سواليف:
2024-09-18@11:35:25 GMT

أي نفاق هذا؟

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

أي نفاق هذا؟ – د. #منذر_الحوارات

(أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن أمراً تنفيذياً يهدف إلى معاقبة بعض المستوطنين اليهود الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، على اعتبار أن ذلك يشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن في الضفة الغربية وغزة وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط)، الشعور الوحيد الذي يمكن أن ينتاب قارئ هذا الخبر لن يكون إلا الغثيان المترافق بكم كبير من التقزز، ولا يبرز أمام القارئ إلا سؤال واحد، هل يمكن أن يصل استخفاف الولايات المتحدة بنا إلى هذه الدرجة، ونحن العرب حلفاؤها في كل عقود صعودها المشؤوم علينا وعلى منطقتنا التي لم تخمد فيها النيران لحظة واحدة، وإذا فتشت عن سبب أغلبها فستجد أن أميركا هي في الغالب مطلق الشرارة الأولى، هذا هو رد الفعل الأميركي الحاسم تجاه سيل الدماء المتفجر في الضفة الغربية منذ طوفان الأقصى وحتى الآن مئات الشهداء وآلاف المعتقلين، عدا عن التدمير والتخريب في البنية التحتية ومحاولات يومية لإذلال الفلسطينيين هناك غير حرمانهم من الصلاة في المسجد الأقصى ومعاملتهم بطريقة مهينة للإنسان وكرامته، طبعاً لن أتحدث عن غزة حيث نهر الدماء وعشرات آلاف القتلى الشهداء بسبب القنابل الأميركية الذكية والغبية في نفس الوقت.

والخطير في هذا القرار أبعد بكثير من أثره الأخلاقي والإنساني على أهمية هذين العنصرين، ففي طياته تبرئة لحكومة الاحتلال من الأعمال الإجرامية المرتكبة في الضفة ومحاولة إلقائها على حفنة صغيرة من المستوطنين، وهذا أخطر ما في الموضوع، إذ إنه يشكل تواطؤا مفضوحاً لإراحة حكومة دولة الاحتلال المدعومة أميركياً بالمال والسلاح من تبعات ما تقوم به من جرائم بحق الفلسطينيين، وهنا تقوم الولايات المتحدة بدور المتستر على العناصر الموغلة في التطرف في حكومة الاحتلال وليس بنغفير وسموتريتش سوى عينة ظاهرة للعيان أمام أعين العالم واللذين لو كانا في أي حكومة أخرى في العالم لفرضت الولايات المتحدة عقوبات تصل إلى حد الإجاعة على ذلك البلد، والأمثلة على ذلك في منطقتنا العربية غنية عن التعريف. فقد أدت إجراءات الولايات المتحدة العقابية إلى أن تدفع شعوب تلك المنطقة ثمن جرائم لم ترتكبها، أما هنا فترفض الولايات المتحدة عقاب إسرائيل الدولة على جرائم ارتكبتها أمام مرأى ومسمع العالم، لكنها غضت الطرف عن كل ذلك فقط لأن الفاعل إسرائيل.

محاولة تبرئة دولة وحكومة الاحتلال من الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين لا تقتصر على إسرائيل وحدها، بل تتعداها إلى الولايات المتحدة فهي الداعم الرئيسي لدولة وحكومة الاحتلال عبر تاريخها، فهذه المستوطنات وهذا الإذلال للفلسطينيين وهذا الانتهاك للمسجد الأقصى وقبل ذلك كله استدامة الاحتلال كل هذه السنين، والذي ما كان ليستمر لولا دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في المنظمات والهيئات الدولية واستخدامها المفرط لحق النقض الفيتو والذي منع العالم من تطبيق القوانين الدولية على إسرائيل كدولة محتلة، وبموازاة هذا التواطؤ مع دولة الاحتلال على الصعيد الأممي ادعت دوما أنها راعية السلام في المنطقة والعالم، وأنها هي القادر الوحيد على صنعه في الصراع العربي، لكنها في كل جولة مفاوضات عربية إسرائيلية ترعاها الولايات المتحدة ومنذ كيسنجر وحتى الآن كانت الخطوة الأميركية الأولى هي تمزيق القانون الدولي ودهسه تحت الأقدام، ووضع المصالح الإسرائيلية فوق كل اعتبار، وهذا ما قام به الوسطاء الأميركان عبر مسلسل المفاوضات التي لم تنته ولن تنتهي وهو ما أوصلنا إلى هذا النفق المظلم.

مقالات ذات صلة تسع ميمات (مقال 2) :خصائص خرّيج النظام التربوي الأردني، ومواصفاته 2024/02/26

والآن، وفي هذا الوقت بالذات، حيث تتناثر أشلاء الأطفال ونساء وكبار السن في غزة في كل مكان، والفاعل هو الطائرات والقنابل والذخائر والدعم السياسي والمالي الأميركي، يصدر بايدن قراراً صاخبا بعقاب حفنة من المستوطنين بسبب ربما لن نعلم حقيقته، بينما تبقى جريمة الاحتلال كاحتلال معلقة بانتظار القدر، لكن لا يجب أن يفوتنا السؤال عن السبب الحقيقي لهذا القرار، هل هو لأجل العدالة أم لغير ذلك من الأسباب؟ نعم إنه غير كل ذلك، فقد جاء القرار قبيل توجه الرئيس بايدن إلى ولاية ميتشيغان المتأرجحة انتخابياً، والتي تُعد بؤرة الغضب الأميركي العربي من الحزب الديمقراطي وبايدن معاً، لذلك جاء هذا القرار في محاولة لامتصاص غضبهم للحصول على موقف مؤيد له في الانتخابات القادمة، إن هذا هو منتهى الاستخفاف وربما الاحتقار لأرواح من قضوا من الفلسطينيين من رئيس قوة عظمى في نفاق انتخابي مفضوح، هل هناك استغباء ونفاق أكثر من ذلك؟

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الضفة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تتجه إلى رفع مستوى سلاح الجو الإسرائيلي

أعلنت وزارة الدفاع الامريكية عن إطلاق مشروع بناء جديد لرفع مستوى المباني القائمة في الأراضي المحتلة بما فيها قاعدة في المناطق الجنوبية، إضافة إلى مخازن سلاح ومنشآت تخزين.

وذكرت صحيفة "معاريف" أنه بين المنشآت التي سيتم رفع مستواها منشآت طائرات في "إسرائيل" بهدف أن تتلاءم مع طائرات شحن الوقود A-KC 64 من إنتاج أمريكي.

وأوضحت الصحيفة أن ذلك سيكون غالبا بهدف "تعظيم قدرة إسرائيل على ضرب المنشآت النووية الإيرانية".

وقالت إنه "حسب ما هو معروف فإن شركة بوينغ الأمريكية العملاقة ستزود إسرائيل بأربع طائرات كهذه حتى نهاية 2026".


وأضافت أن "هذا المشروع ينضم إلى بلاغ الجيش الأمريكي بأنه في أثناء السنة الأخيرة، في ظل المعركة في غزة، باع صواريخ وقذائف وأسلحة أخرى لإسرائيل بقيمة مليارات الدولارات".

وبينت أن "الطائرة الجديدة ستحل محل طائرات بوينغ 707 التي تعود لعشرات السنين والتي يستخدمها سلاح الجو اليوم لشحن الطائرات القتالية في الجو".

ويذكر أنه قبل نحو شهر، أقرت إدارة بايدن صفقات سلاح كبرى لـ "إسرائيل" بما فيها 50 طائرة قتالية من طراز إف 15 وذخيرة للدبابات ومركبات تكتيكية وصواريخ جو جو ومقذوفات صاروخية أخرى بمقدار أكثر من 20 مليار دولار.

والاثنين، وصل المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين، إلى "إسرائيل"، في مهمة تهدف إلى نزع فتيل حرب محتملة على لبنان عادت إسرائيل لتلوح بها في الأيام الأخيرة مع استمرار هجمات "حزب الله" على شمالها.

وسبق لهوكشتاين أن قام خلال الأشهر الماضية بالعديد من المهمات لمنع انزلاق التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" إلى حرب شاملة.


وقال موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي: "وصل إلى إسرائيل عاموس هوكشتاين، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط والذي يتوسط بين إسرائيل وحزب الله".

وأضاف: "من المتوقع أن يلتقي بالرئيس إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية بين إسرائيل وحزب الله ومن أجل منع حرب شاملة".

وزادت في الأيام الأخيرة الدعوات في "إسرائيل" لشن حرب على "حزب الله" في لبنان، بالتزامن مع تصاعد هجماته الصاروخية على مستوطنات الشمال بينها ما لم يسبق إخلاؤها من المستوطنين.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في الأيام الماضية، أن واشنطن تريد منع اندلاع حرب قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

مقالات مشابهة

  • مسئولة أممية تدعو إلى ضرورة إنهاء معاناة الفلسطينيين
  • 184293 جريمة ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر
  • هل العنف السياسي غريب على الولايات المتحدة؟
  • شديد: تصعيد هدم المنازل محاولة فاشلة لتهجير الفلسطينيين
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان على غزة إلى 41252 شهيدًا
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41252
  • تقرير: الصراع بين الولايات المتحدة والصين يضرّ العالم
  • عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان المستمر على غزة يتخطى 41 ألفًا
  • جُلّهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 41226 شهيدًا
  • الولايات المتحدة تتجه إلى رفع مستوى سلاح الجو الإسرائيلي