تفاعل عربي واسع مع أمريكي ضحى بحياته لوقف "إبادة غزة"
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
"بوعزيزي أمريكا"، وصف أطلقه مغردون وناشطون عرب على الطيار الأمريكي آرون بوشنيل (25 عاما)، بعد إضرام النار في جسده احتجاجا على ما يحدث من "إبادة جماعية" في غزة، وسط إشادات عربية.
في الوقت ذاته رصدت الأناضول تجاهل وسائل إعلام أمريكية شهيرة للحيثيات التي أدت إلى وفاة بوشنيل، والمتمثله في تضامنه مع غزة وفلسطين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة بدعم أمريكي على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء وتسببت بدمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".
بوعزيزي جديد
في 17 ديسمبر/كانون أول 2010، أقدم التونسي محمد البوعزيزي، على إضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات المحلية لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وعدم قبول شكواه.
وبعد 14 عاما، أعلنت شرطة واشنطن، الاثنين، وفاة الأمريكي آرون بوشنيل الذي أضرم النار بنفسه أمام السفارة الإسرائيلية "تنديدا بالإبادة الجماعية" في غزة.
وقالت إدارة شرطة العاصمة الأمريكية، في بيان، الاثنين، إن العسكري في القوات الجوية الأمريكية آرون بوشنيل، فارق الحياة بعد إضرامه النار بنفسه.
وتوجه بوشنيل نحو السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ولدى وصوله سكب وقودا على رأسه وأضرم النار في نفسه وهو يصرخ مرارا "الحرية لفلسطين" حتى توقف عن التنفس.
وقبيل إضرامه النار بنفسه، قال بوشنيل: "سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم".
وأظهرت المشاهد أحد أفراد شرطة السفارة وهو يقول لبوشنيل "هل يمكنني مساعدتك؟" و"استلق على الأرض"، فيما يقول الشرطي الآخر "نحتاج إلى مطفأة حريق وليس مسدسا".
وكانت عبارة الجندي الأمريكي من الكلمات المتداولة بقوة في منصة إكس بعدة دول عربية بينها مصر والكويت وفق ما رصدته "الأناضول".
وكتب حساب بعنوان labnan الموثق بمنصة إكس قائلا: "توفي بوعزيزي امريكا"
وتساءل حساب باسم عبد الرحمن عامر :"هل سيكون آرون بوشنيل محمد بوعزيزي، هل حان الوقت لربيع أمريكي .. أوروبي".
وقال حساب أحمد الجهيني: "بوعزيزي أمريكا اعترض على عربدة أمريكا ومات وهو يقول الحرية لفلسطين".
وكذلك وصفه حساب باسم موسى مازن قائلا: "أظن بوعزيزي بعث من جديد في أمريكا".
تعتيم غربي
وقالت الصحفية ديما الخطيب عبر حسابها بمنصة إكس: "وسائل الإعلام الغربية تنقل خبر الجندي الأمريكي آرون بوشنيل الذي أحرق نفسه حتى الموت احتجاجاً على دعم حكومته للإبادة الجماعية، وآخر كلماته "فلسطين حرة"، دون ذكر كلمة فلسطين أو غزة أو إبادة جماعية في عناوينها".
وأضاف: "صحافة العار تريد تمييع احتجاج هذا الشاب الذي ضحى بحياته لإيصال رسالة".
ونشرت منصة "عربي بوست" عبر حسابها بمنصة إكس، صورا من تغطية نيوزويك وواشنطن بوست وسي إن إن ووكالات غربية للحادث.
وقالت: "بشكل عفوي اتفقوا على عدم ذكر سبب إحراق الجندي آرون بوشنل نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن.. رغم أنه أعلن السبب بنفسه في فيديو شاهده الجميع، وقال إن السبب هو "احتجاجه على الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة".
وتساءلت عن تجاهل السبب في عناوينها بالقول: "لا يعرفون السبب ولم يصلهم الفيديو الذي نشره الجندي وسبب آخر؟".
وانتقدت الكاتبة العربية، سمر جراح عبر حسابها بمنصة "إكس" التعتيم الأمريكي، قائلة: "الخبر على صفحة نيويورك تايمز. لا ذكر لفلسطين أو غزة".
وأضافت: "خبر موقع سي إن إن يقول عضو في سلاح الجو يشعل النار بنفسه خارج سفارة إسرائيل في واشنطن. لا ذكر لغزة أو الإبادة في عنوان الخبر".
وعن أثر ذلك أضافت جراح: "رغم كل محاولات الاعلام الربحي التعتيم وإنكار فداحة معنى ما فعله آرون بوشنيل على السياسة الداخلية في أمريكا، إلا أن اسمه تريند في تويتر أمريكا #AaronBushnell " مضيفة: "تخيلوا أثر هذه العملية على الشباب المتحمس لصالح غزة وكل القضايا العادلة الداخلية والخارجية".
وأظهرت قناة الشرق السعودية سبب الحادث في تغطية نشرها حسابها بمنصة إكس بعنوان "وفاة الطيّار في الجيش الأمريكي (..) رفضا للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة".
وتساءلت صحيفة الخليج عبر موقعها الإلكتروني: "بعد أن أحرق نفسه أمام سفارتها في واشنطن.. هل تشعل وفاة الجندي الأمريكي الغضب ضد إسرائيل عالمياً وتوقف الحرب بغزة؟".
وتحت عنوان "جندي أمريكي يضرم النار في جسده احتجاجا على العدوان الإسرائيلي"، تناول موقع هسبريس المغربي، الحادث.
وتناول موقع فيتو المصري الحادث تحت عنوان "زلزال وصدمة عالمية، طيار بالجيش الأمريكي يحرق نفسه احتجاجا على الإبادة في غزة".
وعلقت قناة اليمن اليوم عبر موقعها الإلكتروني على ما قاله الجندي الأمريكي، بأنها: "كلمات تهز العالم"، مشيرة إلى أن "الحادثة شهدت جدلا واسعا في الولايات المتحدة وإسرائيل".
الاستشهاد على مذبح إدارة بايدن
قال الإعلامي أحمد منصور عبر حسابه بمنصة إكس: "في حادث مروّع وغير مسبوق يهز الولايات المتحدة والغرب الذي يشارك في دعم اسرائيل ضابط في سلاح الجو الأمريكي يحرق نفسه أمام السفارة الاسرائيلية في واشنطن ويسجل ما قام به وذلك احتجاجا على جرائم الحرب والتطهير العرقي الذي تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وقد نقلت شبكة NBC التليفزيونية الأمريكية أنه قد توفي".
وأضاف: "هل سيستيقظ الغرب من سكرة الدعم الأعمى لإسرائيل بعد هذا الحادث المروّع؟".
وعبر حسابه بمنصة إكس، اعتبر الأكاديمي الكويتي عبد الله الشايجي الحادث: "سابقة".
وأضاف: "هذه التحركات والمواقف واستقالات بعض المسؤولين تحرج بايدن وإدارته المتواطئة مع الصهاينة وتسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين وتفضح جرائم حرب الصهاينة".
ومعلقا على الحادث، قال الكاتب القطري، جابر الحرمي عبر حسابه بمنصة إكس: "الاحتجاجات ضد إسرائيل باتت حدثًا شبه يومي في جميع أنحاء البلاد منذ أن بدأت حملتها في غزة".
حسام شاكر خبير بالإعلام الغربي، سجل عبر حسابه بمنصة إكس، "سلسلة تغريدات" قال إنها عن "شاب أراد التطهّر بالنار من خطيئة الإبادة التي رأى ذاته ضالعا فيها لعمله في سلاح الجو الأمريكي وإيصال صيحة غضب".
وأضاف: "رأى الضابط بوشنيل طبقة حاكمة تضع أصابعها في آذانها كي لا تسمع هتاف فلسطين حرة المدوِّي في الميادين منذ شهور، فهتف على طريقته عبر البث المباشر".
وتابع: "أشعل بوشنيل النار في جسده تنديدا بإدارة متغطرسة ترفض وقف النار التي تحرق عشرات ألوف الأطفال والنساء والمدنيين بذخائرها".
وبلغة أدبية، قال "قرّر بوشنيل تعميد ذاته بالنار والاستشهاد على مذبح السياسة الأمريكية التي تساند الإبادة في غزة وتدعم حرمان فلسطين من حريتها".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الجندی الأمریکی النار بنفسه احتجاجا على نفسه أمام فی واشنطن النار فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
نائب بريطاني: استمرار دعم إسرائيل سيجرنا إلى المحاكم بتهمة إبادة سكان غزة
أبدى النائب البريطاني محمد إقبال مخاوفه من تورط بلاده واقتيادها إلى المحاكم الدولية، بسبب التواطؤ بحرب الإبادة في قطاع غزة، مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي استشهد فيها عشرات آلاف الفلسطينيين وأصيب مئات آلاف آخرين.
وقال إقبال وهو أحد نواب مجموعة "التحالف المستقل" التي شكلها 5 نواب مستقلين يدعمون غزة، في البرلمان البريطاني، "هذا يكفي كم يجب أن يكون عدد القتلى حتى توقف الحكومة البريطانية دعمها المباشر وغير المباشر لإسرائيل التي ترتكب جرائم حرب؟".
وأكد على "ضرورة منع إسرائيل من قتل المدنيين الأبرياء في جميع أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية"، مطالبا "المتواطئين في هذه الجرائم إنهاء دعمهم لإسرائيل".
وأضاف: "إنهم لا يريدون أن يطلقوا عليها إبادة جماعية، لكنها إبادة جماعية، ولا يريدون أن يسموها قتلا جماعيا ولكنها قتل جماعي".
وأشار إلى أن تحالفه "يثير هذه القضية مع كثير من النواب من مختلف الأحزاب في البرلمان البريطاني في كل فرصة".
ودعا إقبال الحكومة البريطانية إلى "التوقف عن الاكتفاء بالخطابات"، مشددا على "ضرورة تحركها".
ولفت أنه "ليس من الكافي تعليق 30 ترخيصا فقط من أصل 350 ترخيصا لتصدير الأسلحة لإسرائيل".
وطالب حكومة بلاده "بإيقاف إرسال قطع طائرات إف 35 إلى إسرائيل، لأن تلك الطائرات آلات القتل الأكثر شيوعا".
وفي 2 أيلول/سبتمبر الماضي، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أن بلاده ستعلق بيع بعض الأسلحة للاحتلال، مشيرا أنه سيتم تعليق نحو 30 من أصل 350 ترخيصا بهذا الخصوص.
في حين أفاد وزير الدفاع جون هيلي، أن قرار بلاده تعليق 30 من 350 رخصة تصدير أسلحة إلى الاحتلال لا يغير دعم لندن "حق تل أبيب في الدفاع عن نفسها" على حد تعبيره.
وانتقدت منظمات حقوقية دولية ومؤسسات غير حكومية قرار بريطانيا بفرض حظر جزئي على الأسلحة على الاحتلال ووصفته بأنه "غير كاف"، و"تم اتخاذه بعد فوات الأوان"، مطالبة بوقف إمدادات الأسلحة بشكل كامل.
وتساءل: "صناع القرار رئيس الوزراء، ووزير الخارجية والحكومة بأكملها وأعضاء البرلمان الذين يدافعون عن حق إسرائيل في ارتكاب الإبادة الجماعية، ماذا سيقولون لأبنائهم وأحفادهم حين يكبرون؟".
واستهجن تصريحات رئيس الوزراء كير ستارمر التي قال فيها إن "ما حدث في غزة ليس إبادة جماعية".
وقال إن "الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ومنظمات مستقلة ومقررين أكدوا أن ما حدث في غزة ينطبق عليه تعريف الإبادة الجماعية".
وأضاف: "الإبادة الجماعية ليست مسألة أرقام، إنها مسألة نية لارتكابها".
وأضاف: "أخشى أنه عندما يُحاكم مجرمو الحرب هؤلاء، ستتم محاكمة الحكومة البريطانية لتواطؤها في هذه الجرائم".