كابتشر: منصة سوريّة تُعنى بالواقع الإعلاني والتسويقي في سورية
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
دمشق-سانا
منصة نوعية أطلقتها الشابة نيرمين محمود تحت عنوان كابتشر بهدف تركيز الضوء على الواقع الإعلاني والتسويقي في سورية، حيث يهدف هذا المشروع إلى تقييم الأعمال الدعائية والترويجية للأفراد والشركات، للاستفادة من التجارب الناجحة منها ورصد الأساليب الدعائية المبتكرة بما يخدم واقع السوق المحلية عموماً.
وفي حديث لنشرة سانا الشبابية بينت محمود أن الهدف من المنصة التي ترفع شعار يلا نحكي تسويق هو تسليط الضوء على التجارب الإعلانية المحلية والحد من انتشار بعض المفاهيم المغلوطة في السوق الإعلاني السوري والتي تقلل من شأن الجهد المبذول في هذا الجانب بالمقارنة مع نظيره في الدول المجاورة.
نيرمين التي تطوعت منتصف العام 2021 مع منصة مصرية تدعى ميديستا لاحظت اختلاف الطرح ومناقشة الواقع الإعلاني بين سورية ومصر، حيث لفتت إلى أن ميديستا تقوم بالإضاءة على الواقع الإعلاني من وجهة نظر تسويقية وبهدف التعلّم لا النقد فكانت الفكرة ملهمة، وخاصة في ظل الحاجة لجهود مماثلة في سورية.
وأضافت: “شعرت بضرورة النهوض بمنصة مثل كابتشر لتكون مساحة آمنة لنا كأشخاص عاملين في هذا المجال، وأيضاً كشركات بحيث تكون مساحة مُعلنة وبعيدة كل البعد عن أساليب التذمر والشكوى والنقد والكلام الذي لا يغيّر من الواقع الحالي أي شيء، إنما يعزز الأثر السلبي الناتج عن هذه الطرق الخاطئة”.
تقوم المنصة باستعراض الحملات الإعلانية المحلية، مشيدة بالناجح منها والجنود المجهولين من خلفها، كما تحاول دراسة الأسباب التي أدت إلى إخفاق بعض التجارب بغرض تفادي الأخطاء.
وتابعت: “فضلاً عن ذلك فإن للسوق الإعلاني السوري خصوصية في التسويق فبسبب الإجراءات الجائرة أحادية الجانب على سورية نجد الكثير من الطرق الإعلانية الأساسية غير متوافرة، ما دفع المسوقين السوريين لابتكار طرقهم الخاصة للوصول للجماهير المستهدفة وهي طرق تستحق منا توثيقها والحديث عنها، لا نقدها والتقليل من شأنها”.
وبالفعل انطلقت المدوّنة في رمضان 2022 وجاءت البداية من خلال تحليل الدعايات التلفزيونية الرمضانية، حيث أوضحت نيرمين أن المنصة واجهت بعض التحديات في بداية الأمر قبل أن يبدأ المتابعون بالتفاعل مع المحتوى نظراً لعدم وجود محتوى مماثل بل باتوا يقومون بترشيح حملات إعلانية سواء طرقية أو تلفزيونية أو على السوشال ميديا، لتسليط الضوء عليها ومعرفة أسرارها التسويقية.
واختتمت حديثها بالقول: “ما زلت أعتبر نفسي في بدايات المشروع وأعمل حالياً على تحويل هذه المدونة لمحتوى مرئي أيضاً على انستغرام، حيث أؤمن جداً بأهمية المنصة ضمن واقعنا الحالي، وبالأثر التراكمي الذي سوف تتركه لدى العاملين في المجال التسويقي، ولدى شركاتنا السورية على حد سواء، والأهم على نظرتنا ككل لواقعنا الإعلاني والتسويقي”.
لمياء الرداوي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
فوضى التخطيط
أن تُقنع شابًا يبدأ خطواته الأولى في الحياة بأهمية تنظيم أولوياته، وإن اقتضى ذلك التنازل عن بعض أحلامه، يُعد عملًا مُرهقًا وغاية في الصعوبة. والأمر لا يتعلق مُطلقًا بكيفية إيصال الفكرة، بل لأنه بحاجة إلى خوض تجارب حقيقية، إما أن يخرج منها منتصرًا، أو منكسرًا.
تزدحم الطموحات في ذهن الشاب حتى يصبح غير قادر على تحديد ما هو واقعي منها وما هو غير ذلك، فيعجز بالتالي عن اتخاذ قرار صائب مبني على رؤية صحيحة تراعي الظروف المعيشية التي تتجه نحو التأزم. فهو مطالب في آنٍ واحد بالزواج، وتوفير السكن، واقتناء سيارة، والسفر، بإمكانات غالبًا ما تكون محدودة، ساعدت في إضعافها ظروف متداخلة، أهمها عدم قدرة الرواتب على مجاراة وتيرة الحياة بسبب ارتفاع أسعار السلع والضرائب على الخدمات، إضافة إلى عدم سعي الشاب للبحث عن دخل مساند.
يجد الشاب نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما، سيحددان جودة سنواته القادمة: الأول، تحقيق الطموحات كيفما تأتّى ذلك، دون التفكير في العواقب؛ أما الخيار الثاني، فهو التنازل عن طموحات بعينها، والبحث عن بدائل أخرى، والتحلّي بالصبر، وانتظار نتائج التخطيط التي قد تظهر متأخرة.
بعض صُنّاع المحتوى في منصات التواصل الاجتماعي اقتربوا من واقع من يُعايشون الخيارين، ومن خلال الحوارات التي تُنشر بين الحين والآخر، يمكن رصد نتائج سنوات التخطيط المُحكم الرائعة التي يقطف ثمارها بعضهم، أو المعاناة التي يُكابدها البعض الآخر.
تجارب متعددة الوجوه جديرة بأن تُدرس بجدية لأن من شأنها تقريب صورة الواقع دون رتوش الواقع الذي يشي بصعوبات حياتية جمة كان يمكن مواجهتها بالتخطيط السليم الذي لا بد وأن يتكئ على التضحية والتريث وقراءة الواقع والاحتكام إلى العقل والمنطق.
لا تحتمل ظروف الحياة والعالم اليوم تتنازعه اضطرابات سياسية واقتصادية ومعيشية متعددة أقل فوضى في التخطيط أو العبث بمقدرات يمكن الإفادة منها بصورة إيجابية من أجل صناعة حياة مستقرة.
اليوم لا يمكن إلقاء اللوم على أي جهة حكومية أو غير حكومية حول تعثر شخص بعد سنوات قلائل من مسيرة حياته أو لماذا لم يستفد شخص انتهت سنوات عمله من ظروف مرحلة « فاشت» فيها العطايا والهبات، وتضخمت على امتدادها الرواتب والبدلات.
على الجيل الجديد أن يستفيد من تجارب من مروا قبله دون أن يتركوا أثرًا ولا بأس أن يتنازل عن بعض أحلامه وتطلعاته طالما اقتضت الظروف ذلك.. لا بأس أن يقنع ببناء منزل غير مُكلف بأقل قرض ممكن ويتنازل عن حلم تشييد قصر يكون سببًا في استعباده من قبل أي جهة تمويل حتى آخر يوم من أيام حياته.
النقطة الأخيرة..
يقول جيم رون: « إذا لم تقم بتصميم خطة لحياتك، فمن المحتمل أنك جزء من خطة أحد ما، وخمّن ماذا قد خطط لك ؟ طبعًا ليس الكثير».
عُمر العبري كاتب عُماني