"الاستراتيجية الوطنية للتربية الإيجابية".. جهود مؤسسية نحو التنمية المستدامة.. لجنة متخصصة ودليل متكامل للأسرة.. و"التضامن" تدشن مبادرات مهمة لزيادة الوعى المجتمعى
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
تهتم الدولة المصرية برعاية وتنمية الأطفال في مختلف المجالات، سواء في التعليم أو الرياضة أو الصحة وتطوير المهارات، ومن أجل تحقيق رؤية مصر 2030، تعمل الدولة على تنفيذ "الاستراتيجية الوطنية للتربية الإيجابية" بالتعاون مع عدة وزارات ومؤسسات مختصة، فإلى جانب وزارات التعليم والشباب والرياضة والصحة والتضامن، يشارك المجتمع المدني والخبراء والمتخصصون في هذه الاستراتيجية.
كما تشارك المجالس المختصة مثل المجلس القومي للطفولة والمجلس القومي للمرأة، إضافة إلى المؤسسات الدينية؛ حيث يسعى الجميع إلى تحقيق رؤية مستقبلية لتطور شامل لأطفال مصر.
تُظهر الأبحاث الحديثة أن الأطفال الذين يتلقون تربية إيجابية يعيشون في بيئة مليئة بالحب والتأديب الصحي وخالية من العنف.. هؤلاء الأطفال يتطورون بشكل أفضل في مهاراتهم المعرفية ومهارات التواصل وضبط النفس مقارنة بأولئك الذين لا يتمتعون بهذا النوع من التربية.
لا يقتصر تأثير التربية الإيجابية على فترة طفولة الطفل فحسب، بل تستمر آثارها لسنوات عديدة، فالدراسات أظهرت أن 60% من فكر واتجاهات ومفاهيم وسلوكيات الطفل تُشكِّل خلال السنوات الأولى من حياته.
إضافة إلى ذلك، فإن “التربية الإيجابية” تساعد على نقل هذه المهارات إلى جيلٍ جديد، مما يضمن استمرارية علاقات صحية بين الآباء والأطفال عبر الأجيال. كما تُسهم في الحد من الفقر متعدد الأبعاد بين الأطفال، وتؤثر إيجابًا على المجتمع بشكلٍ عام.
استراتيجية وطنيةوفي إطار إعداد الاستراتيجية الوطنية لـ "التربية الإيجابية"، قامت الحكومة المصرية بتكليف وزارة التضامن الاجتماعي منذ عام 2021 بإعداد ورئاسة لجنة متخصصة تقوم بإعداد استراتيجية محكمة وإعداد دليل متكامل حول “أساليب التربية الإيجابية للأسرة” من جميع النواحي المختلفة. وأكدت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي أن الاستراتيجية تعمل على المنهج القائم على الطفل والأسرة وتحقيق المساواة بين النوعين فى التنشئة.
وعن الاستراتيجية الوطنية للتربية الإيجابية أوضحت مستشارة وزارة التضامن آمال ذكي، أن الاستراتيجية تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة فيما يخص النشء والأطفال والشباب، والتمتع بالنماء والرخاء فى مصر، حيث تعمل الدولة من خلال كل المؤسسات على دعم البيئة المحفزة لنمو الطفال من خلال خدمات ذات جودة بعدالة ومساواة.
وأكدت في تصريحات لها على إعداد الاستراتيجية وفقًا لأساليب علمية تؤثر في النشء ليكونوا أعضاء فاعلين ومؤثرين في المجتمع.
التربية الإيجابية داخل المدارسأكد الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، على أن الوزارة تتعاون مع كل الوزارات والجهات المعنية، تنفيذًا لاستراتيجية الدولة للتنمية المستدامة، من خلال العمل المشترك في برامج حماية الطفل ودعم حقوقه، وذلك فى إطار المبادرة الوطنية "تمكين الطفل المصري"‘ من أجل تحسين جودة حياة الطفل، والمتابعة وقياس الأثر.
وأوضح في بيانات صحفية أن العملية التعليمية لها أثر في الاستراتيجية الوطنية للتربية الأسرية من خلال تمكين الطفل المصري في الأنشطة المدرسية، بما يكسبه قوة الشخصية، والقدرة على التعبير، ومهارات العرض، وتحمل المسئولية وغيرها من المهارات الحياتية، مضيفًا أن الوزارة تنفذ حقائب خاصة في هذا الإطار داخل المدارس بمراحلها المختلفة للطلاب، وتدريب المعلمين أيضًا،والإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بهدف دعم التربية الإيجابية للطلاب ونشر الوعي بالصحة النفسية، بالإضافة إلى تدريب مديري المدارس، مشيرّا إلى أنه سيتم بدء تنفيذ هذه الحقيبة للمرحلة الابتدائية.
وفي نفس السياق قالت الخبيرة الأسرية داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصرفي تصريحات لــ "البوابة نيوز" أن توفير بيئة تربوية إيجابية داخل المدرسة سيساهم في بناء شخصية متكاملة للطالب في جميع المجالات سواء العلمية والمهارية، وعلى الجانب السلوكي والاجتماعي، كما أن المدرسة ستصبح بيئة جاذبة للطلاب.لا تتم فقط داخل الفصل الدراسي ولكنها تشمل جميع البرامج والأنشطة فهي عملية متكاملة يشترك فيها المدرس والطالب، ويجب مراعاة جميع الجوانب الأخرى التي تؤثر على ذلك مثل تكدس الفصول وسوء البيئة المكانية مثل عدم جودة التهوية والإضاءة وغيرها بما فيها سوء وضع المعلمين وقلة أعدادهم مقابل الطلاب.
وأكدت الخبيرة التربوية، أن إعداد المعلمين وتدريبيهم جيدًا على كيفية التعامل من خلال التربية الإيجابية للطلاب مهم جدا للتعامل على جميع الجوانب المعرفية والإدراكية والسلوكية للطالب.
مؤسس ائتلاف أولياء الأمور: توفير بيئة تربوية سليمة داخل المدرسة يساهم فى بناء شخصية متكاملة للطالب فى جميع المجالات
كما أشادت الحزاوي بتعاون وزارة التربية والتعليم مع وزارات مختلفة لتفعيل استراتيجية التربية الايجابية مثل تطبيق اليوم الرياضي أسبوعيا بالتعاون مع وزارة الشباب، واليوم الفني بالتعاون مع وزارة الثقافة، مما يؤثرعلى امتلاك الطلاب مهارات وقدرات عظيمة، كما عولت على تطبيق لائحة الانضباط المدرسي في المدارس، بما يحقق مصلحة جميع الأطراف المعنية والمصلحة العامة سيساهم بشكل كبير في تحقيق بيئة تعليمية إيجابية تربوية.
صحة نفسيةوحول أهمية التربية الإيجابية في دعم الصحة النفسية للنشء والأسرة وبالتالي المجتمع، ودور الأسرة في تنفيذها أوضح الدكتور على النبوي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن التربية الإيجابية خير ما يعطيه الأب لأولاده لأنه كقدوة لمواجهة أزمات الحياة ومثال لمواجهة الصعوبات بشكل عملي.
وأكد أستاذ الطب النفسي في تصريحات لـ "البوابة نيوز"، أن النمذجة هو الأسلوب والموديل الأفضل للتعلم، ولذلك ينص الدين على أن الفعل والسلوك أهم من الحديث، وتنص التربية الإيجابية على أن رد الفعل الذي يطلقه الشخص وقت الأزمة يصبح النموذج الطبيعي أمام أولاده، لذلك يجب على الأسرة اتباع أساليب التربية الايجابية وتجنب التهويل على سبيل المثال.
النبوى: "النمذجة" هى الأسلوب الأمثل للتربية والأسرة والتعليم المنظومة الأهم فى حياة الأطفال
وأضاف أن للأسرة دورا مهما في تربية الأولاد بطريقة إيجابية وتفادي التشاؤوم والأسلوب الناقد، والامتناع عن قول عبارات مثل: "أنا طافح المرار عشانكم.. آدي دقني لو فلحت.." وغيرها من العبارات، وإطلاق ما يدعم الطفل والشاب والمراهق على الصفات الحميدة والطموح لدى الأولاد.
وتابع النبوي، أن الحوار مع الأطفال مهم لتكوين الشخصية ودعم ثقة بالنفس، لأن عدم الحوار أهم أسباب الانحرافات السلوكية والجندرية المختلفة وهو حرمان الطفل من رمزية الأب وقد يضطرب الطفل جنسيًا فيما بعد، ولذلك يجب الاهتمام بهذا المحور.
وأشار أستاذ الطب النفسي إلى أن التعليم والمعلم له دور مهم أيضًا في حياة الطفل فهو يشكل بديلا لرمزية الأب، ولذلك على ممارس العملية التعليمية سواء عن طريق الحضور المباشر أو التعليم أون لاين أن يبث روح الشخصية الإيجابية فهو بديل للأسرة وله دور مهم في التربية قبل تدريس العلوم النظرية.
أثر مجتمعىوفي نفس السياق أوضح الدكتور أيمن القرنفيلي أستاذ مساعد علم الاجتماع بجامعة بنها، أن مفهوم التربية الإيجابية يعني خلق مواطن نشط قادر على تحمل المسئولية والقياد بالواجبات اللازمة عليه، ويشارك المواطن الإيجابي في الحياة الاجتماعية وتنميتها عكس المواطن السلبي.
وأضاف خبير علم الاجتماع في تصريحات لـ "البوابة نيوز"، أن هناك عدة عوامل مؤثرة في تنفيذ استراتيجية التربية الإيجابية، تبدأ من الأسرة فهي اللبنة الأولى للتنشئة والغرس القيمي بالمجتمع، وغرسها في عقول الأطفال، وأن التفاعل داخل الأسرة خير شاهد، فمن المهم أن تكون العلاقات السرية سوية بين الزوج والزوجة وتخلو من العنف اللفظي والجسدي وبالتالي يتم خلق الحوار والنقاش بين أفراد الأسرة والأبناء حتى وإن أخطأ الأطفال.
وأكد "القرنفيلي" على أن عدم السماح للأبناء بالنقاش وإملاء الأب أو الأم الدور السلطوي على أبنائهم يؤدي إلى خوف الأطفال، ويعمل على خلق مساحات انعزال وبالتالي قد يؤدي إلى أمراض نفسية.
القرنفيلى: الأسرة لبنة أولى للتربية الإيجابية وللإعلام دور مهم فى إبراز الرموز والقيادات كقدوة للنشء
وأشار أستاذ الاجتماع المساعد، إلى أن هناك حالة من "الاستسهال" في الأجيال الجديدة، على عكس تربية الآباء والأجداد التي كانت تعتمد على تحمل الأطفال المسئولية، ولذلك يجب على الأسرة والمدرسة وكل من له صلة في عملية التربية الإيجابية دعم الطموح المشروع لدى الطفل منذ الصغر ودعمه ليصبح ذا أهمية ليصبح على سبيل المثال "عالم" في تخصص ما.
وأضاف أن الإعلام له دور مهم في إبراز القيادات الايجابية والتركيز على أن الوصول إلى "المادة أو الأموال" ليست هي الأهم في الحياة، وأن هناك أولويات كالعلم وقيم النجاح وغيرها.
حوار مجتمعىقالت أميرة العادلي عضو مجلس النواب وعضو تنسيقية الشباب إن استراتيجية التربية الايجابية المطروحة للنقاش المجتمعي جيدة في إجمالها وإن كان ينقصها بعض الجوانب لتكون قابلة للتطبيق، وعلي الرغم من ذلك قدمت الاستراتيجية مجموعة من الأرقام الهامة الخاصة بالأطفال سواء العنف، أو أمراض سوء التغذية، إضافة الي مؤشرات التقييم والمتابعة.
وأكدت عضو النواب، في تصريحات لـ "البوابة نيوز"، أن التربية الايجابية هي أحد أهم وأبرز العوامل لتقديم جيل سوي نفسيا ويتمتع بصحة جيدة وتعليم جيد، والدولة المصرية خلال السنوات الماضية كانت حريصة علي الاهتمام بهذا الملف الذي يعد أولاوية قصوى في دولة أحد أهم خصائصها أنها دولة شابة.
العادلى: الدولة المصرية حريصة على الاهتمام بهذا الملف ووضع آليات لتفعيلها مشيدة بمبادرات "نوارة" و"دوي"، وتطوير المناهج التعليمية، ودمج ذوي الإعاقة والاحتفاء بهم، والكشف المبكر عن الأنيميا والتقدم في المدارس
وأشارت إلى أن من أهم الخطوات التي يجب تفعيلها هو سرعة إصدار قانون الطفل الجديد، تجريم زواج الأطفال، تنفيذ الاستراتيجيات الخاصة بالطفل وترجمتها لتشريعات وقرارات تنفيذية، العمل علي تطبيق المناهج التعليمية الخاصة بالقيم والمواطنة بشكل حقيقي.
إضافةً إلى إن التربية الايجابية ستساهم بشكل حقيقي في خلق جيل مختلف أكثر وعيا، قادر علي التعبير عن آرائه والمشاركة في المجتمع، صحيح نفسيا وبدنيا، مما سينعكس آثاره علي المجتمع وتماسكه، وقوته الاجتماعية والاقتصادية.
وأشادت "العادلي" بالمبادرات الصادرة في هذا الإطار مثل "نوارة" أو "دوي"، إضافة إلى تطوير المناهج التعليمية، ودمج ذوي الإعاقة والاحتفاء بهم، والكشف المبكر عن الأنيميا والتقدم في المدارس، ولكن ما زال الطريق طويلا وهناك العديد من الجوانب التي يجب أن تتحرك فيها الدولة سواء علي المستوى التنفيذي والتشريعي، لتوفير كافة الخدمات والاحتياجات للطفل، وضمان حقوقه وحمايته.
مبادرات مهمةأطلقت وزارة التضامن الاجتماعي بتكليفات من الوزيرة نيفين القباج، عدة مبادرات مهمة في سبيل ذلك، إضافة إلى خلق حوار مجتمعي مع كل الأطياف المعنية والمستفيدة من هذه الاستراتيجية، ومن ضمن المبادرات المهمة قامت بتنفيذ تدريب 200 أستاذ جامعي، و2500 رائدة اجتماعية، و13 ألف شابة وشاب من طلاب الجامعات، كما تم تنفيذ 57 ألف ندوة للأسر بقرى ومراكز مبادرة حياة كريمة حول "أساليب التربية الأسرية الإيجابية"، واستفاد منها 764 ألف أسرة من خلال تنفيذ 3 جلسات توعية لكل أسرة، إضافة إلى تنفيذ 1.8 مليون زيارة منزلية عن أساليب التربية الاسرية الإيجابية من خلال الرائدات الاجتماعيات.
وقامت الوزارة بتنفيذ مبادرة "التربية مشاركة" لتثقيف أولياء الأمور بسبل التربية الإيجابية وتعزيز الوعي الصحيح في التعامل مع الأطفال والنشء، وإتاحة الاستشارات الأسرية اللازمة لأولياء الأمور، وبلغ إجمالي الفعاليات التي تم تنفيذها خلال الحملة 143 ألفًا و207 ندوات، و3 ملايين و872 ألفًا و61 زيارة، استهدفت 2 مليون و520 ألفًا و135 سيدة ورجلا.
كما أن الحملة أسفرت عن تنظيم 143207 ندوة استهدفت 2520135 سيدة ورجلًا، كما تم تنظيم عدد 3872061 زيارة استهدفت 3872061 أسرة، وذلك من خلال الرائدات الاجتماعيات.
إضافة إلى مبادرة "الأب القدوة" لترسيخ الدور الأسري والتنشئة الأسرية السوية والسليمة باعتبار الأب قدوة لأبنائه وتأكيدا على دوره كعماد للأسرة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التربية الإيجابية الإستراتيجية الوطنية الأطفال الطفل التضامن الاجتماعي الاستراتیجیة الوطنیة للتربیة للتربیة الإیجابیة التربیة الإیجابیة التربیة الایجابیة أسالیب التربیة فی تصریحات لـ البوابة نیوز إضافة إلى من خلال دور مهم إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
«القومي للطفولة والأمومة»: تلقينا 21424 بلاغًا عبر خط نجدة الطفل خلال 2024
شاركت الدكتورة سحر السنباطي رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، بالملتقى الأول لدعم صحة المرأة المصرية من خلال عيادات المرأة الآمنة بمنشآت قطاع الرعاية الصحية الأولية وبالتنسيق مع جهات الإحالة الوطنية والذي نظمته وزارة الصحة والسكان.
وخلال كلمتها بالجلسة الافتتاحية أشارت " السنباطي " إلى قيام المجلس بالتصدي لكافة ظواهر العنف والخطر ضد الأطفال من خلال المنظومةُ الوطنية لحمايةِ الطفلِ من خلالِ خطِّ نجدةِ الطفلِ (16000) والتي تعد نظاما متكاملا يجمع بين الوقاية والحماية والتدخل لمواجهة أية مخاطر تواجه الطفل وتوفير البيئة الآمنة له، حيث يستقبل خط النجدة كافة البلاغات والشكاوى الخاصةِ بتعرضِ الأطفالِ لحالات لخطرِ على مدارِ الأربعِ والعشرينَ ساعةً يومياً طوال أيام الأسبوع ، ويتم التعاملِ معها من خلالِ الوحدات التابعة لهذا الخط، ويتم تقديم خدمات الدعم النفسي والاستشارات النفسية والمساعدة القانونية ( مجاناً ) ، إضافة إلى وحدات حمايةِ الطفولة العامة والفرعية البالغ عددها (332) والمتواجدةِ بكافةِ المحافظاتِ وبالتنسيقِ مع كافةِ الجهاتِ والوَزاراتِ المعنيةِ والجمعيات الأهلية الشريكة.
واوضحت "السنباطي" انه خلال عام 2024 ورد إلى خط نجدة الطفل ( 21424 ) بلاغاً ، بمتوسط يومي ( 59 ) بلاغ تقريبا وبزيادة عن عام 2023 بنسبة ( 15.5 ) % تقريبا ، منهم ( 18805 ) بلاغ طفل في خطر أي بنسبة ( 88 % ) من اجمالي عدد البلاغات، وعدد ( 2619 ) بلاغ استشارات تليفونية أي بنسبة ( 12 % ) من اجمالي عدد البلاغات، وأكثر خمس محافظات ورد منها البلاغات بالترتيب التنازلي ( القاهرة – الإسكندرية – الجيزة –الشرقية - الدقهلية ).
وأكدت الدكتورة سحر السنباطي، ان المجلس أيضا قام بجهود للقضاء على ظاهرة تشوية الأعضاء التناسلية من خلال اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث المنشأة عام 2019 ، وبالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وذلك بهدف القضاء على ظاهرة تطبيب ختان الإناث وتغيير موقف المصريين حيال تلك الظاهرة ، وتفعيل برامج توعية بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان تستهدف كافة الأطباء للتعريف بجوانب تلك القضية لمواجهة ظاهرة تطبيب تشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية ، وقد أسفرت الجهود عن انخفاض نسبة ختان الإناث إلى 14% عام 2021 مقابل 21 % عام 2014 ، علماً بأننا نستهدف أن نصل بمصر إلى صفر ختان إناث ، كما ساهمت تلك الجهود أيضا إلى تعديل قانون العقوبات بموجب القانون رقم 10 لسنة 2021 بتغليظ عقوبة كل من يجري ختاناً لأنثى بإزالة أي جزء من أعضائها التناسلية الخارجية بشكل جزئي أو تام أو ألحق إصابات بتـلك الأعضاء ، وبالتعاون مع النيابة العامة، يتم اتخاذ الإجراءات القانونية في بلاغات ختان الإناث الواردة إلى خط نجدة الطفل كما تم بالفعل منع بعض الحالات.
واضافت "السنباطي"، ان بلاغات ختان الإناث الواردة للمجلس خلال عام 2024 وصلت لـ (93) بلاغاً – منها عدد ( 32 ) لواقعة ختان لم تتم وتدخل المجلس لمنعها، وعدد ( 61 ) واقعة ختان أبلغ عن وقوعها، أي بنسبة (2.1 %) من اجمالي بلاغات الخطر البدني ، كانت أعلي المحافظات في حالات الختان سوهاج ( بعدد 19 بلاغ )، ثم قنا ( بعدد 17 بلاغ )، ثم القاهرة وأسيوط ولكلً منهما (8) بلاغات والشرقية بعدد (7) بلاغات.
كما عرضت "السنباطي" أيضا ما قام به المجلس القومي للطفولة والأمومة من جهود تستهدف القضاء على ظاهرة زواج الأطفال، حيث يعمل المجلس علي التوعية بمخاطر زواج الأطفال والأضرار المترتبة عليه، وحال وروود بلاغات يباشر خط نجدة الطفل ووحدات حماية الطفولة المعينة اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنعه، وتقديم التوعية والإرشاد بمخاطر وأضرار زواج الأطفال والمتابعة للتأكد من عدم إتمام الزواج ، وبلغ عدد بلاغات زواج الأطفال خلال عام 2024 ( 250 ) بلاغاً ، بنسبة (7 %) من اجمالي بلاغات الاستغلال، حيث نجح المجلس في إيقاف زواج (190 ) طفلة من بلاغات زواج الأطفال بنسبة 74% ، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية في الحالات التي تم الزواج وكان أكثر المحافظات وارد منها بلاغات بالترتيب التنازلي (سوهاج – الدقهلية – أسيوط – الشرقية – المنيا ) ، مشيرة إلى أن المجلس يقوم حالياً بالإعداد لإطلاق مبادرة "غزل بنات" والتي تستهدف مناهضة زواج الأطفال من خلال تعليم الفتيات بالمدارس المجتمعية بعض الحرف التراثية لإحيائها.
وأكدت رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، على استعداد المجلس الدائم للتعاون والشراكة مع كافة الجهات الوطنية والدولية بهدف تنفيذ خطط متكاملة لحماية حقوق الطفلِ، وتعزيزِ التمكينِ الاقتصاديِّ للأمهاتِ، كما وجهت أيضا الشكر والتقدير لوزارة الصحة والسكان على التعاون المثمر والمستمر على مدار الفترة الماضية من أجل صالح صحة وحماية الطفل والأم.
ومن جهتها عرضت الدكتورة هيام نظيف، نائب رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، خلال الملتقى دور المجلس القومي للطفولة والأمومة في مناهضة العنف ضد الفتيات، حيث تضمن العرض دور المجلس فى تعزيز ودعم حماية حقوق الأطفال والإطار التشريعي الحاكم لعمل المجلس والآليات القانونية ( الدولية والإقليمية ) الداعمة لحقوق الطفل إضافة إلى استعراض لمنظومة حماية الطفل الوطنية ودور المجلس للطفولة والأمومة فى تعزيز منظومة حماية الطفل الوطنية وكذا دور خط النجدة 16000 فى حماية الطفل ، ودور لجان حماية الطفل وتشكيلها ودورها فى حماية الطفل والإطار الاستراتيجي للطفولة والأمومة وأهم محاور الخطة الوطنية للطفولة والأمومة.
كما اشارت الدكتورة هيام نظيف، الى جهود المجلس فى مناهضة العنف ضد الفتيات وخدمات الإرشاد القانوني والنفسي التي يقدمها خطة نجدة الطفل بالمجلس في هذا المجال ، وكذا تعرض عرض أهم التحديات التي تواجه منظومة حماية الطفل وأهم السياسات المقترحة لتعزيز عمل منظومة الحماية الوطنية للطفل والإدارة العامة لخط نجدة الطفل، إضافة إلى استعراض للوضع القانوني الراهن في شأن زواج الأطفال وما يقوم به المجلس من جهود لمناهضة زواج الأطفال بالتعاون مع كافة الجهات المعنية حيث يوليه المجلس أهمية قصوى.
شارك فى الملتقي كل من الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة والسكان للطب الوقائي والصحة العامة والرعاية الأولية ، والدكتورة رشا خضر، رئيس قطاع الرعاية الصحية الأولية وتنمية الأسرة ، وإيف ساسينراث، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر.