الجزيرة:
2024-09-16@19:11:26 GMT

الماء والخُبيزة.. غذاء من لم يمت من عائلات شمال غزة

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

الماء والخُبيزة.. غذاء من لم يمت من عائلات شمال غزة

غزة- في كل صباح، يتوجه شادي الصباغ، نحو الأراضي المفتوحة الواقعة شرقي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، للبحث عن نبات "الخُبّيزة" وجمع كميات منه، لعلها تُشبع عائلته التي تعاني من الجوع.

ولا يخلو هذا العمل من الخطورة الكبيرة، نظرا لاستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية للمواطنين الذين يقتربون من المنطقة العازلة التي تنشئها على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.

لكنّ الصبّاغ يرى أن إطعام أسرته، وحمايتها من الموت جوعا، يستحق المخاطرة.

وبعد عودته إلى خيمته المقامة في ساحة مدرسة تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأممية "أونروا" بمخيم جباليا، تبدأ زوجته بإشعال النار في الحطب، لطبخ "الخبيزة" عبر سلقها بالماء.

وتعد "الخبيزة" التي تنمو في الحقول والأراضي المفتوحة، في هذه الفترة من العام، خيارا متاحا ومجانيا، لعائلة الصباغ نظرا لعدم امتلاكه المال لشراء الطعام، وكذلك لعدم توفر المواد الغذائية في الأسواق.

و"الخبيزة" طعام شعبي، يحبه الفلسطينيون في غزة، ويقبلون على شرائه من الأسواق، فيما يفضل البعض جمعه بنفسه من الأرض.

الجوع يغتال أسرة شادي الصباغ شأنها شأن بقية سكان شمالي قطاع غزة (الجزيرة) نزوح وجوع

بدأت معاناة أسرة شادي الصباغ جراء الحرب مبكرا، بعد أن دمر جيش الاحتلال منزله الواقع في منطقة المدرسة الأميركية، ببلدة بيت لاهيا، شمالي غرب قطاع غزة.

وعقب ذلك نزح عدة مرات هاربا بزوجته وأطفاله الثلاثة، من نيران الاحتلال، من مكان إلى آخر، إلى أن استقر به المقام في مركز إيواء بمدرسة تتبع لوكالة "أونروا".

وما إن بدأت الأسرة تشعر بالاستقرار، حتى بدأ الجوع يعصف بها. يقول الصباغ للجزيرة نت "عاجزون عن حماية أطفالنا، وعاجزون عن إطعامهم".

ويوضح أنه يشعر بألم شديد حينما يطلب منه أطفاله الطعام، ولا يستطيع توفيره لهم. ويقول إن خيمته تخلو تماما من الطعام، وإن أسرته لا تتناول حاليا إلا الماء و"الخبيزة".

ويضيف الصباغ "كان الحال صعبا منذ خروجي من منزلي، لكن هذه الأيام ازدادت صعوبة بسبب نفاد المال لدي وانقطاع كامل مقومات الحياة بسبب منع الاحتلال إدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة".

وقبل حوالي شهرين، كانت أسرة الصباغ تحصل على بعض "الأرز" من جمعية خيرية، وهو ما كان يمكنها من تناول بعض الطعام. أما الخبز، فمنذ عدة شهور، لم تذقه الأسرة نظرا لنفاد الدقيق في الأسواق، وارتفاع أسعاره بشكل فاحش في "السوق السوداء".

أما بخصوص "اللحوم"، فيقول الصباغ إنه وأسرته لم يتذوقوها منذ بداية الحرب، نظرا لارتفاع أسعارها. وحول الأصناف التي اشتراها خلال آخر زيارة له للسوق، قال "اشتريت الشاي وبعض الجزر ولم أستطع شراء سكر لارتفاع ثمنه".

واليوم، يضطر الصباغ وعائلته، إلى الاكتفاء بالماء وبوجبة واحدة في اليوم، تكون غالبا من الخبيزة. ويضيف "أنا وزوجتي نستطيع الصبر، لكن هؤلاء الأطفال كيف يصبرون على الجوع؟".

وانعكس الجوع على أوزان عائلة الصباغ، حيث انخفضت بشكل لافت خلال فترة الحرب، وخاصة في الآونة الأخيرة. ويقدّر الصباغ أنه فقد ما لا يقل عن 20 كيلوغراما من وزنه، حيث يقول إنه كان يزن قبل الحرب 80 كيلوغراما، والآن لا يتجاوز الـ60.

ويشير إلى أن طفله الأكبر "محمد" أُصيب برصاص الاحتلال، حينما كان يحاول الحصول على بعض الطحين من بقايا منزلهم المدمر، وكاد يفقد حياته.

وتتطرق زوجته شادية إلى جوانب أخرى من معاناته مع الجوع، تتمثل بإصابة أطفالها بالأمراض، والهزال والضعف الشديد، بسبب عدم توفر الطعام، والماء النظيف. وتضيف للجزيرة "أولادي مصابون بسوء التغذية ولا أستبعد إصابتهم بفقر الدم".

المجاعة تقتل

ولا يختلف حال أسرة الصباغ عن أحوال عائلات شمالي قطاع غزة، حيث تعصف المجاعة بالمنطقة جراء منع جيش الاحتلال الإسرائيلي إدخال الطعام للسكان، منذ بداية الحرب الوحشية التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويقول إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إنه تم تسجيل 8 حالات وفاة في منطقة شمالي القطاع، نتيجة المجاعة وسوء التغذية.

وأضاف الثوابتة للجزيرة نت "المجاعة تتعمق بشكل كبير جدا في الشمال حيث يعيش نحو 700 ألف إنسان، وسط حصار شديد من قبل الاحتلال، الذي يمنع إدخال المساعدات بشكل كامل منذ بداية الحرب".

وأضاف "نحذر من أن تعمّق المجاعة سيجعلنا في كل ساعة وكل يوم، نفقد الكثير من الأطفال وكبار السن من أبناء شعبنا".

وأشار إلى وجود نحو 60 ألف سيدة حامل، في منطقة شمال القطاع، لا يتلقون الرعاية الصحية ولا الغذاء اللازم، وهو ما قد يؤدي إلى إجهاض الأجنة أو تشوه المواليد.

أسرة شادي الصباغ لا تملك سوى جمع نبات الخبيزة من الحقول كي تبقى على قيد الحياة (الجزيرة) حالات تسمم

من جانبه، يؤكد رائد النمس، المتحدث الرسمي باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ما ذهب إليه الثوابتة حول وفاة العديد من الفلسطينيين في شمالي القطاع بسبب الجوع.

وقال النمس للجزيرة نت "وصلنا أن عددا من الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة توفوا بسبب عدم الحصول على الغذاء، كما وصلنا أن هناك إصابات للأطفال بفقر الدم وأمراض أخرى متعلقة بالجوع وسوء التغذية".

وأضاف "علمنا أن هناك حالات تسمم، بسبب تناول غذاء فاسد، جراء عدم وجود الطعام النظيف".

وأفاد النمس بأن ما يصل لشمالي قطاع غزة، من مواد تموينية، قليل جدا، مضيفا "جيش الاحتلال لا يسمح بإدخال شاحنات كافية لتلك المنطقة، كما أن هناك تراجعا في أعداد الشاحنات التي تصل من الخارج عبر معبر رفح لكل القطاع، وهذا يرجع لعمليات التفتيش التي تستغرق وقتا طويلا، واعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على قوافل المساعدات، وهو ما يمنع دخولها".

وحول الآلية الجديدة التي تحدثت عنها حكومة الاحتلال وتقضي بإدخال مساعدات لشمالي القطاع بشكل مباشر، قال النمس "حتى اللحظة، لم يصلنا أي قرار يفيد بوجود انفراج في أعداد الشاحنات، نسمع من الإعلام فقط".

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية، قد قالت الثلاثاء، إن مجلس الحرب، قرر إدخال المساعدات مباشرةً إلى غزّة، دون توضيح.

وناشد النمس المجتمع الدولي، والمؤسسات الدولية، بالضغط على إسرائيل لاحترام المواثيق الدولية التي تُجرّم سياسة التجويع والعقاب الجماعي وقطع الإمدادات الغذائية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شمالی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

خطة الاحتلال لتهجير سكان شمال غزة وتحويله لمنطقة عسكرية (شاهد)

قالت مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من القدس المحتلة، إنه حسبما أفادت الهيئة الرسمية الإسرائيلية في تقريرها أن مجموعة من الجنرالات في القادة الأمنية طرحوا فكرة تهجير سكان شمال قطاع غزة إلى الجنوب وتحويلها إلى منطقة عسكرية، مشددة على أن أن القرار يعني فرض الحكم العسكري على شمال غزة.

الاحتلال يواصل غاراته الموسعة برفح الفلسطينية (فيديو) ارتفاع حصيلة الشهداء بقطاع غزة إلى 41182 و95280 مصابا منذ بدء العدوان  تهجير سكان شمال قطاع غزة 

وأضافت خلال تغطيتها للقاهرة الإخبارية، أن هيئة البث الرسمية تقول أن الخطة المعلن عنها تهدف إلى تهجير سكان شمال قطاع غزة وهذا ما يعيد أحداث السابع من أكتوبر، منوهة بأنه حتى اللحظة الحالية تعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي السكان الذين تم تهجيرهم من شمال قطاع غزة إلى الجنوب وعودتهم إلى مفترق نتساريم، إلى جانب أن رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصمم على عدم الانسحاب من هذا المفترق.

قوات الاحتلال الإسرائيلي

ولفتت إلى  أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى تهجير سكان  شمال قطاع غزة لتحويله إلى منطقة عسكرية من خلال تواجد قوات الاحتلال بها بشكل دائم، فضلا عن أن التهجير القسري للفلسطينيين لا يشكل أغلبية في الداخل الإسرائيلي سواء داخل المنظومة السياسية أو المنظومة الأمنية العسكرية وإنما هي قرارات من جنرالات فئات الاحتياط من جنود الاحتلال.

يذكر أن مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من خان يونس، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن سلسلة من الغارات باتجاه عدة مناطق بقطاع غزة، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية استهدفت منزلا بمخيم المغازي في وسط قطاع غزة أودى باستشهاد فلسطينيين وعدد من الإصابات.

وأضاف خلال رسالة على الهواء عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت المنزل أدى إلى إحداث أضرار موسعة في الأراضي المحيطة بالمنزل، لافتًا إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت سلسلة من الغارات على منزل بالمنطقة الشمالية الغربية من غزة، موضحًا أن الطواقم الطبية بغزة تقوم بمحاولة البحث وانتشال الشهداء من أسفل ركام المنزل المدمر، فضلا عن أنها نقلت عدة إصابات إلى مستشفى المعمداني.

وتابع:«الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت مجموعة من المواطنين داخل حي الصبرة، إلى جانب استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على رفح الفلسطينية خاصة في منطقة المواصي التي تتحدث إسرائيل عنها أنها منطقة آمنة».

وأشار إلى أن الطائرات المروحية العمودية الإسرائيلية أطلقت نيران رشاشتها الثقيلة على باتجاه منطقة المواصي، أدى إلى إحداث ثلاث إصابات.

مقالات مشابهة

  • شهيدان بقصف إسرائيلي على مزرعة دواجن شمال غرب رفح
  • شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة اليوم
  • حماس: تجنيد جيش الاحتلال طالبي اللجوء الأفارقة للقتال بغزة تأكيدٌ على عمق الأزمة الأخلاقية التي يعيشها
  • نصائح لمتابعي الدايت للاحتفال بالمولد النبوي الشريف بشكل صحي
  • "خطة الجنرالات" الإسرائيلية لتهجير سكان شمال قطاع غزة.. حبر على ورق
  • القاهرة الاخبارية: عدة إصابات في استهداف طيران الاحتلال منزلا وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة
  • إصابة عدد من المواطنين جراء قصف طائرات الاحتلال شمال غزة
  • عائلات المحتجزين بغزة: استمرار نتنياهو في الحكم يعني أن الحرب لن تنتهي
  • خطة الاحتلال لتهجير سكان شمال غزة وتحويله لمنطقة عسكرية (شاهد)
  • استشهاد 5 فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة