وفاة عم أمير قطر "الوالد".. شيخة قطرية تعلق وأمين "علماء المسلمين": فاجعة
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الصحافة العربية عن وفاة عم أمير قطر الوالد شيخة قطرية تعلق وأمين علماء المسلمين فاجعة، دبي، الإمارات العربية المتحدة CNN — أعلن الديوان الأميري في قطر، الجمعة، وفاة الشيخ محمد بن حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، وهو عم أمير قطر .،بحسب ما نشر سي ان ان، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات وفاة عم أمير قطر "الوالد".
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أعلن الديوان الأميري في قطر، الجمعة، وفاة الشيخ محمد بن حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، وهو عم أمير قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة الملقب بـ"الأمير الوالد".
وعلقت الشيخة القطرية، مريم آل ثاني بتغريدة قالت فيها: "انتقل إلى رحمة الله تعالى الوالد سعادة الشيخ محمد بن حمد بن عبدالله آل ثاني، أخو الوالد سعادة الشيخ خالد بن حمد آل ثاني، وعم سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون".
من جهته علق الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القرة داغي، قائلا إن "وفاة الفقيد فاجعة كبيرة للمجتمع القطري بصورة عامة و المجتمع التعليمي بصورة خاصة في قطر، بل لكل من تلقى التعليم في قطر خلال وزارته، وستظل إسهاماته، وإرثه الثقافي والعلمي خالدة في مجال التعليم. فقد كان الفقيد رمزاً للتفاني، وتشجيع التفوق والإبداع في العمل التعليمي، وعمل جاهداً لتطوير العملية التعليمية وتقديم فرص التعلم للجميع، بغية بناء جيل مثقف ومتعلم وقادر على تحقيق التقدم والتطور".
وأضاف: "لقد تعرفت على سعادته رحمه الله عام 1985 وظلت العلاقة قوية قائمة على المحبة لله تعالى، ثم للعلم، وقد وجدت فيه قمة التقدير والاعتزاز والاحترام لأهل العلم والفكر ونشر الخير من خلال مركزه الحضاري للترجمة والنشر.. ندعو الله بتضرع أن يجعل قبر الفقيد روضة من رياض الجنة، وأن يرزقه الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان".
وكان الديوان الأميري القطري قد أعلن أنه "سيصلى على جثمان الفقيد السبت بعد صلاة المغرب الموافق 22 يوليو 2023 في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، ثم يوارى جثمانه الثرى في مقبرة الريان القديم".
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: الإمارات موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس محمد بن آل ثانی بن حمد حمد بن فی قطر
إقرأ أيضاً:
ذكريات عن مهدي السودان، الشيخ محمد أحمد
ذكريات عن مهدي السودان، الشيخ محمد أحمد
يرويها خادمه الشخصي محمد المكي قوليب، الذي لا يزال حياً يرزق بالسودان
Reminiscences of the Sudan Mahdi,
Sheikh Mohammed Ahmed
By his personal servant Mohammed El Mekki Ghuleib, who is still living in the Sudan
J.A. Reid جي. أر. ريد
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذه ترجمة لمقال بقلم الإداري البريطاني جي. أر. ريد (الذي كان قد شغل في سنوات العشرينيات من القرن الماضي منصب نائب مدير مديرية النيل الأبيض) نُشر في يناير من عام 1936م في المجلد الخامس والثلاثين (الجزء رقم 138) من مجلة الجمعية الأفريقية الملكية J. Royal African Society، صفحات 71 – 75. وسبق لنا ترجمة عدد من مقالات هذا الكاتب منها مقال بعنوان: "مقتل غوردون: رواية شاهد عيان"، ومقال بعنوان "أمراء المهدية"، ومقال آخر عنوانه: "قصة أمير مهدوي".
أود أن أشكر بروفيسور أحمد أبو شوك لتكرمه بمساعدتي في الحصول على نسخة من هذا المقال.
المترجم
********** ********** *********
تَصدير
محمد المكي قوليب هو رجل جعلي يعيش الآن (أي في ثلاثينات القرن الماضي. المترجم) في مدينة ود مدني بمديرية النيل الأزرق. وعندما قابلته في تلك المدينة كان يبلغ من العمر نحو 65 عاماً، وبد لي أن الرجل كان في حال سيئ رغم أنه كان بشوشاً ومُنْشَرِح الصَّدْرِ. وعمل الرجل بعد وفاة المهدي في عام 1885م مع الخليفة محمد شريف حتى وقعت معركة كرري. غادر بعدها أمدرمان وآب إلى أهله في شندي (بمديرية بربر). ومن هناك توجه إلى "جزيرة الفيل" بالقرب من ود مدني، ليكون بالقرب من السير السيد عبد الرحمن، الذي كان يقضي فيها سنوات طفولته (وهو أكبر من بقي على قيد الحياة من أبناء المهدي). وظل محمد المكي يعمل في خدمة السيد عبد الرحمن إلى أن تقدم به العمر ولم يعد قادراً على العمل، فذهب ليقيم في ود مدني. وظل الرجل في كامل قواه العقلية والفكرية ومخلصاً لذكرى سيده.
قصته His Story
وقعت عيناي لأول مرة على المهدي في "جبل قدير" بجبال النوبة، والتي قدمت إليها استجابة لدعوة من صديقي عبد الله التجاني، الذي غدا حامل ختم المهدي. في تلك الأيام كان المهدي شاباً معتدل الطول وقوي البنيان وله عينان براقتان، وابتسامة ساحرة أَخَّاذة. وكانت بشرته بنية فاتحة. وكان يرتدي دوما ملابس بسيطة لا تزيد عن جبة مرقعة وسروال قطني، وطاقية من القش يلف حولها عمامة من قماش قطني محلي الصنع. طلب مني المهدي أن أعمل خادماً شخصياً له. أحسست بالفخر يغمرني وأنا أقبل بذلك التشريف، وبقيت ملازماً له حتى يوم وفاته.
كنت أحمل أبريق وضوءه، وأَصُبُّ الماء على يديه عندما يفرغ من طعامه. وعندما يمتطي جملاً ارْتدفه. كان قليل الكلام، ولكنه يداوم على قراءة القرآن، ويبكي في غالب الأحوال وهو يتلو آياته. كان طعامه في غاية البساطة، إذ لم يكن يتجاوز حبات ذرة مغلية "بليلة" أو دخن محمص، وكان يشرك في تناولها كل من يجده حوله. لقد كان رجلاً صالحاً في كل أفعاله، ولم تكن لديه أي شهوات دنيوية. لقد كان بالفعل صورة مثالية للتواضع والتَصاغُر، حتى مع أفقر الرجال والنساء. لقد أتى المهدي لتطهير الدين وكان يدعو للعودة إلى الله وكتابه الكريم ولنبيه. وأقر حتى من ناصبوه العداء بأنه رجل صالح. لم يكن يرغب في الحرب، ولو كان قد تمكن من السيطرة على جنوده (في الأصل "عربه". المترجم) لأُنْقِذَتْ حياة غوردون باشا.
تضاعفت أعداد أنصار المهدي ونحن في قدير، وكان النوبة هم من يقومون بإطعامنا. كان الخليفة عبد الله معه في تلك الأيام ولكنه لم يكن شخصية مهمة. وكان معنا أيضاً علي ود حلو، الذي كان سابقاً أحد تلاميذ المهدي، وكذلك الخليفة محمد شريف، الذي كان في مرحلة الصبا. وبعد أن قضينا في قدير نحو شهرين، أقبلت على معسكرنا امرأة عربية وهي تلهث وأبلغتنا بأن قوة من الجيش التركي أقامت لها معسكراً مخبوءاً بين الأشجار بالقرب منا. أصدر المهدي أمراً بالهجوم ليلاً على تلك القوة التي كانت قد قدمت من فشودة تحت إمرة راشد بيه. وبعد هجومنا عليهم، لم ينجُ أحد منهم سوى فرد واحد، وغنمنا منهم الكثير.
وفي أعقاب هزيمة راشد بيه، تقدم صوبنا من الخرطوم يوسف باشا الشلالي. وكان الشلالي يخطط للهجوم علينا ليلاً ولكنه ضل الطريق. ولاحظ من أرسلناهم لاستكشاف أوضاع تلك الحملة، أن الشلالي أقام حول معسكره زريبة ضخمة وكثة بالشجيرات الشوكية. وعند مطلع الفجر قادنا المهدي وهو على فرسه لقتالهم. هاجمناهم وقضينا على معظمهم، وأسرنا من بقي منهم على قيد الحياة.
بعد ذلك تحرك المهدي نحو مدينة الأبيض. وأقمنا معسكرنا في "كابا" الواقعة جنوب تلك المدينة. وأرسل المهدي لسكان الأبيض داعياً إياهم للاستسلام. واستجاب بعض التجار وغيرهم وانضموا لنا. وفي يوم الجمعة هاجمت قوات المهدي المدينة، وأفلحنا في اختراق دفاعاتها رغم تكبدنا لخسائر فادحة. وسار المهدي إلى داخل المدينة وهو على صهوة جواده. ولجأ المدافعون عن المدينة إلى أسطح المنازل وشرعوا في إطلاق النيران على جندونا. لذا أُخِذَ المهدي لخارج المدينة، وانسحب كذلك جنودنا منها. ولاحقاً أمر المهدي بمحاصرة المدينة، وطال الحصار حتى استسلمت سلطات المدينة من شدة المجاعة.
ثم بلغتنا أنباء بأن هكس باشا قد بلغ الدويم. وعلى الفور عين المهدي بعض الأمراء لمناوشة جيش هكس وهو يتقدم، وكان منهم الأمير عبد الرحيم أبو دقل (من قبيلة الحمر) والأمير أحمد الصافي (من الرباطاب) والأمير رحمة موسى (من الجوامعة). وأرسل أولئك الأمراء للمهدي ما يفيد بأن هكس في طريقه إلى البركة (1)، فتحرك المهدي وجنوده من الأبيض وسيطر على آبار " البركة " قبل أن يصل إليها جيش هكس، ليحرمهم من الماء. ولما اقترب جنود هكس، أمر الخليفة عبد الله بضرب "النحاس" ليقذف في قلوب أولئك الجنود الرعب. وعند سماع جنود هكس لأصوات طبول الحرب، شرعوا في الفرار نحو شيكان والأبيض. وعندها بدأ أنصار المهدي في مطاردتهم. وكان اللغوب والعطش قد بلغا بجنود هكس كل مبلغ، فوقعوا فريسة سهلة لجنودنا ولم يقدروا على مقاومة جيشنا. وكنت ممسكا بفرس المهدي في أثناء تلك المعركة. وبعد انتهاء المعركة عدنا مرة أخرى للأبيض.
بعد ذلك توجه المهدي بجيشه نحو الرهد لقتال نوبة "جبل داير"، ولكننا لم نستطع هزيمتهم. قرر المهدي بعد ذلك التوجه نحو الخرطوم. وكان الفصل خريفاً، وكانت الأمطار الغزيرة قد خلفت الكثير من برك المياه الراكدة. وسار الجيش على طريق البساطة (البساط)، وأقام المهدي معسكره في منطقة شات، وبقينا بها لشهر كامل. ومن شات سرنا نحو الدويم الواقعة على النيل الأبيض، وأقمنا لنا معسكراَ في "الترعة الخضراء"، ومنها تحركنا لإقامة معسكر في منطقة أخرى هي "الشيخ الصديق" الواقعة على الجانب الآخر من القطينة. وأخيرا بلغنا منطقة "أبو سعد" الواقعة جنوب أم درمان.
أطبق المهدي بجيشه العرمرم حصاراً محكماً على مدينة الخرطوم. وتواصل الحصار – بصورة متقطعة – زمنا طويلاً، إلى أن قرر المهدي أن الوقت قد حان للهجوم على الخرطوم. ركب المهدي فرسه حتى بلغ شجرة "ماحي بيه" (التي تسمى أحياناً "شجرة غوردون") على الشاطئ الشرقي للنهر، وألقى على جنوده خطبة قصيرة تضمنت قسماً وموعظة دينية. بعدها عبر النهر مرة أخرى عائداً لمعسكره بالقرب من أم درمان. وكان المهدي قد سمع بأن الجيش البريطاني كان قد بلغ "أبو طليح"، وكان يخشى أن تفلح تلك القوات البريطانية في الوصول للخرطوم وتنقذها من الحصار. كنت بجانب المهدي وشاركت في الهجوم على الخرطوم. بدأ هجومنا على المدينة عند الفجر، وما أن انتصف النهار، حتى كانت المدينة في قبضتنا. وعبر المهدي النهر ودخل الخرطوم حيث أدى صلاة الظهر في مسجدها. وعدت مع المهدي لأم درمان تاركين خلفنا جيشنا. وبعد يوم أو يومين قربت من الخرطوم باخرتان تحملان الجيش الإنجليزي، ولما تبين لهما أن الخرطوم قد سقطت، عادتا أدراجهما.
بعث المهدي بجنود قادهم موسى ود حلو (شقيق الخليفة علي ود حلو) لقتال الجيش الإنجليزي بشمال البلاد، غير أن قواته هُزِمَتْ ولم يعد لأم درمان إلا قليل جدا من جنودنا. وعلى إثر ذلك، بعث المهدي بقوات أخرى كان على رأسها الأمير عبد الرحمن النجومي لملاحقة الجنود البريطانيين، إلا أن تلك القوة البريطانية أفلحت في العودة لمصر قبل أن تواجه جنود النجومي.
منذ أن انضممت للمهدي، لم أفارقه قط. كنت خادمه الشخصي. وطوال أعوامي معه لم يكلمني بصورة شخصية إلا نادراً جدا. كان يكثر من تلاوة القرآن ويردد أن الدينا هذه لا تعدو أن تكون مثل جيفة، وأن من يحبونها هم مثل الكلاب. كان منشغلاً دوما بكتابة المنشورات والمواعظ. وكان له كاتب اسمه أحمد النور (من الجعليين) يعمل علي خط نسخ مما يكتبه المهدي. وكان المهدي نادراً ما يستشير خلفاءه، غير أنه كان يجتمع بهم قبل الدخول في أي معركة ويلقي عليهم تعليماته.
وعقب سقوط الخرطوم، سكن المهدي في البيت الذي أقيم فيه لاحقاً ضريحه الموجود الآن. وكان بذلك البيت ثمان غرف تعيش فيها زوجاته. ولم يكن مسموحاً لأي رجل بدخول ذلك البيت، باستثناء 10 أو 12 من الخصيان الذين جُلِبُوا من مختلف أنحاء البلاد. وكان المهدي قد خصص لكل واحدة من زوجاته مسترقة تقوم بأعمال البيت من طبخ وغسل وغير ذلك.
وكان المهدي يعقد مجلسه في حوش الجامع، ولم يحدث قط أن اجتمع بذلك المجلس في بيته. وكان المهدي يؤثر من بين أعضاء مجلسه المحسي أحمد سليمان، أمين بيت المال، وسليمان عبد الله، الذي كان فيما مضى مسترقاً لحليم أفندي في بربر. وكان من واجباته مساعدة المهدي في الركوب على فرسه، والوقوف حارساً على بابه.
لا أصدق أن المهدي مات مسموماً. لقد كنت بجانبه عند مرضه الذي توفي بسببه. كان قد مرض لخمسة أيام، ولم نكن نعتقد أن مرضه كان مرضاً خطيراً. واستدعى المهدي في يومه الأخير ثلاثة من خلفائه، وأمرهم بالقسم على الولاء والبيعة للخليفة عبد الله. وأستدعى كذلك اثنين من كبار قضاته (أحمد على سليمان وسليمان الحجاز)، وجعلهم يقسمون بالله على أن يحكموا بين الناس بالعدل. وأخير استدعى كل زوجاته وأخبرهنّ بأنه في ساعته الأخيرة، وأن عليهنّ الاستعداد لنهاية العالم. قام بعد ذلك بالسجود مرتين، واستلقى على سرير وأسلم الروح. وكان ذلك عند منتصف النهار. تجمع الكثيرون حول داره وهم ينوحون، ومنعهم احمد ود سليمان من النواح وأمرهم بإخلاء المكان. وكان من بين المَعزيّين الخلفاء الثلاثة، وقام هؤلاء – بالاشتراك مع كبار معاونيهم - بحفر قبر المهدي في غرفته الشخصية التي قُبِضَتْ فيها روحه، وذلك بحسب ما أوصى به. وقبل مواراة الجثمان الثري، أخذوا الجثمان إلى ساحة المسجد للصلاة عليه. وعقب الصلاة صعد الخليفة عبد الله على المنبر وتلقى البيعة من جموع المصلين.
**** *** ****
إحالات مرجعية
1/ يمكن النظر في مقال مترجم بعنوان "من رسائل هكس باشا في أيام حملتي سنار وكردفان عام 1883م" https://shorturl.at/UIwPX
alibadreldin@hotmail.com