مرتضى الغالي
المثل البولندي يقول (الحمار عندما يرفس لا يختار ضحيته)..! ولكن قادة جيش الانقلاب أصدروا أوامر مُختارة ومقصودة للاستيلاء على (زاوية دينية في أحد أزقة بيت المال) ليس فيها غير قدور لطبخ الطعام ومجموعة من المواطنين المحصورين بين نيران جيش البرهان وياسر العطا وبين قوات الدعم السريع والمليشيات الاخوانية فأنطلق الأشاوس عند ساعات الفجر الأولى وأطلقوا الرصاص على المصلين عند توقيت خروجهم من صلاة الفجر وقرآن الفجر.

. (إن قرآن الفجر كان مشهودا)..!
هنيئاً لجيش البرهان والكيزان هذه (الواقعة النوعية) التي انتهت باحتلال زاوية الشيخ الأمين الإستراتيجية..فهذه المعركة من الانتصارات النادرة لقوات البرهان والفلول منذ بداية هذه الحرب (الانتيكة) اللعينة...!
لا فرق إن تمّت هذه المعركة (ضد قدور الفاصوليا) بتخطيط من قادة الجيش في غرفة الاركانحرب المركزية أو كانت من عساكر الكيزان برغم أنف البرهان وكباشي والعطا..!
كنا نظن (مخطئين) أن القيادة الانقلابية لا يمكن أن تستجيب بالفعل للحملة (التحريشية) التافهة والتحريضية المحمومة التي يشنها بعناد كعناد الحمير بعض (الزعابيط العطالى) لمهاجمة الزاوية وفض المواطنين المساكين والأطفال الذي لجأوا إليها جوعى مشردين..! فالكيزان وأبواقهم لا يعجبهم مطلقاً أن يقدم أي احد إحساناً أو يبذل الطعام بلا مقابل..بعد أن نفضت السلطة يدها (ونفض السيد جبريل إبراهيم يده)..عن توفير الغذاء والحياة الطبيعية للمواطنين..ذلك أن الكيزان وعساكرهم تؤذيهم فعلاً مواقف الشرف والإحسان..لأن القيم الخيّرة تزعجهم وتلمس فيهم (وتراً حسّاساً) بتقديم النموذج المعاكس لتربيتهم....!
إنهم يكرهون المعروف ولا يطيقون تعاطف الناس إلى بعضهم و(تقاسم اللقمة)..! وقد شهدناهم على مدى ثلاثين عاماً (أشحة على الخير).,.نهبوا أموال السودان إلى آخر مليم..ومع ذلك ظلوا يسرقون (لبن الأطفال) ويبيعون خيام الإيواء التي يقدمها (العالم الكافر) للضحايا..! أثروا من مال الدولة إلى حد التخمة والكِظة..ولم يفتح الله على واحد منهم ببناء (سبيل بزير واحد وكوز صفيح).. دعك من تشييد مدرسة أو مركز طبي أو ملجأ أيتام..!!
هذا النموذج لرجل دين مهما كانت درجة شياخته (وأنا بصراحة لست من محبي هذا الشيخ) يقدم الطعام ويأوي المساكين والحائرين وأبناء السبيل، ويقدم لهم الطعام، وينشئ مجتمعاً صغيراً لمتحابين في الله..ومتضامنين في (الوحسة) التي فقدوا فيها المأوى والغذاء..بعد أن تقطّعت بهم السُبل.. يتآزرون ويقتسمون الزاد ويؤدون صلاتهم في سلام وتحابب...!
هذا النموذج (يغيظ الكيزان) ومن يوالونهم من المعتوهين وبعض الإعلاميين (تربية السوء)..! هؤلاء لا يحبون أن يشيع المعروف بين الناس..فهذا السلوك النبيل (ينغوِش أكبادهم) المفطورة على الشر والشح..ويؤذيها أن يتبادل الناس الإحسان..ذلك أن (التربية الكيزانية) تقوم علي نوازع تكره القيم الفاضلة وتتأذى من كل فضيلة..مثلهم مثل (الجعران) الذي يعيش بين المزابل ويموت عند تعرّضه لأقل نفحة من ريحة الزهور والورود..!
الآن يعيش الكيزان وفرسان القيادة العامة أبهج أيامهم فرحاً بإطلاق الرصاص على المصلين وهم خارجين من المسجد..واكتمال احتلال زاوية الشيخ الأمين باعتبار أن ذلك يمثل نصراً استراتيجياً على العدو..!!
(صدّق أو لا تصدّق) لقد تم التخطيط لأسابيع طويلة لمعركة زاوية الشيخ الأمين استجابة لمطلب كيزاني..وقد كانت دعوة الاحتلال السافرة تؤكد أن هذه الزاوية تناصر الدعم السريع.. إذاً ننتظر بيان جيش البرهان وياسر العطا وكباشي بعد الانتصار الكبير على الزاوية وإكفاء قدورها (بفاصوليتها) ليحدثنا عن الأسلحة التي غنموها بعد انتهاء معركة (ذات الصواري) وعن عساكر الدعم السريع الذين اعتقلوهم..وعن الراجمات التي كان يخبئها شيخ الأمين (تحت قفطانه)...!!
هل جرى في أي مكان في العالم (منذ الحروب الصليبية) أن قامت أي قوات عسكرية من وحوش الدنيا وصعاليكها بإطلاق النار على مصلين لحظة خروجهم من باب المسجد...؟!
نحن لا ندعو إلى فناء الكيزان وعساكر انقلاب البرهان (فناء السراب على السبسبٍ) فلكل اجل كتاب..! لكن ندعو الله يفني فيهم هذه النزعة الشريرة والعار المشين والسلوك الشاذ والدوافع الإجرامية المجرّدة من كل أخلاق..بل نسأل الله ألا يرفع لهم راية ولا يحقق لهم غاية وأن يبقيهم للعالمين عبرة وآية.. كما أبقي على رفاة فرعون موسى (فاليوم ننجيك ببندك لتكون لمن خلفك آية، وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون).... الله لا كسّبكم بحق جاه النبي..!

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

“الصماد ” إيقونة الجهاد

مرّت علينا قبل أيام ذكرى استشهاد الرئيس المجاهد والمناضل الكبير صالح علي الصماد «رحمه الله»، بعد أن عشنا قبلها ذكرى استشهاد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي «طيب الله ثراه»، وعندما نتذكر خالد الذكر الشهيد صالح الصماد لابُد أن نتذكر مواقفه العظيمة التي أكدت حضوره المتميز في الواقع اليمني وجعلته بالفعل أيقونة جهاد مُعزز بيقينه وإيمانه الصادق بالله سبحانه وتعالى وبقدرته على تجسيد المعاني العظيمة والصفات النبيلة كما وردت في الكتاب والسنة وحرصه الشديد على أن تُصبح سلوكاً وممارسة بين الناس وتكون هي الحاكمة في تصرفاتهم في الحياة العامة .

في هذا الجانب لا أنسى ذلك الموقف العظيم للشهيد الراحل- رحمة الله عليه- أثناء محاضرته لاجتماع حضرهُ ممثلو أجهزة الأمن في البلاد ، فلقد جعل من الهُدهُد والدور الذي قام به عندما أخبر نبي الله سليمان عليه السلام بملكة اليمن وبما تملكه فقال» إن عمل الهُدهُد الاستخباراتي تضمن أحداثاً وتقارير أمنية شملت كل شيء يُحيط بالملكة بلقيس وأدت إلى فهم النبي سليمان لواقع هذه المرأة وما يُحيط بها ، ومن ذلك وصفه لعرشها بأنه عرش عظيم ، وهو المدخل الذي جعل النبي سليمان يوظف القدرات الخارقة والمعجزات التي منحه الله سبحانه وتعالى ليمكنه من نقل عرشها من صنعاء إلى الشام كما ذكر ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى (قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم وإني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) وهذا الأخير هو «آصف ابن برخيا» الذي أكد علماء التفسير أنه كان يحفظ جزءاً من اسم الله الأعظم، المهم أن هذه الخطوة مكنت سُليمان من استقطاب بلقيس وقومها والتمهيد لدخولهم الإسلام طواعية بدون إراقة الدماء، أي أن الهُدهُد بدأ بوصف ما يُحيط ببلقيس وقدم صورة عن العرش وأسلوب الحكم حينما قال (إني وجدت امرأة تملكهم) بعد ذلك عبّر عن الديانة التي يعتقدونها حينما قال(وجدتها وقومها يعبدون الشمس من دون الله) فعرض على النبي نوع الديانة التي يدينون بها وأنهم مخالفين لنهجه ، ثم أضاف في الوصف اللوجيستي بقوله (أوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ) وأضاف الشهيد الصماد هذا هو أسلوب المخبر المؤمن الصادق المتمسك بقضيته .

هذه القصة العظيمة التي أوردها القرآن الكريم يجب أن تكون محوراً هاماً لرجال الأمن يتمثلونه في سلوكهم وفي حياتهم وفي أسلوبهم اليومي في التعامل مع القضايا التي توكل إليهم خاصة منها التي تتعلق بأمن الوطن واستقراره وسلامه أبنائه ، أي أن المُخبر ليس مكلفاً فقط بأن يُخبرني أين خزن المستهدف وماذا قيل في المقيل؟ هذا إذا أردنا أن نجسد المسؤولية بأفق ديني صادق بعيد عن الاستهداف المغرض والأحقاد الدفينة التي تجعل المكلف في هذا الجانب يتابع المسؤول عن مراقبته في قضايا شخصية إما نتيجة علاقة سابقة أو أشياء متراكمة في النفوس ، وكذلك أقسام الشرطة يجب أن يكون دورها إيجابياً يخدم ضمان الأمن والاستقرار ويُحقق مصالح الوطن برمته وهذا هو الشيء الذي يجب أن نستفيده من قصه الهُدهُد ونبي الله سليمان .

هكذا كان الشهيد الصماد يوظف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لخدمة القضايا الوطنية المعاصرة بأفق إيماني صادق ويُحاول أن يغرس في الموظفين حيثما كانوا أساليب الاستفادة من المنهج القرآني العظيم لكي يترجموا منهج العقيدة في حياتهم اليومية بأسلوب راقٍ يُقدم الإسلام للآخرين بما هو عليه من سماحة وصدق وقدرة على مواجهة كل الظروف والأعباء ، وفي هذا الجانب لا يمكن أن نلم بكافة المحاضرات التي سمعناها من الشهيد فلقد شملت كل جوانب الحياة ، ويكفي هنا أن نختم بتلك المقولات الشهيرة له ، حيث قال «نريد دولة للشعب لا شعب للدولة» وقال أيضاً عبارته الشهيرة «الظروف الصعبة التي نمر بها تتطلب منا أن نسهم في كافة الجوانب على قاعدة يدٍ تبني ويدٍ تحمي الوطن» رحمه الله شهيدنا العظيم والمطلوب أن نستفيد من تلك الأطروحات التي قدمها في زمن قصير ونقتدي بها في سلوكياتنا وممارساتنا الحياتية لأنها بالفعل ترجمة حقيقية لنهج الإسلام والمواطنة الصادقة ، وهذا ما نحن بحاجة ماسة إليه ، والله من وراء القصد …

 

 

مقالات مشابهة

  • شاهد.. مقطع فيديو جديد للغارة “الاسرائيلية” التي استهدفت الشهيد “حسن نصر الله” 
  • الاتحاد البرلماني العربي يستنكر “التصريحات العنصرية” التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة
  • غشة: “الفوز على خنشلة يسمح لنا بالخروج من فترة الفراغ التي مررنا بها”
  • بالفيديو .. الجيش يسيطر على مقر “الإستراتيجية” وسط الخرطوم ويخوض معارك ضارية لاستعادة جسر مهم
  • “الخريف”: “رؤية المملكة 2030” تفتح آفاقًا واعدة لتوسيع الشراكة الإستراتيجية مع الهند
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية: “رؤية المملكة 2030” تفتح آفاقًا واعدة لتوسيع الشراكة الإستراتيجية مع الهند في قطاعي الصناعة والتعدين
  • “الصماد ” إيقونة الجهاد
  • قائد في البحرية الامريكية: اسطولنا يحتاج لدمج التكنولوجيا التي يستخدمها “الحوثيون”  
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”