منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” إمارة عجمان، عضوية الشبكة العالمية لمدن التعلّم “GNLC” لتنضّم إلى 356 مدينة من 79 دولة عضوة ملتزمة بالتعلم مدى الحياة للجميع، وتركّز على مبدأ تبادل الأفكار والحلول بين المدن لتحقيق الجودة والشمولية في التعليم.

وأكد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، أن اختيار إمارة عجمان لتكون مدينة ضمن شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلّم “GNLC” يأتي انعكاساً للجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في مجال توفير بنى تحتية مثالية للتعلّم، ويترجم جهود الإمارة في تبنّي الإستراتيجيات الشاملة والمستدامة لعملية التعليم.

وأضاف معاليه: “حرصت وزارة الثقافة على دعم ملف ترشّح الإمارة من خلال الجهود التي بذلتها اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، على صعيد التنسيق والمتابعة مع منظمة اليونسكو وشركائها، منذ تقديم الملف حتى بلوغه مرحلة الترشّح والاختيار، وهذا يترجم سعي الوزارة لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة، حفظها الله، الرامية إلى تكامل الأداء بين مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية، وتعزيز التنافسية وتحقيق الأجندة الوطنية التي تخدم أهداف التنمية المستدامة فيما يتعلّق بتوفير بيئة خصبة للتعلّم الجيّد، الأمر الذي يصبّ في مصلحة الدولة ورؤيتها للخمسين عاماً القادمة، ويلعب دوراً فاعلاً في تحقيق الغايات الطموحة لإستراتيجية التعليم العالي 2030 الذي تتطلع الدولة لأن يكون النموذج الأول عالمياً أساسه الطالب المتسلح بالمعرفة، وأدوات المستقبل”.

وجاء اختيار إمارة عجمان لتنال عضوية الشبكة بعد أن أعدّت الأمانة العامة للمجلس التنفيذي في الإمارة ملفاً متكاملاً بالتعاون مع وزارة الثقافة، أظهرت من خلاله تكامل الجهود بين مختلف الجهات والمؤسسات التعليمية لتحقيق غايات تعزيز التعلم الشامل في نظام التعليم، واستدامة الأساليب والموارد، علاوة على الارتقاء بثقافة التعليم وإشراك جميع أفراد المجتمع في برامج ومبادرات توعوية تسهم في تحقيق أعلى معدلات التماسك الاجتماعي، وتلعب دوراً فاعلاً في تحقيق النهضة الاقتصادية والازدهار الثقافي المنشود في مختلف المجالات.

وأشاد الدكتور سعيد سيف المطروشي، الأمين العام للمجلس التنفيذي في عجمان ّ بانضمام إمارة عجمان للشبكة العالمية لمدن التعلّم الذي يأتي كخطوة جديدة تؤكد التزام حكومة عجمان بتوجيهات سمو الشيخ عمّار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، بتعزيز فرص التعلم للجميع، ودعم التمكين الفردي والاندماج الاجتماعي، وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات.

وأضاف الدكتور المطروشي أن عضوية الشبكة العالمية لمدن التعلم تدعم تحقيق رؤية عجمان في بناء جيل مثقّف وقوة عاملة ماهرة ومجهزة بالمهارات والقدرات اللازمة لتحقيق النجاحات والإنجازات، وتعزز مبادئ التسامح والتعايش والتفاهم التي تتبنّاها الإمارة، كما تتيح فرصة المنافسة والابتكار لرواد الأعمال والمستثمرين لإيجاد بيئة تعليمية مستدامة للجميع.

وأكد أهمية تحويل التعليم إلى رحلة مستمرة تمتد إلى ما هو أبعد من التعليم الرسمي؛ إذ سيسهم هذا النهج في إعداد مجتمع قادر على مواجهة التحديات واقتناص الفرص المستقبلية، من خلال دمج التعلم مدى الحياة في كل مرحلة من مراحل التعليم.

وستعمل عجمان للإسهام بفاعلية في الشبكة العالمية لمدن التعلم من خلال المشاركة في الفعاليات الدولية، وتبادل الخبرات، وإطلاق مبادرات تعليمية مبتكرة تهدف إلى المساهمة بشكل كبير في النهوض بالتعلم مدى الحياة والتنمية المستدامة على مستوى العالم.

وتضم شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم 356 مدينة في 79 دولة عضواً في المنظمة من ضمنها إمارتا رأس الخيمة والشارقة.

وتهدف مدن التعلم إلى تعزيز التعليم الشامل من التعليم الأساسي إلى التعليم العالي، وتشجيع التعلم في الأسر والمجتمعات، وتيسير التعلم في محل العمل ومن أجله، إلى جانب توسيع نطاق استخدام تقنيات التعليم الحديثة، والارتقاء بمعدلات الجودة والامتياز في التعلم، وتعزيز ثقافة التعلم طوال الحياة.

وتعد شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم “GNLC” شبكة دولية موجهة نحو إنتاج المعرفة وتبادلها والتعلم من الأقران وبناء القدرات، ويستفيد أعضاء الشبكة في “اليونسكو” من تبادل إستراتيجيات، وممارسات التعلم مدى الحياة مع مدن أخرى في الشبكة وتطوير وتبادل المعرفة حول التحديات والحلول الرئيسية والمشاركة في مبادرات التدريب وفي الأحداث الإقليمية والعالمية.

في الوقت ذاته تعمل شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، على تنمية وتطوير ثقافة التعلم مدى الحياة في مختلف دول العالم، وتهدف إلى تشجيع المدن الأعضاء على تبادل الأفكار والآراء الخاصة بالسياسات والاستراتيجيات المتبعة في قطاع التعليم، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب للاستفادة من أفضل الممارسات، إلى جانب تعزيز أواصر التعاون والشراكات فيما بينها.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

المجلس الأعلى للتربية والتكوين يحذر: الفجوات في التعليم بين العمومي والخاص تهدد وحدة النظام التربوي وتعمق التفاوتات الاجتماعية”

في تقرير حديث له، أشار المجلس الأعلى للتربية والتكوين إلى أن تطور مؤسسات التعليم الخاص في المغرب قد أسهم في زيادة الفوارق بين التعليم العمومي المجاني والتعليم الخاص المؤدى عنه، مما أدى إلى تعزيز الازدواجية في النظام التعليمي.

هذه الازدواجية، بحسب التقرير، أثرت بشكل سلبي على تكافؤ الفرص بين الطلاب، وأثارت تساؤلات حول فعالية وجودة التعليم العمومي في تأهيل التلاميذ للمستقبل.

وتطرق التقرير الذي حمل عنوان “المدرسة الجديدة” إلى قلق الأسر والتلاميذ من تراجع جودة التعليم العمومي، وأكد على أن النظام التعليمي يعاني من تفاوتات واضحة بين المدارس العامة والخاصة، ما ساهم في اتساع الفجوات الاجتماعية والعلمية.

وبيّن التقرير أن هذه التفاوتات أضعفت قدرة النظام التعليمي على تلبية احتياجات الطلاب في مواصلة تعليمهم والاندماج في سوق العمل بشكل فعال.

كما أشار التقرير إلى أن محاولات توحيد المناهج بين القطاعين العام والخاص لن تكون كافية لحل هذه المشكلة، بل ينبغي أن يتم التنسيق بين أهداف المناهج والمضامين التربوية لضمان تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع الطلبة. وأبدى المجلس مخاوفه من أن يؤدي هذا الانقسام التدريجي إلى تهديد وحدة النظام التعليمي في البلاد.

من جهة أخرى، شدد التقرير على تأثير المؤسسات التعليمية الأجنبية التي بدأت تنتشر في المغرب، مما يهدد قدرة النظام التربوي الوطني على الحفاظ على تماسكه. ورغم أن التنوع في العرض التربوي قد يضيف قيمة للتعليم، إلا أنه يتطلب تقيمًا دقيقًا للمخاطر المرتبطة بتعميق التفاوتات الاجتماعية وفقدان التمازج الاجتماعي.

ودعا المجلس إلى تبني مقاربة شاملة وموحدة للإصلاح التربوي، تضمن تنسيقًا بين مختلف مكونات المنظومة التعليمية.

واعتبر أن السياسات العامة يجب أن تكون أكثر فاعلية في تنفيذ توصيات الرؤية الاستراتيجية ومقتضيات القانون الإطار 51.17، بما يعيد التركيز على مفهوم “المدرسة الجديدة” ويعزز من دور التعليم في بناء مستقبل مشرق لجميع أبناء الوطن.

 

مقالات مشابهة

  • المجال السلوكي في برامج التعليم العالي
  • نقابة التعليم التابعة للبيجيدي ترفض “حوار برادة “و تدعو إلى العودة للشارع
  • جامعة دمياط تنظم زيارة ميدانية لطلابها إلى الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة
  • المجلس الأعلى للتربية والتكوين يحذر: الفجوات في التعليم بين العمومي والخاص تهدد وحدة النظام التربوي وتعمق التفاوتات الاجتماعية”
  • وزير التعليم: مبادرة 1000 مدير مدرسة تمنح دبلومة فى القيادة التربوية والأمن القومي
  • لماذا يجب أن تكون بيئات التعلّم حاضنة آمنة؟!!
  • الشركة العامة للكهرباء تواصل تطوير الشبكة العامة وتستعد لموسم الذروة الصيفية
  • مختصون لـ"الرؤية": تحسين مستوى التحصيل الدراسي للطلبة يتطلب تطبيق استراتيجيات تعليمية تفاعلية تجعل التعلّم أكثر متعة
  • الاعيسر يبحث مع اليونسكو التعاون في استعادة وترميم الآثار السودانية
  • حاكم عجمان وولي عهده يستقبلان الفائزين بمسابقة “الشيخة آمنة الغرير للصوت الحسن”