مشروع الهيكلة المصرفية : الإنعاش جارٍ لإعادة إحيائه ومنصوري يتراجع
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": منذ أن تسرّب مشروع قانون هيكلة القطاع المصرفي، بدأت الاعتراضات عليه تأخذ منحى حملة ممنهجة، حتى بدا واضحاً أن التسريب كان متعمّداً ويرمي إلى إطاحة المشروع قبل عرضه على مجلس الوزراء. والمؤشرات على ذلك كثيرة أهمها أن المشروع الذي جاء تحت عنوان "معالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها" وُلد يتيم الأبوين بعدما تبرّأ منه واضعوه، أي مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف وذهبوا أبعد في رمي مسؤوليته على نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، باعتبار أنه هو من رفعه إلى مجلس الوزراء، وأنه أسهم، عندما عُرض عليه، في وضع لمسات أخيرة قبل إحالته، علماً بأن الشامي بواقع تكليفه بإدارة الملف الاقتصادي، هو المعني برفعه إلى مجلس الوزراء، من دون أن يعني ذلك أنه هو الذي وضعه.
المؤشر الثاني تمثل في إيقاع الانتقادات والاعتراضات، وقد شاركت فيها أكثر من جهة، وصولاً إلى تطيير جلسة الحكومة بفعل تحرك العسكريين المتقاعدين. والهدف من تطيير الجلسة لم يكن ملف المتقاعدين بل ملف الهيكلة عينه.
هذا لا يعني أن المشروع سقط نهائياً، بل ستكون له جولات جديدة ستبيّن في الواقع مدى صدق النيّات لدى قوى السلطة في السير بمقاربة جدية لملف الودائع.
مع ارتفاع نبرة الانتقادات والاعتراضات، وهي في جزء كبير منها محقة، نظراً إلى الإجحاف والمخالفات التي اعترت المشروع، بدأت عملية التنصّل من مسؤوليته ، وعزز هذا الانطباع عدم تبنّي رئيس حكومة تصريف الأعمال #نجيب ميقاتي له، إذ عندما سئل عن تقاذف المسؤوليات بين وزارة المال والمصرف المركزي، أكد أن لا علاقة للوزارة بالمشروع، مشيراً إلى أنه لا يصبح من مسؤولية الحكومة ويتخذ صفة مشروعها إلا عندما يقره مجلس الوزراء، ويبدي الوزراء ملاحظاتهم ليأخذ بها المجلس. ذلك أن الملاحظات التي بدأت ترد الى رئاسة الحكومة من شأنها أن تضفي عليه الكثير من التعديلات، وتغيّره بالكامل، بحسب رأي ميقاتي الذي يتريث في الدعوة إلى جلسة حكومية حتى اكتمال وصول ملاحظات الوزراء، مما سيؤدي إلى إعادة صياغة المشروع، كما أفاد مصدر وزاري مطلع.
أما اتهام الشامي بالتنصّل من مسؤوليته فيرد المصدر بالقول إن الرجل كان واضحاً عندما أعلن أن المشروع هو نتيجة جهد مشترك، مشيراً إلى أن الجهة التي أعدّته هي التي تتنصّل منه، علماً بأنها المعنيّة الاولى بهذا الموضوع. فالشامي كان قد أبدى ملاحظات أُخذ ببعضها ولم يؤخذ بالبعض الآخر، علماً بأنه كان أشاد ببعض الأفكار التي أدخلت عليه ودافع عنه في وقت سابق.
المفارقة، كما قال ميقاتي في وقت سابق، أن الاعتراضات دائمة ولكن لا بدائل، وإن كان لدى أي جهة أفكار أفضل فليتقدم بها.
المصدر يدعو إلى البحث عن الاتصال السياسي الذي عطل مسار المشروع، لتبيان ما سيكون مصيره في الأيام القليلة المقبلة!
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مجلس الوزراء
إقرأ أيضاً:
بعد موافقة «مدبولي».. «تطوير التعليم بالوزراء» يبحث مع «العربي للطفولة» بدء تنفيذ مشروع روضات «جيل ألفا»
التقت د. رشا سعد شرف، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، وفدًا من المجلس العربي للطفولة والتنمية برئاسة المهندس محمد رضا فوزي، مدير إدارة البحوث والتوثيق وتنمية المعرفة، بحضور د. عبد الله عمارة، الباحث بإدارة البحوث والتوثيق وتنمية المعرفة بالمجلس، لبحث توقيع بروتوكول تعاون للشراكة في مشروع روضات «جيل ألفا».
قالت د. رشا شرف، الأمين العام للصندوق، إن اللقاء يأتي في إطار تنفيذ قرار مجلس إدارة صندوق تطوير التعليم برئاسة د. مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، للبدء في تنفيذ مشروع روضات «جيل ألفا»، الذي وافق عليه مجلس إداة الصندوق في اجتماعه الأخير، والذي يهدف إلى بناء قدرات النشء وتأهيلهم لمرحلة التعليم الأساسي، وذلك تنفيذًا لرؤية القيادة السياسية نحو بناء مجتمع متقدم ومتكامل يبدأ من الاهتمام بالنشء.
وأضافت في - البيان الصحفي الصادر عن الصندوق - أن اللقاء مع وفد المجلس العربي للطفولة والتنمية، شهد استعراضًا لأبرز ملامح المشروع ومكوناته وأهدافه، والتباحث حول آليات التعاون، تمهيدًا لتوقيع بروتوكول للشراكة في المشروع، كما شهد الاجتماع مناقشة كافة بنود وتفاصيل البروتوكول تمهيدًا لعرضه على الجهات المختصة لتوقيعه.
وأوضحت «شرف» أن رئيس الوزراء وجه بضرورة التنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ليكون بروتوكول التعاون بين الصندوق ومجلس الطفولة، متوافقًا ومتسقًا مع استراتيجية الوزارة في توفير فرص أفضل لإتاحة وجودة التعليم في مرحلة رياض الأطفال، تلك المرحلة الهامة التي يتشكل فيها وعي الطفل وشخصيته، حتى يتم تأهيله وإعداده لمرحلة التعليم الأساسي بشكل أكثر كفاءة واحترافية.
وأشارت الأمين العام لصندوق تطوير التعليم، أن اللقاء تبعه جولة ميدانية بحضور أعضاء الجهاز الإداري والمكتب الفني والإدارة الهندسية بالصندوق، في مركز تنمية الطفولة المبكرة بالمدينة التعليمية في السادس من أكتوبر «روضة الأمير طلال بن عبد العزيز»، للوقوف على متطلبات التطوير المادية والبشرية، لتكون هي النموذج الوطني لروضات «جيل ألفا».