دول مجلس التعاون تعرب عن قلقها العميق لاستمرار الأزمة الروسية الأوكرانية
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن قلقها العميق لاستمرار الأزمة الروسية الأوكرانية التي تجاوزت عامه
الثاني في هذا الشهر، منوهةً الى تداعياتها الخطيرة على الأوضاع الأمنية، والإنسانية، والصحية، والاقتصادية في العالم، وخصوصا فيما يتصل بتأثيرها على جهود مواجهة تحديات الأمن الغذائي.
جاء ذلك في بيان ألقته سعادة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، نيابة عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمــــام اجتماع المناقشة المفتوحة في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع في الأراضي المحتلة مؤقتا في أوكرانيا - البند 62، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وأكدت سعادتها أن دول مجلس التعاون ثابتة على مواقفها الداعية إلى الالتزام بالمبادئ الراسخة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة التي تحكم العلاقات بين الدول، والنظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية، وسيادتها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام علاقات حسن الجوار، مشيرةً في هذا الإطار الى المادة الثانية من الميثاق التي تُوجب على الدول الأعضاء تسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد في العلاقات الدولية. وأضافت أن دول مجلس التعاون تدعم جهود الوساطة والحوار لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ووقف إطلاق النار، وحل الأزمة سياسيا، وتغليب لغة الحوار، وتسوية النزاع من خلال المفاوضات.
وقالت سعادتها: "تدعو دول مجلس التعاون كافة الأطراف إلى الالتزام بتعهداتها وفقا لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين بالامتناع عن استهداف او تدمير اي منشآت مدنية. كما تُذكر الأطراف بالتزاماتها وفقا لأحكام القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بالأسرى والجرحى والمفقودين وتسهيل الوصول السلس والآمن للمساعدات الإنسانية للمحتاجين كافة، واحترام وحماية العاملين في المجال الطبي والإنساني."
وفي إطار جهود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في المساهمة في مبادرات تطبيق القانون الإنساني الدولي، وتعزيز جهود حفظ السلم والأمن الدوليين، أشادت سعادتها بجهود المملكة العربية السعودية في استضافة اجتماع مستشاري الأمن الوطني وممثلين ل 40 دولة ومنظمة دولية بما فيها الأمم المتحدة بشأن الأزمة الأوكرانية في مدينة جدة في أغسطس 2023م.
كما أشادت سعادتها كذلك بنجاح جهود وساطة المملكة العربية السعودية في تبادل أسرى ما بين كل من روسيا وأوكرانيا من خمس دول وذلك في سبتمبر2022، وجهود الوساطة التي قامت بها دولة قطر بين الجانبين الروسي والأوكراني ممثلة في عمليات لم شمل لعدد من الأطفال الأوكرانيين بعائلاتهم في أوكرانيا، الأولى في أكتوبر 2023، والثانية في ديسمبر 2023، ودفعة جديدة في فبراير الحالي، بالإضافة إلى جهود الوساطة التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة ونجاحها في اتمام عمليتي تبادل أسرى حرب بين كل من روسيا الاتحادية أوكرانيا في يناير وفبراير من هذا العام.
وجددت سعادتها التزام دول مجلس التعاون بمواصلة جهودها الإنسانية للمحتاجين والمتضررين من الأزمة المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، مضيفةً أن السبيل الوحيد لتفادي المزيد من الأضرار للمدنيين والبنية التحتية المدنية هي التوصل لوقف الأعمال العدائية بشكل مستدام والانخراط في خطوات نحو التوصل لحل سلمي يتسق مع ميثاق الأمم المتحدة.
وذكرت سعادتها أن دول مجلس التعاون تشيد بالجهود الحثيثة التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية للاستجابة العاجلة للاحتياجات الانسانية الطارئة للمدنيين، وتتقدم بالشكر للأمين العام على جهوده المستمرة للاستجابة لهذه الأزمة، مضيفةً أن دول مجلس التعاون تدعو الأطراف المعنية على الانخراط في مفاوضات جدية نحو تجديد اتفاقية تسمح بسلاسة نقل الحبوب عبر البحر الأسود، بما يضمن استمرار سلاسل الغذاء، واستقرار الأسعار وتعزيز جهود الأمن الغذائي للعديد من الدول، لا سيما الدول النامية التي هي بأمس الحاجة إلى هذه المحاصيل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: دولة مجلس التعاون الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار في غزة يبعث على الأمل رغم استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، اليوم الثلاثاء، إنه على الرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة دخل حيز التنفيذ وسمح لبعض السكان النازحين بالعودة لديارهم إلا أن مئات الآلاف في جميع أنحاء القطاع المنكوب لا يزالون يحتاجون المساعدات الإنسانية.
وأفاد العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة بأن الأزمة الإنسانية في غزة مستمرة في التفاقم في ظل النقص الحاد في المياه والغذاء وجهود توصيل المساعدات الحيوية إلى المنطقة التي مزقتها الحرب، وفي الوقت نفسه أدى تصاعد العنف في الضفة الغربية إلى تعميق المخاوف بشأن سلامة المدنيين والوصول إلى المساعدات، وفقا لما نشرته الأمم المتحدة.
وقال المتحدث الأممي -في مؤتمر صحفي- "مع سريان وقف إطلاق النار بدأ الفلسطينيون النازحون في العودة إلى ديارهم ليجد العديد منهم جبالا من الأنقاض"، موضحا أن أكثر من 90 بالمائة من المباني السكنية في غزة تضررت أو دمرت على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية.
وأضاف المتحدث الأممي "نظرا لحجم الدمار والاحتياجات في غزة، فإننا نعمل على توصيل المساعدات الحيوية للناس بأسرع ما يمكن، كما نحث الدول الأعضاء والشركاء على ضمان تمويل عمليات المساعدة لدينا لتلبية الاحتياجات الهائلة".
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، دخلت اليوم الثلاثاء 897 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما أعرب المتحدث الأممي عن قلقه العميق إزاء الوضع في الضفة الغربية، وخاصة سلامة الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها للاجئين، حيث أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية اليوم عن سقوط قتلى وجرحى، وقال "وفقا للتقارير الأولية، أسفرت الغارات الجوية والجرافات الثقيلة وعمليات القوات السرية عن سقوط العديد من القتلى وعشرات الجرحى منهم أفراد من الطاقم الطبي".
يأتي ذلك بعد أسابيع من الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين المسلحين، وقد أدت أعمال العنف السابقة إلى نزوح حوالي ألفي أسرة من مخيم جنين، مع تعطيل الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وقد كافح العاملون في المجال الإنساني للوصول إلى المنطقة بأمان، مما حد من توزيع المساعدات مثل المراتب والبطانيات.
ووصف نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط مهند هادي زيارته لغزة بأنها واحدة من أكثر اللحظات التي تبعث على الأمل في حياته المهنية الإنسانية، وقال إنه لأول مرة منذ أشهر يرى الناس في الشوارع وهم يبدأون في تنظيف الطرق ومحاولة إعادة بناء حياتهم.
ولفت هادي إلى تحول الموقف بين سكان غزة حيث أعرب العديد منهم عن رغبتهم القوية في العودة إلى العمل وإعادة البناء بدلا من الاعتماد على المساعدات، وأكد ضرورة عودة وسائل الإعلام الدولية إلى غزة وتقديم تقارير مباشرة عن الوضع.
ومن جانبها، أكدت مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما أن الأونروا لا تزال ملتزمة بالبقاء في كل من قطاع غزة والضفة الغربية وتقديم المساعدة والخدمات الحيوية للأشخاص المحتاجين.