ضريح سيدي حسن الأنور قبلة الفقراء والمحتاجين
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
في قلب مدينة القاهرة القديمة، وبالقرب من سور مجرى العيون، يقع ضريح سيدي حسن الأنور، أحد أشراف آل البيت، والذي اشتهر بكرم وسخائه.
حكاية مسجد ضريح أم الغلام «تجاور فاطمة بنت الحسن».. وخلافات حول شخصيتها "أبي جمرة".. ضريح يجعلك تنسى ضيق الدنيا وتحلق في رحاب الأولياء على الرغم من تاريخ المسجد العريق ومقامه المهيب، إلا أنه ظل من المساجد التي لم تلق شهرة كبيرة إلا على مستوى المنطقة الواقع بها، حيث يتردد قاطنوها عليه بصفة مستمرة طالبين كرمه الذي اشتهر به.
ولعل أشهر قصة عن كرمه هي التي رواها الشيخ علي عبد الغفور، إمام المسجد، والتي تعود إلى ابن ثابت الزبيري وابنه عبد الله، اللذان لجأوا إلى سيدي حسن الأنور بغرض قضاء دينهما المقدر بسبعمائة دينار. فما كان من سيدي حسن الأنور إلا أن أرسل رسولًا إلى دائن ابن ثابت الزبيري وابنه، فأقر بالدين لديهما، فما كان منه إلا أن قضى الدين من حسابه الخاص، بل زاد في العطاء ومنحهما مائتي دينار ليبدءا حياتهما من جديد. ومنذ ذلك الحين، أصبح ضريح سيدي حسن الأنور قبلة الفقراء والمحتاجين في مصر القديمة، حيث يترددون عليه طلبًا للمساعدة، لعلهم ينالوا من كرمه الذي اشتهر به. وكان حسن الأنور، أحد أشراف آل البيت، غنيًا كريمًا، يحب مساعدة المحتاجين، ويقضي حوائجهم دون مقابل، وكان محبوبًا بين الناس، حتى خاف الخليفة العباسي منه، فخاف أن يقوم بانقلاب عليه، فأمره بحبس حسن الأنور ظلمًا لمدة ثلاث سنوات.
ولكن سرعان ما ظهر الحق، وعرف الخليفة العباسي أنه بريء، فأفرج عنه. منذ طفولته، كان والده الأبلج يأخذه معه إلى مقام جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخاطب النبي ويقول: "يا رسول الله إني راض عن ابني الحسن فهل أنت راض عنه؟". وظل هذا الأمر حتى يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في المنام وأخبره أنه راض عنه، وكان حسن الأنور يعشق النباتات، ويرى فيها رمزًا للخير والعطاء، لذلك كان المسجد الذي دفن فيه به حديقة كبيرة. وبعد أن تم تجديد المسجد على يد المماليك، تمت إزالة بعض من المساحات الخضراء، ولأن حسن الأنور كان رجلاً صالحًا، فقد راح الكثيرون يتحدثون عن كرامات له، ومنها: في أثناء التجديدات بالمقام في القرن الماضي، في منتصف إحدى الليالي، كان العمال منهمكين في العمل والحفر والتجديد، وإذا بهم يرون ضوءًا لامعًا باهرًا وكأنه نور الشمس، يسلط على ضريح حسن الأنور. ومن الروايات الأخرى أن عمالاً كانوا يحفرون في الحجرة المجاورة للمقام، من أجل تثبيت الأرضيات وإعادة تعبيدها من جديد، ولكنهم اقتربوا في حفرهم من مستوى المقام الشريف، ففاحت رائحة المسك وملأت المسجد كله. ومن أشهر القصص التي تُروى عن كرامات حسن الأنور، قصة ابن ثابت الزبيري وابنه عبد الله، اللذان لجأوا إليه في قضاء دينهما الذي كان سبعمائة دينار. فما كان من حسن الأنور إلا أن أرسل رسولًا إلى دائن ابن ثابت الزبيري وابنه، فأقر بالدين لديهما، فما كان منه إلا قضاء وسداد دينهما، بل زاد في العطاء ومنحهما مائتي دينار ليبدأ حياتهما من جديد. وظل حسن الأنور رمزًا للكرم والخير والعطاء، وأصبح ضريحه قبلة للناس، يقصدونه طلبًا للمساعدة، لعلهم ينالوا من كرمه الذي اشتهر به. يحكي أحمد محمد، أحد سكان منطقة مصر القديمة، عن أشهر الكرامات التي طالما حفظها ورددها أهالي المنطقة، وهي كرامة النور التي ظهرت في أثناء التجديدات بالمقام. يقول أحمد: "كان العمال منهمكين في أعمال الحفر والتجديد ليلا، وإذا هم يجدون دائرة ضوء تسلط على الضريح. فاعتقدوا أنه ربما كان عطلا كهربائيا، فأغلقوا كل الأنوار، ولكن مازالت هذه الهالة الضوئية تحيط بالمقام". ويضيف: "كما يقال إنه وقت التجديدات في السنوات الأخيرة، تعمق العمال في الحفر حتى اقتربوا من المقام، وفجأة ملأت الحجرة رائحة المسك، وكأنها إشارة على اقترابهم مما جعلهم يتوقفون عن الحفر وزادوا مواد البناء والتزيين إكراما للمسجد".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القاهرة القديمة الذی اشتهر رسول ا إلا أن
إقرأ أيضاً:
لماذا يصاب المسلم بالسحر والحسد؟ خطيب المسجد الحرام: لـ3 أسباب
قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إننا في مجتمعات تنتشر فيها أعمال السحر والشعوذة الشيطانية، وأمراض العين والأوبئة النفسية.
لماذا يصاب المسلم بالسحر والحسدوأوضح «السديس» خلال خطبة الجمعة الثالثة من رجب من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنها مِنْ كُرَبٍ واعْتِلال، أو نَقْصٍ في الأنْفُسِ والأمْوَال، إلا من أقدار الباري سبحانه بِابْتِلاءِ الأفْرَاد والمُجْتَمعَات، وهو لِفَرِيقٍ: مِرْقاة في دَرَجَاتِ الكمال، ولآخَر: كَفَّارة لِسَيِّئاتِ الأعمال، ويُحْمَل أمر المُسْلِم كله على الخَيْر، إنْ ألَمَّ بِه البلاء والضَّيْر .
ونبه إلى أنه لذا التحصن والتحصين من أهم ما يحتاجه الناس، ولا سيما في هذا الزَّمان الذي عمَّت أَمْرَاضٌ جَمًّا مِن الأنفس وفيها تَوَغَّلتْ، وأمَّتها العِلل وتَغَلْغَلَتْ، مِن صَرْعٍ ومسٍّ وسِحْرٍ وعَيْن، ونَفْسٍ وحَسَدٍ مُفْضٍ إلى حَيْن، وقد أشْرَقتِ الآيات القرآنية بِأعْظم بُرْهَان.
وتابع: والنّصوص الحديثيّة بأروع بيان، والشاهِدُ مِن الواقِع والعَيَان، أنَّهما البَلْسَم والشِّفاء لكل دَاءٍ عَيَاء، وكم مِن مريضٍ أشرف على الهلكات والمَمَات، ولم تُجْدِ في عِلَّتِهِ فَخَامَةُ المِصَحَّات، واستطَبَّ بِالرُّقيةِ الشرعيةِ فحَقق الله له البُرْء والشِّفَاء.
وأكد أن الوقاية والتحصين طريقٌ لتجنب الضرر أو الاعتلال والمرض، موصيًا المسلمين بتحصين أنفسهم وأولادهم وبيوتهم بالأوْرَادِ الشَّرْعِية، والأذكار الصَّبَاحِية والمسائية، وأذكار الدُّخُول والخُرُوج، والطَّعَام والشَّراب، والنوم والاستيقاظ وغيرها من الأذكار الثابتة عن سيد الخلق.
ونبه إلى أنها الحصن الواقي بإذن الله، مَع التوكُّل الجازم على المولى البصير السَّميع، وتفويض الأمر لِتَدْبيره المُحْكَم البديع لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تٌقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَة».
أمان من كل هؤلاءوتابع: ولا سيما آية الكرسي وخواتيم السورة، وسورة الإخلاص والمعوذتين كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن في إغفالِ كثيرٍ من المسلمين تحصين الأنْفُس والأولاد والبيوت، مع ضَعْفِ الجوانب الإيمَانِيّة والعقديّة لَدَى من يُصِيبه الشيطانُ بِمَسٍ أو وَسْوَسَةٍ أو غير ذلك، أو يُصَاب بِعَيْنٍ أو حَسَدٍ.
واستطرد: يَنْجَفِلُ بعضهم إلى أحْلاسِ الشّعْوَذة والطّلاسم والخُرَافات، والسِّحر والدَّجَل والمُخَالفات، وتَلَقَّفَهم مَنْ في سِلْكِهِم مِن أدْعِيَاءِ الرُّقية الشرعِيّة، أو مَن يَدَّعون فَكَّ الأعمال وإبطال السِّحر ، منوهًا بأن التحصن والتحصين لا يحتاج لِعَنَاءٍ أو تَعَنُّت أو الوقوع في براثن الأدْعِيَاء .
وأفاد بأنه أمان من كل هؤلاء، يفعله المرء بنفسه ومع أهله وأولاده، وهو يستوجب حفظ الأفْرَادِ والمُجتمعات، وغَيْرَة لجَناب العقيدة العتيدة، وحِياض الشريعة البديعة، فليس بخاف على الجميع ما يتناوش الأمة من مِحَنٍ وخُطوبٍ ورزايا، وفِتَنٍ وكُروبٍ وبَلايا، لذا فإن من أهم أنواع التحصين في هذه الآونة العصيبة، تحصين مدارك الشباب فِكْرِيًا وعَقَدِيًّا.