طرأ تحوُّل نوعي على صعيد الحرب الدائرة في الجنوب من زاوية تمكن حزب الله من اسقاط طائرة مسيَّرة مقاتلة من نوع هرمز بصاروخ ارض جو فوق منطقة اقليم التفاح.. وعلى الفور أغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية على منطقة بعلبك على بعد 92 كلم، واستهدفت حوش تل صفية «حيث توجد مستودعات لتخزين المواد الغذائية»، في ضربة وصفها الناطق الاسرائيلي بأنها جاءت رداً على اسقاط المسيرة.



وبحسب " النهار" فقد رسم الخط الدائري للتصعيد الحربي الواسع الذي طبع يوم المواجهات امس اطارا هو الأخطر اطلاقا لهذه المواجهات منذ اندلاعها في الثامن من تشرين الأول الماضي. وهذا الاطار يبدأ من سهل بعلبك الى مرتفعات الجولان وما بينهما من مناطق حدودية جنوبية وحتى في اقليم التفاح شمال الليطاني.
المواجهات النوعية هذه، دفعت الى اعتبار يوم البارحة بانه اليوم الأقرب الى حرب واسعة من أي وقت مضى. مع ذلك فان جسامة المواجهات واتساع دائرتها إلى الأعماق لا يعني بالضرورة ان الاقتراب من الخطوط الحمر بل وتجاوزها مرات، ان الحرب الشاملة ستندلع. فخطر الحرب لا شك يكبر، في نظر ومعطيات الكثير من الأوساط والخبراء المعنيين، ولكن الفرامل الدولية ولا سيما منها الأميركية والإقليمية وخلاصات ودروس حرب غزة ومواجهات الجنوب بمجملها، حتى الان، لا تزال كافية لمنع الجزم بان الحرب واقعة لا محال. وليس أدل على ذلك من ان وتيرة العنف في المواجهات الميدانية بين إسرائيل و"حزب الله" تصاعدت بقوة واتساع مرات متكررة وطاولت نيرانها أعماقا في إسرائيل كما في لبنان. ولكن الخط البياني للمواجهات عاد الى نمطية لا توحي بعد بان التفلت واشتعال الحرب التي يخشى منها هو امر وارد بسهولة على رغم العنف التصاعدي في المواجهات.
في أي حال اتخذت المواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل  بعدا شديد الخطورة امس ينذر للمرة الأولي بهذه الحدة بتدحرج "حرب الإسناد" الى ما هو أوسع. وقد كان اخطر التطورات انقضاض المقاتلات الإسرائيلية في غارة على موقع لـ"حزب الله" في عمق منطقة بعلبك وهي المرة الأولى التي يصار فيها الى تنفيذ ضربات بهذا العمق، ليس فقط منذ بدء المواجهات الحالية في 8 تشرين الأول الماضي بل منذ حرب تموز 2006. 


وكتبت كارولين عاكوم في" الشرق الاوسط": أدى إسقاط «حزب الله» المسيرة الإسرائيلية «هرمس 450» في جنوب لبنان إلى إلقاء الضوء على نظام الدفاع الجوي الذي يمتلكه الحزب الذي نجح، في السنوات الأخيرة، في تطوير قدراته العسكرية بدرجة كبيرة مقارنة بما كانت عليه في حرب تموز عام 2006.

و«هرمس 450» هي طائرة من دون طيار من الحجم المتوسط، قادرة على العمل بشكل متواصل لمدة 20 ساعة، ومصممة للعمليات التكتيكية طويلة المدى ضمن وحدات الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية في الجيش الإسرائيلي. وهي تصل إلى مسافة 300 كلم بحد أقصى وتتم إدارتها عبر نظام التحكم الأرضي «جي إس سي»، وهو نظام متطور جداً، وتحمل كاميرات كهروضوئية وأشعة تحت الحمراء بحيث تستطيع التقاط صور عالية الجودة في النهار والليل.
والمسيرة «هرمس 450» هي الثالثة من حيث الحجم التي تمتلكها إسرائيل بعد «هرمس 900» (الثانية)، بينما تعد طائرة «إيتان» أو «هيرون TP» الأخطر والأكبر من حيث الحجم، ويتم عبرها تنفيذ معظم عمليات الاغتيال الإسرائيلية في لبنان.

وهذه المرة الأولى التي يقوم فيها «حزب الله» بإسقاط هذا النوع من المسيرات، بعدما سبق له أن أسقط مسيرات صغيرة عبر استخدام تقنيات الحرب الإلكترونية.
إسقاط «هرمس 450» من شأنه أن يؤدي إلى تقييد حركة الطائرات الإسرائيلية في سماء لبنان، وهو ما بدا واضحاً من خلال ردّة فعل الجيش الإسرائيلي الذي عمد إلى قصف دفاعات جوية تابعة لـ«حزب الله» في البقاع رداً على إسقاط المسيرة.
ويأتي هذا التطور مع تطور تشهده المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل، التي تمتلك منظومة دفاع جوي متطورة؛ حيث سجّل استخدام الحزب أسلحة جديدة للمرة الأولى في هذه الحرب التي تشهد تصعيداً لافتاً في الأيام الأخيرة، منها صواريخ «بركان» ومنصة الصواريخ «ثأر الله» و«فيلق».
وفي حين لم يعلن «حزب الله» عن أنظمة الدفاع الجوي التي يمتلكها، تجمع المعلومات على أنها إيرانية وروسية، لا سيما تلك المعروفة بـ«بانتسير»، في حين كانت قد ذكرت وسائل إعلام أميركية في الفترة الأخيرة أن «حزب الله» تسلّم أو سيتسلّم نظاماً دفاعياً جوياً روسياً جديداً.

وكتبت " الراي" الكويتية:مع اتضاح أن التصويب على«هيرميز 450»لم يكن الأول من نوعه، فإن سقوطها المؤكد والمعترَف به من إسرائيل هو الأول وكذلك الأمر بالنسبة إلى ما بدا أول إعلان رسمي من«حزب الله»عن«وحدة الدفاع الجوي»وانخراطها في «حرب المشاغَلة» المستمرة عبر جبهة الجنوب منذ 8 أكتوبر، وهو ما ترى الأوساط نفسها أنه عنصر «كاسر لتوازناتٍ»- وليس فقط لقواعد اشتباك لم يبْقَ منها إلى «اليافطة»- ترى تل أبيب أنها تمنحها تَفَوُّقاً ويداً أعلى في المواجهات مع لبنان راهناً وفي أي سيناريوهات حربية أكثر شمولية، وتتمثل في«الحرب الجوية».
ووفق هذه الأوساط، فإن ما عبّر عنه كشْف «حزب الله» عن قدرات صاروخية (أرض – جو) من نوع جديد، عُلم أنه استهدف من خلالها هيرميز 450 بصاروخين متزامنين (أحدهما اعترضه نظام مقلاع داوود الإسرائيلي)، قرأته تل أبيب سريعاً وبمعناه العميق، فردّت بأن«ممنوع»رسْم أي حدود مانعة لحرية عملها من الجو، ولا سيما أن كل العمليات والاغتيالات التي تنفّذها ضد «حزب الله» منذ 8 أكتوبر تتمّ بغارات من مسيّرات أو بالطيران الحربي بالتوازي مع القصف المدفعي لبلدات حدودية، ناهيك عن أن توسيع الحرب الذي تتوعّد به كل يوم لا يرتكز على أي سيناريوات دخولٍ بري مُكْلِف بل على تكثيف وتوسيع نطاق الغارات التدميرية ليلفّ غبارُها الموجع مناطق لبنانية في مختلف المحافظات وبنى تحتية تحت عنوان «تدمير الدولة».
وكتبت" الاخبار": كشف رد الفعل الإسرائيلي، ميدانياً وسياسياً، على إسقاط المُسيّرة عن إدراك قيادة العدو لمخاطر نجاح حزب الله في استهداف هذا المستوى من الطائرات، وتداعيات هذا الاستهداف على حرية عمل سلاح المُسيّرات في الأجواء اللبنانية، خصوصاً أن «هيرمس 450» هي من الأكثر تطوراً في سلاح الجو الإسرائيلي، وشكّلت ركيزة أساسية في المعركة الحالية، وتلعب دوراً رئيسياً في الاغتيالات في لبنان وفلسطين وغيرهما، وتتمتّع بهامش واسع في الكشف والاستهداف والمناورة، وتتميّز بتقلّص الفترة الزمنية بين الكشف الاستخباري والاستهداف العملياتي. كما يشكّل إسقاطها رسالة أخرى تكشف عن قدرة عملياتية لدى حزب الله على اختراق المنظومة التكنولوجية التي وفّرت قدراً من الحصانة لحرية عمل سلاح الجو، بعدما راهن العدو على أنه تمكّن من فرض هيمنة جوية أطلقت يده في مستوى الحركة والاستهداف. وهو ما دفعه للتأكيد في أكثر من مناسبة على أن هذا الاستهداف سيتواصل بعد الحرب، إضافة إلى كونه إحدى صور الانتصار التي كان يراهن أن تُختتم المعركة بها.
لذلك، أظهر ردّ الفعل التصعيدي حجم مخاوف العدو من أن يشكّل الحدث مؤشراً إلى كسر المعادلة الجوية التي توهم بأنه نجح في فرضها، بعد خمسة أشهر من القتال ومراكمة نتائج تكتيكية، وهو ما عبّرت عنه التعليقات بوصف ما حصل بأنه «خطير جداً» و«يعطي صورة سيئة جداً عن الجيش الإسرائيلي وعن سلاح الجو الأقوى في الشرق الأوسط». كما أن هذا الحدث يبدّد الرهانات على «التفوّق الجوي» بالتأسيس لمعادلة مضادّة، أخطر ما فيها أنها ستمتد إلى ما بعد الحرب. أضف إلى ذلك، أن إسقاط المُسيّرة تجسيد عملي للمسار التصاعدي لحزب الله، في وقت يحاول العدو - عبر الميدان والرسائل التهويلية - كبح هذا المسار وتغيير اتجاهه. فضلاً عن أنه يكشف عن إرادة سياسية تستند إلى قدرة عملياتية قادرة على توسيع نطاق الاستهدافات، في الجو كما في البر، حتى لو اعتبر العدو ذلك تجاوزاً لبعض قواعد الاشتباك التي ظن أنه فرضها.
وباعتبار الحدث الجوي حلقة في سلسلة متواصلة، لها ما قبلها وما بعدها، فإن العدو يرى في التأسيس لتقويض حريته العملياتية، مع ما حقّقه حزب الله في فرض «حزام أمني» في الأراضي الإسرائيلية من دون حتى أن يقوم بمناورة برية، إضافة إلى تهجير أكثر من 100 ألف مستوطن، بحسب المعلّق العسكري أمير بوحبوط، ترجمة وتطويراً لموقع حزب الله في القواعد التي تحكم حركة الميدان. وهو ما دفع وزير الأمن السابق أفيغدور ليبرمان إلى رفع الصوت محذّراً من أن الحزب «تهديد استراتيجي حقيقي، وإذا لم نغيّر المعادلة فلن يبقى سكان في الشمال».
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله وهو ما

إقرأ أيضاً:

تمسكت بـ 5 مواقع في الجنوب..إسرائيل ترفض الانسحاب الكامل من لبنان

يستعد الجيش الإسرائيلي للانسحاب من جنوب لبنان غداً الثلاثاء، مع الاحتفاظ بخمسة مواقع متقدمة فيه لفترة غير محددة، وتكثيف وجوده على طول الخط الحدودي الشمالي بنحو ثلاثة أمثال ما قبل حرب 7 أكتوبر(تشرين الأول).

وقالت صحيفة "جيروزالم بوست" اليوم الإثنين، إن الجيش الإسرائيلي سيبقي على سرية واحدة مؤلفة من 100-150 جندياً في كل موقع من المواقع الخمسة التي ينوي البقاء فيها في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن هذا العدد مجرد جزء صغير من القوات الأكبر المؤلفة من 10-15 ألف جندي، اعتماداً على ظروف مختلفة.  

BREAKING: IDF is withdrawing from most of southern Lebanon tomorrow, BUT will have 3x as many forces on border AND keeping 5 outposts INSIDE Lebanon indefinitely: https://t.co/4k3wJ4wlid

— Yonah Jeremy Bob (@jeremybob1) February 17, 2025

وحسب الصحيفة، فإن المواقع الخمسة التي سيحتفظ بها الجيش الإسرائيلي لم تكن ضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار  في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
وقالت المصادر، إن "إسرائيل أقنعت الولايات المتحدة بأن الجيش اللبناني ليس فعالاً بما يكفي حتى الآن لحماية المنطقة الحدودية من حزب الله، ما أدى إلى تعميق وجوده في جنوب لبنان، وبالتالي ارتفاع المخاوف من تنفيذه هجمات جديدة".

وبموجب وقف إطلاق النار،ي كان يفترض أن يسيطر الجيش اللبناني على جميع مواقع حزب الله في جنوب لبنان، ويصادر أسلحته، ومنع الجماعة الموالية لإيران من إرسال مقاتلين إلى المنطقة مرة أخرى. 

الرئيس اللبناني: نعمل على انسحاب إسرائيل من أراضينا - موقع 24أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، متابعة الاتصالات على مختلف المستويات لدفع إسرائيل إلى الانسحاب في الموعد المحدد.

وأكد الجيش الإسرائيلي، أن "أداء الجيش اللبناني أفضل من أي وقت مضى ويواجه حزب الله أحياناً، لكن أداءه لا يزال أقل من المتوقع". 

وأشارت مصادر في الجيش الإسرائيلي إلى أن "فترة بقائه في المواقع الخمسة في الجنوب اللبناني تتراوح بين شهرين إلى 8 أشهر، مع الاستعداد لأي تمديد جديد إذا لزم الأمر".

وأكد الجيش الإسرائيلي كذلك استعداده للحفاظ على موقف عدواني ضد أي هجوم محتمل من حزب الله، أو محاولة تسلل إلى الجنوب، أو تهريب أسلحة إلى أي جزء من الأراضي اللبنانية.

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني: انتشال جثامين وأشلاء 11 شهيداً في الجنوب
  • ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات
  • وفد حزب الله يواصل جولته في شرق صيدا
  • في بعلبك.. عُثر عليه مشنوقا
  • الخبراء يسعون لترميم المواقع الأثرية التي دمرتها الحرب في سوريا
  • «دولة الاحتلال» تعلن عدم انسحابها من الجنوب.. ماذا يحدث في لبنان؟
  • مركز استخباراتي: الغارات الأمريكية الإسرائيلية على اليمن زادت من شعبية أنصار الله
  • تمسكت بـ 5 مواقع في الجنوب..إسرائيل ترفض الانسحاب الكامل من لبنان
  • الأسطول الأمريكي يكشف حجم الأضرار التي لحقت بحاملة الطائرات “هاري إس ترومان”
  • خريطة الطريق التي لا تقود إلا إلى داخل المتاهة