"الجارديان" تبرز صعوبة الموقف الأوكراني في ساحة القتال بسبب تأخر الدعم الأمريكي
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن القوات الأوكرانية تواجه صعوبات بالغة في ساحة القتال في مواجهة القوات الروسية خلال الحرب المشتعلة بين الطرفين منذ ما يربو على عامين بسبب تأخر المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا.
وقال كاتب المقال مارتن بينجيلي، إن أي تأخير من جانب الكونجرس الأمريكي في إقرار الحزمة الجديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا يعني تحقيق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمزيد من المكاسب العسكرية في أرض المعركة.
ولفت المقال في هذا الخصوص إلى تحذير جاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي من أن فشل مجلس النواب الأمريكي في الموافقة على الحزمة الجديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا يمثل انتصارا لروسيا في حرب أوكرانيا وينذر بعواقب وخيمة.
وأوضح المقال أن مجلس الشيوخ كان قد وافق مؤخرا على حزمة مساعدات أمريكية جديدة لأوكرانيا وعدد من الدول الصديقة الأخرى بلغت قيمتها 95 مليار دولار إلا أن مجلس النواب الذي يسيطر عليه أغلبية من الحزب الجمهوري يرفض الموافقة على تلك المساعدات.
وأضاف أنه في الوقت الذي يشهد فيه الكونجرس الأمريكي انقساما حادا حول استمرار تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، عقد قادة العديد من الدول الغربية اجتماعا أمس الاثنين في باريس لبحث سبل تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا.
وسلط المقال الضوء في هذا الصدد على تحذير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اجتماع الأمس من أن الدول الغربية في الوقت الحالي تمر بموقف حرج، قائلا إن "هناك بعض الدلائل التي تشير إلى أن روسيا قد تشن هجوما على دول أعضاء في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) خلال الأعوام القادمة".
وفي سياق متصل، أشار الكاتب إلى الكلمة التي ألقاها الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي بمناسبة الذكرى الثانية للحرب في أوكرانيا أول أمس الأحد، والتي أكد فيها أن الملايين في بلاده معرضون للخطر بسبب تأخر الدعم الأمريكي لبلاده.
وفي الختام، أكد الكاتب أن القوات الأوكرانية تعاني نقصا شديدا في العتاد والذخيرة في الوقت الذي بدأت فيه القوات الروسية تحقق مكاسب عسكرية واضحة في ميدان القتال، موضحا أن الرئيس الأوكراني أعلن أن عدد القتلي من القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب وصل إلى 31،000 جندي بينما أعلن مسئولون أمريكيون في وقت سابق أن العدد قد وصل إلى حوالي 70،000 جندي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القوات الأوكرانية المساعدات العسکریة
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: واشنطن غدت اليوم عدوة للغرب
في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز بعنوان "الولايات المتحدة أصبحت عدوة الغرب" يسلط الكاتب مارتن وولف الضوء على التحولات الجذرية في السياسة الخارجية الأميركية تحت ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية.
ويؤكد وولف -كبير المحللين الاقتصاديين لدى الصحيفة- أن إدارة ترامب تخلّت عن دورها التقليدي كقائد للنظام العالمي، وتبنت -بدلا من ذلك- نهجا انعزاليا قائما على المصالح، مما أدى إلى تقربها بشكل غير مسبوق من روسيا ودول استبدادية أخرى.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: إسرائيل تصعّد بعدة جبهات وتخشى انسحابا أميركيا من سورياlist 2 of 2تايمز: بنادق الجيش البريطاني القديمة موضع سخرية في أوروباend of listويستعرض المقال 3 أحداث رئيسية خلال الأسبوعين الماضيين تُظهر هذا التغيير العميق، وهي إعلان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث التخلي عن الدعم العسكري لأوكرانيا وترك المسؤولية الكاملة لأوروبا، وتصريح جيه دي فانس نائب الرئيس الذي هاجم الديمقراطية الأوروبية، وأخيرا قيام ترامب بإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا حول مستقبل أوكرانيا متجاهلا الحلفاء الأوروبيين والقيادة الأوكرانية.
تحولووفقا للمقال، صرّح هيغسيث في 12 فبراير/شباط -خلال اجتماع عن أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)- بأن الولايات المتحدة لم تعد معنية بالأمن الأوروبي بقدر تركيزها على حماية حدودها والتصدي للصين.
وبهذا الصدد، شكك المقال في الرأي السائد بأن الولايات المتحدة كانت تقدم دعما يفوق ما يقدمه حلفاؤها الأوروبيون، ويستند الكاتب إلى بيانات معهد كيل للاقتصاد العالمي، والتي توضح أن إجمالي المساعدات الأوروبية لأوكرانيا يفوق المساعدات الأميركية، إذ لم تتجاوز مساهمة واشنطن 31% من إجمالي الدعم، و41% فقط من المساعدات العسكرية المقدمة لكييف.
إعلانولفت المقال إلى تصريحات دي فانس -خلال مؤتمر ميونخ للأمن في 14 فبراير/شباط- حيث أعرب عن مخاوفه بشأن ما وصفه بـ"تراجع القيم الديمقراطية" في أوروبا، مستشهدا بقرار الحكومة الرومانية إلغاء نتائج الانتخابات الأخيرة، إلا أن الكاتب يرى أن هذا الانتقاد يحمل شيئا من النفاق، إذ أن ترامب نفسه سعى إلى إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020.
وأكثر الحوادث خطورة -برأي المقال- هو إجراء ترامب مفاوضات سرية مع روسيا حول مستقبل أوكرانيا، دون إشراك أي من الحلفاء الأوروبيين أو حتى القيادة الأوكرانية نفسها، وقد أكد هيغسيث سابقا أن أوكرانيا لن تستعيد حدودها المعترف بها دوليا، ولن يُسمح لها بالانضمام إلى الناتو، وهو ما يمثل استسلاما أميركيا واضحًا لشروط موسكو.
وبحسب المقال، فإن هذه المفاوضات تُجرى بشكل أحادي، بينما تُفرض على الدول الأوروبية مسؤولية ضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه، ويرى الكاتب أن هذا التحول يعكس انهيار مفهوم "الغرب الموحّد" الذي ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
منظور ترامبإلى جانب ذلك، يشير المقال أن إدارة ترامب حاولت استغلال الوضع الأوكراني اقتصاديا، إذ طالبت الولايات المتحدة أوكرانيا بـ50% من مواردها من المعادن النادرة تعويضا عن المساعدات العسكرية السابقة دون تقديم أي ضمانات لدعم مستقبلي، وهو ما وافقت عليه أوكرانيا مؤخرا.
ويعتبر الكاتب أن هذا النهج يعكس تعامل ترامب مع معضلة الحرب الروسية الأوكرانية من منظور تجاري بحت، بدلا من كونها قضية إستراتيجية أو أخلاقية.
وفي ختام المقال، يحذر وولف من أن الولايات المتحدة -في ظل إدارة ترامب- لم تعد الضامن الرئيسي للنظام الدولي القائم، بل باتت قوة غير مبالية بمصير حلفائها التقليديين، ويؤكد أن على أوروبا أن تواجه هذا الواقع الجديد عبر تعزيز تعاونها الداخلي وزيادة إنفاقها الدفاعي، وإلا فإنها ستصبح عرضة للتفكك والهيمنة من قبل القوى الكبرى.
إعلان