RT Arabic:
2025-03-16@23:16:33 GMT

"إما أن تأكل أو تؤكل".. أين هي ألمانيا وفق "نظرية المطعم"؟

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

'إما أن تأكل أو تؤكل'.. أين هي ألمانيا وفق 'نظرية المطعم'؟

تحت هذا العنوان تناول كاتب العمود في صحيفة "واشنطن بوست" أليكس لو* مقالا حول تصريح وزير الخارجية الأمريكي بلينكن "إما أن تكون ضيفا لتناول الطعام أو أن تكون بندا على قائمته".

نُشر المقال على موقع Scmp.com للتدوينات، وجاء فيه:

قال المسؤول الدبلوماسي الرفيع بصوت عال القول المأثور بشأن "إذا لم تكن ضيفا على طاولة الطعام فقد تصبح بندا قائمته".

 

إقرأ المزيد أيهما تطلق شرارتها وكيف ستخوضها؟.. نازارف: "لا مفر من الحرب" بين الصين والولايات المتحدة

بإمكاننا تسميتها نظرية المطعم في العلاقات الدولية، حيث أوضح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر ميونيخ للأمن قبل أكثر من أسبوع: "إذا لم تجلس إلى طاولة النظام الدولي، فسوف تكون على ضمن الطعام".

كان بلينكن حينها يرد على سؤال حول التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، وما تسبب فيه من "تشرذم أكبر" في السياسة العالمية.

وقد أشعل هذا التعليق النيران في عالم المدونات الصيني، وأعطته صحيفة "غلوبال تايمز" في افتتاحيتها ترجمة صينية بالألوان: "إذا لم تكن السكين ولوح التقطيع، سوف تكون السمك واللحم على اللوح".

ليست تلك ترجمة حرفية تماما، وأكثر إثارة قليلا من النص الأصلي، الذي يبدو أنه المفضل لدى السياسيين الأمريكيين. للحصول على تاريخ ممتع لهذا القول، أقترح لكم هذا الموقع للأقوال المأثورة.

لكن، من يقرر قائمة الضيوف، وما هو موجود على قائمة الطعام؟ أعتقد أننا جميعا نعرف ما تفكر فيه واشنطن بهذا الصدد.

يجدر القول كذلك إن من كان على خشبة المسرح مع بلينكن في المنتدى الأمني، ومن كان يجلس بجواره، كانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي غالبا ما تبدو أكثر تشددا عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا والصين.

لقد أدى رد فعل ألمانيا على الحرب في أوكرانيا إلى إحداث تغيير ملفت في نظرية المطاعم هذه، حيث من النادر جدا أن يتطوع أحد الضيوف لوضع نفسه على قائمة الطعام. ومع ذلك، وفي ظل سياسة بيربوك وشركائها، فإن هذا بالضبط ما قامت به ألمانيا.

وبعد الأوكرانيين، كان الألمان أكبر الخاسرين في هذه الحرب، ولهذا السبب تخفت الرغبة لدعم أوكرانيا بين السكان، فقد ألحقت الأزمة أضرارا جسيمة باقتصاد ألمانيا القائم على التصدير، ما جعله الاقتصاد الأسوأ أداء بين الاقتصادات الأوروبية الكبرى، بل وأسوأ حتى من بريطانيا الراكدة.

ولم يستقر التضخم (الكلمة المؤلمة في ألمانيا) بعد، وتوقعات الطاقة وخيمة. وحتى مع استمرار خط الركود، يطالب قادة البلاد بمواجهة الصين من خلال الحد من التجارة والتهديد بفرض عقوبات، وزيادة الإنفاق العسكري الذي لا تستطيع تحمله. مستويات المعيشة هي الأسوأ منذ أكثر من جيل. ولننسى دعم الصناعة الألمانية التي كانت تعتمد منذ فترة طويلة على الطاقة الرخيصة من روسيا. ومع ذلك، ومن خلال كل ذلك، وبرغم الشعبية المتدهورة لبيربوك وائتلافها الأخضر داخل الحكومة، فإنها تضاعف جهودها في نفس الاتجاه.

أولئك هم نفس الأشخاص الذين لم يهتموا بشكل مرضي بمن فجّر خط أنابيب "السيل الشمالي"، البنية التحتية الرئيسية للطاقة.

يذكرني ذلك بحادث مروع في مدينة روتنبورغ الألمانية، حينما عرض شخص نفسه لأن يؤكل حيا في إعلان شخصي، ونجح أرمين مايفيس، الذي أطلق عليه فيما بعد "آكل لحوم البشر من روتنبورغ"، في التقدم للحصول على الوظيفة.

بالتوازي، يمكن التخمين هنا، من هي ألمانيا ومن الولايات المتحدة.

إلا أن الأمر لا يقتصر على تأملاتي الخيالية حول نظرية المطعم. وفي دراسة استقصائية للرأي العام أجراها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، نوفمبر الماضي، وجد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن أغلب السكان يريدون أن يأكلوا وفقا لقائمة طعام "حسب الطلب" à la carte (وهو تعبيرهم وليست كلماتي)، بدلا من أن يفرض عليهم ما يناسبهم من طعام.

إقرأ المزيد احتجاجات المزارعين في أوروبا مرحلة من انهيار الاتحاد الأوروبي وبروفة لثورات الدول النامية

وتقول الدراسة: "بالنسبة لمعظم الناس في معظم البلدان، بما في ذلك البعض داخل الاتحاد الأوروبي نفسه، فقد دخلنا عالما انتقائيا، يمكنك فيه المزج والتوفيق بين شركائك بشأن مختلف القضايا، وبدلا من الاشتراك في قائمة محددة من الولاء لجانب أو لآخر".

فبشأن الأمن، لا يزال كثيرون يعترفون بأنهم يعتمدون على الولايات المتحدة. لكن، وحينما يتعلق الأمر بالتجارة، فإن أغلبهم يفضلون توسيع الأعمال التجارية مع الصين، بدلا من تقييدها.

ربما يكون بلينكن على حق، فإذا لم تكن هناك لتناول الطعام في أحد المطاعم، سيتم تقديمك على طبق. ولكن، وعلى نحو متزايد، يقوم رواد المطاعم الآن بدعوة أنفسهم إلى الطاولات بدلا من انتظار دعوتهم، لا سيما أن الكثيرين قد تعلموا بالفعل أن الأمر خطير على نحو خاص إذا ما تمت دعوتك من قبل المضيف الأمريكي. وكما تعلّم الألمانيون العاديون، فقد ينتهي الأمر بك إلى قائمة الطعام.

*أليكس هو: كاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست" منذ عام 2012، ويغطي القضايا الرئيسية التي تؤثر على هونغ كونغ وبقية الصين. وهو صحفي له خبرة 25 عاما في التدوينات المختلفة في هونغ كونغ وتورونتو كمراسل ومحرر إخباري، ويلقي المحاضرات في الصحافة بجامعة هونغ كونغ.

المصدر: SCMP

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أنالينا بيربوك أنتوني بلينكن الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي البنتاغون الجيش الأمريكي الجيش الروسي السيل الشمالي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الخارجية الأمريكية وزارة الدفاع الروسية إذا لم

إقرأ أيضاً:

القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!

••ليس منطقيا أن يكون الصدام أو العنف هو الحل الأمثل في مواجهة التحولات التي تشهدها القيم والعادات والتقاليد في أي مجتمع من المجتمعات، وهذه القيم تواجه في الوقت الراهن تحديات كبرى بسبب المتغيرات التي يشهدها العالم الذي نعيشه بما في ذلك صراع الأجيال وثورة المعلومات والصراعات النفسية التي يمر بها الشباب والمراهقين في مرحلة شديدة الحساسية لبناء الذات. قد يقود الصدام إلى مستوى أخطر من التحول يصعب علاجه أو مواجهته، الأمر الذي يفرض علينا البحث عن حلول أخرى لبناء ثنائية الأصالة والمعاصرة. يبدأ هذا الأمر في قراءة الظواهر التي تنتشر في مجتمع من المجتمعات قراءة دقيقة في سياقها الصحيح وربطها بما حولها من مؤثرات.

•يبدو موضوع القيم والعادات والتقاليد شديد الحساسية بالنظر إلى كونه المنظومة التي تعكس هُوية الشعب وتحدد إطاره الأخلاقي والاجتماعي. لكن من الصعب الاعتقاد أن هذه المنظومة ثابتة لا تتغير أو أنها بمنأى عن المتغيرات التي تحدث في العالم لأنها في الحقيقة ووفق الدراسات العلمية ووفق منطق الأشياء تخضع للتحولات الطبيعية التي تفرضها تطورات الزمن. ولا تكمن الإشكالية في حدوث التغيير أو التحول ولكن في نوعية ذلك التحول، وهل يتم وفق عملية تطور طبيعي يحافظ على جوهر القيم ويعيد صياغتها بما يتناسب مع العصر، أم أنه انزياح يبتعد عن الأسس التي قامت عليها المجتمعات؟

•في العقود الأخيرة، شهد مجتمعنا تغيرات واضحة في أنماط الحياة، بفعل التطور التكنولوجي والانفتاح الإعلامي، إضافة إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية. هذه التغيرات أفرزت أجيالا تحمل رؤى مختلفة عن الأجيال السابقة، حيث بات الشباب أكثر ميلا للحداثة والتقليد، وأكثر تحررا في سلوكهم وخياراتهم، ما أدى إلى تصادم، أحيانا، بين القيم التقليدية والممارسات الجديدة.

•لكن المشكلة ليست في التغيير بحد ذاته، وإنما في طبيعته؛ ففي الوقت الذي يفترض أن تسير التحولات نحو تعزيز القيم الإيجابية وتجديدها بما يخدم تطور المجتمع، نجد أن بعض الانزياحات تأخذ مسارا يؤدي إلى تراجع الأخلاق العامة، وتفكك الروابط الأسرية، وانحسار روح المسؤولية الاجتماعية. هذه المظاهر لا تمثل تطورا، بل تعكس خللا في التوازن بين الحاجة إلى التحديث والحفاظ على القيم الراسخة.

•والأمم لا تبني مستقبلها بالتخلي عن تراثها وهويتها، بل من خلال تطوير منظومة قيمية تجمع بين الأصالة والتجديد. فالحداثة الحقيقية ليست في نبذ العادات والتقاليد، وإنما في إعادة قراءتها وفق متطلبات العصر، بحيث تبقى الأخلاق، والاحترام، والانتماء الوطني، وحس المسؤولية، مبادئ غير قابلة للتلاشي.

•الحل الأمثل في مثل هذه التحديات التي تواجه المجتمعات هو في إدارتها، إدارة التغيير ذاته، وفي بناء وعي مختلف عند الشباب والمراهقين الذين يقودون هذه الانزياحات عن النماذج الثابتة التي تقرها المجتمعات، وهذا الأمر يحتاج إلى جهد وطني جماعي تشترك فيه الأسرة والمجتمع المحلي والمساجد والمدارس والأندية الرياضية وبشكل خاص الفرق الرياضية الموجودة في الحارات والتي لديها قدرة تأثير غير ملتفت لها حتى الآن.

•على سبيل المثال كان يمكن أن تقوم هذه الفرق الرياضية بتنظيم فعاليات متنوعة في ليلة النصف من رمضان مرتبطة بمنظومة المجتمع وقيمه ولا تترك فرصة للشباب والمراهقين للخروج عليها عبر ممارسة سلوكيات يرفضها المجتمع ولا تتناسب حتى مع روحانيات الشهر الفضيل. هذا الأمر طبقته بعض الولايات وحقق نجاحا كبيرا بل إن الصورة الذهنية التي رسمها خرجت من إطارها العماني إلى العربي حيث تم تناقلها والإشادة بها.

•موضوع إدارة التغيير مهمة جدا وفارقة في القدرة على ترسيخ الحدث في الوعي والوجدان، لكن أيضا يحتاج الأمر إلى إرادة مجتمعية، كل مؤسسات المجتمع، من أجل النجاح والاستمرار.

•ولا بد من القول إن قوة المجتمع في قدرته في إدارة التغيير وفي الموازنة بين الأصالة والمعاصرة وفي توجيه أجياله نحو المستقبل دون أن يفقد جذوره، وأيضان دون أن يفقدهم عبر تمردهم عليه. والتغيير سنة الحياة، لكن الوجهة التي يسلكها هذا التغيير هي ما يحدد مصير الشعوب والأمم.•

مقالات مشابهة

  • هل أجبرها زوجها على الحجاب؟.. شاهيناز ترد بكل حسم
  • موسكو: سنرفع العقوبات عن روبيو طالما فعلت أمريكا نفس الأمر مع لافروف
  • ألمانيا تعاني لتجنيد جيل زد: يبكي بسهولة!
  • وجبتك الأولى بعد الصيام.. ماذا تأكل لتجنب التعب؟
  • القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!
  • لأول مرة في المسجد الحرام يحدث هذا الأمر للنساء
  • قائمة إيطاليا لمواجهتي ألمانيا في دوري الأمم الأوروبية
  • قائمة منتخب إيطاليا لمباراتي ألمانيا.. ديماركو أبرز الغائبين
  • «وجهان جديدان» في قائمة إيطاليا لمواجهة ألمانيا
  • تفكيك نظرية التهميش: هل هي حقيقة أم وهم متجذر؟