سودانايل:
2025-03-10@11:10:30 GMT

الاختلاف بلغ صمت الحكاء

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

زهير عثمان حمد

كنت أجادل أحد الأصدقاء في قضية الاختلاف السياسي بيننا وجري علي لساني هذا التعبير هو أننا من شدة الاختلاق أضحي الكلام بلا جدوي, وبالفعل الصمت يحكي الاختلاف وهنا تذكرت ما قاله لم يَسلم السياسي أو «قناع ابن المقفع»، إن صحَّ التعبير، من فعل التكرار أيضًا، وبدأ يكرر عبارات من قبيل التأكيد والإبانة «ما ندمت على ما لم أتكلم به قط، ولقد ندمت على ما تكلمت به كثيرًا».

«عجبت لمن يتكلم بالكلمة فإن كانت له لم تنفعه، وإن كانت عليه أو أبقته». «إذا تكلمتُ بالكلمة ملكَتني، وإذا لم أتكلم بها ملكتها»., كنت دوما أقول لهذا الصديق حديثَا لرسول الله هو من الأحاديث التي وجدت في نفسي مساحة من الفهم والرضي لا وجد لها مثل أحاديث كثيرة يقال عنها أنها ضعيفة السند (يقول ﷺ: أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراءَ وإن كان مُحقًّا، ويقول أهل اللغة العربية أن كلمة المراء هم مرادف النقاش والجدال وبالفعل عندما تكون علي حق والآخرين علي ضلال صريح وما فائدة النقاش

شهد المجتمع السوداني تحوّلات في الرأي العام، فتغيّرت نظرتها للجيش والعسكر وبيدا يتفهم الحوجة لنظام حكم ديمقراطي متحضر بعيدًا عن العنصرية ويرتكب المجازر ويمارس أسوأ الجرائم بحق الأطفال والمدنيين العزّل ونعلم أن الحركة الإسلامية السودانية بَنَت واقعها ومستقبلها على محددات وأسس سياسية أمنية داخلية وخارجية، رسّختها منذ قيامها بالانقلاب في العام 1989، حتى أصبحت من سمات عامة للحركة ومناصريها والمنتفعين الذين عاشوا على استقرار تلك الصورة، مستبعدين اهتزازها أو تراجعها أو حتي تغير الأوضاع وفقدان السلطة .ولا سيّما مع تراجع حضور الأحزاب التقليدية ومحليًا في محيط الحراك السياسي البسيط وتكلس القيادات والولاء الطائفي مع اتّساع دائرة القمع في سنوات ما قبل الأخيرة من السقوط لنظام الإنفاذ جعل من الجامعات والأنشطة الشبابية إلي تحوّلها إلى منصّة سياسية بعيدًا عن الساسة والأحزاب التقليدية و استحقاقات أصحاب نزاعات المناطق التي يتعاملون معها السلاميين وقادة النظام البائد وشركاؤه علي أنهم ليسوا أصحاب قضية أو حقوق وهنا لابد أن اتذكر أنه خلال الأزمة اقتصادية والأمنية اندثرت ملامح القوات النظامية الوطنية والقومية، حتى أضحت بضاعة يمكن المقايضة بها لاكتساب مزيد السلطة وديمومتها لتعزيز شرعية نظامهم
لقد اتّكأ الإسلاميون في استقرارهم على استمرار الدعم السريع كحارس لهم ولقد ورثوا مكانة ودورا ما كانوا يحلمون بذلك فقدانها هو قضية وجود لهم تعالَوا هؤلاء لحكم التاريخ ومحاسبة الخالق يوم الموقف العظيم
مضت الان عشرة أشهر، ولكنها لي عام مضي بكل قسوة الغربة وضنك العيش، بل حقيقة التعايش مع الحوجة وقلة المال لدرجة العوز والسبب هذه الحرب التي جعلت منا نازحين وعالقين ولاجئين وكم من المرضي ولا علاج لهم وبالداخل في مناطق الجانبين الحياة لا تطاق سقطت إنسانية العسكر في بر السودان كم هائل من الجرائم ضد الإنسانية وانتهاك لقيم أهل السودان ومن أجل ماذا السلطة والثروة وان لا يطلهم القصاص لكم الجرائم التي أرتكبها منذ سقوط البشير إلي يومنا هذا

فمَا لم يكن بالأمس ممكنَا أصبح اليوم ممكنَا قابلا للتحقق، بفضل هذه الحرب، ولم يعد هنالك دارسة لا في المدارس لا في الجامعات والمدارس فحسب، بل حتى في الدوائر الرسمية وقوات الأمن والجيش أضحوا المجرمين الجدد في ساحات المدن بلا خجل أو خوف من القانون لأنه حقيقة لا قانون في ظل هذه الفوضى السائدة وهناك أشياء كثيرة أصبحت اليوم في دائرة الغير ممكن وفي الإمكان، بالرغْم أنها كانت من المستحيلات قبل حوالي عشرة أشهر وكما أن هناك أشياء أخرى ما زالت خارج تلك الدائرة. بالرغم مما يقال عن عدم وجود معسكر للثورة موحد إن حركة المعارضة المنقسمة التي تكافح من أجل تقديم رؤية بديلة واضحة للمستقبل يمكن أن تعرقل التعبئة والعمل الفعال من اجل وقف الحرب فيجب على القوى العاملة أن تُوحّد جهودها وتشكل جبهة موحدة ضد الحكم العسكري ووجود قيادة موحدة تُنسق جهودها هذا نظل ننادي به ونعمل من أجله ولكن تجد أن هنالك بعض الذين يبحثون عن أقامة نجاحاهم من دماء الابرياء هم من يظن أنه بعد الانتصار المستحيل في هذا الاقتتال سوف يحكم السودان أو الأجزاء الأهم في المعادلة القادمة لمن يحكم السودان أنه تخمت أكل اللحم مع العسل والسمن ليلا الحالمين بالطائل بيننا جيوش لا حصر لهم وفي الضلال يعمهون

المتفحص لمشروع كتائب البراء وشتات الإسلاميين المناصرين للحرب وما حولها يرى اندياحا وتوسعا في المشروع؛ إن كان من حيث اللحاظ العسكري ودمجه للقوى العسكرية المتعددة ضمن غرفة المقاومة الشعبية ، وقدرته على التصدي لاختراقات للمليشيات، بالإضافة إلى شن عمليات عسكرية في عمق معاقلهم , أما على صعيد الواقع الحراك المدني، فكل من يتابع تجمع القوي المدنية ومن حولها يرى الفرق والبون الشاسع بينهم و مناطق الخضوع لكلا الطرفين ومجريات الأحداث نعم هم المناط بهم العمل السياسي ولكن عليهم أيضا أن يكونوا الأكثر حضور في الأعلام من هؤلاء السخفاء والماجورين المناصرين للعسكر والمليشيات , إن محاولة اختطاف البلاد وتماسكها المجتمعي وموروثها الثقافي لمصلحة أجندة بعينها، لن يقود للاستقرار، وسيؤدي للمزيد من التشظي، والقوى المدنية اليوم أضعف مما سبق وأقل تأثيرًا وفاعلية، والتيارات الشبابية وقوي اليسار تعمل علي استعادت قدرتها في الشارع ومن الصعب تجاوزها، لأن لهم قَبُول وطرح وطني فمن الأفضل تحقيق تراضٍ وفق مصلحة البلاد العليا ولا نركن للحرب التي أفقرتنا وشردت الملايين وسلبتنا أعز من نملك من قيم أخلاقية بالإضافة إلي أنسايتنا بين الشعوب, وأخيرَا أقول فعلًا بلغ الاختلاف بيننا حد الصمت عن الكلام وكل منا يتحسس مسدسه ليقتل الأخر وأخير انتهي زمن الحديث الناعم يا صديقي

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض يجدد تحذير ترامب لإيران ويقول التعامل معها ممكن عسكريا أو بالتفاوض

واشنطن – رد البيت الأبيض امس السبت على رفض إيران دعوة الرئيس دونالد ترامب للتفاوض على اتفاق نووي وأعاد تأكيد الأخير على أنه يمكن التعامل مع طهران إما عسكريا أو من خلال إبرام صفقة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض براين هيوز في بيان “نأمل في أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه فوق الإرهاب”.

وأعلن ترامب في وقت سابق أنه أرسل خطاباً إلى إيران يحثها فيه على التفاوض، موضحاً أنه يفضل التوصل إلى اتفاق بدلاً من استخدام الأسلحة.

في المقابل نفت إيران تلقيها لأي رسالة من جانب ترامب، وأكد وزير الخارجية عباس عراقجي أن بلاده لن تفاوض الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي في ظل سياسات الضغوط القصوى التي يتبعها ترامب، كما استبعد عراقجي إقدام إسرائيل على استهداف البرنامج النووي الإيراني لأن ذلك سيؤدي إلى حريق كبير في منطقة الشرق الأوسط.

يأتي ذلك فيما كشف بيان سابق للكرملين بأن جولة المحادثات المقبلة بين موسكو وواشنطن ستشمل الملف النووي الإيراني.

المصدر: وكالات

Previous بعد 17 ساعة من التحدي.. نزول رجل يحمل علم فلسطين من برج إليزابيث في لندن Related Posts مظاهرات في واشنطن احتجاجا على سياسة ترامب بشأن خفض التمويل المخصص للمجال العلمي دولي 8 مارس، 2025 ترامب: الولايات المتحدة لن تحمي إلا حلفاءها الذين يدفعون فواتيرهم دولي 8 مارس، 2025 أحدث المقالات البيت الأبيض يجدد تحذير ترامب لإيران ويقول التعامل معها ممكن عسكريا أو بالتفاوض بعد 17 ساعة من التحدي.. نزول رجل يحمل علم فلسطين من برج إليزابيث في لندن فدية والتسليم في برلين.. الشرطة السويسرية تفك لغز “اختطاف كلبين” من نوع “بولونكا” (صور) 60 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى وسط تشديدات إسرائيلية حمّاد يفرض قيودًا على التصريحات الإعلامية للوزراء والهيئات الحكومية

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • هدى الإتربي: فرحانة بلقب قنبلة الجيل.. ممكن أبقى سيدة الشاشة في زمني
  • البيت الأبيض يجدد تحذير ترامب لإيران ويقول التعامل معها ممكن عسكريا أو بالتفاوض
  • العلمانية في السودان- بين الواقع والطموح السياسي
  • آيس كريم الثعبان .. أغرب واقعة ممكن تشوفها | صور
  • روبيو: الرئيس ترامب ملتزم بإنهاء الحرب الاوكرانية في أقرب وقت ممكن
  • بوطازوت ترد على الإنتقادات: أنا خدامة.. ممكن تلقاوني فالأولى و الثانية و الراديو
  • الخارجية العراقية: ندعم مسارات الحل السياسي التي تضمن وحدة سوريا وسلامة شعبها
  • محمد عطية: ممكن أتجوز واحدة معندهاش دين.. فيديو
  • زيلينسكي: نريد السلام في أقرب وقت ممكن
  • يزيد الراجحي: ممكن نشتري نادي رياضي في السعودية .. فيديو