الوكالة الدولية للطاقة الذرية: قلقون بشأن قدرة إيران على صنع أسلحة نووية
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة عن قلقها المتزايد بشأن قدرة إيران على صنع أسلحة نووية، وذلك بسبب التصريحات العلنية في البلاد، حسبما أفاد تقرير سري اطلعت عليه وكالة فرانس برس الاثنين.
وتصاعدت التوترات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارا وتكرارا منذ انهيار اتفاق عام 2015 للحد من برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات.
وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في التقرير إن “التصريحات العلنية التي صدرت في إيران بشأن قدراتها التقنية لإنتاج أسلحة نووية لا تؤدي إلا إلى زيادة مخاوف المدير العام بشأن صحة واكتمال إعلانات الضمانات الإيرانية”.
وفي الأعوام الأخيرة، خفضت إيران تدريجياً تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال إبطال مفعول أجهزة المراقبة اللازمة للبرنامج النووي ومنع المفتشين من بين تدابير أخرى.
وكرر غروسي دعوته لطهران إلى “التعاون الكامل وبشكل لا لبس فيه مع الوكالة”، حيث تتدهور العلاقات بين الطرفين بشكل مطرد.
وقال غروسي في تقرير ربع سنوي سري: “لا يمكن معالجة هذه المخاوف إلا من خلال المشاركة البناءة والهادفة”.
وقال مصدر دبلوماسي إنه بينما تنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، فقد أدلى بعض السياسيين والمسؤولين بتصريحات مثيرة للقلق حول القدرات التقنية للبلاد.
وفي الوقت نفسه، عززت إيران بشكل كبير برنامجها النووي ولديها الآن ما يكفي من المواد لصنع عدة قنابل ذرية.
وفي تقرير سري منفصل اطلعت عليه وكالة فرانس برس قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل، قالت الوكالة إن مخزون إيران المقدر من اليورانيوم المخصب وصل إلى 27 ضعف الحد المنصوص عليه في اتفاق 2015.
وذكر التقرير أن إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يقدر بنحو 5525.5 كيلوجرامًا حتى 10 فبراير، بزيادة 1038.7 كيلوجرامًا عن أكتوبر.
وتتطلب الأسلحة النووية يورانيوم مخصب بنسبة 90 بالمئة، في حين أن نسبة 3.67 بالمئة المنصوص عليها في الاتفاق كافية لمحطات الطاقة النووية.
ووفقا للتقرير، تمتلك إيران 712.2 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20 بالمئة و121.5 كيلوغراما بنسبة تصل إلى 60 بالمئة.
إن الجهود التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق - إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق وإيران إلى الامتثال - لم تكن مثمرة حتى الآن.
كما 'يأسف غروسي بشدة' لأن إيران لم تتراجع بعد عن قرارها بحظر العديد من مفتشيها.
وسحبت إيران في سبتمبر/أيلول اعتماد عدد من المفتشين، وهي خطوة وصفتها طهران بأنها رد على 'الانتهاكات السياسية' التي ارتكبتها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وأدانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه الخطوة التي تستهدف 8 من كبار المفتشين، من بينهم مواطنان فرنسيان وألمان، بحسب مصدر دبلوماسي.
إن خطوة إيران 'غير المسبوقة' 'أثرت بشكل مباشر وخطير' على عمل هيئة الأمم المتحدة.
وفي مواجهة الانتقادات المتزايدة، أعلنت الحكومة الإيرانية الأسبوع الماضي أنها دعت غروسي للحضور إلى طهران في مايو/أيار لحضور مؤتمر دولي حول الطاقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اسلحة نووية الدولية للطاقة الذرية الوكالة الدولية للطاقة الذرية انتاج اسلحة نووية برنامج طهران النووي تخفيف العقوبات رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي طهران النووي الوکالة الدولیة للطاقة الذریة أسلحة نوویة
إقرأ أيضاً:
وعيد وإدانة ورفض.. هكذا ردت إيران على "ضرب الحوثيين"
توعد قائد الحرس الثوري الإيراني، الأحد، بالرد على أي هجوم، بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطهران على خلفية ضربات واشنطن للحوثيين في اليمن.
وحذر الرئيس الأميركي الحوثيين من أنه "إن لم تتوقفوا عن شن الهجمات فستشهدون جحيما لم تروا مثله من قبل".
كما حذر إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، من استمرار دعمها للحوثيين، قائلا إنه إذا هددت إيران الولايات المتحدة، "فإن أميركا ستحملكم المسؤولية الكاملة، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن!".
وعلى الصعيد السياسي، دانت إيران الضربات "الهمجية" التي شنتها الولايات المتحدة على أهداف للحوثيين في اليمن، السبت، وأسفرت عن مقتل 31 شخصا على الأقل وفق الجماعة.
ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي "بشدة" الضربات، معتبرا في بيان أنها "انتهاك سافر لميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للقانون الدولي".
والأحد قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الولايات المتحدة "ليس لها الحق في إملاء" سياسة بلاده الخارجية، بعدما دعا ترامب طهران إلى وقف دعم الحوثيين في اليمن "فورا".
وكتب عراقجي على منصة "إكس" "الحكومة الأميركية ليس لديها سلطة ولا حق في إملاء سياسة إيران الخارجية"، داعيا إلى "وقف قتل الشعب اليمني".
وأتى ذلك بعد ساعات من شن الجيش الأميركي بأمر من ترامب، ضربات في اليمن تستهدف الحوثيين المدعومين من طهران، الذين يسيطرون على مناطق واسعة في البلاد من بينها صنعاء.
وكانت ضربات السبت الغارات الأميركية الأولى على الحوثيين، منذ تولي ترامب منصبه في يناير الماضي.
وعقب اندلاع حرب إسرائيل على قطاع غزة في أكتوبر 2023، شن الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، قائلين إنها تأتي تضامنا مع الفلسطينيين.
وفي المقابل، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل عمليات عسكرية على أهداف في اليمن أكثر من مرة، خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
وبعد وقف هجماتهم إثر دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في يناير، أعلن الحوثيون في 11 مارس "استئناف حظر عبور" السفن الإسرائيلية قبالة سواحل اليمن، ردا على منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال عراقجي في منشوره على "إكس": "قتل أكثر من 60 ألف فلسطيني والعالم يحمّل أميركا المسؤولية".
وكان ترامب أعلن السبت أن واشنطن أطلقت "عملا عسكريا حاسما وقويا" ضد الحوثيين، متوعدا باستخدام "القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا"، كما طالب إيران بأن "توقف فورا" دعمها "للإرهابيين الحوثيين".
ويأتي ذلك بعدما بعث ترامب برسالة إلى طهران يضغط فيها للتفاوض بشأن ملفها النووي، أو مواجهة عمل عسكري محتمل.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، أعاد ترامب العمل بسياسة "الضغوط القصوى" التي اعتمدها حيال طهران خلال ولايته الأولى، لكنه تحدث في الوقت ذاته عن السعي لاتفاق جديد بشأن برنامجها النووي، بدلا من اتفاق 2015 الذي سحب بلاده منه بشكل أحادي في 2018.
وأكد مسؤولون إيرانيون أن طهران لن تفاوض واشنطن في ظل "الضغوط القصوى".