من روتين الخطاب السياسي السوداني التحذير المتكرر من الفتنة العرقية. في بعض الأحيان يكون التحذير نبيلا ومشروعًا نظرًا للسياق المحدد الذي تم ذكره فيه.

لكن في كثير من الأحيان يأتي التحذير بشكل عشوائي أو تعسفي ويؤدي إلى نتائج عكسية، أي زيادة حدة الاستقطاب العرقي، لعدد من الأسباب.

أحيانا يتظاهر الكاتب فقط، ولا يقصد من التحذير من الفتنة أن يقوم الناس بما هو ضروري لتجنبها.

ولكن يكون هدفه الخفي التهديد بأنه هو أو جماعته سيصبون الزيت علي نار العرقية إذا لم ينصاع الشعب لإرادتهم أو إذا لم يقبل تحليلاتهم وتوصيات كتابهم باعتبارها الحكمة النهائية والحقيقة المطلقة.

لكن أسوأ أنواع الخداع باسم العرقية ياتي من الذين يقفزون صعودا وهبوطا صارخين ضد مخاطر الفتنة العرقية فقط عندما يكون بالإمكان استخدام كرت العرقية ضد الجيش أو ضد دعوات المدنيين لتسليح أنفسهم بغرض الدفاع عن حياتهم،ومنازلهم ومدنهم من هجمات الجنجويد.

وحتي لو أخلتفنا مع الجيش أو مع دعوات تسليح المواطنين فإن ذلك لا يخفي الكذب والأجندة الخفية عندما نلاحظ أن نفس الأصوات المتشوقة لدمغ الخصوم تلتزم الصمت البليغ المنضبط عندما يرتكب الجنجويد والمثقفون التابعون لهم ممارسات وتصريحات عنصرية صريحة وفجة واحيانا ترقي لدعوة لإبادة جماعية.

ليس كل من يحذر من الفتنة العرقية صادق إذ أن بعضهم صادق نبيل وبعضهم مستهبل لا يتورع عن اللجوء للفتنة العرقية لتحقيق أهداف سياسية لو تعثرت الطرق الأخري.
وفي استسهالهم وبراغماتيتهم لا يهمهم خطورة الأنفجار العرقي الذي قد تساعد سماجتهم في تعجيله.

معتصم اقرع

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أوربان: أوروبا خسرت الصراع في أوكرانيا

قال فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري، إن أوروبا خسرت الصراع في أوكرانيا، على الرغم من أنها تحاول إنكار ذلك.

رئيس وزراء المجر: الولايات المتحدة وأوروبا أنفقتا 310 مليارات يورو مساعدات عسكرية لأوكرانيا فتح باب التقدم للمنح التنافسية من المجر لمرحلة البكالوريوس


وبحسب"سبوتنيك"، أضاف أوربان، في حديثه ، إن "هناك واقع جديد بأنه جزئيًا في الصفوف الأمامية -وهذا يمكن للجميع أن يسمعوا به، وهو ليس سرًا- روسيا تمضي قدما. تتحرك ببطء، وتتقدم للأمام... لقد خسر الاتحاد الأوروبي هذه الحرب"
وأضاف أوربان أن الأوروبيين "يحاولون الآن استخدام كل أنواع حيل التواصل"، قائلين على سبيل المثال: "لا يمكنك معرفة ما هو النصر"، لكن محاولات تفسير أن "النصر هزيمة، والهزيمة نصر تذكرنا برواية جورج أورويل 1984".
وأكد أوربان، أنه في أبريل 2022، كانت روسيا وأوكرانيا "على بُعد ساعات" من إبرام اتفاق سلام، لكن "بسبب التدخل الغربي، أصبح هذا الاتفاق مستحيلاً"
وكان أوربان قد صرح، في 20 من الشهر الماضي، بأن السماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى لضرب روسيا، وتحديث العقيدة النووية الروسية، يرفع خطر التصعيد إلى الحد الأقصى؛ مشيراً إلى أن بلاده سوف تتبع كل الوسائل الدبلوماسية كي لا تنجر إلى الصراع في أوكرانيا.
وأعلن رئيس الوزراء المجري، في وقت سابق من هذا الشهر، أن بلاده اقترحت على أوكرانيا وقف إطلاق نار في أعياد الميلاد وتبادل أسرى مع روسيا، لكن فلاديمير زيلينسكي رفض المبادرة.

مقالات مشابهة

  • أزمة التهجير العرقي في الهند: آلاف يعانون ظروفًا في مخيمات الإغاثة
  • الأرصاد التركية تصدر التحذير الأصفر لـ6 مدن بينها اسطنبول
  • التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية
  • أوربان: أوروبا خسرت الصراع في أوكرانيا
  • إدانة 15 أجنبيا في إسبانيا بتهمة التحريض على الفتنة على متن طائرة من المغرب
  • خالد ميري يكتب: بحر أكاذيب السوشيال ميديا
  • من يكون أسعد الشيباني الذي عينته السلطات السورية الجديدة وزيرا للخارجية
  • هل صارت الخدمات من أدوات الصراع السياسي في السودان؟
  • خطاب استثنائي للسيد القائد.. التحذير من مخطط بعثرة الأمة والأطماع الأمريكية الصهيونية في المنطقة
  • هجوم ألمانيا.. ما هو سر "التحذير السعودي"؟