عربي21:
2025-03-14@02:54:12 GMT

الديمقراطيات الغربية الكريستالية سريعة العطب

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

تواجه الديمقراطيات الغربية، ومنذ بدايات تشكلها، معضلات صعب عليها تخطيها، أو معالجتها ضمن الأدبيات التي صاغتها بنفسها للتوصل إلى «مثالية» الحكم والسلطة من ناحية، والتعامل مع الإنسان «المواطن» والإنسان الآخر بمعيار واحد.

فبالنسبة لبناء «الدولة الأمة» التي اعتمدت على بناء المؤسسات من أحزاب، ونقابات، وجمعيات المجتمع المدني، وعلى التفاعل بينها الذي يؤدي للوصول إلى السلطة سلميا ضمن أدبيات نظرية متفق عليها صيغت بأفكار منظريها وطبقت بثورات شعوبها، بدءا بالثورة الفرنسية، وثورة كرومويل في بريطانيا، وثورة الشاي في أمريكا، وخاصة الثورة الأوروبية لعام 1848 التي انطلقت من فرنسا وعمت الدول الأوروبية وكانت بمثابة بداية التغير من أنظمة أحادية، إلى أنظمة دستورية، مع إلغاء الإقطاعية وسقوط بعض الملكيات، تظهر هشاشة أدبياتها وسلوكها الخارجي وتعاملها مع الآخر.


الثورات التي نادت بأدبيات أخلاقية لم تحترم بالضرورة تحقيق الأهداف المنشودة
فالثورات التي نادت بأدبيات «أخلاقية» كالحرية، والعدالة، والمساواة، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان، لم تحترم بالضرورة تحقيق الأهداف المنشودة على مستوى الدولة ـ الأمة، ولا على المستوى في التعامل مع «الآخر» (الشعوب الأخرى).

فالثورة الفرنسية التي أسقطت ملكية (آل بوربون) شهدت بعدها مباشرة نظام روبسبير الديكتاتوري الدموي، ثم امبراطورية بونابرت، ثم عودة الملكية مرة أخرى. (تماما كما حدث في ثورات الربيع العربي التي انطلقت ضد الديكتاتوريات فأنجبت ديكتاتوريات جديدة).

كما أن الثورات الأوروبية في نظرتها للآخر (الشعوب الأخرى) أو ما تم إطلاق مصطلح «العالم الثالث» عليها كانت نظرة استعمارية، استبدادية، ومعها بدأت «الفترة الكولونيالية» الدموية، لاستعمار الشعوب.

فالثورة الفرنسية على سبيل المثال لا الحصر، أفرزت أول حملة استعمارية قادها نابليون بونابرت إلى مصر، ومنها كانت تهدف (باستراتيجية مبكرة) إسقاط السلطنة العثمانية، علاوة على قطع الطريق على غريمتها الأبدية بريطانيا للوصول إلى مستعمراتها في الهند.

الدول الغربية التي استطاعت أن تطور أنظمتها السياسية للوصول إلى أنظمة ديمقراطية تؤمن بالحرية والعدالة وحقوق الإنسان، ارتكبت هذه الديمقراطيات، للسيطرة على شعوب أخرى، أكبر المجازر وأبشع أنظمة القمع وخاصة في إفريقيا وآسيا، ونهب ثرواتها، ثم المجازر المروعة في الشعوب التي انتفضت للمطالبة بحريتها ودحر الدول المستعمرة، كما حصل في الهند وثورة اللاعنف الغاندية، والصين الماوية، وفيتنام هوشي منه (إبان الاستعمار الفرنسي) والجزائر وجيش التحرير، وسواها.

وهذه النظرة لم تختلف إلى اليوم رغم تغطيتها بغلالة شفافة من مقولة «حقوق الإنسان» و«العدالة الدولية» كما فعلت أمريكا في فيتنام (التي ورثتها عن فرنسا) وبنما، وأفغانستان، والعراق، ودعمت كل الديكتاتوريات العسكرية في أمريكا اللاتينية والبلاد العربية في الوقت الذي تبرر فيه غزواتها بأنها لنشر «الديمقراطية».

كما أن هذه الديمقراطيات افتعلت حربا عالمية أولى لإسقاط الإمبراطورية العثمانية، والهنغارية ـ النمساوية والسيطرة على تركتهما كما حصل في بلدان الشرق الأوسط، والبلقان، وقامت بريطانيا بهندسة أكبر عملية استعمارية استيطانية في القرن العشرين في فلسطين.

كما أن هذه الديمقراطيات التي يمكن تشبيهها «بآنية الكريستال اللماعة لكنها سريعة العطب» يمكن أن تتحول هي نفسها إلى ديكتاتوريات عاتية كما حصل في اليونان والبرتغال وإسبانيا التي ارتكبت فيها مجازر كبيرة خلال الحرب الأهلية، كما حصل أيضا في إيطاليا الفاشية، وألمانيا النازية التي كانت سببا في الحرب العالمية الثانية المدمرة، وحكومة فيشي الفرنسية التي تحالفت مع ألمانيا النازية التي قامت بالمحرقة اليهودية، التي سرّعت هجرة اليهود إلى فلسطين.

وتتبنى هذه الديمقراطيات الغربية مقولة أن حضارتها هي حضارة يهودية ـ مسيحية وتتغاضى عن كون هذه الحضارة بنيت في جزء كبير منها من الحضارة العربية الإسلامية باحتكاكها مع العرب في فلسطين إبان الحملات الصليبية، والأندلس في أوج تقدمها وخاصة في قرطبة.

المادة الثالثة من معاهدة لشبونة 2007 للاتحاد الأوروبي التي تدعم بوضوح «حقوق الإنسان وسيادة القانون، ليس فقط في فضاء الاتحاد، بل وأيضا في العالم أجمع» يتم اليوم عدم احترام هذه المعاهدة من قبل معظم دول الاتحاد الموقعة عليها وعلى رأسها ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا لمجرد أن المسألة تتعلق اليوم بإسرائيل التي ومنذ نشأتها كانت كواحدة من العمليات الاستعمارية الحديثة الأكثر دموية وانتهاكا لكل «الأدبيات الأخلاقية» التي صاغتها الدول الغربية لنفسها وتعهدت باحترامها على المستوى المحلي والدولي.
الاتحاد اليوم منقسم على نفسه إزاء ما تقوم به دولة إسرائيل الاستعمارية
فالاتحاد اليوم منقسم على نفسه إزاء ما تقوم به دولة إسرائيل الاستعمارية التي ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة، وحول دولة فلسطين، وعودة اللاجئين رغم كل القرارات الأممية وتوصياتها. وهذه السياسة لا تتسق مع الإجماع الأوروبي والأممي لحق الشعوب في تقرير مصيرها. فدول كإسبانيا، وبلجيكا، وايرلندا، والنرويج المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، يتضارب موقفها مع الدول الأخرى التي تبنت سياسة المراوغة أو الصمت.

وخلال 75 سنة من الاحتلال، وارتكاب المجازر، وعدم احترام القوانين الدولية، وارتكاب جرائم «إرهاب الدولة» لم تحرك هذه الديمقراطيات ساكنا بل وأنها لم تستمع حتى لصراخ شعوبها الذين يتظاهرون بشكل أسبوعي للتنديد بسياساتها تجاه ما يجري في فلسطين.

كما تقدم الدول الغربية نفسها كأمم متقدمة وراعية للديمقراطية، حاولت إسرائيل أن تخدع العالم أيضا بأنها الدولة الديمقراطية النموذجية في شرق أوسط تحكمه ديكتاتوريات «متوحشة، ومتخلفة» وتسعى «لرمي اليهود في البحر» وأن «جيش الدفاع الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية بين جيوش العالم» ورغم أن قرار التقسيم الدولي رقم 181 الذي ينص على إنشاء الدولتين، الذي تم الاتفاق عليه حتى قبل الشريكتين في اتفاقية سايكس ـ بيكو، لم تحركا ساكنا عندما قامت العصابات الصهيونية باحتلال كل فلسطين، بل وقامتا بتسليح إسرائيل وتزويدها (من قبل فرنسا بمفاعل نووي) لصنع قنبلتها النووية، التي طالب أحد وزراء بنيامين نتنياهو بإلقائها على غزة.

بينما يحرم الغرب على دول أخرى امتلاك هذا السلاح فتدمير مفاعل تموز العراقي، والمشروع السوري لم نسمع أي ردة فعل من هذه الدول على هذه الاعتداءات. واليوم أمريكا وإسرائيل مستعدتان لافتعال حرب عالمية إذا امتلكت إيران سلاحا نوويا.

ومنذ بداية الأحداث في غزة قامت الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل بجسر جوي وبحري غير منقطع من الذخائر والأسلحة، ومنها قنابل تزن طنا أسقط منها المئات على رؤوس النساء والأطفال في غزة، وبسلسلة من حق النقض «الفيتو» ضد أي قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار، وكذلك ألمانيا التي سمحت بتصدير الذخائر إليها، ورغم أن محكمة العدل الدولية التي أصدرت قرارا بوقف المجازر اللاإنسانية بحق الفلسطينيين فإن دولة الاحتلال ضاعفت من مجازرها وضربها عرض الحائط بقرار المحكمة.

وهذه الدولة التي تقدم نفسها بالديمقراطية الخلاقة تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، والقضاء على الأونروا للتخلص من حق العودة. تقول مي غيلان وزيرة المساواة الاجتماعية في حكومة نتنياهو «إنها فخورة بتدمير غزة وقتل الأطفال» وتتهم عناصر حماس «بقطع رؤوس الأطفال اليهود واغتصاب النساء» التي تم التحقق بأنها ادعاءات باطلة، في الوقت الذي تقول فيه لجنة للأمم المتحدة: «أن ادعاءات الاعتداءات الجنسية الإسرائيلية على النساء الفلسطينيات ذات مصداقية» وخاصة في السجون الإسرائيلية حيث تقوم دولة الاحتلال بتعذيب الأسرى الفلسطينيين وقتلهم واغتصاب النساء السجينات.

بل وتكشف منظمات إنسانية أن مئات الفلسطينيين وجدوا بدون أعضاء لأنها تعرضت للسرقة من قبل الإسرائيليين. وإزاء كل هذه الجرائم التي ترتقي إلى الإبادة الجماعية لم يجد جو بايدن الذي استخدم الفيتو ضد وقف حرب الإبادة أمامه سوى الرئيس فلاديمير بوتين ليصمه «بالمجنون» و«ابن الزانية» بسبب حربه في أوكرانيا ليرد عليه بأنها عقلية «رعاة البقر» التي لا تزال سائدة. بينما تقول وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أنها «غير مصدومة بأعداد القتلى في غزة». هذه هي أخلاق من يدعون بأن دولتهم أول ديمقراطية في العالم، وتريد نشرها بالقوة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال الولايات المتحدة الولايات المتحدة غزة الاحتلال الاتحاد الأوروبي العدوان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کما حصل فی غزة

إقرأ أيضاً:

أين تنشأ عملات البيتكوين؟ السر الذي لم يُكشف بعد

نشر موقع "شيناري إيكونومتشي" تقريرًا سلّط فيه الضوء على لغز مصدر عملات البيتكوين على الإنترنت، متسائلاً عن المواقع الفعلية للنظام الذي يدعم هذه العملة الرقمية، وموضحًا كيف أن هذه العمليات تتم عبر "الطرق السريعة" للإنترنت التي تديرها أنظمة مستقلة، والتي تشمل شركات التكنولوجيا العملاقة مثل أمازون وجوجل.

وتساءل الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أين تقع عُقَد البيتكوين وفقًا لتوزيع شبكات إيه إس إن، التي تُشكل "الطرق السريعة" للإنترنت العالمية؟ وتُظهر الأبحاث كيف يتم ضمان إخفاء الهوية داخل هذه البنية التحتية. ولكن، من أي جزء من الإنترنت تنشأ البيتكوين فعليًا؟ لا يتعلق الأمر هنا بالمحافظ الرقمية، بل بالبنية التحتية التي تجعل هذه العملة المشفرة قابلة للتشغيل.

فمن أي جزء من الإنترنت العام تأتي البيتكوين؟ وما الذي يعنيه ذلك حقًا؟ لفهم الصورة الكاملة، دعونا نحلل مرجعيات إيه إس إن ودورها في توزيع عُقَد البيتكوين.

بطاقة هوية الإنترنت
أوضح الموقع أنه يمكن تخيل الإنترنت كشبكة طرق عملاقة، حيث تنتقل البيانات من نقطة إلى أخرى، ولكي يعمل كل شيء بسلاسة، هناك "طرق سريعة" رئيسية تُدار من قبل شركات كبيرة، تُعرف باسم الأنظمة المستقلة (AS)، وكل نظام مستقل لديه رقم تعريف فريد يُعرف باسم إيه إس إن، وهو بمثابة بطاقة هوية لهذا النظام.

تتم إدارة هذه الأنظمة المستقلة من قبل مؤسسات كبرى تقدم خدمات الوصول إلى الإنترنت أو الخدمات الإلكترونية، مثل:
·   مزودو خدمات الإنترنت (ISP): وهم الشركات التي توفر لنا الاتصال بالإنترنت في المنازل أو المكاتب، مثل كومب كاست أو هيتزنير أونلاين جي إم بي إتش.
·   عمالقة التكنولوجيا: مثل أمازون أو جوجل؛ حيث تدير هذه الشركات مراكز بيانات ضخمة لتشغيل خدمات الحوسبة السحابية التي نستخدمها يوميًا.
·   شبكات الخصوصية: مثل شبكة تور، المصممة لجعل التصفح عبر الإنترنت مجهول الهوية.
في كل مرة نتصفح فيها الإنترنت، يمر اتصالنا عبر واحد أو أكثر من هذه الأنظمة المستقلة، التي يتم التعرف عليها من خلال رقم إيه إس إن الخاص بها.

عُقَد البيتكوين: أعمدة الشبكة
أشار الموقع أن عقد البيتكوين هي أجهزة كمبيوتر خاصة تشارك بشكل نشط في شبكة البيتكوين، وهي ليست مجرد أجهزة مستخدمين عاديين، بل تؤدي مهام أساسية لضمان عمل هذه العملة المشفرة، مثل:

·التحقق من المعاملات: في كل مرة يُرسل فيها شخص ما البيتكوين، تقوم العُقَد بفحص المعاملة للتأكد من أنها صالحة وتُطابق القواعد الصارمة للنظام.
·حفظ سجل البيتكوين: تحتفظ العُقَد بنسخة كاملة من جميع المعاملات التي حدثت على الإطلاق في شبكة البيتكوين، فيما يُعرف بـ البلوكشين. هذا السجل يعمل بمثابة دفتر حسابات عام وثابت لا يمكن تغييره.
·نشر المعلومات: عندما تتم إضافة معاملة جديدة أو كتلة جديدة من المعاملات إلى البلوكتشين، تتولى العُقَد مهمة نشر هذه المعلومات عبر الشبكة بالكامل، مما يضمن أن الجميع على اطلاع دائم بآخر التحديثات.
بعبارة أخرى، تُعد عُقَد البيتكوين الركائز الأساسية التي تدعم البنية الكاملة للنظام. بدونها، لن تكون الشبكة قادرة على العمل.
أين تقع عُقَد البيتكوين؟ تحليل منصة نيوهيدج

أشار الموقع إلى أن منصة نيوهيدج تقوم بتحليل توزيع أنشطة التعدين وعُقَد البيتكوين، حيث أنتجت رسمًا بيانيًا يوضح انتشار هذه العُقَد عبر مختلف شبكات إيه إس إن، التي تمثل البنية التحتية الأساسية للإنترنت، أو ما يُعرف بـ "الطرق السريعة" الرقمية. يعتمد هذا التوزيع على أرقام إيه إس إن الخاصة بكل شبكة، مما يُتيح فهماً أعمق لكيفية انتشار البنية التحتية للبيتكوين.

ويبرز المخطط الدائري، الذي يحمل عنوان "عُقَد البيتكوين بحسب إيه إس إن"، خريطة غير تقليدية لمواقع هذه العُقَد. فبدلاً من عرض التوزيع الجغرافي لها، يركز هذا التحليل على الشبكات المستقلة (إيه إس إن) التي تستضيف أكبر عدد من عُقَد البيتكوين، مما يمنح نظرة فريدة على البنية التحتية الرقمية التي تدعم تشغيل الشبكة.

هيمنة شبكة تور (64.03%): أكبر نسبة من الرسم البياني تحتلها شبكة تور. هذا الرقم مهم جدًا، حيث إن شبكة تور صُممت لضمان إخفاء الهوية أثناء التصفح على الإنترنت. حقيقة أن أغلبية عُقَد البيتكوين تعمل داخل تور تشير إلى أن الكثير من مشغلي العُقَد يسعون إلى العمل بسرية تامة. قد يكون ذلك مرتبطًا بعوامل مثل:
الخصوصية الشخصية
الأمان ضد المراقبة
تجنب الملاحقات القانونية في بعض الدول التي تفرض قيودًا على البيتكوين
حصص أصغر لكن مهمة لبعض إيه إس إن المحددة: بعض الشبكات المستقلة تستحوذ على نسب أصغر لكنها لا تزال مؤثرة، ومنها:
هتزنير أونلاين جي إم بي إتش 4.22 %
أو في إتش ساس 2.02 %
غوغل كلاود بلاتفورم 1.93%
أمازون -02  1.68%
كوم كاست-7922 1.40%
وهذه الشبكات تمثل شركات معروفة تقدم خدمات مثل:
استضافة المواقع والخوادم (مثل هتزنير وأو في إتش)
البنية التحتية السحابية (غوغل كلاود وأمازون إيه دابليو إس)
توفير الوصول إلى الإنترنت (كوم كاست)
هذا يوضح أن جزءًا من عُقَد البيتكوين مُستضاف على بنية تحتية تجارية تقليدية، وليس فقط على شبكات خاصة أو مجهولة.

حصة "أخرى" كبيرة (21.29%): ما يقرب من ربع العُقَد تقع ضمن فئة "أخرى"، هذا يشير إلى أن هناك تنوعًا كبيرًا في الشبكات المستقلة التي تستضيف عُقَد البيتكوين، والتي قد تشمل:
شركات استضافة صغيرة
شبكات خاصة
أنظمة غير معروفة أو غير مُعرَّفة بسهولة
هذه الفئة أكثر غموضًا، مما يجعل تحليلها أكثر تعقيدًا، لكنها تؤكد أن شبكة البيتكوين ليست محصورة فقط في مقدمي الخدمات الكبار، بل تمتد أيضًا إلى شبكات لامركزية أصغر يصعب تتبعها.

لذلك؛ يمكننا القول إن 85% من العُقَد تعمل بشكل مجهول الهوية. وهذا أمر مفهوم؛ حيث توجد دول لا تنظر بعين الرضا إلى استهلاك الطاقة المرتبط بنشاط التعدين، أو حيث يكون البيتكوين نظريًا محظورًا.

التداعيات والتأملات
ولفت الموقع إلى أن هذا يفتح لنا نافذة مثيرة للاهتمام بعالم البيتكوين، فهو يُظهر لنا أنه على الرغم من فكرة اللامركزية التي ترتبط عادةً بالعملات المشفرة، إلا أن بنية البيتكوين التحتية تظل مركزة جزئيًا في شبكات محددة، بما في ذلك شبكة تور، التي تضع تركيزًا قويًا على إخفاء الهوية.

فهم توزيع عُقَد البيتكوين حسب إيه إس إن أمر مهم لعدة أسباب:
· اللامركزية: يساعدنا هذا التحليل في تقييم مدى لامركزية شبكة البيتكوين فعليًا. فإذا كانت غالبية العُقَد مركزة في عدد قليل من الشبكات المستقلة (إيه إس إن)، فقد تصبح الشبكة أكثر عرضة للمشاكل أو للرقابة.

· المرونة: إن التوزيع المتنوع للعُقَد بين شبكات إيه إس إن مختلفة يجعل الشبكة أكثر مقاومة للأعطال أو الهجمات المحتملة.

· الخصوصية وإخفاء الهوية: إن النسبة العالية من العُقَد الموجودة على شبكة تور تثير تساؤلات مثيرة حول دور إخفاء الهوية داخل منظومة البيتكوين.

واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أنه نسبة ضئيلة جدًا من معاملات البيتكوين تُستخدم لأغراض إجرامية، لكن القدرة على البقاء مجهول الهوية هي ضمان الحرية للجميع. وهذا شيء لا يفهمه، ولا يمكن أن يفهمه، البنك المركزي الأوروبي.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. مستوطنون يحرقون منازل في قرية دوما جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية
  • بخطوات سريعة باتجاه اطلاقه .. المنتجات النفطية تنظم ورشة تدريبية بشأن تطبيق “وظيفتي”
  • الصادق: لحلول سريعة تنقذ مستشفى رفيق الحريري
  • العاشر من رمضان.. النصر الذي هزم المستحيل
  • مقررة أممية تصف ما يحدث بالضفة الغربية “بالتطهير العرقي”
  • مقررة أممية: ما يحدث في الضفة الغربية حملة تطهير عرقي
  • أين تنشأ عملات البيتكوين؟ السر الذي لم يُكشف بعد
  • فاينانشال تايمز ترصد الاقتصادات الصاعدة التي ولدت خلال الأزمة المالية
  • ما قصة ساحة فلسطين التي أصبحت أزمة وصراعا سياسيا بالدانمارك؟
  • بالفيديو.. خبير صحة عالمية: التلوث البيئي يزداد في الدول التي تعاني من الحروب