ما النقاط الشائكة في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس؟
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
تضغط إدارة بايدن على إسرائيل وحماس للموافقة على صفقة جديدة لإطلاق سراح الرهائن تؤدي إلى وقف القتال قبل شهر رمضان خلال ما يزيد قليلاً عن أسبوعين. ديفيد إيغناتيوس – واشنطن بوست
تعكس المساومة المكثفة بشأن صفقة الرهائن إحساس إدارة بايدن بأن حرب غزة ربما تصل إلى نقطة انعطاف أخرى مع اقترابها من شهرها الخامس من القتال الوحشي.
قدم مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام ج. بيرنز يوم الجمعة في باريس اقتراحا أمريكيا "للجسر" لممثلي إسرائيل وقطر ومصر، الذين يعملون كوسطاء مع حماس، وفقا لمصادر إسرائيلية مطلعة على المفاوضات. ويكمن خلف هذه الحملة الأمريكية الجديدة مخاوف من تدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل حاد.
وتنص الخطة الأمريكية إطلاق سراح 40 إسرائيليا، معظمهم من النساء والرجال المسنين. وسيكون ذلك مصحوبا بتوقف القتال لمدة 40 يوما على الأقل للسماح بتدفقات جديدة كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة. وسيسافر المفاوضون إلى قطر يوم الاثنين لإجراء جولة أخرى من المفاوضات، حيث يمكن للمسؤولين القطريين والمصريين تقديم التفاصيل إلى ممثلي حماس المقيمين في الدوحة.
والنقطة الشائكة هي الخلاف الحاد بين إسرائيل وحماس حول عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في نفس الوقت الذي يتم فيه إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. إسرائيل مستعدة لتحرير أكثر من 100 فلسطيني. في البداية، بينما تطالب حماس بآلاف السجناء، بما في ذلك من تعتبرهم إسرائيل قتلة إرهابيين.
وكانت قضية السجناء هي المأزق الرئيسي في محادثات الرهائن منذ أسابيع. وتعتقد المصادر الإسرائيلية أن حماس قد تكون مستعدة للتسوية بمئات السجناء وليس بالآلاف. لكن سد هذه الفجوة لن يكون سهلا.
ويتكون اقتراح بيرنز من ثلاثة بنود رئيسية، بحسب المصادر الإسرائيلية المطلعة. وتبقى هناك تفاصيل معقدة حول كل بند، ولكن الأساسيات واضحة.
ستكون الخطوة الأولى هي زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية خلال فترة توقف القتال. وسيشمل ذلك المزيد من شاحنات المساعدات، والمزيد من المأوى للنازحين من غزة، وإعادة فتح المخابز وغيرها من مصادر الغذاء التجارية، والعمل على إعادة بناء البنية التحتية المدمرة. وسيظل توفير الأمن لقوافل المساعدات وعمال الإغاثة يشكل تحدياً كبيراً لأن العصابات المسلحة تهاجم الشاحنات التي تدخل غزة وتمنعها من إيصال الإمدادات.
يدورالبند الثاني من مقترح بيرنز حول خطة لعودة محدودة وتدريجية للفلسطينيين إلى منازلهم خلال الهدنة. ويخشى الإسرائيليون أن تظل المناطق في الشمال خطرة للغاية بحيث لا يمكن المرور بسهولة عليها، لذا سيقوم المفاوضون بتقييم التضاريس بعناية قبل الاتفاق على التفاصيل.
أما البند الثالث فهو إطلاق سراح السجناء، وهي ذات أهمية رمزية لكلا الجانبين. وأحد الأسئلة المثيرة للاهتمام هو ما إذا كانت قائمة الإفراجات ستشمل مروان البرغوثي، الذي قاد الانتفاضة الأولى والثانية قبل أكثر من عقدين من الزمن، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه الشخص الذي يمكنه توحيد الفلسطينيين بشكل أفضل بعد الحرب.
إن خطة إطلاق سراح الرهائن من شأنها أن تخفف حدة الحرب، لكنها لن تنهي الحرب. وتظل إسرائيل عازمة على مواصلة الصراع، إلى أن تتم هزيمة حماس بالكامل. ولا تزال الخطط الإسرائيلية "لليوم التالي" غامضة وغير واقعية إلى حد كبير، من وجهة نظر مسؤولي إدارة بايدن.
توضح إحدى التفاصيل في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن مدى ابتعاد هذا الصراع عن نهاية اللعبة؛ حيث طالبت حماس بانسحاب القوات الإسرائيلية خلال الهدنة إلى حدود غزة. ويخشى الإسرائيليون أنهم إذا فعلوا ذلك، فإن حماس ستسيطر على المنطقة مرة أخرى. ومن غير المرجح أن تتزحزح إسرائيل عن هذا الطلب.
إن الصفقة التي يحاول بيرنز التوسط فيها لن تحل أياً من الأسئلة الكبيرة المتعلقة بإسرائيل والفلسطينيين. ولكنه على الأقل سيمنع الوضع الرهيب في غزة من أن يصبح أسوأ. ومن شأن وقف القتال أن يفتح الطريق أمام مقترحات أخرى أكثر جرأة من الولايات المتحدة وحلفائها والتي قد تمهد الطريق نحو حل حقيقي.
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: جو بايدن شهر رمضان طوفان الأقصى قطاع غزة مروان البرغوثي مساعدات إنسانية هجمات إسرائيلية إطلاق سراح الرهائن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بزيادة الضغط على حماس
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، إنه أصدر تعليمات للجيش بزيادة الضغط على حركة حماس، وذلك بعد أن رفضت الحركة الأسبوع الماضي اقتراحا إسرائيليا بهدنة مؤقتة وطالبت بدلا من ذلك باتفاق لإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وأضاف نتنياهو في خطاب بثه التلفزيون في وقت متأخر من مساء السبت أنه على الرغم من التكلفة الباهظة للحرب، فإن إسرائيل "ليس لديها خيار سوى مواصلة القتال من أجل وجودنا لحين تحقيق النصر".
ويسعى وسطاء مصريون إلى استعادة اتفاق لوقف إطلاق النار شهد إطلاق سراح 38 رهينة لكن تخلت عنه إسرائيل الشهر الماضي. وقالت حماس إنها لن تطلق سراح باقي الرهائن إلا في إطار اتفاق يُنهي الحرب.
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم نفذته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وذكرت حماس في وقت سابق السبت أنها عثرت على أحد الحراس الذين كانوا مكلفين بتأمين الرهينة الإسرائيلي الأميركي إيدان ألكسندر قتيلا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية الأسبوع الماضي.
ويُعتقد أن ألكسندر هو آخر رهينة أميركي على قيد الحياة تحتجزه حماس في غزة، وقالت حماس إن مصيره غير معروف. لكن نتنياهو لم يشر إلى ألكسندر في خطابه.
وتشن إسرائيل غارات جوية على غزة منذ انهيار وقف إطلاق النار. وذكرت السلطات الصحية الفلسطينية أن 50 فلسطينيا على الأقل قُتلوا في هجمات إسرائيلية السبت.
وقال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس دونالد ترامب، في مارس إن إطلاق سراح ألكسندر له "الأولوية القصوى". وألكسندر (21 عاما) من ولاية نيوجيرسي الأميركية وكان يخدم في الجيش الإسرائيلي عندما أخذه مسلحون رهينة خلال هجمات السابع من أكتوبر 2023.
وكان إطلاق سراح ألكسندر محور محادثات سابقة عقدت بين قياديي حماس والمبعوث الأميركي آدم بولر الشهر الماضي. وقالت حماس يوم الثلاثاء الماضي إنها فقدت الاتصال بالمجموعة التي تحتجز ألكسندر في غزة بعد أن هاجم الجيش الإسرائيلي المكان الذي كان المسلحون يحتجزونه فيه.
ولا يزال 59 من الرهائن محتجزين في غزة ويُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة.
ولم يعلق متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية على وضع ألكسندر، لكنه أكد مجددا أنه يتعين على حماس إطلاق سراحه فورا هو وجميع الرهائن المتبقين. وقال إن حماس "تتحمل وحدها المسؤولية عن الحرب واستئناف العمليات القتالية".
وفرضت إسرائيل حصارا شاملا على قطاع غزة الشهر الماضي واستأنفت هجومها في 18 مارس بعد فشل المحادثات الرامية لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار.