عقوبة الغيبة في الإسلام.. لا يجوز مجالسة من يفعلونها
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الغيبة والنميمة من الكبائر، التي نهى الله رسوله –صلى الله عليه وسلم- عنها، منوهًا بأنه لا يصح مجالسة من يرتكبون هذه الذنوب، حيث يحرم على الإنسان سماع المحرمات والنظر إلى المحرم.
عقوبة الغيبة في الإسلامواستشهد «وسام»، عبر البث المباشر على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «هل الجلوس مع أشخاص يتحدثون عن غيرهم يعد من الغيبة؟، مع العلم أني لا أشاركهم، وأنا مضطر للجلوس بصحبتهم؟» ، بما قال الله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ» الآية 12 من سورة الحجرات.
وقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الغيبة والنميمة كلاهما حرامُ شرعًا؛ وهي من كبائر الذنوب التي ابتلينا بها في عصرنا.
وأضاف « شلبي» في إجابته عن سؤال: « ما حكم الغيبة والنميمة والفرق بينهما؟»، عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء بموقع التواصل الاجتماعي « يوتيوب»، أن الغيبة والنميمة من الأمور التي يضيع بها الإنسان وقت دون أدني فائدة، وتحت مسمي "الفضفضة"، مبينًا أن هذا مما لا يرتضيه الشرع الحنيف.
واستشهد أمين الفتوى في إجابته عن السؤال، بقوله – تعالى-« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ »، ( سورة الحجرات: آية 12).
واستند أيضًا إلى قوله – عز وجل- : « وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (13) »، ( سورة القلم).
واستدل في كلامه بحديث ثابت عن النبي ﷺ، أخرجه البخاري و مسلم في الصحيحين، قال: «مر النبي ﷺ على قبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول وفي لفظٍ: لا يستتر من البول فأخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ثم غرز على كل قبرٍ واحدة وقال: لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا.
واختتم بأن الغيبة والنميمة من الصفات الذميمة التي يعني منها المجتمع، والفرق بينهما: أن الغيبة هي ذكر الشخص في غيابه بما يكرهه، أما النميمة هي المشي بين الناس بما يضرهم ويوقع بينهم.
حكم الغيبةقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، إن النميمة تختلف عن الغيبة، فتطلق على الإنسان الذي يسعى للوقيعة بين الناس ويفسد بينهم أمورهم فيأخذ الحديث من الأول إلى الثاني والعكس وحكمها أنها حرام شرعا.
وأضاف شلبي، في رده على سؤال "ما هو الفرق بين النميمة والغيبة؟ أن الغيبة فهي الحديث عن شخص غائب بكلام يحزنه ويسئ إليه ويعتبرونها من باب الفضفضة أو التسلية أو التقليل من شخص آخر، وهذه حرام.
وتابع: من يفعل النميمة أو الغيبة عليه أن يكثر من الإستغفار ويتوب ويرجع إلى الله ويعزم على عدم ارتكاب هذه الأمور المحرمة مرة أخرى.
الحرمان من استجابة الدعاءوقال الدكتور محمد عبد السميع، مدير إدارة الفروع الفقهية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الغيبة والنميمة من الذنوب والمعاصي التي ينبغي للإنسان أن يتوب عنها، لأن فيها صعوبة في رد المظالم.
وأضاف « عبد السميع» في إجابته عن سؤال: « هل الغيبة والنميمة سبب لعدم قبول الدعاء؟» أنه إذا اعتراف الشخص لمن اغتابه بذنبه للتحلل منه؛ يكون سببًا للمشاحنة وليس الصلح، لافتًا: المخرج للمغتاب أو النمام أن يطلب المسامحة ممن ظلمه بشكل عام.
وتابع أمين الفتوى بدار الإفتاء: كأن يقول الشخص لمن أذنب في حقه: "سامحني إن قصرت أو أسئت إليك يومًا" ، مبينًا: «الغيبة والنميمة ليست سببًا لعدم قبول الدعاء؛ فلم يرد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما يفيد بمنع استجابة الله أو رفضه لدعائهما، طالما تابا عن هذا الذنب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الغيبة النميمة الكبائر الذنوب أمین الفتوى بدار الإفتاء الغیبة والنمیمة من
إقرأ أيضاً:
هل يجوز تأخير صلاة الفجر بسبب العمل؟.. دار الإفتاء تجيب
أكدت دار الإفتاء أن تأخير صلاة الفجر بسبب ظروف العمل لا يجوز شرعًا، إلا إذا كان هناك عذر قهري، مثل النوم غير المتعمد، موضحة أن أداء الصلاة في وقتها فرض على كل مسلم، استنادًا لقوله تعالى: "إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا".
وأوضحت الدار أن المسلم الذي ينام عن صلاة الفجر دون قصد، عليه أن يؤديها فور استيقاظه، استنادًا لحديث النبي ﷺ: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا". أما من يتعمد تأخيرها بسبب العمل، فهو آثم وعليه التوبة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لأدائها في وقتها.
من جانبه، شدد فريق من العلماء على ضرورة أداء الصلاة في وقتها، مؤكدًا أن العمل ليس عذرًا شرعيًا لتأخيرها، مشيرًا إلى أنه حتى في الحالات الخاصة، يمكن للمسلم الصلاة حسب استطاعته، مثل الجمع بين الصلوات أو أدائها قاعدًا إذا لزم الأمر.
وأشار نفس الفريق إلى أن الشخص الذي يعتاد النوم عن الفجر بسبب الإرهاق الناتج عن العمل، عليه اتخاذ الوسائل التي تعينه على الاستيقاظ، مثل ضبط المنبه أو الاستعانة بأحد أفراد أسرته. أما من يستيقظ ويؤجل الصلاة عمدًا للنوم مرة أخرى، فإنه يأثم بذلك.
وفي هذا السياق، بيَّنت دار الإفتاء أن الصلاة ليست مجرد فريضة، بل هي صلة مباشرة بين العبد وربه، وأداؤها في وقتها يعكس التزام المسلم وحرصه على طاعة الله.
كما دعت المسلمين إلى ترتيب أولوياتهم بحيث لا تؤثر مشاغل الحياة على أداء العبادات الأساسية.
كما نصحت بضرورة استغلال أوقات العمل للبحث عن حلول تساعد على أداء الصلاة دون تأخير، مثل التنسيق مع الإدارة للحصول على استراحة قصيرة، أو البحث عن مكان مناسب للصلاة، مؤكدة أن الله لا يُكلف نفسًا إلا وسعها، لكن على المسلم أن يبذل جهده للالتزام بما أمر به الشرع.