سرايا - حالة كبيرة من الغموض تُحيط بنتائج الاجتماعات التي عُقدت مؤخرًا في العاصمة الفرنسية باريس، وركزت على محاولة التوصل لاتفاق على هدنة جديدة في غزة بين "إسرائيل" و حماس، تحت نيران حرب طاحنة على قطاع غزة دخلت يومها الـ 144 يومًا وحرقت الأخضر اليابس وتجاوزت كل القوانين الإنسانية والدولية ببشاعتها وشراستها.




الغريب هذه المرة كان في حالة الإفراط "الإسرائيلية" المُبالغ فيها بنتائج تلك الاجتماعات، وكأنه تم الاتفاق وسيتم الإعلان عنه خلال ساعات فقط، فيما تؤكد حركة حماس الطرف الرئيسي في تلك اللقاءات، عدم وجود أي تقدم بل وأكثر من ذلك حين صرح أحد قياديها بأن الحركة “ليست جزءًا” من اجتماعات باريس.


حالة التخبط "الإسرائيلية" تعكس مدى عمق الخلافات داخل المؤسستين السياسية والعسكرية، بين مؤيد لاستمرار الحرب على غزة حتى تحقيق كافة الأهداف، وبين معارض ومطالب بالاتفاق بأي طريقة أو ثمن على تهدئة مع حماس ومحاولة لملمة الجراح والخيبات التي يحصدها الجيش في قطاع غزة، وباتت موثقة بالصوت الصورة.


وآخر ما نُشر حول نتائج اجتماعات باريس، ما تم الكشف عن “وثيقة المبادئ” التي تم صياغتها في باريس بين "إسرائيل" و حماس، فيما تضغط الولايات المتحدة على جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق حتى قبل حلول شهر رمضان المبارك.


وأكدت مصادر عريية، أن مجلس الوزراء الحربي ناقش الخطوط العريضة للصفقة المحتملة مع “حماس”، وهناك تفاؤل كبير قد يقود لاتفاق رسمي قريب، فيما قال مسؤول سياسي كبير آخر لوسائل إعلام عبرية: “ما زلنا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق، لكن حماس تراجعت عن بعض مطالبها”.

خطوط الاتفاق العريضة

وبحسب القناة 13 العبرية، فإن أبرز النقاط التي تم التوافق حولها في باريس تتعلق بآلية التبادل وقائمة الأسرى، وعدد أيام الهدنة، وقضايا تتعلق بالمساعدات الإنسانية التي سيتم السماح بدخولها إلى القطاع.

أبرز ما تم التفاهم حوله في باريس:
– إطلاق سراح حوالي 40 أسيرا في قطاع غزة، من النساء والمسنين والمرضى، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

– موافقة "إسرائيلية" على إطلاق سراح عدد من الأسرى، أكبر مما تم الاتفاق عليه في السابق، مقابل إطلاق سراح أسرى "إسرائيليين" في قطاع غزة من “فئات معينة”.

– هدنة لمدة 6 أسابيع في قطاع غزة.

– استعداد "إسرائيلي" لمناقشة الإفراج عن أسرى محررين في “صفقة شاليط” أعاد الاحتلال اعتقالهم خلال الفترة الماضية، بحسب ما نقلت القناة عن مصدر أجنبي.

– موافقة "إسرائيلية" على إبداء مرونة في القضايا الإنسانية – سواء في ما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة أو في ما يتعلق بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة.

– "إسرائيل" لن تلتزم بإنهاء الحرب أو بوقف دائم لإطلاق النار.

وفي ذات السياق، أكد القيادي في حركة حماس، محمود مرداوي، أن الحركة لم تتلقَ أي مقترح جديد نتج عما يجري في باريس، وقال في تصريحات نشرت له، إن “ما يصدر من حالة تفاؤل نأمل أن تكون صادقة وصحيحة حتى نبني عليها، لكن رفع التوقعات قد يضر بالقدرة على الوصول إلى اتفاق إن لم يكن مدعماً ومسنوداً”.

وبحسب مرداوي، فإن المقاومة “حينما تتلقَ أي مقترح تحاكمه على أساس مصالح شعبنا واحتياجاته ومتطلباته المتوافقة مع مواقفنا والمتعلقة بإنهاء التجويع والنزوح والإبادة الجماعية وإنهاء استهداف المؤسسات والمنازل المستمر والانسحاب، ووقف إطلاق النار”.

وأردف: “طالما أن شعبنا يتضور جوعًا وينزح في كل مكان ولا يسمح له بالعودة وتهديد حياته فلا قيمة لأي حديث عن تقدم”.


والجمعة، عقد مؤتمر باريس لبحث صفقة تبادل أسرى، بمشاركة الوفد "الإسرائيلي" برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) وليام بيرنز ورئيس وزراء قطر محمد آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كمال.


وتجري المحادثات في ظل تفاؤل حذر بشأن فرص التوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان.

والأسبوع الماضي، تعثرت اجتماعات استضافتها القاهرة لبحث الصفقة وسط إصرار حركة “حماس” على موقفها بإنهاء الحرب على قطاع غزة، وهو ما لا تقبله "إسرائيل"، حسب هيئة البث "الإسرائيلية" الرسمية.

وسبق أن سادت هدنة بين حماس و"إسرائيل" لأسبوع من 24 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 1 ديسمبر/ كانون الأول 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

وتقدّر “تل أبيب” وجود نحو 134 أسيرا "إسرائيليا" في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.

وعن حالة التخبط في التصريحات "الإسرائيلية" حول نتائج اجتماع باريس، ذكرت وسائل إعلام عبرية بأنه لا تزال هناك خلافات كثيرة تعيق الاتفاق مع “حماس”، أبرزها “وقف الأعمال العدائية، مرورا بعودة سكان غزة إلى شمال قطاع غزة، وحتى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية “الثقيلين”.


وقال مسؤول "إسرائيلي" رفيع المستوى، إن "إسرائيل" لا تزال بعيدة عن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، لكنه أشار إلى أن حماس تراجعت عن بعض مطالبها”، ونقلت هيئة البث "الإسرائيلية" (“كان 11”)، عن مصادر مطلعة على المفاوضات، أنه “تم الاتفاق على إطار جديد خلال محادثات باريس، وهناك تقدم ويمكن التوقيع على الاتفاق قريبا، لا ينبغي للمفاوضات أن تستغرق وقتا طويلا”.

وذكر كذلك موقع “واللا” العبري نقلا عن مصدرين مطلعين أن “مفاوضات باريس شهدت تقدّما في ملفات عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين”، واضاف الموقع أن “محادثات باريس شهدت تقدّما في ملفات عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين” الذين ستشملهم المرحلة الأولى من الاتفاق التي يتكون من ثلاث مراحل.

وفي ذات السياق، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنه وفقا لمصادر مصرية، فإن التحدي الرئيسي الذي يواجه الوسطاء – مصر وقطر – هو التوصل إلى اتفاق تقتنع “حماس” بموجبه بأنه سيكون من الممكن التوصل في نهاية المطاف إلى وقف دائم لإطلاق النار بعد وقف إطلاق النار الإنساني بينما تمتنع "إسرائيل" عن تقديم أي التزام من هذا القبيل.

لكن اللغم الكبير لا يزال هو وقف الحرب، وبحسب التقارير، فإن “حماس” وافقت على التنازل عن مطلبها بوقف دائم لإطلاق النار، لكنها ما زالت تطالب بعقد محادثات حول هذا الأمر في وقت لاحق من أجل الوصول إلى هذا الهدف، وفي "إسرائيل"، يرفضون تقديم أي التزام بإنهاء الحرب.

ولليوم 142 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر على غزة، إلى ارتقاء 29 ألفا و 514 شهيدا، وإصابة 69 ألفا و 616 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

وأمام هذه التطورات بهذا الملف..
فما سبب هذا الإفراط "الإسرائيلي" بنتائج اجتماعات باريس.. محاولة لتوريط “حماس” أم فخ جديد من نتنياهو؟
إقرأ أيضاً : تعرف على تفاصيل اتفاق "التهدئة" الذي يدور بين حماس و "إسرائيل" إقرأ أيضاً : 19 ألف شرطي صهيوني يؤمّنون الانتخابات المحلية وتوقعات بانخفاض المشاركةإقرأ أيضاً : بايدن: "إسرائيل" تخاطر بفقد دعم الدول


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: غزة غزة غزة باريس حلول شهر رمضان مجلس الوزراء باريس غزة الاحتلال غزة محمود باريس رئيس قطر محمد شهر القاهرة الثاني غزة باريس باريس مصر الاحتلال القطاع مصر رمضان قطر مجلس القاهرة بايدن غزة الاحتلال الثاني حلول محمود محمد رئيس الوزراء باريس القطاع شهر الأسرى الفلسطینیین إطلاق النار فی قطاع غزة التوصل إلى إطلاق سراح إلى اتفاق فی باریس

إقرأ أيضاً:

حماس تنتظر الالتزام ببنود البروتوكول الإنساني وتبدي مرونة حول إدارة غزة.. اتهامات لنتنياهو بالمماطلة

قالت حركة حماس، الخميس، إنها تنتظر تنفيذ حكومة الاحتلال كل بنود "البروتوكول الإنساني" المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة جاهزيتها لإتمام تنفيذ الاتفاق بجميع مراحله، وأنها أبدت مرونة في صياغة مقاربات لإدارة القطاع.

وقال متحدث الحركة عبد اللطيف القانوع، في بيان: "ننتظر تنفيذ الاحتلال الصهيوني كامل بنود البرتوكول الإنساني، وجاهزون لإتمام تنفيذ الاتفاق لكل مراحله بما يحقق مطالبنا".

وشهد الاتفاق اختراقات في 4 مسارات، وهي بحسب حماس، استهداف وقتل فلسطينيين، وتأخير عودة النازحين لشمال غزة، وبشأن "البروتوكول الإنساني": إعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة ووقود وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، وتأخير دخول الأدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.

وأضاف القانوع: "الاحتلال الصهيوني المجرم استخدم أسلحة محرمة دوليا بحق شعبنا ويطالب بنزع سلاح المقاومة الشرعي".


وشدد متحدث حماس على ضرورة "تشكيل لجان دولية للتحقيق" في جرائم الحرب التي ارتكبتها دولة الاحتلال في غزة.

وأكد أن حماس "ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار ما دام الاحتلال ملتزما به".

ولفت إلى أن مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ عمليا، لكن الحركة مستعدة للانخراط فيها وفق ما نص عليه الاتفاق.

واتهم القانوع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ"المماطلة في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار".


وفي وقت لاحق، أكدت حماس أنها أبدت أقصى درجات المرونة في صياغة مقاربات سياسية وإدارية لإدارة قطاع غزة ما بعد حرب الإبادة التي ارتكبتها "إسرائيل". 

وقال حازم قاسم، المتحدث باسم الحركة، في بيان: "لقد أبدينا أقصى درجات المرونة في صياغة مقاربات سياسية وإدارية لإدارة قطاع غزة خلال الحوارات المتعددة، وخاصة مصر".

وأضاف قاسم، أن من بين المقاربات "الموافقة على تشكيل حكومة توافق وطني، وكذلك قبولنا الكامل بالطرح المصري بشأن لجنة الإسناد المجتمعي".

وتابع: "ستواصل حماس وضع المصلحة العليا للشعب الفلسطيني في صلب جميع قراراتها المتعلقة بالوضع في قطاع غزة بعد الحرب، ضمن إطار التوافق الوطني، وبعيداً عن أي تدخلات من قبل الاحتلال أو الولايات المتحدة".


ودعت حماس، جامعة الدول العربية إلى "دعم هذا الموقف، وعدم السماح بتمرير أي مشاريع من شأنها تهديد منظومة الأمن القومي العربي".

ونقل البيان، عن قاسم، "استغرابه لتصريحات الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، التي قال فيها إن تنحي حركة حماس يمثل مصلحة للشعب الفلسطيني".

وفي وقت سابق الخميس، قال مصدر سياسي إسرائيلي، إن حكومة نتنياهو تعتزم تصعيد العمليات العسكرية في غزة واستئناف الحرب فيها، بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة الجارية مع حركة حماس، دون الانتقال إلى مرحلة ثانية منها، حسب ما نقلته القناة "14" الخاصة.

ويأتي التصريح وسط غضب إسرائيلي وتهديد بالانتقام لـ4 إسرائيليين أفرجت حماس عن جثثهم في وقت سابق اليوم، وقالت إنهم قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي العنيف على غزة خلال العدوان الذي استمر أكثر من 15 شهرا.

ومنذ أكثر من أسبوعين، يماطل نتنياهو ويعرقل إطلاق المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • سمير فرج: إسرائيل مستمرة في اتفاق غزة رغم تأخير إطلاق الأسرى الفلسطينيين
  • حماس: إسرائيل تخرق الاتفاق بعدم الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى
  • باحث في العلاقات الدولية: الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فشلت في تحقيق نتائج
  • مصادر للجزيرة: إسرائيل ستفرج عن 151 أسيرا فلسطينيا
  • حماس: الاحتلال يواصل المماطلة في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار
  • حماس: إعادة إعمار قطاع غزة يجب أن يتم بتوافق وطني
  • “حماس”: إسرائيل تماطل في تسليم قوائم الأسرى
  • دعوات لانسحاب سويسرا من اتفاق باريس للمناخ.. فهل تحذو حذو الولايات المتحدة؟
  • حماس تنتظر الالتزام ببنود البروتوكول الإنساني وتبدي مرونة حول إدارة غزة.. اتهامات لنتنياهو بالمماطلة
  • حماس : ننتظر تنفيذ إسرائيل كل بنود البروتوكول الإنساني