اقتراح بريطاني بنشر ابراج تجسس على لبنان ودمشق تستنفر
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
اماطت مصادر اعلامية لبنانية اللثام عن مقترح خطير قدمته بريطانيا يقوم على انشاء ابراج مراقبة بين لبنان وفلسطين المحتلة وهو ما اثار حفيظة دمشق التي قدمت اسبابها
اقرأ ايضاًوقال موقع جنوبية اللبناني نقلا عن دوائر رسمية ومسؤولين ووسائل اعلام ان بريطانيا قدمت مقترحا للمسؤولين اللبنانيين مفاده تعميم نموذج ابراج ونقاط المراقبةالموجودة على الحدود اللبنانية السورية لتصل الى الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة
جريدة الاخبار المقربة من ايران وحزب الله وفق موقع جنوبية ذكرت "نص الاقتراح البريطاني على وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل ووضع خارطة من رأس الناقورة حتى شبعا وسحب المظاهر العسكرية على جانبي الحدود ليتم نصب ابراج ونقاط مراقبة مجهزة باجهزة رصد حديثة تعمل تحت اشراف القوات الدولية وعلى جانبي الحدود
وفق صحيفة الشرق الاوسط فان الطرح يتضمن تشييد ابراج مراقبة ترصد على عمق 5كلم في لبنان والاراضي المحتلة ، وان هذا الاقتراح قدمه وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارته الى لبنان في شباط الماضي وقد لاقى رفضا لبنانيا صارما
الجيش اللبناني بدوره، كان قد تحدث عن تجربة الابراج التي اقيمت في العام 2013 على الحدود اللبنانية السورية وقد نجح الجيشاللبناني من خلالها من تغطية 66 بالمئة من الحدود وكانت مجهزة بوسائل اتصال ومراقبه هدفها منع عمليات التهريب غير الشرعية
اقرأ ايضاًالسلطات السورية سارعت للاحتجاج والاستنفار والسبب ان تشييد الابراج على الحدود الجنوبية اللبنانية ستشمل اراضي شبعا وكفرشوبا التي لن تعترف بعد سوريا بانها تابعة لها وبالتالي فان المشروع المقرر يبطل حجة حزب الله بحقة في المقاومة لتحرير الاراضي المتنازع عليها مع كيان الاحتلال الاسرائيلي حسب تصريحات المنسق العام للحملةالوطنية لاعادة النازحين السوريين النقيب مارون الخولي.
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
هل يتأثر لبنان بالتطورات السورية؟
منذ اندلاع الأحداث في سوريا، ظل لبنان يعيش تحت وطأة تداعياتها المباشرة وغير المباشرة، نظراً للارتباط الجيوسياسي والتاريخي بين البلدين. فسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، أو حتى تغيّر خريطة القوى في سوريا، يُعتبر عاملاً مُهدداً لاستقرار لبنان الهشّ أصلاً، والذي يعتمد على توازنات طائفية وسياسية بالغة الحساسية. تبرز هنا سيناريوهات متعددة قد تُغيّر وجه المنطقة، ولكل منها انعكاساته الخاصة على لبنان، لا سيما في ظلّ تشابك الملفات الأمنية والاجتماعية بين البلدين.أول هذه السيناريوهات يتمثل في سيطرة إسرائيل على المناطق الدرزية في سوريا، مثل محافظة السويداء، وهو ما قد يُحدث تأثيراً مباشراً على المناطق الدرزية في جنوب لبنان. فالتجمعات الدرزية على جانبي الحدود تربطها علاقات تاريخية واجتماعية عميقة، وأي تغيير في الوضع الأمني أو السياسي في الجانب السوري قد يخلق حالة من التوتّر أو التدخلات الخارجية في لبنان. قد تدفع هذه الخطوة إسرائيل إلى تعزيز نفوذها في الجنوب اللبناني، أو حتى محاولة استمالة الطائفة الدرزية هناك، مما يُهدّد بزعزعة الاستقرار الداخلي ويُعيد إحياء ذكريات الصراعات الإقليمية التي طالما تفاعلت مع التركيبة اللبنانية.
أما السيناريو الثاني، وهو تقسيم سوريا، فينذر بمخاطر جسيمة على لبنان. فالتقسيم السوري قد يُشجّع على ظهور دعوات مماثلة في لبنان، الذي يعاني أصلاً من انقسامات سياسية وطائفية حادة. قد تتحول الحدود بين البلدين إلى ساحة للصراعات المحلية والعابرة للدول، خاصة إذا نشأت كيانات طائفية أو إثنية في سوريا. هذا الواقع قد يُعمّق الانقسامات الداخلية اللبنانية، ويُفاقم حالة التشظي السياسي، بل ويُعيد إنتاج أزمات الماضي التي كادت تدفع البلاد نحو حرب أهلية جديدة.
في السياق ذاته، فإن الفوضى الكاملة في سوريا، مع استمرار غياب سلطة مركزية قادرة على فرض النظام، ستؤدي حتماً إلى تسرّب العنف والفوضى إلى لبنان. قد يتجلى ذلك عبر تدفق اللاجئين، أو انتشار المليشيات العابرة للحدود، أو تصاعد العمليات الإرهابية، مما سيُزيد الأعباء الأمنية والاقتصادية على الدولة اللبنانية التي تعاني أصلاً من انهيار مؤسساتها. الفوضى السورية قد تُحيي أيضاً النزاعات المحلية.
لا يمكن فصل هذه السيناريوهات عن تأثيرها على واقع "حزب الله" تحديدا، الذي ارتبطت استراتيجيته العسكرية والسياسية بشكل وثيق بالنظام السوري. فسيطرة إسرائيل على مناطق حدودية، أو تقسيم سوريا، قد يُعطّل خطوط الإمداد التي يعتمد عليها الحزب او يعيد تفعيلها. كما أن الفوضى قد تُجبر الحزب على انتهاج سياسات أكثر عدوانية للحفاظ على نفوذه، مما يُغذّي الاحتقان الداخلي في لبنان.
في كل الحالات، يبدو لبنان مُعرّضاً لارتدادات بالغة التعقيد، تُذكّره بأن استقراره رهينٌ تسويات إقليمية قد لا يملك أدوات التأثير فيها. المصدر: خاص "لبنان 24"