تمهُّل قتالي لـحزب الله... واستهدافاته عسكرية
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
كتب مجد بو مجاهد في" النهار": لا يلغي عدم استهداف "حزب الله" للمدنيين التأكيد أنّ المعادلة العسكرية الخامدة السابقة قد سقطت علماً أنّ ضرب الأرضية الإسرائيلية التي هدّد "حزب الله" في استهدافها لم يحصل حتى الآن. وإذ يعتبر جليّاً أنّ محور "الممانعة" يحافظ على الفحوى التكتيّ نفسه الذي كان اتّبعه منذ بدء مرحلة المناوشات التي اعتبرها بمثابة تخفيف عن قطاع غزّة عبر قصف القواعد العسكرية، لكنّ المخاطر الناتجة عن الاحتدام الناشب تفاقمت في الأيام الماضية خارج أيّ اعتبار لقواعد الصراع وسط محاولات إسرائيلية واضحة غايتها مفاقمة الأوضاع الحربية وانزلاق "حزب الله" نحو الحرب.
لم تتضمّن التقارير العسكرية الصادرة عن "حزب الله" من ناحيتها معطيات عن ضربات مختلفة نوعياً عن المرحلة السابقة في الردّ على الغارات الإسرائيلية، والتي استهدفت حصراً مقرّات عسكرية أو مستعمرات لكن لم يسبق أن حصلت هجمات من "حزب الله" على مدنيين إسرائيليين. وكان "حزب الله" استهدف حديثاً مستعمرة شتولا بالأسلحة الصاروخية فيما أسقطت وحدة دفاعه الجويّ مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع "هرمز" بصاروخ أرض جوّ فوق منطقة إقليم التفاح. ونفّذ "حزب الله" هجوماً حربياً على قوّة إسرائيلية في موقع البغدادي ومحيطه بالأسلحة الصاروخية، مع تعبيره عن تحقيق إصابات مباشرة. واستهدف "حزب الله" بالأسلحة مبنيَيْن يوجد فيهما عددٌ من الجنود الإسرائيليين في مستعمرة المالكية، بحسب تقارير محور "الممانعة" العسكرية. وحصل استهداف مقرّ قيادة كتيبة "بيت هلل" التابع للّواء الإقليمي الشرقي بمئات صواريخ الكاتيوشا.
ليست قواعد الصراع ثابتة المنحى حالياً على نطاق الجنوب اللبناني انطلاقاً من إشارة مراقبين عسكريين، ومن بينهم الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد زياد الهاشم الذي لا يتخوّف من إمكان نشوب الحرب الشاملة، بل إنّ "الوتيرة نحو استكمالٍ على هذا المنوال، فيما لا تزال ردود "حزب الله" متحفّظة من دون استخدام كافة الموارد العسكرية المتوفّرة على نطاق محور "الممانعة" والتي لم تستعمل حتى اللحظة". ويقول زياد الهاشم لـ"النهار" إنه "لا يمكن الحديث عن توازن فعليّ على نطاق الخسائر البشريّة التي يحاول "حزب الله" إلحاقها في العدوّ الإسرائيلي، ذلك أنّ خسائر "حزب الله" نسبةً إلى حرب تموز 2006 تعتبر عالية جدّاً. هناك حدّان يكبحان فريق "الممانعة" عن توسيع الردود العسكريّة ما يشمل عدم جرّ لبنان في اتجاه حرب معروفة النتائج من ناحية التدمير الهائل للبنى التحتية اللبنانية، فيما وضعت إيران الحدّ الآخر نظراً للمفاوضات التي تجريها تحت الطاولة مع الولايات المتحدة الأميركية خصوصاً حيال الملف النووي الإيراني. تعتبر الأوراق الأيرانية غير مكشوفة لكن التفاوض يكبح جماح "حزب الله" في لبنان الذي يشكّل ذراعاً عسكريّاً لايران".
وإذا كان الخبير العسكري زياد الهاشم لا يعتبر تصاريح الأمين العام لـ"حزب الله" شكلية، فإنّها "تتصاعد تدريجياً لكنّها لم تصل حتى الآن إلى مرحلة إنزال خسائر بشرية من الناحية الإسرائيلية توازي تلك التي لحقت "حزب الله". هناك خسائر إسرائيلية لكنّ نسبتها ضئيلة منذ بدأت المناوشات الحربية جنوب لبنان، ذلك أنّ مصادر المعلومات المتاحة في الأنحاء لا توحي في تلك الأضرار حيث إن خسائر إسرائيل البشرية متواضعة نسبةً إلى أضرار حزب الله" المرتفعة جدّاً خصوصاً أنّ تعويض المقاتلين الشباب غير ممكن سريعاً".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تعزيزات عسكرية إسرائيلية باتجاه ريف درعا على الحدود السورية-الإردنية
الجديد برس|
أفادت مصادر سورية، باستقدام “جيش” الاحتلال الإسرائيلي تعزيزات إلى ثكنة الجزيرة، في قرية معرية في ريف درعا، عند الحدود السورية – الأردنية، كما قام بنصب سواتر إسمنتية عالية مع تعبيد جميع الطرقات المؤدية إلى الثكنة.
وأضافت المصادر أنّ “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، يُسيّر للمرة الأولى، دوريات مجنزرة على التلال الواقعة في مرتفعات جبل الشيخ المحتلة حديثاً في سوريا، والمقابلة للأراضي التابعة لمنطقة النبطية في لبنان.
وفي السياق أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، في الـ20 من ديسمبر الفائت، بأنّ “الجيش” الإسرائيلي يستعد لبقاءٍ طويل في سوريا.
وأورد موقع “والاه” أنّه “على الرغم من الضغوط التي تمارسها جهات أوروبية على إسرائيل، وجّه المستوى السياسي الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لوجودٍ طويل في الأراضي السورية”.
بينما تحدّثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، يوم الأحد الماضي، عن خشية من أن يتمّ استهداف قوات “الجيش” الإسرائيلي في سوريا من جهة الجولان السوري المحتل، إذ تلاحظ الاستخبارات الإسرائيلية نيّة بعض المجموعات الاقتراب من المنطقة من أجل استهداف الجنود.
واستغلّ الاحتلال الإسرائيلي ما شهدته سوريا مؤخّراً من تحوّل سياسي بسيطرة المعارضة السورية المسلحة على الحكم وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد عبر تكثيف عدوانه على سوريا وتدمير القدرات العسكرية للجيش السوري والبنى التحتية الحيوية ومراكز الأبحاث، جاء ذلك بالتوازي مع احتلاله المزيد من الأراضي السورية قدّرت بنحو 600 كلم مربّع في الجنوب السوري.