تحدث خبير الاقتصاد المصري هاني أبو الفتوح عن الصعوبات التي واجهت الاقتصاد المصري خلال الثلاث سنوات الماضية، والتي أثرت بشكل كبير على ارتفاع الدولار في البلاد.

إقرأ المزيد مصر.. انهيار كبير للدولار في مصر بعد أكبر صفقة في تاريخ البلاد

وقال أبو الفتوح في تصريحات لـRT إنه خلال السنوات الثلاث الماضية، واجه الاقتصاد المصري تحديات جسيمة فرضت واقعا صعبا على مختلف جوانب الحياة، ومن أهمها جائحة كوفيد-19 التي ألقت بظلالها القاتمة على قطاع السياحة الحيوي، الذي يعد من أهم مصادر العملة الصعبة لمصر.

وتابع: "أدى تراجع السياحة إلى انخفاض حاد في عائداتها، وتوقف العديد من شركات السياحة عن العمل، وتسريح عدد كبير من العاملين فيها، كذلك أثرت الإجراءات الاحترازية التي اتخذت لمواجهة الجائحة على الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ما أدى إلى تراجع تدفقات رؤوس الأموال وتأجيل العديد من المشاريع وخروج بعض المستثمرين من السوق المصري".

ونوه أبو الفتوح بأن ذلك نتج عن هذه العوامل مجتمعة تدهور الأوضاع المالية للدولة، وارتفاع عجز الموازنة العامة، وزيادة الدين العام، وتراجع احتياطيات النقد الأجنبي، بالإضافة إلى تفاقم مشكلة البطالة بسبب فقدان العديد من الوظائف وصعوبة إيجاد فرص عمل جديدة، وهو ما ساهم في زيادة معدلات الفقر.

وأشار إلى أنه لم يكن ذلك التحدي الوحيد الذي واجهه الاقتصاد المصري، إذ أضافت التوترات الجيوسياسية في المنطقة عبئًا آخر على وجه الخصوص، أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع عالمي لأسعار الطاقة والمواد الغذائية، وهو ما زاد من تكاليف الإنتاج في مصر وألقى عبئا إضافيا على الموازنة العامة، كذلك ساهمت الحرب في اضطرابات حركة التجارة الدولية، الأمر الذي صعب استيراد السلع وأدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن. بالإضافة إلى ذلك، شهدت مصر تراجعًا في تحويلات المصريين العاملين في الخارج، نتيجة لانخفاض دخلهم بالعملات الأجنبية بسبب تداعيات الحرب.

ونوه بأن ذلك أدى إلى شح العملة الأجنبية في مصر، وهو ما أثر بشكل كبير على قدرة الدولة على استيراد السلع الأساسية، ما أدى إلى نقص بعض السلع وارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ، وهو ما زاد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين. كذلك، صعب شح العملة الأجنبية تمويل المشاريع الاقتصادية الجديدة، ما أدى إلى تأجيل أو إلغاء بعض المشاريع وأسهم في تباطؤ النمو الاقتصادي.

وذكر أنه علاوة على ذلك، زادت تكلفة الاقتراض الخارجي لمصر نتيجة شح العملة الأجنبية، وهو ما يضع ضغطا أكبر على الموازنة العامة ويشكل عبئا إضافيا على الأجيال القادمة.

واختتم قائلا إنه على الرغم من هذه التحديات الجسيمة التي تواجه الاقتصاد المصري، إلا أن هناك فرصا متاحة لتحقيق النمو المستدام ورفاهية المواطنين، ومن أهم هذه الفرص تحسين بيئة الاستثمار في مصر من خلال تبسيط الإجراءات وجذب الاستثمارات الأجنبية ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. كذلك، يعد تنويع مصادر الدخل عن طريق تعزيز الصادرات وتوسيع قاعدة الإنتاج وتطوير قطاعات جديدة أمرا ضروريا لمواجهة التحديات الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، يلعب التعليم دورا رئيسيا في تحقيق التنمية المستدامة، لذلك فإن من الضروري تعزيز التعليم وتطوير المهارات وتأهيل القوى العاملة.

وشهدت السوق السوداء للدولار في مصر هبوطا كبيرا خلال الـ48 ساعة الماضية حيث تراجع الدولار من مستويات 70 إلى 52 ثم وصل إلى 45 جنيها في تداولات اليوم.

ورافق الهبوط الكبير في السوق السوداء توقف البيع والشراء بشكل تام في السوق.

وجاءت هذه التراجعات بعد دقائق من إعلان مجلس الوزراء المصري ضخ استثمارات جديدة بقيمة 35 مليار دولار ضمن مشروع "رأس الحكمة" الأمر الذي تسبب في ارتباك كبير في السوق الموازي وعدم معرفة السعر الحقيقي للعملة الأمريكية.

المصدر: RT

القاهرة - ناصر حاتم

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم الدولار الأمريكي القاهرة غوغل Google الاقتصاد المصری أدى إلى وهو ما فی مصر

إقرأ أيضاً:

فائض في صافي الأصول الأجنبية بمصر مع انتعاش تدفقات الدولار

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، أن صافي الأصول الأجنبية بالجهاز المصرفي في البلاد تحول إلى فائض بنحو 14.3 مليار دولار في مايو الماضي، لأول مرة منذ 28 شهرا، مع تزايد تدفقات الدولار التي تلقتها مصر في الشهور الأخيرة.

ووقعت مصر حزمة دعم مالي قيمتها ثمانية مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي في السادس من مارس بعد أن خفضت قيمة عملتها بشكل حاد، مما أدى إلى تدفق استثمارات المحافظ وتحويلات العاملين في الخارج.

وحصلت مصر على أول شريحة بقيمة 820 مليون دولار من صندوق النقد الدولي في أوائل أبريل الماضي.

كما ساهمت الصفقة العقارية الضخمة مع دولة الإمارات لتطوير مدينة رأس الحكمة في تدفق 24 مليار دولار إلى الجهاز المصرفي المصرفي، إلى تسوية ودائع إماراتية لدى البنك المركزي المصري بقيمة 11 مليار دولار.

ويمثل صافي الأصول الأجنبية أصول البنك المركزي والبنوك التجارية والتي تشمل ودائع ومدخرات بالعملة الأجنبية، مطروحا منها التزاماتهم.

وقبل اتفاق صندوق النقد الدولي، كان البنك المركزي يعتمد على الأصول الأجنبية على مدى أكثر من عامين ونصف العام للمساعدة في دعم عملة البلاد.

مقالات مشابهة

  • سعر الريال مقابل الدولار والعملات الأجنبية اليوم السبت 23-12- 1445
  • خبير: الاتحاد الأوروبي يثق في قدرة الاقتصاد المصري على الصمود أمام التحديات
  • حسام موافي يكشف السبب الرئيسي في الفشل الكلوي وعلاقته بحرقان البول.. فيديو
  • المسند : البراكين الخامدة السبب الرئيسي للهزات الأرضية في منطقة حائل
  • سعر الدولار بالبنوك اليوم الجمعة 28-6-2024 أمام الجنيه
  • فائض في صافي الأصول الأجنبية بمصر مع انتعاش تدفقات الدولار
  • خفض سعر الفائدة الرئيسي.. أي تأثير على الاقتصاد الحقيقي؟ خبير يحلل
  • "ماذا حدث لحقل ظهر؟".. هل تتعرض مصر لمؤامرة بسبب إسرائيل أدت لأزمة الكهرباء والغاز؟
  • خبير: زيادة حدود الصرف ببطاقات الائتمان بالعملة الأجنبية مؤشر لتحسن السوق المالية
  • سعر الريال مقابل الدولار والعملات الأجنبية اليوم الخميس 21-12- 1445