RT Arabic:
2024-12-22@03:45:13 GMT

"إما أن تأكل أو تؤكل".. أين هي ألمانيا وفق "نظرية المطعم"؟

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

'إما أن تأكل أو تؤكل'.. أين هي ألمانيا وفق 'نظرية المطعم'؟

تحت هذا العنوان تناول كاتب العمود في صحيفة "واشنطن بوست" أليكس لو* مقالا حول تصريح وزير الخارجية الأمريكي بلينكن "إما أن تكون ضيفا لتناول الطعام أو أن تكون بندا على قائمته".

نُشر المقال على موقع Scmp.com للتدوينات، وجاء فيه:

قال المسؤول الدبلوماسي الرفيع بصوت عال القول المأثور بشأن "إذا لم تكن ضيفا على طاولة الطعام فقد تصبح بندا قائمته".

 

إقرأ المزيد أيهما تطلق شرارتها وكيف ستخوضها؟.. نازارف: "لا مفر من الحرب" بين الصين والولايات المتحدة

بإمكاننا تسميتها نظرية المطعم في العلاقات الدولية، حيث أوضح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر ميونيخ للأمن قبل أكثر من أسبوع: "إذا لم تجلس إلى طاولة النظام الدولي، فسوف تكون على ضمن الطعام".

كان بلينكن حينها يرد على سؤال حول التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، وما تسبب فيه من "تشرذم أكبر" في السياسة العالمية.

وقد أشعل هذا التعليق النيران في عالم المدونات الصيني، وأعطته صحيفة "غلوبال تايمز" في افتتاحيتها ترجمة صينية بالألوان: "إذا لم تكن السكين ولوح التقطيع، سوف تكون السمك واللحم على اللوح".

ليست تلك ترجمة حرفية تماما، وأكثر إثارة قليلا من النص الأصلي، الذي يبدو أنه المفضل لدى السياسيين الأمريكيين. للحصول على تاريخ ممتع لهذا القول، أقترح لكم هذا الموقع للأقوال المأثورة.

لكن، من يقرر قائمة الضيوف، وما هو موجود على قائمة الطعام؟ أعتقد أننا جميعا نعرف ما تفكر فيه واشنطن بهذا الصدد.

يجدر القول كذلك إن من كان على خشبة المسرح مع بلينكن في المنتدى الأمني، ومن كان يجلس بجواره، كانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي غالبا ما تبدو أكثر تشددا عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا والصين.

لقد أدى رد فعل ألمانيا على الحرب في أوكرانيا إلى إحداث تغيير ملفت في نظرية المطاعم هذه، حيث من النادر جدا أن يتطوع أحد الضيوف لوضع نفسه على قائمة الطعام. ومع ذلك، وفي ظل سياسة بيربوك وشركائها، فإن هذا بالضبط ما قامت به ألمانيا.

وبعد الأوكرانيين، كان الألمان أكبر الخاسرين في هذه الحرب، ولهذا السبب تخفت الرغبة لدعم أوكرانيا بين السكان، فقد ألحقت الأزمة أضرارا جسيمة باقتصاد ألمانيا القائم على التصدير، ما جعله الاقتصاد الأسوأ أداء بين الاقتصادات الأوروبية الكبرى، بل وأسوأ حتى من بريطانيا الراكدة.

ولم يستقر التضخم (الكلمة المؤلمة في ألمانيا) بعد، وتوقعات الطاقة وخيمة. وحتى مع استمرار خط الركود، يطالب قادة البلاد بمواجهة الصين من خلال الحد من التجارة والتهديد بفرض عقوبات، وزيادة الإنفاق العسكري الذي لا تستطيع تحمله. مستويات المعيشة هي الأسوأ منذ أكثر من جيل. ولننسى دعم الصناعة الألمانية التي كانت تعتمد منذ فترة طويلة على الطاقة الرخيصة من روسيا. ومع ذلك، ومن خلال كل ذلك، وبرغم الشعبية المتدهورة لبيربوك وائتلافها الأخضر داخل الحكومة، فإنها تضاعف جهودها في نفس الاتجاه.

أولئك هم نفس الأشخاص الذين لم يهتموا بشكل مرضي بمن فجّر خط أنابيب "السيل الشمالي"، البنية التحتية الرئيسية للطاقة.

يذكرني ذلك بحادث مروع في مدينة روتنبورغ الألمانية، حينما عرض شخص نفسه لأن يؤكل حيا في إعلان شخصي، ونجح أرمين مايفيس، الذي أطلق عليه فيما بعد "آكل لحوم البشر من روتنبورغ"، في التقدم للحصول على الوظيفة.

بالتوازي، يمكن التخمين هنا، من هي ألمانيا ومن الولايات المتحدة.

إلا أن الأمر لا يقتصر على تأملاتي الخيالية حول نظرية المطعم. وفي دراسة استقصائية للرأي العام أجراها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، نوفمبر الماضي، وجد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن أغلب السكان يريدون أن يأكلوا وفقا لقائمة طعام "حسب الطلب" à la carte (وهو تعبيرهم وليست كلماتي)، بدلا من أن يفرض عليهم ما يناسبهم من طعام.

إقرأ المزيد احتجاجات المزارعين في أوروبا مرحلة من انهيار الاتحاد الأوروبي وبروفة لثورات الدول النامية

وتقول الدراسة: "بالنسبة لمعظم الناس في معظم البلدان، بما في ذلك البعض داخل الاتحاد الأوروبي نفسه، فقد دخلنا عالما انتقائيا، يمكنك فيه المزج والتوفيق بين شركائك بشأن مختلف القضايا، وبدلا من الاشتراك في قائمة محددة من الولاء لجانب أو لآخر".

فبشأن الأمن، لا يزال كثيرون يعترفون بأنهم يعتمدون على الولايات المتحدة. لكن، وحينما يتعلق الأمر بالتجارة، فإن أغلبهم يفضلون توسيع الأعمال التجارية مع الصين، بدلا من تقييدها.

ربما يكون بلينكن على حق، فإذا لم تكن هناك لتناول الطعام في أحد المطاعم، سيتم تقديمك على طبق. ولكن، وعلى نحو متزايد، يقوم رواد المطاعم الآن بدعوة أنفسهم إلى الطاولات بدلا من انتظار دعوتهم، لا سيما أن الكثيرين قد تعلموا بالفعل أن الأمر خطير على نحو خاص إذا ما تمت دعوتك من قبل المضيف الأمريكي. وكما تعلّم الألمانيون العاديون، فقد ينتهي الأمر بك إلى قائمة الطعام.

*أليكس هو: كاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست" منذ عام 2012، ويغطي القضايا الرئيسية التي تؤثر على هونغ كونغ وبقية الصين. وهو صحفي له خبرة 25 عاما في التدوينات المختلفة في هونغ كونغ وتورونتو كمراسل ومحرر إخباري، ويلقي المحاضرات في الصحافة بجامعة هونغ كونغ.

المصدر: SCMP

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أنالينا بيربوك أنتوني بلينكن الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي البنتاغون الجيش الأمريكي الجيش الروسي السيل الشمالي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الخارجية الأمريكية وزارة الدفاع الروسية إذا لم

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي

لا خلاف في أن ما يمر بالمنطقة العربية من تطورات خلال العام الأخير، ومنذ انطلاق طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، جد خطير وغير مسبوق، وإذا قلنا إنه خريف عربي مفعم بالمآسي والأزمات فلن نبتعد كثيرا عن واقع الحال.


والحاصل، أن طوفان الأقصى الذي انطلق لتوجيه لطمة لإسرائيل على ما أتصور، ومقايضتها بآلاف الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية، وإحداث "تحريك" في الملف الفلسطيني بعد أكثر من 17 عاما من الجمود التام وعقب سيطرة حركة حماس على القطاع، قد انقلب إلى كارثة كبرى أو سيل يجرف أمامه البلدان العربية، وأول ضحاياها قطاع غزة نفسه، الذي يشهد حتى اللحظة، أكبر مهزلة إنسانية في التاريخ، بعشرات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين ودمار ليس له نظير ووضع على حافة المجاعة.


لكن قضيتنا اليوم، ليست فيما حدث في غزة وهو وضع بالغ الصعوبة وكارثة يراها العالم بأجمعه، ولا يمكن استمراره أكثر من هذا، وإنما المقصود بمقال اليوم هو تداعيات هذا "الطوفان"، والأطراف التي استغلت هذه اللحظة على الأمن القومي العربي والتداخلات الغريبة في المنطقة، والتي من المنتظر أن تشهد تدخلات أكبر وأكثر شراسة مع قرب بدء ولاية ترامب واستلام مهام منصبه رسميا في يناير.


ويمكن إجمال ما حدث من هزّة شديدة في الأمن القومي العربي انطلاقا من دراما غزة في نقاط شديدة الوضوح كالتالي:-
-قطاع غزة تعرض لدمار شديد، ولم ينجح الطوفان في إحداث اللطمة التي كانت مطلوبة لمقايضة الأسرى والتحريك، ولكنه ساعد إسرائيل على مد يدها الطويلة لتمزيق القطاع إربا إربا  والتصريح علانية باستمرار القوات الإسرائيلية فيه، يعني إعادة احتلاله بشكل كامل، ونسف كل ما سبق من تفاهمات بعد قيام إسرائيل باغتيال صف كامل من قيادات حماس بدأت بإسماعيل هنية وحتى يحيى السنوار، فالطوفان أطلق يد إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وأصبح حلم الدولة الفلسطينية نفسه على المحك، ومع وصول ترامب وتأييده الشديد لخطوات إسرائيل فإن هذا الحلم قد أصبح بعيدا جدا.


-جاءت تداعيات الطوفان على لبنان، بعدما تدخل حزب الله في المعادلة، وقال إنه يدافع عن غزة أو يقوم بعملية إسناد جبهة غزة، وكانت النتيجة كارثية أيضا، فلم ينجح حزب الله بانتماءاته الإيرانية المعروفة في وقف الحرب على غزة، بل لم ينجح في الدفاع عن نفسه، وتعرض للتدمير شبه التام واغتيال كامل قيادة التنظيم وأولهم حسن نصر الله، والأسوأ أن تدخل حزب الله في الحرب، أطلق يد إسرائيل في لبنان، ما أدى لسقوط 4 آلاف عنصر ودمار شديد في جنوب لبنان ودمار مروع في بيروت، واستمر ذلك حتى وقف اطلاق النار قبل ثلاثة أسابيع، مع ضمان حق اسرائيل في القصف والضرب حال مخالفة حزب الله أو حكومة لبنان ما تم الاتفاق عليه.


-تداعيات الطوفان، لم تقف عند حدود لبنان ولكنها انتقلت لسوريا، فبعد الضربات العنيفة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله في لبنان وطرق الإمداد السورية لأسلحته وتواصل هذه الضربات ضد معسكراته في ضواحي دمشق وغيرها من المدن السورية، ما أدى لانهيار منظومته في دمشق، فإن هيئة تحرير الشام مدعومة بقوة إقليمية، رأت أن ذلك مناسب للهجوم المضاد في أضعف حالات النظام السابق وترنح حليفه حزب الله، ما أدى لسقوط النظام في دمشق خلال 12 يوما فقط لا غير، ولم تكن هذه المشكلة، ولكن استغلال إسرائيل للوضع الذي تمر بها سوريا كان فادحا، بعدما قامت اسرائيل وبتوجيهات مباشرة من نتنياهو، باقتحام المنطقة العازلة في هضبة الجولان السوري المحتل وأعلن نتنياهو سقوط الاتفاقية والسيطرة على قمة جبل الشيخ الاستراتيجية، وقام سلاح الجو الإسرائيلي بمسح الأسطول البحري السوري من الوجود، وتدمير كافة مواقع وثكنات الجيش السوري تدميرا ممنهجًا وكافة المراكز البحثية، وأصبحت إسرائيل على بعد عدة كيلو مترات من العاصمة دمشق.


نتنياهو، لم يترك الفرصة وإنما اعترف علانية وفي ظل غياب تحرك عربي قوي وموحد أمامه، أن تل أبيب تغير منطقة الشرق الأوسط، وأن لبنان لم يعد لبنان الذي نعرفه، يقصد وقت وجود حزب الله، ولا سوريا التي نعرفها، يقصد وقت وجود الجيش السوري الذي جرى تفكيكه وتدمير أسلحته وطائراته، ولا كذلك قطاع غزة.


المثير للدهشة، أن جماعة الحوثي في اليمن، لم تتعظ من كل ما حدث وكذلك المجموعات الإيرانية المسلحة في العراق، فاشتعلت الصواريخ والمسّيرات القادمة من البلدين نحو إسرائيل، ما ينذر بحملات جوية عنيفة على البلدين انطلقت منها واحدة اسرائيلية بالفعل نحو اليمن، لتكسير مقدرات الحوثي و"الأشياء الضئيلة" التي يمتلكه الشعب اليمني الذي يعيش خارج العصر، منذ الربيع العربي الأسود في عام 2011.


وهو ما يدفع للسؤال مجددا عما تسبب فيه طوفان حماس؟ وعما إذا كان ذلك قد جرنا بالفعل للعصر الإسرائيلي وهيمنة تل أبيب على مقدرات عدة دول عربية وتغيير أوضاعها، وضربها لتحقيق مصالحها المباشرة، وهو ما دفع رئيس وزراءها للقول علانية أن بلاده تقوم بتغيير الشرق الأوسط وستستمر في ذلك؟!!


فهل هذا معقول أو مقبول او يمكن الاستمرار فيه؟! أعتقد أن الدول العربية عبر مؤسساتها الجامعة وفي مقدمتها الجامعة العربية، مطالبة بالتحرك لمواجهة العصر الإسرائيلي وإيقاف نزيف الخسائر والتفتيت والتقسيم عند هذا الحد.

مقالات مشابهة

  • إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي
  • الخارجية دانت حادثة الدهس في ألمانيا: لمكافحة الارهاب والعنف والتطرف
  • الخارجية: نتضامن مع ألمانيا ضد جميع أنواع العنف والإرهاب
  • الخارجية التركية: نقف إلى جانب ألمانيا في هذا اليوم المؤلم
  • “الخارجية البريطانية”: نراقب الوضع في ألمانيا عن كثب بعد هجوم “ماجديبورج”
  • "الخارجية البريطانية": نراقب الوضع في ألمانيا عن كثب بعد هجوم "ماجديبورج"
  • الخارجية البريطانية: نراقب الوضع في ألمانيا عن كثب بعد هجوم ماجديبورج
  • الخارجية التشيكية تدين حادث الدهس بسوق لعيد الميلاد شرق ألمانيا
  • استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر
  • كيف غيرت نظرية الفوضى العالم.. علي جمعة يوضح