اكتشاف حفرية "تنين صيني" عمره 240 مليون عام
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
أعلن فريق من العلماء أنهم اكتشفوا بقايا متحجرة لزاحف عاش في الماء يبلغ عمره 240 مليون عام، ويطلق عليه اسم "التنين الصيني".
وتمت تسمية هذا المخلوق القديم باسم "التنين" بسبب مظهره الذي يشبه الثعبان،. و"الصيني" نظرا للعثور عليه في الصين.
A team of scientists have discovered 240-million-year-old fossils of a Dinocephalosaurus orientalis in China that have "allowed scientists to depict the bizarre long-necked creature in full for the very first time.
وعلى الرغم من العثور على الهيكل العظمي المتحجر ملتفا، إلا أن الدراسات أشارت إلى أن طوله ربما كان يبلغ نحو خمسة أمتار (أو 16.4 قدما) من الأنف إلى الذيل.
An int'l team of scientists shared new fossils of Dinocephalosaurus orientalis - an 18ft (6m) long marine reptile from the Triassic including one nearly complete specimen in Earth and Environmental Science: Transactions of the Royal Society of Edinburgh: https://t.co/304wfiJZTDpic.twitter.com/LbkiXPqnUI
— geosociety (@geosociety) February 25, 2024ومع ذلك، لم تكن عظامه هي الوحيدة الموجودة في الاكتشافات الحفرية، حيث عثر على عظام أسماك محفوظة جيدا في منطقة معدتها، ما يشير إلى أن هذا الزاحف كان حيوانا مفترسا مائيا.
وكان لهذا المخلوق، واسمه العلمي Dinocephalosaurus orientalis، رقبة طويلة بشكل استثنائي، وأحصى العلماء 32 عظمة منفصلة من فقرات الرقبة.
إقرأ المزيدوقال نيك فريزر، حارس العلوم الطبيعية في المتاحف الوطنية في اسكتلندا، لشبكة "بي بي سي نيوز" إن العينة تمثل "حيوانا غريبا للغاية".
وعلى سبيل المقارنة، فإن معظم الثدييات لديها سبع فقرات فقط في الرقبة، وحتى الديناصور العضدي الشهير ذو العنق الطويل كان لديه 13 فقرة فقط. وهذا التشريح الفريد جعل رقبة الحيوان أطول من جسمه وذيله مجتمعين.
وأشار العلماء إلى أن Dinocephalosaurus orientalis برقبته الطويلة، يقارن بزاحف بحري غريب آخر يسمى Tanystropheus hydroides.
وعاش هذا الوحش الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ في نفس الوقت - العصر الترياسي الأوسط - في أوروبا والصين الآن.
وجاء في بيان: "كان كلا الزاحفين متشابهين في الحجم ولديهما العديد من سمات الجمجمة المشتركة، بما في ذلك نوع الأسنان الذي يشبه قفص السمك. ومع ذلك، فإن Dinocephalosaurus فريد من نوعه في امتلاك العديد من الفقرات في الرقبة والجذع، ما يمنح الحيوان مظهرا أشبه بالثعبان".
وتم التعرف على "التنين الصيني" في الأصل في عام 2003، ولكن لم يتمكن العلماء من تحديد طوله الحقيقي حتى الآن، حيث تم العثور على عدد أقل من الفقرات خلال عملية التنقيب الأولية.
وبالإضافة إلى الرقبة الطويلة والبطن المليء بالأسماك، يبدو أيضا أن Dinocephalosaurus orientalis لديه زعانف.
إقرأ المزيدويشتبه العلماء في أنه كان صيادا متخفيا، يتسلل إلى فريسته قبل أن يخطفها بفمه المليء بالأسنان الحادة.
ويوضح الدكتور ستيفان سبيكمان، المتخصص في الزواحف البحرية طويلة العنق في متحف الدولة للتاريخ الطبيعي في شتوتغارت أن Dinocephalosaurus كان دينوسيفالوصور ولودا (بمعنى أنه أنجب صغارا أحياء بدلا من وضع البيض).
وعلى الرغم من أوجه التشابه السطحية مع البليزوصورات طويلة العنق (pleisiosaurs)، التي تطورت بعد نحو 40 مليون سنة من Dinocephalosaurus وكانت بمثابة مصدر إلهام لوحش بحيرة "لوخ نيسلم"، إلا أن العلماء قالوا إن Dinocephalosaurus في الواقع لم يكن مرتبطا ارتباطا وثيقا بالبليزوصورات.
وخلال الدراسة الحديثة، قام فريق دولي من اسكتلندا وألمانيا والصين والولايات المتحدة بدراسة حفريات Dinocephalosaurus orientalis لمدة عقد من الزمن قبل الإعلان عن النتائج التي توصلوا إليها والتي تم نشرها في مجلة Earth and Environmental Science Transactions of The Royal Society of Edinburgh.
ويأمل العلماء في الحصول على مزيد من الأفكار حول تطور هذه المجموعة من الحيوانات من خلال مزيد من التحقيقات في المستقبل، ولا سيما حول الوظيفة الدقيقة للرقبة الطويلة في الزواحف البحرية.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اسكتلندا اسماك اكتشافات دراسات علمية ديناصورات عالم الحيوانات
إقرأ أيضاً:
د. عباس شومان يكتب: «الطيب» عن بُعْد وعن قرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
معرفتى بالإمام الطيب مرت بمرحلتين: الأولى حين كنت أستاذًا بالجامعة، وكان فضيلته رئيسًا لها، وبعد توليه مشيخة الأزهر انتخبت عميدًا لكليتى، وفى خلال هذه المدة كنت أعرف الإمام بوصفى واحدًا من العاملين بالأزهر، لم ألتقِ به إلا فى المناسبات التى ينظمها الأزهر وجامعته؛ حيث أراه فى المناسبة متحدثًا على المنصة، ثم ينصرف دون لقاء أو حديث مباشر كغيرى من الزملاء الحضور.
وكانت معرفتى به فى هذه المرحلة تعتمد على معلومات يرددها الناس والإعلام، حتى فوجئت بدعوتى يومًا لحضور اجتماع لهيئة كبار العلماء؛ حيث كانت تناقش قانون الصكوك الإسلامية الذى ناقشه مجلس الشورى فى عهد الإخوان، وأرسلوه لهيئة كبار العلماء لأخذ الرأى الشرعى، وكنت قد نظمت فى جامعة الأزهر مؤتمرًا عن الصكوك.
وكانت لى اعتراضات شهيرة عليه، فلما سمع فضيلته بالمؤتمر وبمعارضتى لمشروع القانون، طلب من معاونيه استدعائى لحضور الجلسة، وكذا الأستاذ الدكتور عبدالله النجار، بصفتنا خبيرين من خارج الهيئة، وكانت المرة الأولى التى تتم فيها دعوة خبراء من خارج الهيئة لحضور جلسة من جلساتها.
وقد أكبرت لفضيلته دعوتى للحضور مع الكبار لسماع رأى معارض لمشروع يجتهد مقدموه للحصول على الموافقة عليه، وأكبرته أكثر حين سمح لى بالحديث فى أثناء الجلسة بشكل مفصل عن ملاحظاتى التى استُقبلت استقبالًا جيدًا من فضيلته والسادة العلماء أعضاء الهيئة، ووصل الإكبار منتهاه حين قررت الهيئة تشكيل لجنة مصغرة للدراسة التفصيلية لبنود المشروع من كبار العلماء.
فجعلنى فضيلته واحدًا من أعضاء اللجنة الخمسة، وعقدنا عدة جلسات، ثم قدمت اللجنة تقريرًا عُرض على الهيئة، وبعدها أرسلت الهيئة رأيها بالموافقة المشروطة بتلافى ملاحظات الهيئة على المشروع التى كان من أهمها تعديل الصياغة لتضمن عدم تملك الأجانب ثروات أجيال المصريين.
وإلى هنا لم تكن معرفتى بالإمام مباشرة، حتى تلقيت دعوة للتوجه للمشيخة لأخذ رأيى فى بعض المسائل الشرعية، فوجدت نفسى أمام فضيلته فى مكتبه، وكان هذا هو اللقاء المباشر الأول، فسألنى بعض أسئلة أذكر منها أنه سألنى: كيف حال الجامعة؟ فقلت له دون تفكير: حالها لا يناسب ما ينبغى أن تكون عليه جامعة الأزهر. قال: كيف؟ قلت له: جامعة كبرى كجامعة الأزهر لا يكفى لقيادتها رئيس الجامعة ونائب واحد، فى حين أن مقاعد ثلاثة نواب لرئيس الجامعة خالية منذ تسعة شهور!.
ولم أكن أعلم هل هذه الإجابة ستعجبه أو لا؛ حيث إنه هو المسئول الأول عن مؤسسة الأزهر بما فيها الجامعة، وكانت هذه مما نأخذه على فضيلته نحن أعضاء هيئة التدريس فى الجامعة؛حيث نحمله عدم تعيين نواب لرئيس الجامعة كل هذه المدة، فرأيت من الأمانة أن أحدثه ببعض ما نتحدث به عن فضيلته فى الجامعة. فقال: الله المستعان! ولم يزد، ولم أفهم قصده من هذه العبارة؛ حيث إنها تحتمل الكثير!.
وبعد فترة وجيزة من اللقاء، فوجئت باتصال من المشيخة يخبرنى بأن هيئة كبار العلماء فى اجتماع لها قررت بالإجماع اختيارى أول أمين عام للهيئة، وهنا اقتربت من فضيلته؛ حيث كنت أحضر جلسات هيئة كبار العلماء مع ممارسة عملى بالجامعة، ولم أكن أعلم أن فضيلته اختارنى وكيلًا له حتى أصدر المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية السابق، قرار تعيينى وكيلًا للأزهر.
وبعد أيام قلائل أدركت معنى قول فضيلته: «الله المستعان»، حين التقيت به لأول مرة بعد إجابتى عن حال الجامعة، وأنها كانت تعبر عن أسى داخل نفسه، لا سيما أنه قد أدرك من إجابتى أننا أعضاء هيئة التدريس بالجامعة نحمله المسئولية عن عدم تعيين نواب لرئيس الجامعة كل هذه المدة.
فقد علمت أنه كان يخوض وقتها معركة مع الإخوان لا نعلم عنها شيئًا؛ حيث كانوا يصرون على تعيين نواب لرئيس الجامعة من اختيارهم، فى حين كان يصر فضيلته على اختيارهم ممن يطمئن لعدم وجود أى انتماء سياسى أو حزبى لهم، أو لكيانات تختلف توجهاتها الفكرية عن توجهات الأزهر، ولذا فضَّل أن تبقى الأماكن شاغرة عن شغلها بنواب من اختيارهم، حتى تحقق له ما أراد، ولم ينجح الإخوان فى تعيين شخص واحد من اختيارهم. وهذه شهادة لا يعلمها كثير من الناس، ولست أدرى هل من المناسب كشف النقاب عنها وأنا أذكر شهادتى عن قرب عن رجل ظُلم من كثير من الناس، وأنا من بينهم، حين ظننا به التقصير مع أنه برىء منه!.
وهذا مجرد مثال لأمور أدركت من خلال عملى وكيلًا للأزهر أن معرفتنا بها عن بعد لم تكن صحيحة؛ لقد رأيت فيه ما لم أره فى غيره فى عالمنا، ولا أظن أن مثله موجود فى دنيا الناس فى زماننا؛ رأيته وهو يحاور سياسيين من الدول الكبرى، مصححًا فهمهم الخاطئ عن الأحداث التى وقعت فى مصر فيما يعرف بـ«الربيع العربى» وكأنه سياسى من الطراز الأول، مع تأكيده مرارًا فى حديثه أنه ليس سياسيًا، وإنما هو مسئول دينى يعيش بين الناس.
رأيته وهو يحاور بعض أصحاب توجهات فكرية دينية تخالف ما ينتهجه الأزهر، مفندًا لآراء تصدر عنهم تعكر صفو العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، ومطالبًا بالتراجع عنها.
لقد رأيت رجلًا دخول مكتبه أيسر كثيرًا من دخول مكتب وكيله أو أى مسئول آخر، وحين قلت له إنه يشغل نفسه بأمور بسيطة يمكننا توليها نيابة عنه، قال: لو كان فيكم خير ما وصلتنى! رأيته مرة ينهر المسئولين فى مكتبه وقد ألحوا عليه بأن ضيفًا كبيرًا ينتظر فى صالون مكتبه، فى حين كان فضيلته منهمكًا مع باحثة تسأله عن بعض مشكلات بحثها، قائلًا: هذه أهم عندى من أى مقابلة، ولا تستعجلونى حتى تنتهى.
رأيته مرة وقد أشير عليه بالسفر إلى دولة أوروبية لإجراء بعض فحوصات طبية، يقول: بل سأذهب إلى مستشفى الدكتور مجدى يعقوب فى أسوان، من باب دعم المستشفى، وثقة فى كفاءة الأطباء به.
لقد رأيت رجلًا مفعمًا بالوطنية من شعر رأسه إلى أخمص قدميه، متمسكًا بدينه وثوابته إلى أبعد حد، زاهدًا فى المناصب، مخلصًا فى القيام بمهامها. رأيته يغادر آخر شخص من المشيخة، ويعمل يوم السبت كغيره من الأيام، فى حين أن كثيرًا من المصالح لا تعمل فيه.
رأيته يتواصل مع معاونيه لساعات متأخرة من الليل، ويتواصل مع قيادات الأزهر وهو فى الأقصر -التى يفترض أن تكون محل راحته- أكثر مما يكون فى القاهرة؛ حيث يتوافد أصحاب المطالب على الساحة، فتجده يمسك بهاتفه طالبًا أحد المسئولين فى الأزهر -وأحيانًا فى غير الأزهر- مناقشًا معه المشكلة، وموجهًا بضرورة حلها والإفادة إن لم يكن فى أثناء المحادثة، فخلال وقت يحدده هو، وقد لا يتجاوز ساعات!.
هذا قليل من كثير عرفته عن إمام المسلمين الأكبر، فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حفظه الله ومد فى عمره ليواصل العطاء عقودًا أخرى لعالمنا الإسلامى ومصرنا الحبيبة وأزهرنا الشريف.
لقد رأيت فيه ما لم أره فى غيره فى عالمنا، ولا أظن أن مثله موجود فى دنيا الناس فى زماننا.
رأيته وهو يحاور سياسيين من الدول الكبرى، مصححًا فهمهم الخاطئ عن الأحداث التى وقعت فى مصر فيما يعرف بـ«الربيع العربى» وكأنه سياسى من الطراز الأول، مع تأكيده مرارًا فى حديثه أنه ليس سياسيًا، وإنما هو مسئول دينى يعيش بين الناس.
الأمين العام لهيئة كبار العلماء رئيس المنظمة العالمية لخريجى الأزهر الشريف