الدبيبة والبرهان يبحثان التطورات بالسودان ويؤكدان ضرورة إنهاء الحرب
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
بحث رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، آليات التوصل إلى حل سلمي ينهي الحرب في السودان، في حين أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي أن بلاده تدعم وحدة السودان واستقراره.
وشدَّد الدبيبة خلال لقائه في طرابلس مع البرهان -الذي يزور طرابلس للمرة الأولى- على ضرورة عدم البحث عن مكاسب أخرى غير توقف الحرب في السودان، والإسهام في التوصل إلى حل سلمي يلبّي تطلعات الشعب السوداني.
بدوره، ثمّن البرهان المواقف الإيجابية لدولة ليبيا تجاه السودان، والداعية والداعمة لوحدة السودان وأمنه القومي واستقراره، ورفض التدخلات الخارجية السلبية في البلدين الشقيقين.
وعرض البرهان الصعوبات التي يمر بها السودان، بسبب الصراع المسلح، وأكد أهمية استقرار السودان ووحدة أراضيه ورغبة بلاده في التعاون مع ليبيا.
من جهته، قال محمد حمودة الناطق الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية، إن "الدبيبة أكد خلال لقائه بالبرهان أن السلام يتطلب تضحيات، وأن الحلول يجب أن تأتي من الداخل السوداني".
وأضاف الدبيبة أن ليبيا ستواصل دعم الشعب السوداني، خاصة في الجوانب الإنسانية، مشيرا إلى أن طرابلس تولي أهمية قصوى لمساعدة اللاجئين السودانيين في ليبيا.
المنفي والبرهان اتفقا على تبادل الوفود بين البلدين وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما (الجزيرة) مبادرة ليبيةوتأتي زيارة البرهان للسودان عقب إعلان الدبيبة، السبت الماضي، مبادرة لـ"إحلال السلام ووقف إطلاق النار" بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كشف عنها خلال اتصال هاتفي أجراه مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأعلن الناطق باسم حكومة الوحدة الوطنية أن الدبيبة رحَّب بقبول قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي لزيارة ليبيا.
وفي تصريح أدلى به للصحفيين في طرابلس بصحبة رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، قال البرهان إنه اتفق مع الجانب الليبي على تعزيز العلاقات بين البلدين وفي مقدمتها العلاقات العسكرية، بسبب ما يعانيه شعبا البلدين اللذان يطمحان إلى الاستقرار.
وأكد البرهان أن عشرات الآلاف من السودانيين وصلوا من ليبيا هربا من الصراع المسلح في بلادهم، ووجدوا الترحيب من الأشقاء الليبيين.
بدوره، قال المنفي إن بلاده تدعم وحدة السودان واستقراره من خلال تأييدها مخرجات اجتماع جدة بين الفرقاء السودانيين، كون أن هذا الاجتماع كان خطوة مهمة جدا لإنهاء الحرب وضمان الاستقرار.
وذكر المنفي أن ليبيا عانت كالسودان من الحروب والانقسامات في فترات ماضية، قائلا "نحن في ليبيا نعي التدخلات السلبية الخارجية التي سبّبت الفرقة بين الليبيين، ونؤكد رفضنا لهذه التدخلات في السودان".
واتفق المنفي مع البرهان على تبادل الوفود بين البلدين، وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما.
مفتي عام ليبيا الصادق الغرياني حذّر البرهان من مكائد أعداء الأمة بالسودان وتقسيمها (الجزيرة)كما التقى البرهان خلال زيارته طرابلس المفتي العام لليبيا الصادق الغرياني الذي حذّر البرهان من "مكائد أعداء الأمة بالسودان وتقسيمها"، مؤكدا ضرورة وحدة الصف مع أهل الخير والمصلحين في الأمة.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، حربا خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل ونحو 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وفي وقت سابق من فبراير/شباط الجاري، أطلق الجيش السوداني مهمة عسكرية للقضاء على "الدعم السريع"، بعدما أخفقت مفاوضات بينهما رعتها السعودية والولايات المتحدة في مدينة جدة خلال الفترة الماضية، بإحراز اختراق يقود لوقف الحرب التي دخلت شهرها الحادي عشر.
كما لم تنجح مساع أفريقية تقودها "الهيئة الحكومية للتنمية شرق أفريقيا" (إيغاد)، بالجمع بين البرهان و"حميدتي"، تمهيدا لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
“بيرييلو” ومآلات الحرب السودانية
لعل من غير المستغرب أن يهرول المبعوث الأمريكي “توم بيرييلو” إلى “بورتسودان”، التي رفض من قبل أن يزورها، بحجة القلق على حياته جراء اضطراب الأمن.
ولم يَمضِ وقت طويل قبل أن يجد نفسه في مأزق؛ يائساً، محروماً من أي فرص ، بعد فشله في تقديم الإفادات الصحيحة غير المنحازة حول الأزمة السودانية ، بل ظهر كوسيط منحاز تماماً للطرف الآخر من الصراع ، هو الآن محروماً من الأموال بعد الاستثمار في قضية مشبوهة وإنفاق مبلغ ضخم في محاولة “جنيف ” الفاشلة.
في موازاة ذلك وسَّعت مليشيات “ال دقلو” حربها التدميرية، هدفُها واضح، تدفيع السودانيين ثمناً رهيباً رداً على مساندتهم للجيش الوطني ، تريد المليشيات إغراق السودان في الركام وقلق النزوح وتوتراته، حتى يتسنى لرعاتها الدوليين استصدار قرار أممي باحتلال بلادنا عبر ما يسمى ب “قوات حماية المدنيين” ، ولكن المفاجأة .. الحليف القوي “روسيا” أحبطت المحاولة باستخدام حق النقض “الفيتو” .
في الجانب الآخر ، لا يعلم “بيرييلو” ان السودان ينتظر انتقالَ المقاليد في البيت الأبيض إلى يد “دونالد ترمب” بعد شهرين، عندها مصير مهمة المبعوث الأميركي لن تنفصل عن الحديث الدائر عما سيكون عليه وضع ملف السودان في عهد ترمب الثاني، وغالب ظني سيدفع “ترمب” بملف السودان الى وكلائه في الخليج ، وستعود نغمة “منبر جدة ” من جديد .
بغض النظر عن تحالفات السودان الجديدة مع القطب الشرقي ، والتي بدأت باستئناف الشراكة الاقتصادية مع الصين ، إستعادة العلاقات مع “إيران” ،وتفاهمات ناجحة مع روسيا ظهرت جلياً في موقفها امس، فإن مماطلة الامريكان كثيراً في إدانة واتخاذ موقف حاسم يساهم في إنهاء معاناة السودانيين ، جعلت حكومة السودان غير آبهة بزيارة المبعوث الأمريكي ولم توليها الاهتمام الكافي .
في ذات السياق ، حتى وإن استئنف “منبر جدة” مرة أخرى، من يفاوض السودان؟ ، هل يملك “حميدتي” أي سيطرة على عصابات النهب التي تحارب المدنيين في الجزيرة ، سنار ، دارفور ؟ ، بالطبع (لا) ،خرجت تلك العصابات عن إمرة قادة الدعم السريع ، ولن تنتهي إلا بالقتال، إذا ما الذي يجبر “البرهان” على الخضوع لإملاءات الغرب؟ .
الرئيس “البرهان” رجل ذكي ، نجح في إنقاذ السودان من الاحتلال الأجنبي، سوى كان عبر حرب الوكالة التي يخوضها “حميدتي” أو عبر مؤامرات الغرب وامريكا التي فشلت أمس بواسطة الموقف الروسي .
أنتصر “البرهان” على الغرب ، ومن حسن الحظ أن جروحَ السنوات الماضية لم تقتلع من نفوس السودانيين بقايا مشاعر التضامن الوطني والإنساني، لذلك يجد شعبه يسانده في كل المواقف التي يتخذها.
الفترة التي تفصلنا عن تسلم “ترمب” مهامه شديدة الخطورة، وحشية المليشيات بلا حدود أو روادع.
إذا رغبت “أمريكا” في الحفاظ على قدر متوازن من مصالحها في السودان عليها اتخاذ قرارات حاسمة بشأن “ال دقلو” وحربهم ضد المدنيين ، اتخاذ القرارات الحاسمة اليوم أفضل من اتخاذها بعد الانهيار الكامل للعلاقة بين السودان والولايات المتحدة .
حسم المليشيات عبر قرارات ومواقف دولية واضحة يساهم في عودة الدولة السودانية ، الدولة وحدها التي تملك الحق في المنح والرفض ، وايضاً وحدها تستطيع تضميد جروح السودانيين وتبديد مخاوفهم وليست القوات الأممية.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتساب