خيارات الصهاينة تضيق في غزة .. رفح تجهض مخطط التهجير
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
يسعى الاحتلال الصهيوني وبمشاركة أمريكية وبريطانية إلى تنفيذ عملية اجتياح بري في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ما قد يسفر عن ارتكاب مجازر وجرائم واسعة بحقّ المدنيين، الذي انتهى بهم المطاف إلى الاستقرار فيها.
وتشكّل مدينة رفح الملاذ الأخير للفلسطينيين الهاربين من القصف الصهيوني المستمر، حيث تشير الأرقام إلى وجود نحو مليون ونصف فلسطيني في المنطقة بعد أن أجبر الاحتلال الصهيوني، مئات آلاف الفلسطينيين شمالي قطاع غزة على النزوح إلى الجنوب.
ويرى الكاتب والصحفي يحيى الشرفي أن الاحتلال الصهيوني يسعى من خلال استهداف أكثر من 1.5 مليون شخص في مدينة رفح، جلّهم من النازحين الذين يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة، إلى الدفع بهم إلى التهجير القسري باتجاه صحراء سيناء بمصر، موضحاً أن ذلك يأتي في إطار تنفيذ ما يعرف بصفقة القرن.
ويضيف في حديثه لـ “المسيرة” أن تماهي الأنظمة العربية العميلة مع كيان الاحتلال الصهيوني فيما يحدث حالياً في قطاع غزة، جعل الاحتلال الإسرائيلي وداعميه الأمريكان والبريطانيين يرون أن ذلك التماهي يمثل لهم فرصة لأن يكملوا مخططاتهم الرامية لإفراغ قطاع غزة من ساكنيه من خلال تحويل القطاع بأكمله إلى منطقة غير صالحة للعيش بكل ما تعنيه الكلمة.
ويؤكد الشرفي أن كيان الاحتلال الصهيوني ضرب عرض الحائط كل القرارات والمواثيق الدولية، رغم التحذيرات الدولية، مستفيداً من الموقف الأمريكي الباهت الذي شكّل الضوء الأخضر ليعتدي على النساء والمدنيين، وتنفيذ عدوان جديد في رفح، التي تشكّل الملاذ الأخير للفلسطينيين واستهداف المدنيين في خيام النزوح وكل هذا التصعيد يأتي بالتوازي مع تجويع الشعب الفلسطيني في غزة فضلاً عن أزمة المياه والوقود والعلاج.
وبحسب الشرفي فان هناك أسباب أخرى تدفع الكيان المحتل إلى اجتياح مدينة رفح، وهو من أجل أن يلحق بالمدينة الدمار الشامل كونها آخر ما تبقى للفلسطينيين في قطاع غزة من منطقة لم يقتحمها الاحتلال.. هذا السبب يتمثل في سعي الإسرائيلي والأمريكي إلى تحقيق أكبر قدر من الدمار والقتل بحق الأطفال والنساء الفلسطينيين في القطاع، فهو يرى في هذه الخطوة الإجرامية أنها الطريقة الوحيدة لإرهاب الفلسطينيين وتخويف المقاومة الفلسطينية وإجبارها على عدم تكرار هجوم السابع من أكتوبر، وكذلك محاولة منه للتهرب من اتفاق وقف العدوان الهمجي على غزة وتوسيع دائرة الحرب إلى نقاط أوسع من حدود قطاع غزة.
وأيضاً يحاول الإسرائيلي من خلال جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة بالطريقة التي يراها العالم، أن يوصل رسالة إلى بقية أطياف المقاومة سواء المقاومة الفلسطينية في الداخل كالمقاومة في الضفة الغربية أو حتى المقاومة الفلسطينية في الخارج في سوريا أو لبنان وأيضاً فصائل محور المقاومة المساند لغزة في لبنان أو اليمن أو العراق أو سوريا، مفادها أن إسرائيل على استعداد بأن تفعل ما فعلته في غزة في أي مكان آخر، لطالما تقف أمريكا خلفها والأنظمة العربية العميلة مساندة لها.
ويوضح الصحفي والناشط السياسي الشرفي، أن كيان الاحتلال الإسرائيلي فشل في إيصال هذه الرسالة لأن لا الشعب الفلسطيني ولا المقاومة ولا محور المقاومة تأثروا بهذه الرسائل الإسرائيلية، بل زادت المقاومة في المنطقة قوة ، حيث نرى أن فصائل المقاومة في المحور المقاوم تصعد من عملياتها ضد كيان الاحتلال الصهيوني وقد رأينا تجليات عدم التأثر برسائل الاحتلال الصهيوني من خلال تصريحات قادة محور المقاومة كالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وسماحة السيد حسن نصر الله والذين أكدوا أنهم لن يسمحوا أن تخرج إسرائيل من هذه الحرب منتصرة وأن هزيمة حماس أمر مستحيل.
التهجير والاحتلال
من جهته يقول رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الحشد، سند الصيادي: إن الهدف الحقيقي من العدوان على غزة هو التهجير والاحتلال لكامل القطاع، موضحاً أن هذا التوجه الصهيوني ليس مستجداً أو طارئاً، وإنما يأتي في سياق الأجندة والأطماع الصهيونية المعروفة لالتهام ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، تمهيداً للانتقال إلى مناطق عربية أخرى في المنطقة واستكمال حلم الدولة اليهودية المزعومة.
ويضيف في تصريح لصحيفة “المسيرة” أن الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب المجازر ودمر كل مقومات الحياة بمساندة ودعم الولايات المتحدة وبريطانيا في بقية مناطق قطاع غزة، أجبر المدنيين الفلسطينيين على مغادرة القطاع إلى مدينة رفح كخطوة أولى، تحت مبررات لا تنطلي على عاقل بكونه نزوح مؤقت حتى انتهاء عملياته العسكرية، وبكون عملياته تستهدف حركة حماس وحسب، مؤكداً أن المخطط بات واضحاً، فالمستهدف اليوم باتت مدينة رفح التي يقطنها مليون ونصف المليون فلسطيني، والهدف هو القتل والتنكيل بأكبر قدر من سكانها للضغط على دول العالم بتهجير وانقاذ ما بقي منهم إلى دول مجاورة، وهذا المسار الذي تسعى وتروج له بريطانيا وأمريكا خلف الكواليس بعيداً عن أكذوبة حل الدولتين التي تتشدق بها أمام وسائل الاعلام.
وأعتبر الصيادي أن احتمال التوغل الصهيوني في رفح جنوب قطاع غزة، الذي يشهد عدواناً وحشياً منذ السابع من أكتوبر 2023م، ويتجمع فيه نحو 1،5 مليون مواطن من دون أن يتوافر لهم أي مكان آخر يذهبون إليه، أمر مرعب، وسيؤدي إلى استشهاد عدد كبير جداً من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.
ويؤكد الصيادي أن كواليس صفقة القرن التي هدفت الى تصفية القضية الفلسطينية لن تغيب عنه هذه المساعي الأمريكية والبريطانية التي يحاول الاحتلال تنفيذها في قطاع غزة وعلى الفلسطينيين تقبله طوعاً أو كرهاً، موضحاً أن رسم مخطط هذه الصفقة باتفاق أنظمة التطبيع والخيانة، ومنها أنظمة دول الطوق العربي، وتحديداً في مصر والأردن تواجه تحدياً أخلاقياً وسياسياً كبيراً، إذا لم تغير سياساتها باتجاه رفض هذه المخططات، فإنها ستكون المسرح القادم للمخططات الصهيونية التي لن تستثني أحداً.
عباس القاعدي- المسيرة نت
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الاحتلال الصهیونی کیان الاحتلال فی قطاع غزة مدینة رفح من خلال
إقرأ أيضاً:
بعد فشل التهجير .. كاتب اسرائيلي يكشف عن مخطط لقتل جميع مواطني غزة
#سواليف
كشف مقال للصحفي الإسرائيلي #ميرون_رابوبورت في موقع “ميدل إيست آي” عن تحوّل خطير في الخطاب العام داخل إسرائيل، حيث لم يعد الدعوة لإبادة الفلسطينيين في غزة مقتصرةً على الهامش السياسي، بل أصبحت جزءاً من التيار السائد، مدعومةً بتصريحات علنية لمسؤولين وفنانين ومؤثرين تدعو إلى قتل 100% من مواطني القطاع، “من غرف الولادة إلى آخر مسن”.
ووفقاً للتقرير، تحوّلت خطة وزيرة الاستخبارات السابقة غيلا غامليل – التي نُشرت عام 2023 وتدعو إلى ” #إخلاء_غزة ” – إلى سياسة فعلية للحكومة الإسرائيلية الحالية، بدعم من #خطة الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب، والتي يروج لها رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل #كاتس تحت شعار “الخروج الطوعي”. لكن الواقع يُظهر أن هذه العبارات ما هي إلا غطاء لخطة تطهير عرقي مُمنهج، تعكس إحباطاً إسرائيلياً من فشل محاولات #تهجير_الفلسطينيين رغم تدمير 70% من منازل القطاع وقتل عشرات الآلاف.
من التلميحات إلى الصراحة: تصريحات تُجسّد ثقافة الإبادة
لم تعد الدعوات للإبادة تُخفي نفسها خلف مصطلحات دبلوماسية. فالنائب البرلماني نيسيم فاتوري دعا إلى “فصل الأطفال والنساء وقتل الذكور البالغين”، بينما نشرت المحامية المؤثرة كينيرت باراشي على منصة “إكس” تغريدةً تقول: “يجب محو كل سكان غزة.. ليُقتلوا جميعاً”. حتى الممثل يفتاح كلاين، الذي يُعرِّف نفسه بمناصري “اتفاق أوسلو”، صرّح بأنه “لا يريد رؤية الفلسطينيين مرة أخرى.. فليمضوا ليموتوا خلف جبال الظلام”، فيما هتف المغني عوفر ليفي خلال بودكاست: “لو كنت جندياً لقتلتهم جميعاً وأحرقتهم.. حتى آخر واحد”.
من التطهير العرقي إلى الإبادة: إستراتيجية مُعلنة
أصبحت خطط الجيش الإسرائيلي أكثر وضوحاً في تبني منطق الإبادة. فوفقاً لوثيقة نُشرت في صحيفة “هآرتس”، تهدف الخطة التي قدّمها وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر إلى تدمير كل المباني في غزة عدا “مناطق محددة” تُوزع فيها الغذاء، بينما وصف الوزير السابق يوعاز هيندل المناطق خارج هذه “المجمعات الآمنة” بأنها “مناطق قتل”. بعبارة أخرى: من يرفض النزوح إلى معسكرات أشبه بالاعتقال، يُحكَم عليه بالإعدام.
الإحباط يغذّي الكراهية: “لم يعد هناك خيار إلا القتل”
يرى رابوبورت أن تصاعد خطاب الكراهية يعكس فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها رغم الدمار غير المسبوق. فصور عودة مئات الآلاف من النازحين إلى شمال غزة – رغم تهديم مدنهم بالكامل – أثبتت أن الفلسطينيين “قرروا البقاء”، وهو ما دفع قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي إلى تبني فكرة أن الحل الوحيد هو “قتل الجميع”. وتزامن هذا مع تحوّل الخطاب السياسي لليمين المتطرف (مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير) إلى تبني إخلاء غزة كهدف معلن، مدعوماً بخطة عسكرية تمنع عودة السكان إلى مدنهم.
تطبيع #الجريمة: صدمة 7 أكتوبر كذريعة
يحذّر التقرير من أن الاستغلال الإسرائيلي لـ “صدمة هجمات 7 أكتوبر” حوّل #جرائم_الحرب إلى سياسة مقبولة. فبينما استخدمت حماس احتفالات إطلاق سراح الأسرى كدليل على “صمودها”، رأى الإسرائيليون في ذلك “تأكيداً على تواطئ كل الفلسطينيين”، مما وفّر غطاءً لتصعيد خطاب الإبادة. حتى تصريحات وزير التراث عميخاي إلياهو الداعية لـ “إسقاط قنبلة نووية على غزة” لم تُستنكر كما في السابق، بل سُجّلت كتعبير عن “رأي شرعي” في ظل صمت دولي.
الخطر الأكبر – وفقاً للتقرير – يكمن في تحوّل هذه الدعوات من “هتافات غاضبة” إلى سياسة مُمنهجة تُطبّق على الأرض، حيث تُهدم المنازل، وتُقطع الإمدادات، وتُعلن مناطق بأكملها “مفتوحة للقتل”. فما بدأ كخطة تهجير سرية تحوّل إلى مشروع إبادة علني، تُكرّسه تصريحات لا تُترك فيها مساحة للشك: إمّا الرحيل.. أو الموت.