقتدون بأفضل البشر (محمد بن عبد الله) مع قبيلة ثقيف أهل الطائف حينما أدمى بعض سفهائها قدميه الكريمتين ولكنه رفض طلب الوحي بطبق الأخشبين عليهم حرصا على أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله.
(6)
ليتهم يعتبرون بما حدث له في صلح الحديبية حينما طلب منه الكافر مسح عبارة رسول الله بعد اسمه لإتمام الاتفاق ولكن حينما رفض الصحابة مسح العبارة حسب طلبه بحثا عن السلام الهمه الله وقد كان أميا فمسحها .. ليتهم اتعظوا بموقفه في فتح مكة حينما دخلها منكس الرأس المدينة التي هرب منها تحت ضغوط الكفار وعلى رأسهم عمه عبد العزى بن عبد المطلب المشهر بأبي لهب وذلك جنحا للسلام وكان في مكة من مضغ كبد عمه حمزة وهي هند بنت عتبة. وحينما رأى أبو سفيان (رأس الشر والفتنة) وقتها يتحسس سيفه للقتال قال كلماته التي سارت بها الركبان لحقن الدماء (من دخل بيت أبو سفيان فهو آمن).
(7)
وبالعدم ليتهم اعتبروا بتجربة أسطورة العصر نيلسون مانديلا مع نظام الأبارثيد الذي سجنه 17 عاما داخل سجن بجزيرة (روبن) معزولا عن العالم في غرفة لا تتجاوز مساحتها 16 مترا تعرض خلالها السجين الأسطورة للذل والإهانة وتعرض لشعبه لما لا يستحمله الحيوان ناهيك عن الانسان ولكنه أحنى رأسه للعاصفة فقد شاهدته في التلفاز يضع يده في يد خصمه العنصري البغيض (دي كليرك) الذي كان الشرر يتطاير من عينيه ويقول لهI don’t have any option than to put my hand in your hand .

(8)
ليتهم سمعوا للرئيس بي حمد رئيس وزراء أثيوبيا يقول أمم حشد من العلماء معظمهم من حاملي جائزة نوبل بعد أن قام بتطبيع علاقة بلادة بالجارة أريتريا وأعاد لها قطعة أرض متنازع عليها بين البلدين في منطقة (أبادمي) الحدودية.
I told my friend Assias Aforge that the problem between you and me is not a piece of land. It's illiteracy, poverty and disease .
(قلت لزميلي سياس فورقي المشكلة بيني وبينك ليست قطعة أرض. انها الجهل والفقر وا لمرض ).. بعدها نال جائزة نوبل ومعها منفذ بحري في ميناء مصوع فيما خرجت أريتريا من عزلتها عبر أثيوبيا على طريقة الكل كاسب win win.
(9)
يبدو أن مشكلتنا في هذا السودان ونحن لم نستفد من كل العبر والدروس الملقاة تحت أقدامنا أننا لسنا في عداد المسلمين ولسنا في عداد الكفار وأخشى أن نكون من الذين قال فيهم الشاعر (لا في الرجال ولا النسوان معدود والعياذ بالله).

oabuzinap@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • معلومات مهمّة... هل تعرّض الطفل رجب شعبان كنجو للإغتصاب؟
  • عادل عبد العزيز: ماذا يشتغل الناس عندما يعودون
  • كامالا الضاحكة.. هل تنجح خطة ترامب في الهجوم على هاريس؟
  • استئنافية الرباط تؤجل محاكمة 10 أساتذة "متعاقدين" إلى أكتوبر المقبل
  • هذا جديد سكنات “LPA” و”AADL” للأساتذة الجامعيين
  • جامعة الأميرة نورة تعلن عن وظائف أكاديمية للرجال والنساء للعام 1446هـ (التفاصيل)
  • قانون العفو العام الجديد: فرصة لتحقيق العدالة ومدخل للمصالحة الوطنية
  • أعداد المصابين بالخرف في إنجلترا تصل إلى مستوى قياسي
  • المرصد المصري للصحافة والإعلام يدين القبض على عددٍ من الصحفيين مؤخرًا على خلفية عملهم
  • السودان بين الرنة الأولى والرنة الثانية !