الحرة:
2025-03-03@10:10:50 GMT

من سيناديني أبي؟.. دموع رجل فقد 103 من أقاربه في حرب غزة

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

من سيناديني أبي؟.. دموع رجل فقد 103 من أقاربه في حرب غزة

تتدفق الدموع بلا توقف من عيني أحمد الغفري، وهو يسترجع تفاصيل مقتل 103 من أفراد عائلته في غزة، بينما بقي عالقا في الضفة الغربية، بعيدا عنهم.

ولا يزال أحمد الذي فقد زوجته وبناته الثلاث، إضافة إلى أمه و4 من إخوته وأفراد آخرين من عائلته الممتدة، يحاول استيعاب الفاجعة غير قادر على تصديق ما حدث: "أشعر وكأنني في حلم.

وما زلت لا أستطيع أن أصدق ما حدث لنا".

وكان أحمد يعمل في موقع بناء في تل أبيب عندما هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، ولم يتمكن من العودة إلى زوجته وبناته تالا ولانا ونجلاء بسبب الحرب التي تلت ذلك، والحصار العسكري الذي فرضته إسرائيل على القطاع.

يقول أحمد لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنه بقي على تواصل شبه يومي مع أسرته، حتى الثامن من ديسمبر، صباح يوم الهجوم الذي استهدف منزل عمه، حيث تحدث مع زوجته التي "كانت تعلم أنها ستموت"، يضيف: طلبت مني أن أسامحها على أي شيء سيء ربما فعلته بي. أخبرتها أنه لا داعي لقول ذلك. وكانت تلك آخر مكالمة بيننا".

وأدى هجوم كبير بالقنابل على المنزل الذي كان يؤوي العشرات من أفراد عائلته، إلى سقوط أكثر من 100 قتيل في المجموع. وبعد مرور أكثر من شهرين، لا تزال جثث بعضهم عالقة تحت الأنقاض.

وفي الأسبوع الماضي، احتفل أحمد بعيد ميلاد ابنته الصغرى، نجلاء التي كانت ستبلغ الثانية من عمرها، ويستحضر بألم، ووجهه، تحت الدموع، بلا حراك، أنه لم يكن هناك معهم. 

وصرح حامد الغفري، أحد أقارب أحمد الناجين، لـ"بي بي سي"، إنه عندما بدأت الضربات، نجا أولئك الذين فروا إلى أعلى التل، وقُتل أولئك الذين احتموا بالمنزل.

وأضاف: "لقد كان حزاما ناريا، كانت هناك غارات على المنازل الأربعة المجاورة لمنزلنا. كانوا يضربون منزلا كل 10 دقائق".

وتابع: "كان هناك 110 أشخاص من عائلة الغفيري، أطفالنا وأقاربنا.. لقد قُتلوا جميعا باستثناء عدد قليل منهم".

ويقول الناجون من القصف، إن أكبر الضحايا سنا، جدة تبلغ من العمر 98 عاما، فيما كان أصغرهم، طفل ولد قبل تسعة أيام فقط.

ووصف قريب آخر، وهو ابن عم يُدعى أيضا أحمد، انفجارين كبيرين ناجمين عن غارة جوية، مشيرا إلى أنه "لم يكن هناك أي تحذير مسبق".

وأضاف: "لو لم يكن بعض الناس قد غادروا هذه المنطقة بالفعل، أعتقد أن المئات كانوا سيقتلون. المنطقة تبدو مختلفة تماما الآن. كان هناك موقف للسيارات، ومكان لتخزين المياه، وثلاثة منازل، بالإضافة إلى منزل كبير. ودمر الانفجار منطقة سكنية بأكملها."

وقال حامد، إن الناجين عملوا حتى الساعات الأولى من الصباح لانتشال الجثث من تحت الأنقاض.

وقال ابن العم، أحمد: "كانت الطائرات تحوم في السماء، وكانت طائرات درون رباعية المراوح تطلق النار علينا بينما كنا نحاول سحبهم للخارج".

وبعد مرور شهرين ونصف، ما زال أفراد العائلة الناجين يحاولون الوصول إلى بعض الجثث المدفونة تحت الأنقاض. قامت الأسرة بجمع المال لاستئجار حفار صغير لإزالة الأنقاض.

وأشار أحمد لبي بي سي: "لقد انتشلنا أربع جثث الاثنين، بما في ذلك زوجة أخي وابن أخي محمد، اللذين تم انتشالهما أشلاء. لقد ظلا تحت الأنقاض لمدة 75 يوما".

وفيما يبقى أحمد عالق في أريحا ولم يزر أقاربه، يتساءل باستنكار "ماذا فعلت لأحرم من أمي وزوجتي وأولادي وإخوتي؟.. كانوا جميعا مدنيين".

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية، إنها تواصلت مع الجيش الإسرائيلي للتعليق عن استهداف منزل العائلة بغارات جوية، وقال في رده، إن القوات اتخذت "الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي لحقت بالمدنيين" في حربه مع حماس.

ووقع قتال عنيف بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حماس في منطقة الشجاعية، على بعد بنايات قليلة جنوب منزل الغفيري، في الأيام التي سبقت مقتل عائلة أحمد وبعدها مباشرة.

وفي تحديث يومي بتاريخ 9 ديسمبر، قال الجيش إنه "حدد عددا من الإرهابيين المسلحين بصواريخ مضادة للدبابات" يقتربون من القوات في الشجاعية، ودعا إلى توجيه ضربة بطائرة هليكوبتر عليهم.

وقال أيضا، إن الطائرات المقاتلة قصفت أهدافا إرهابية في قطاع غزة، مع استمرار العمليات البرية.

وأصبحت منطقة الزيتون، حيث كان يوجد منزل العائلة، الآن محور العمليات الجديدة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي.

وفي أريحا، لا يزال أحمد يتصل أحيانا بأقاربه الباقين على قيد الحياة في غزة. ولكن بعد أشهر من بقائه محاصرا بعيدا عن منزله، لم يعد متأكدا من رغبته في العودة، يقول: "لقد تحطم حلمي في غزة".

ويضيف: "إلى من سأعود؟ من سيناديني يا أبي؟ من سيناديني يا حبيبي؟ كانت زوجتي تقول لي إنني كنت كل حياتها. من سيخبرني بذلك الآن؟".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: تحت الأنقاض

إقرأ أيضاً:

عبد العاطي: هناك اتفاق أوروبي على ضرورة حماية الأمن المصري المائي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن وزير الخارجية، الدكتور بدر عبد العاطي، أن المباحثات مع الاتحاد الأوروبي تركزت على أهمية التشاور بين مصر ودول الاتحاد بشأن "ميثاق المتوسط" المزمع إطلاقه.

وأوضح خلال مؤتمر صحفي جمعه مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الشرق الأوسط، الذي نقلته قناة "القاهرة الإخبارية"،  أن هذا الميثاق يمثل خطوة هامة في تعزيز التعاون بين دول البحر الأبيض المتوسط في مجالات متعددة، بما في ذلك القضايا الاقتصادية والأمنية والبيئية.


وأكد عبد العاطي، أن هناك توافقًا أوروبيًا على ضرورة حماية الأمن المائي المصري، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها مصر في هذا المجال.

وأشار إلى أن هذا التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي سيعزز سبل التعامل مع قضايا المياه، خصوصًا في إطار التهديدات المتعلقة بالموارد المائية.

مقالات مشابهة

  • الخدمات الفنية بحمص تواصل إزالة الأنقاض وتأهيل المدارس ‏وترحيل القمامة
  • زيلينسكي: ستكون هناك دبلوماسية من أجل السلام
  • سحر رامي تكشف كواليس فيلمها أثناء حرب الخليج: المغامرة كانت تستحق المخاطرة
  • «غزة تصوم على الأمل».. الفلسطينيون يقيمون إفطارًا جماعيًا فوق الأنقاض «فيديو»
  • فوق الأنقاض| شاهد.. الفلسطينيون يقيمون إفطارا جماعيا للتأكيد على التآخي والصمود
  • عبد العاطي: هناك اتفاق أوروبي على ضرورة حماية الأمن المصري المائي
  • حسام موافي: هناك بعض الحالات المرضية لا يجوز لها الصيام
  • تحت القصف في غزة.. فريق محلي ينقذ تاريخا مدفونا تحت الأنقاض
  • واشنطن بوست: دموع وصدمة في أوكرانيا وأوروبا بعد مشادة زيلينسكي وترامب
  • الحلقة الأولى من مسلسل الكابتن.. دخول أكرم حسني غرفة الرعاية المركزة نتيجة سقوط الطائرة التي يقودها